أزهارٌ بين
أنهار
الـحـكـمــة
مــن الـحــج
الحمد
لله مظهر الحق
ومُبديه، ومُنجز
الوعد ومُوفيه،
ومُسعد العبد
ومُشقيه، ومُذهب
الذنب ومُخفيه،
ومُظمى القلب
ومُرويه، فسبحانه
من ربِّ عظيم
حى قيوم، قدّر
الرزق المقسُوم،والأجل
المحتُوم والوقت
المعلُوم. خلق
الجنة من نور
رحمته، الأقوام
سقاهم من الرحيق
المختُوم،وأشهد
أن لآ إله إلا
الله وأن محمداً
عبده ورسوله
قال الشبلى:
الحج حرفان
حاء وجيم، الحاء
من الحكم، والجيم
من الجُرم،والإشارة
فيه كأنه يقول:
يارب أتيتك
بجُرمى وجفائى
الى حُكمكَ
ورحمتِك فإن
لمْ تغفر لِى
جُرمى فمن يغفر
لى؟ قيل ثلاثة
لا ترد لهم دعوة:
الصائم
حتى يفطر، والمريض
حتى يُعافى،والحاج
حتى يقدم،وقيل
من توضأ فأحسن
الوضوء،ثم
أتى الركن اليمانى
ليستلمه غاص
فـي الرحمة،
فإذا استلمه
وقال:بسم الله
والله أكبرأشهد
أن لآ إله إلا
الله وأشهد
أن محمداَ عبده
ورسولة غمرته
الرحمة.فإذا
كان بالبيت
كتب الله له
بكل قدم سبعين
ألف حسنة ومحا
عنه سبعين ألف
سيئة.اغتنموا
هذه الفوائد
والربح فمن
اجتهد وجِّد.
وليس من سهر
كمن رقد، والفضائل
والفوائد تحتاج
إلى وثبة كوثبة
أسد.
من
أوقد مصباح
الذكر لاحت
له الأعلام،ومن
تقرب فـي بادئة
الشوق ظهرت
له الختام.
سئل
ابن عباس رضي
الله عنهما
عن الحكمة فـي
أفعال الحج
وما فـي المناسك
الشريفة من
المعانى اللطيفة
-فقال: ليس من
أفعال الحج
ولوازمه شىء
إلا وفيه حكمة
بالغة ونعمة
سابقة ونبأ
وشأن وسِر يقصر
عن وصفه اللسان.فأما
الحكمة فـي
التجرد عند
الإحرام فإن
من عادة الناس
إذا قصدوا باب
المخلوقين
لبسوا أفخر
ثيابهم من اللباس،فكأن
الله سبحانه
وتعالى يقول
القصد إلى بابى
بخلاف القصد
إلى أبوابهم
لأضاعفنَّ
لهم أجورهم
وثوابهم عند
نزول الحِمام
كما كان أولامثل
ما خرج من بطن
امه مجردا عن
الثياب وفيه
شبه أيضا بحضور
الموقف يوم
الحساب كما
قال تعالى:{إن
الله لا يظلم
مثقال ذرة ولقد
جئتمونا فرادى
كما خلقناكم
أول مرة} أما
الإغتسال عند
الإحرام فالحكمة
ظاهرة الإحكام
وهو أن الله
تعالى يريد
أن يعرض الحُجاج
على الملائكة
يباهى بهم الأنام
وفيه أيضا حكمة
أخرى وهى أن
الحُجاج يضعون
أقدامهم على
موضع أقدام
الأنبياء الأبرار
فيكونون قبل
ذلك قد اغتسلوا
لينالوا بركتهم
فـي تلك الآثار
كما قال تعالى:
{إن الله يحب
التوابين ويحب
المتطهرين}
وأما الحكمة
فـي التلبية
فإن الإ نسان
إذا ناداه إنسان
جليل القدرأجابه
بالتلبية وحسن
الكلام فكيف
عن نداء مولاه
الملك العلام؟
ودعاه الى جانبه
ليّكفِّر عنه
الذنوب والآثام،وأن
العبد إذا قال
لبيك يقول الله
تعالى ها أنا
دان إليك ومُتجلٍّ
عليك فاسأل
فأنا أقرب إليك
من حبل الوريد.وأما
الوقوف بعرفة
وأخذ الجمار
من المزدلفة
فان فيه أسراراً
لذوى العلم
والمعرفة فمعناه
كأن العبد يقول:
سيدى حملت جمرات
الذنوب والاْوزار
وقد رميتها
بالإقرارإنك
أنت الكريم
الغفار. وأما
الذكر عند المشعر
الحرام وما
فيه من الاْ
مور العظام
فكأن الحق تعالى
يقول:اذكرونى
اذكركم،من
ذكرنى فـي نفسه
ذكرته فـي نفسى
ومن ذكرنى فـي
ملأ ذكرته فـي
ملأ خيراً من
ملئه،فاذا
ذكرتمونى عند
المشعر الحرام،ذكرتكم
بين ملائكتى
الكرام وكتبت
لكم توقيع الامان
من حلول الانام.وأما
الحكمة من حلق
الرأس بمنى
ففيها حكمة
يبلغ بها العبد
جميع المنى
وذلك أن فيه
يقظة وتذكيرا
لا يفهمها إلا
من كان عالماَ
تحديداً لاْن
الحاج إذا وقف
بعرفة وذكر
الله عند المشعر
الحرام وضحى
بمنى وحلق رأسه
بعرفة من الأدناس
والآثام كتب
الله عز وجل
له ثواباً وضاعف
له أجورا ووقاه
جحيما وسعيرا.
وجعل لكل شعرة
يوم القيامة
نوراً وأُعطى
توقيع الاْمان
كما قال تعالى:
{محلقين رؤوسهم
ومقصرين لا
يخافون}. وأما
الحكمة فـي
الوقوف بعرفات
وما فيه من المعانى
البديعة الصفات،فإن
فيه تنبيهاً
وتذكيـراً
بالوقوف بين
يدى الحق سبحانه
وتعالى يوم
القيامة حفاة
عراة مكشوفى
الرؤوس واقفيــن
على أقدام الحسرة
والندامـة
يضجون بالبكاء
والعويل ويدعون
مولاهم دعاء
عبد ذليل.فلله
درّ أقوام دعاهم
مولاهم الى
البيت العتيق.
فأجابوا داعى
الوجد والتشويق
وساروا الي
مشاة على قدم
التصديق، وعلى
كل ضامر يأتين
من كل فج عميق.
صلاح
الدين حمد ابراهيم
جامعة الخرطوم
شــراب
الـوصــل
�فذي
سبع جنَّأتٍ
وثنتان بعدها
فجنَّة
أعيانٍ وجنـة
قـربـةِ
ذي
اسم إشارة ويدلُّ
الرقم سبعة
على الكثرة
فالسموات سبعٌ
والأراضين
سبعٌ والبحار
سبع والأقاليم
سبعٌ والكواكب
السيارة سبعٌ
ودركات النار
سبع والجنَّات
سبعٌ قيل أوسطها
وأعلاها الفردوس
وقد جاء ذكرها
في القرآن الكريم
{إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات
كانت لهم جنات
الفردوس نزلا
الكهف} وتليها
جنَّة عدن {جزاؤهم
عند ربِّهم
جنَّات عدن
تجري من تحتها
الأنهار}البيِّنة
8 فجنة الخلد
{قل أذلك خير
أم جنَّة الخلد
التي وُعد المتقون}
الفرقان 15
فجنة النعيم
{واجعلني من
ورثة جنة النعيم}
الشعراء85،
فجنة المأوى
{عندها جنة المأوى}
النجم. فدار
السلام {لهم
دار السلام
عند ربِّهم}.
الأنعام127�
فدار الجلال.وأدناها
جنة الأكل والشرب:
ما الأمرُ زيتونٌ
وتيــ
نٌ أو حسـاءٌ
يشـربُ
وأعلاها
جنة المشاهدة
وجمال الجنَّات
جمال صرف أو
جمالٌ نظيف
لا هيبة فيه
فهيبة الجمال
تمنع من الاستمتاع
به وتنغِّصه
وفي هذا يقول
الشيخ رضي الله
عنه:
�أجبتُ
كريماً في نظيف
جمالـه
لأعصر
من كرم الكريم
مدامتي
ثمَّ
ذكر الشيخ علاوة
على هذه الجنات
السبع جنتين
أخريين هما
مما أطلع الله
عليه أولياءه
فقال (جنة أعيان
وجنة قربة) ولعل
جنة القربة
هي الوسيلة
التي ادُّخرت
لرسول الله
صلى الله عليه
وسلَّم وهي
تُطلُّ على
كلِّ الجنَّات
وهي التي يسأل
المسلمون ربهم
أن يبوِّءها
رسوله الكريم
صلوات الله
عليه والله
تعالى أعلم.
وقد تحدَّث
الشيخ عن وصف
الجنة في القرآن
الكريم فذكر
أن ما ذكره المولى
عزَّ وجلَّ
من وصف الجنة
تقريبٌ للصورة
ليس أكثر فالمولى
عزَّ وجلَّ
وصف الجنة للإنسان
بما يعرف من
أشياء دنياه
ولا يمكن أن
توصف له بما
لا يعرف ثمَّ
ذكر الشيخ عنه
الحديث القدسي.
حدّثنا أَبُو
بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ.
ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ
عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَة،
قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه
وسلم:
يَقُولُ
اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ:(
أَعْدَدْتُ
لِعِبَادِيَ
الصَّالِحِينَ
مَالاَ عَيْنٌ
رَأَتْ، وَلاَ
أُذُنٌ سَمِعَتْ،
وَلاَ خَطَرَ
عَلَى قَلْبِ
بَشَرٍ).
وقَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ:
وَمِنْ بَلْهَ
مَا قَدْ أَطْلَعَكثمُ
اللهُ عَلَيْهِ.
اقْرَأُوا
إِنْ شِئْتُمْ
32/17)
فَلاَ تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا
أُخْفِيَ لَهُمْ
مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً
بِمَا كَانُوا
يعْمَلُونَ.
د. عبد الله
محمد أحمد |