قبل
الرسالة - 2
رجوع حليمة
به إلى مكة
أول مرة:
قالت: فقدمنا
به على أمه
ونحن أحرص شيء
على مكثه
فينا، لما كنا
نرى من بركته. فكلمنا
أمه وقلت لها: لو تركت بُنيَّ عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم
نزل بها حتى ردته معنا.
حديث
الملكـين
اللذين
شقا بطنه
صلـى
الله عليه
وسلم:
قالت: فرجعنا
به، فوالله
إنه بعد
مقدمنا به
بشهر مع أخيه
لفي بهم لنا
خلف بيوتنا،
إذ أتانا أخوه
يشتد، فقال لي
ولأبيه: ذاك
أخي القرشي قد
أخذه رجلان
عليهما ثياب
بيض،
فأضجعاه،
فشقا بطنه،
فهما يسوطانه.
قالت: فخرجت
أنا وأبوه
نحوه،
فوجدناه
قائما مُنتَقَعا
وجهه. قالت: فالتزمته
والتزمه
أبوه، فقلنا
له: ما لك يا
بني، قال: جاءني
رجلان عليهما
ثياب بيض،
فأضجعاني وشقا
بطني،
فالتمسا فيه
شيئا لا أدري
ما هو. قالت: فرجعنا به إلى خبائنا.
حليمة ترد
سيدنا
محمدا
صلى الله عليه
وسلم إلى أمه:
قالت: وقال
لي أبوه: يا
حليمة، لقد
خشيت أن يكون هذا
الغلام قد
أصيب فألحقيه
بأهله قبل أن
يظهر ذلك به،
قالت: فاحتملناه،
فقدمنا به على
أمه، فقالت: ما
أقدمك به يا
ظئر وقد كنت
حريصة عليه،
وعلى مُكثه
عندك؟ قالت: فقلت:
قد بلغ الله
بابني وقضيت
الذي علي،
وتخوفت الأحداث
عليه، فأديته
إليك كما
تحبين، قالت: ما
هذا شأنك،
فاصدقيني
خبرك. قالت: فلم
تدعني حتى
أخبرتها. قالت: أفتخوَّفتِ عليه
الشيطان؟ قالت: قلت: نعم، قالت: كلا، والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبنيَّ
لشأنا، أفلا أخبرك خبره، قالت: قلت: بلى، قالت: رأيت حين حملت به، أنه خرج مني نور
أضاء قصور بصرى من أرض الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حمل قط كان
أخف عليَّ ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض، رافع رأسه
إلى السماء، دعيه عنك وانطلقي راشدة.
يُسأل عن
نفسه وإجابته
صلى الله عليه
وسلم:
�قال ابن إسحاق: وحدثني ثور بن يزيد، عن بعض أهل
العلم، ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعي:أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال: نعم، أنا دعوة أبي
إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملتْ بي أنه خرج منها نورٌ أضاءَ لها قصورَ
الشام، واستُرضعت فـي بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخٍ لي خلف بيوتُنا نرعى بهما
لنا، إذ أتاني رجلان ـ عليهما ثياب بيض ـ بطست من ذهب مملوءة ثلجا، ثم أخذاني فشقا
بطني، واستخرجا قلبي فشقاه، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني
بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته، فوزنني بهم
فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من
أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، فقال: دعه عنك، فوالله لو وزنه بأمته لوزنها.
افتقاد
حليمـة له
صـلى
الله عليه وسلم
حين رجوعها به:
قال ابن
إسحاق: وزعم
الناس فيما
يتحدثون،
والله أعلم: أن
أمه السعدية
لما قدمت به
مكة أضلها فـي
الناس وهي
مقبلة به نحو
أهله،
فالتمسته فلم
تجده، فأتت
عبدالمطلب،
فقالت له: إني
قد قدمت بمحمد
هذه الليلة. فلما كنت بأعلى
مكة أضلني، فوالله ما أدرى أين هو، فقام عبدالمطلب عند الكعبة يدعو الله أن يرده،
فيزعمون أنه وجده ورقة بن نوفل بن أسد، ورجل آخر من قريش، فأتيا به عبدالمطلب،
فقالا له: هذا ابنك وجدناه بأعلى مكة، فأخذه عبدالمطلب، فجعله على عنقه وهو يطوف
بالكعبة يعوذه ويدعو له، ثم أرسل به إلى أمه السيدة آمنة.
وههنا نقف مع سورة الضحى والآية {ووجدك ضالا فهدى} فالله سبحانه وتعالى
أراد أن يذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ما ودعه وما قلاه فلقد آواه يتيما ولما
عادت به السيدة حليمة السعدية لترده إلى أمه وضل منها فـي وادي الأراك بشعاب مكة
حيث أخذه الملكان لحادث شق الصدر ثم تركاه فلم يعرف الطريق على الخروج من الوادي
وضل الطريق ولقد هرعت السيدة حليمة إلى سدنة هبل فلما أوقدوا نارهم وقدموا قرابينهم
إلى الإله المزعوم طلب منها الكاهن أن تردد على مسامع هبل اسم ولدها المفتقد فلما
قالت(محمد) تهدم الصنم وقال لها الكاهن إن لابنك هذا إله لا يستنضف آلهتنا، ونادى
جبريل (محمد فـي وادي الأراك) وبذا اهتدى الناس إليه وأخرجوه من وادي الأراك.
|