هل من
سائل فيجاب؟
ورد إلينا من كاليفورنيا أمريكا سؤال من دكتور مهندس أحمد فؤاد بسيوني
يسأل عن نصوص التبرك الواردة ومشروعيته؟.
ونقول: إن النصوص كثيرة لاحصر لها وليس لنا إلا أن نوجز فـي هذا الباب
وانظر مقال التبرك فـي هذا العدد والأعداد القادمة إن شاء الله.
سورة الحجر. القرطبي
الآية:
80 {ولقد
كذب أصحاب
الحجر
المرسلين}
مسألة: أمر
النبي بهرق ما
استقوا من بئر
ثمود وإلقاء ما
عجن وخبز به
لأجل أنه ماء
سخط، فلم يجز
الانتفاع به
فرارا من سخط
الله. وقال (اعلفوه
الإبل). أمره
صلى الله عليه
وسلم أن
يستقوا من بئر
الناقة دليل
على التبرك
بآثار
الأنبياء
والصالحين،
وإن تقادمت
أعصارهم
وخفيت آثارهم،
كما أن فـي
الأول دليلا
على بغض أهل
الفساد وذم
ديارهم
وآثارهم. هذا،
وإن كان
التحقيق أن
الجمادات غير
مؤاخذات، لكن
المقرون
بالمحبوب
محبوب،
والمقرون بالمكروه
المبغوض
مبغوض، كما
قيل:
أحبُّ
لحبها
السودان حتى
أحب لحبها
سود الكلاب
وكما قال
آخر:
أمرُّ على
الديار ديار
ليلى
أقبل ذا
الجدار وذا
الجدار
سورة
الإسراء. الآية:
82 {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}،قال مالك: لا بأس بتعليق
الكتب التي فيها أسماء الله عز وجل على أعناق المرضى على وجه التبرك بها إذا لم يرد
معلقها بتعليقها مدافعة العين.
موطأ
الإمام مالك. أبواب
الجنائز باب
القبر يُتّخذ
مسجداً أو يُصلّى
إليه أو
يُتوسَّد
أخبرنا مالك، حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أن رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم قال: قاتل اللهُ اليهودَ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد،
المعنى أنهم كانوا يسجدون إلى قبورهم ويتعبَّدون فـي حضورهم، لكنْ لمّا كان هذا
بظاهره يشابه عبادة الأوثان استحقوا أن يُقال(قاتلهم الله،) وقيل: معناه النهي عن
السجود على قبور الأنبياء، وقيل: النهي عن اتخاذها قِبلةً يصلّى إليها،قوله: قبور
أنبيائهم، ورد فـي سنن النسائي أن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنَوْا على
قبره مسجداً، قال البيضاوي: لمّا كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم
تعظيماً لشأنهم يجعلونه قِبلةً يتوجَّهون إليها فـي الصلاة ونحوها واتخذوها
أوثاناً، لعنهم ومنع المسلمين من ذلك، فأما من اتّخذ مسجدا فـي جوار صالح لقصد
التبرُّك لا التعظيم له (قلت: قوله لا التعظيم له: يقال اتخاذ المساجد بقربه وقصد
التبرك به تعظيم له)،(انظر سبل السلام 1/351) ولا التوجُّه نحوه فلا يدخل فـي ذلك
الوعيد، كذا فـي زهر المجتبى للسيوطي.
حدثنا
أَبُو عَمّار
الحسين بن
حريث، حدثنا
سُفْيانُ بنُ
عُيَيْنَةَ
عن هِشامِ بنِ
حَسّانَ عن
ابنِ سِيرينَ
عن أنَسِ بنِ
مالكٍ قالَ: لمّا
رَمَى النبي
صلى الله عليه
وسلم الجَمْرَةَ
نَحَرَ
نُسُكَهُ ثمّ
ناوَلَ
الحالِقَ شِقّهُ
الأيْمَنَ
فَحَلَقَهُ
فأَعْطَاهُ أبا
طَلْحَةَ،
ثمّ ناوَلهُ
شِقّهُ
الأيْسَرَ
فَحَلَقهُ
فقال
اقْسِمْهُ
بيْنَ
النّاسِ. حدثنا
ابنُ أبي
عُمَرَ حدثنا
سُفْيَانُ
عَن هِشامٍ
نَحْوَهُ. قال
أبو عيسى: هذا
حديثٌ حسنٌ
صحيحٌ، قاله
الشوكاني (فأعطاه)
أي الشعر
المحلوق (فقال
اقسمه بين
الناس) فيه
مشروعية
التبرك بشعر
أهل الفضل
ونحوه وفيه دليل
على طهارته
شعر الآَدمي
وبه قال
الجمهور. قوله: (هذا حديث حسن) وأخرجه
البخاري ومسلم.
أَخْبَرَنَا
هَنّادُ بْنُ
السّرِيّ
عَنْ مُلاَزِمٍ
قَالَ: حَدّثَنِي
عَبْدُ
اللّهِ بْنُ
بَدْرٍ عَنْ قَيْسِ
بْنِ طَلْقٍ
عَنْ
أَبِـيهِ
طَلْقِ بْنِ
عَلِيَ قَالَ:
خَرَجْنَا وفدا
إلَى
النّبِـيّ
صلى الله عليه
وسلم فَبَايَعْنَاهُ
وَصَلّيْنَا
مَعَهُ
وَأَخْبَرْنَاهُ
أَنّ
بِأَرْضِنَا
بَـيْعَةً
لَنَا فَاسْتَوْهَبْنَاهُ
مِنْ فَضْلِ
طَهُورِهِ
فَدَعَا
بِمَاءٍ
فَتَوَضّأَ
وَتَمَضْمَضَ
ثُمّ صَبّه
فـي إدَاوَةٍ
وَأَمَرَنَا
فَقَالَ: أخرجوا
فَإذَا
أَتَيْتُمْ
أَرْضَكُمْ
فَاكْسِرُوا
بِـيعَتَكُمْ
وَانْضَحُوا
مَكَانَهَا
بِهَذَا
الْمَاءِ
وَاتّخِذُوهَا
مَسْجِدا. قُلْنَا:
إنّ
الْبَلَدَ
بَعِيدٌ
وَالْحَرّ
شَدِيدٌ وَالْمَاءَ
يَنْشَفُ
فَقَالَ: مُدّوهُ
مِنَ
الْمَاءِ
فَاِنّهُ لاَ
يَزِيدُهُ
إلاّ طِيبا. فَخَرَجْنَا
حَتّى قَدِمْنَا بَلَدَنَا فَكَسَرْنَا بِـيعَتَنَا ثُمّ نَضَحْنَا مَكَانَهَا
وَاتّخَذْنَاهَا مَسْجِدا فَنَادَيْنَا فِيهِ بِالأَذَانَ قَالَ: وَالرّاهِبُ
رَجُلٌ مِنْ طَيّءٍ فَلَمّا سَمِعَ الأَذَانَ قَالَ: دَعْوَةُ حَقَ ثُمّ
اسْتَقْبَلَ تَلْعَةً مِنْ تِلاَعِنَا فَلَمْ نَرَهُ بَعْدُ.
قال السندي: قوله: إن بأرضنا بـيعة بكسر الباء معبد النصارى أو اليهود
واستوهبناه أي سألناه أن يعطينا من فضل طهوره بفتح الطاء والظاهر أن المراد ما
استعمله فـي الوضوء وسقط من أعضائه الشريفة ويحتمل أن المراد ما بقي فـي الإناء عند
الفراغ من الوضوء وانضحوا بكسر الضاد أي رشوا وفيه من التبرك بآثار الصالحين ما لا
يخفى.
شرح مسلم
للنووي
حدّثنا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَة
وزُهَيْرُ
بْنُ حَرْبٍ. جَمِيعاً
عَنْ وَكِيعٍ.
قَالَ
زُهَيْرٌ: حَدّثَنَا
وَكِيعٌ. حَدّثَنَا
سُفْيَانُ: حَدّثَنَا
عَوْنُ بْنُ
أَبِي
جُحَيْفَةَ،
عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: أَتَيْتُ
النّبِيّ صلى
الله عليه
وسلم بِمَكّةَ.
وَهُوَ
بِالأَبْطَحِ،
فـي قَبّةٍ
لَهُ حَمْرَاءَ
مِنْ أَدَمٍ. قَالَ:
فَخَرَجَ
بِلاَلٌ
بِوَضُوئِهِ،
فَمِنْ نَائِلٍ
وَنَاضِحٍ. قَالَ:
فَخَرَجَ
النّبِيّ صلى
الله عليه وسلم
وعَلَيْهِ
حُلّةٌ
حَمْرَاءُ،
كَأَنّي
أَنْظُرُ
إِلَى
بَيَاضِ
سَاقَيْهِ
قَالَ فَتَوَضّأَ
وَأَذّنَ
بِلاَلٌ. قَالَ:
فَجَعَلْتُ
أَتَتَبّعُ
فَاهُ
هَهُنَا وَهَهُنَا
(يَقُولُ: يَمِيناً
وَشِمَالاً) يَقُولُ:
حَيّ عَلَى
الصّلاَةِ،
حَيّ عَلَى
الْفَلاَحِ. قَالَ:
ثُمّ
رُكِزَتْ
لَهُ
عَنَزَةٌ،
فَتَقَدّمَ
فَصَلّى
الظّهْرَ
رَكْعَتَيْنِ،
يَمُرّ بَيْنَ
يَدَيْهِ
الْحِمَارُ
وَالْكَلْبُ،
لاَ
يُمْنَعُ،
ثُمّ صَلّى
الْعَصْرَ
رَكْعَتَيْنِ.
ثُمّ لَمْ يَزَلْ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ حَتّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ومن حديث
سهل بن سعد(فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه قال ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد
العزيز فوهبه له) يعني القدح الذي شرب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فيه
التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وما مسه أو لبسه أو كان منه فيه سبب، وهذا
نحو ما أجمعوا عليه وأطبق السلف والخلف عليه من التبرك بالصلاة فـي مصلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فـي الروضة الكريمة، ودخول الغار الذي دخله صلى الله عليه وسلم
وغير ذلك، ومن هذا إعطاؤه صلى الله عليه وسلم أبا طلحة شعره ليقسمه بين الناس،
وإعطاؤه صلى الله عليه وسلم حقوه لتكفن فيه بنته رضي الله عنها، وجعله الجريدتين
على القبرين، وجمعت بنت ملحان عرقه صلى الله عليه وسلم، وتمسحوا بوضوئه صلى الله
عليه وسلم، ودلكوا وجوههم بنخامته صلى الله عليه وسلم، وأشباه هذه كثيرة مشهورة فـي
الصحيح وكل ذلك واضح لا شك فيه.
قرب النبي عليه السلام من الناس
حدّثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى وأَبُو بَكْرِ بْنُ النّضْرِ بْنِ
أَبِي النّضْر وهَرُونُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ. جَمِيعاً عَنْ أَبِي النّضْرِ. قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: حَدّثَنَا أَبُو النّضْرِ (يَعْنِي هَاشِمَ بْنَ الْقَاسِمِ).
حَدّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلّىَ الْغَدَاةَ جَاءَ
خَدَمُ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ. فَمَا يُؤْتَىَ بِإِنَاءٍ
إِلاّ غَمَسَ يَدَهُ فِيهَا. فَرُبّمَا جَاؤوه فـي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ
فَيَغْمِسُ يَدَهُ فِيهَا.حدّثنا مُحَمّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدّثَنَا أَبُو النّضْرِ.
حَدّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: لَقَدْ رَأَيْت رَسُولَ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْحَلاّقُ يَحْلِقُهُ. وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ.
فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلا فـي يَدِ رَجُلٍ.وحدّثنا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَرُونَ عَنْ حَمّادِ بْنِ سَلَمَةَ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ امْرَأَةً كَان فـي عَقْلِهَا شَيْءٌ. فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. فَقَالَ: يَا أُمّ فُلاَنٍ
اَنْظُرِي أَيّ السّكَكِ شِئْتِ، حَتّىَ أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ فَخَلاَ مَعَهَا
فـي بَعْضِ الطّرُقِ. حَتّىَ فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا.
قوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم
المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه فربما جاؤوه فـي الغداة
الباردة فيغمس يده فيها.
وفي الرواية الأخرى: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه
وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا فـي يد رجل.
وفي الاَخر: (أن
امرأة كانت
فـي عقلها شيء
فقالت يا رسول
الله إن لي
إليك حاجة، فقال:
يا أم فلان
انظري أي
السكك شئت حتى
أقضي لك حاجتك
فخلا معها فـي
بعض الطرق حتى
فرغت من حاجتها)
فـي هذه
الأحاديث
بيان بروزه
صلى الله عليه
وسلم للناس
وقربه منهم
ليصل أهل
الحقوق إلى حقوقهم
ويرشد
مسترشدهم
ليشاهدوا
أفعاله
وحركاته
فيقتدى بها،
وهكذا ينبغي
لولاة
الأمور،
وفيها صبره
صلى الله عليه
وسلم على
المشقة فـي
نفسه لمصلحة
المسلمين
وإجابته من
سأله حاجة أو
تبريكاً بمس
يده وإدخالها
فـي الماء كما
ذكروا، وفيه
التبرك بآثار
الصالحين
وبيان ما كانت
الصحابة عليه
من التبرك بآثاره
صلى الله عليه
وسلم وتبركهم
بإدخال يده الكريمة
فـي الاَنية
وتبركهم
بشعره الكريم وإكرامهم
إياه أن يقع
شيء منه إلا
فـي يد رجل سبق
إليه، وبيان
تواضعه
بوقوفه مع
المرأة الضعيفة.
قوله: (خلا معها فـي بعض الطرق) أي وقف معها فـي طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها
فـي الخلوة ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية فإن هذا كان فـي ممر الناس ومشاهدتهم
إياه وإياها لكن لا يسمعون كلامها لأن مسألتها مما لا يظهره والله أعلم.
�عون
المعبود، شرح
سنن أبي
داوود،حدثنا
مُحمّدُ بنُ
بَشّارٍ
أخبرنا
مُحمّدُ بنُ عَبْدِالله
الأنْصَارِيّ
أخبرنا
عَنْبَسَةُ
بنُ سَعِيدٍ
الْكُوفِيّ
الحَاسِبُ
أخبرنا
كَثِيرٌ عن
عَائِشَةَ
أنّهَا قَاَلت:(كان
نَبِي الله
صلى الله عليه
وسلم
يَسْتَاكُ
فَيُعْطِينِي
السّوَاكَ
لأغْسِلَهُ
فأَبْدَأُ
بِهِ
فَأَسْتَاكُ
ثُمّ
أَغْسِلُهُ وَأَدْفَعُهُ
إلَيْهِ). (لأغسله: أي السواك للتطيب
والتنظيف فأبدأ به): أي باستعماله فـي فمي قبل الغسل ليصل بركة فم رسول الله صلى
الله عليه وسلم إليّ والحديث فيه ثبوت التبرك بآثار الصالحين والتلذذ بها،وأخرجت كل
كتب السيرة فـي صلح الحديبية قال عروة، عن المسّور ومروان: خرج النبي صلى الله عليه
وسلم زمن الحديبية، فذكر الحديث: وما تنخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة، إلا
وقعت فـي كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده.
محمد صفوت جعفر
|