شـبــاب الطريقة

شعـاع مـن بنـي النـور

 

شباب الطريقة

بيت العائلة

مما لفت نظري أن أول ما بدأ به سيدي فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني لنشر الطريقة تأسيس الزوايا في جميع أرجاء المعمورة، وكانت هي محل دروسه، والمكان الذي يجد فيه الذاكر راحته من كدر الدنيا وهمومها. حتى أننا اليوم لا نجد محافظة أو قرية إلا وبها دار وقد بلغ عددها أكثر من سبعين زاوية في السودان فقط وثلاثة عشر مسجدا، وفي مصر لا حصر لها وقد أصبحت مركز إشعاع للهداية ورد الشاردين في أوربا وأمريكا وأستراليا.

ولكي نقف على دور هذه الزوايا نستعرض آخر خطاب ألقاه مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه بمناسبة افتتاح دار الطريقة الدانمارك هذا العام حيث يقول: إنه من دواعي سروري أن أكون معكم وأشارككم هذه الفرحة الكبيرة. . دار ولا كل الدور. . من أكبر زوايا الطريقة واسعة. . رحبة. . طيبة المقام. . مجمع لإقامة الحضرة ودروس الفقه والتلاوة ومكان لتعليم الأطفال والشباب، فبشرى لكم وهنيئاً لكم، والزوايا في الطريقة بمقام بيت العائلة الكبير يؤول إليه جميع أفراد العائلة، فهي دار التعليم والتراحم ومقابلة الآخرين ودار لإقامة شعائر الدين وفي وقت الشدة والضيق.

وكل فتــى لـو أمَّ داري يحتمي      يطيب بها عيشاً وما خاب قاصدي

وصرح كالذي نحتفل به في بلدة كهذه لمنارة عالية، وشعلة هداية. الناس في أشد الحاجة إليها، وصدق الصادق الأمين حين يقول: (لأن يهدي بك نفساً واحدة خير لك من حمر النعم)، والمسئولية الملقاة على عاتق الطريقة كبير، وعلى مشايخ هذه الطريقة ومريديها تصحيح ما أفسده الزمان وهداية الناس إلى الطريق القويم.

صديق أبو هريرة

 

شعــاع مـن بنـي النـور

العلمُ كـنـزٌ والصدورُ مـنـازلٌ         وبغيـره تبدو الصدورُ قفارا

وإذا أُميط الستر عند  بلـوغـه         أوج الكمال بجانب الأغيـارا

هذه مقتطفات من معلمنا وقدوتنا مولانا الشيخ رضي الله عنه، يحثُّ فيها أبناءه ويعلمِّهم ويربيهم لمعرفة العلوم وأصل العلم وكيف لنا أن نستفيد من هذا العلم، كان رضي الله عنه يجمع أحبابه ويفقههم ويعلمهم الصبر في هذه الدنيا وقراءة الأوراد والذكر وكثرة الصلاة على المصطفىصلى الله عليه وسلم.

إن الإنسان ولد طاهراً نقياً ممتلئاً بالقيم العالية ومفعماً بالأخلاق النبيلة، لكن المجتمع هو الذي يؤثرفيه سلباً وإيجاباً بعد ذلك، كيف ؟ ! إن الله سبحانه وتعالى أعطانا الحرية الحقة ضمن إطار الفضيلة والخلق الكريم وأحكم هذه الحرية بالشريعة، فإن هذه الأحكام الشرعية هي التي تعالج مشكلات الإنسان المختلفة.

إن الحرية هي أن تفعل كيفما تشاء وقتما تريد دون مراعاة لأثر ذلك الفعل الذي تفعله سلباً على المجتمع مما يقود ذلك إلى الكثير من الفوضى غير المنظومة اجتماعياً وأخلاقياً حيث تؤدي هذه الفوضوية إلى سقوط القيم الإنسانية الشريفة وعلى قمم القواعد التربوية، وخير مثال لذلك انهيار نظام الأسرة في العالم.

ما نريد قوله هنا وبإيجاز شديد ما نراه اليوم. جزء من شبابنا، شباب المستقبل والنور الواعد وفي قضيته مع المخدرات والأساليب الأخرى، هذه القضية الضخمة التي غزت العالم شرقاً وغرباً في دمار شامل لهؤلاء الأبرياء من الشباب، الأمر الذي بات جلياً لفئة معيَّنة وطبقة واضحة تسعى وراء هدم الناس بعد أن فشلت هي في حياتها وكُسِرت نواجذها، باتت تنفث سمومها في هؤلاء الضحايا.

نحن نرفض هذه الحرية التي تقول: (هذه هي حرية الكيف وأن الإنسان وُلدَ على مطلق الحرية وهو حر في تصرفاته ولا تحكمه أية قيود) لا وألف لا للحرية الفوضوية، ونؤكد أن الحرية الحقة هي في ضمن إطار الفضيلة والخلق الكريم، فلسنا بحاجة إلى حرية التفسخ والإنحلال والإنحراف والضياع.

إنما حرية الاستقرار والفهم لهذه الحياة التي ليست ملكنا، إن موضوعنا اليوم يتناول أهم وأخطر قضية تُعايش على أرض الواقع، قضية تعاطي المخدرات وضياع الكثير من الشباب، أنها حقاً قضية اجتماعية صعبة ومدمرة جسدياً وأخلاقيا.

كيف ينظر إليها الناس ؟ وكيف الخلاص منها ؟

وللحديث بقية،،،

غادة سليمان الزين