فضل أهل
البيت
ومزاياهم - 2
فى وجوب
محبتهم
واتباعهم:
قال تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فـي القربى}.
قيل فـي
المواهب:
المراد بالقربى من ينسب الى جده الأقرب عبد المطلب.
وقيل فـي
الصواعق:
المراد بأهل البيت والآل وذوى القربى فـي كل ما جاء فـي فضلهم ـ مؤمنى
بنى هاشم.
وجاء فـي
التفسير:
لا أسألكم عليه أجرا أبدا، أى أنى لا أريد منكم أجر، ولكن أريد لكم
الأجر وهو أن تودونى فـي قرابتى.
وروى مسلم
والنسائى عن
يزيد بن أرقم
قال: قام رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
خطيبا فـي
الناس فقال (أذكركم
الله فـي أهل
بيتى.ثلاثا). فقيل
ليزيد بن أرقم:
من أهل البيت؟
قال: من حرم
الصدقة بعده. فقيل:
من هم؟ قال: آل على، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس.
وفى
الصواعق أيضا:
المراد
بالبيت فـي
الآية، ما
يشتمل بيت نسب
النبى صلى الله
عليه وسلم
وبيت سكناه،
فتشتمل الآية
أزواجه عليه
الصلاة
والسلام. وهو
ما ذكره
الزمخشرى
والبيضاوى. وروى جماعة من
أصحاب السنن عن عدد من الصحابة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (مثل أهل بيتى
كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك)، وفى رواية (غرق)، وفى أخرى (زج فـي
النار).
وفى رواية عن أبى ذر سمعته صلى الله عليه وسلم يقول (اجعلوا أهل بيتى
منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس ولا تهتدى إلا بالعينين).
وعن زيد بن
أرقم قال، قام
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم
خطيبا،فحمد
الله وأثنى
عليه، فقال (أيها
الناس إنما
أنا بشر مثلكم
يوشك أن
يأتينى رسول
ربى عز وجل،
يعنى الموت،
فأجيبه وإنى
تارك فيكم ثقلين،
والثقل هو
الشئ النفيس،
كتاب الله فيه
الهدى والنور
فتمسكوا
بكتاب الله عز
وجل وخذوا به،
وأهل بيتى. أذكركم
الله فـي أهل
بيتى. أذكركم
الله فـي أهل
بيتى.أذكركم
الله فـي أهل
بيتى). وفى
رواية أخرى
للإمام أحمد (إنى
أوشك أن أدعى
فأجيب وإنى
تارك فيكم
ثقلين، كتاب
الله حبل
ممدود من
السماء الى
الأرض، وعترتى
أهل بيتى، وإن
اللطيف
الخبير
أخبرنى أنهما
لن يفترقا حتى
يردا عليَّ
الحوض يوم القيامة،
فانظروا بما
تخلفوننى
فيهما). وقال
تعالى {واعتصموا
بحبل الله
جميعا ولا
تفرقوا}. روى عن سيدنا جعفر الصادق أنه قال:
نحن حبل الله، أى المراد نحن أهل البيت حبل الله.
وروى الإمام الديلمى فـي مسند الفردوس مرفوعا: سميت فاطمة فاطمة لأن
الله فطمها ومحبيها عن النار.
وأخرج السلفى عن محمد بن الحنفية فـي تفسير قوله عز وجل {إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} أنه قال: لا يبقى مؤمن إلا وفى قلبه
ودا لعلىّ وأهل بيته.
وروى أنه صلى الله عليه وسلم قال (الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى
الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذى نفسى بيده لا ينفع عبد عمله إلا
بمعرفة حقنا).
وصح أن العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم شكا للرسول صلى الله عليه
وسلم ما تفعل قريش من تعبيسهم فـي وجوههم، وقطعهم حديثهم عند لقائهم، فغضب رسول
الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا حتى احمرّ وجهه ودر عرق بين عينيه وقال (والذى
نفسى بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله).
وفى هذا
المقام يقول
سيدى الإمام
فخر الدين رضى
الله عنه:
لولا هواهم
في القلوب
وفى الحشا
ما ذاق قـلـب لـذة الإيـمـان
وأيضا يقول
الإمام
الشافعى رضى
الله عنه:
يا آل بيت رسول الله حبكـم
فرض من الله
في القرآن
أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكـم
من لم يصل
عليكم لا صلاة
له
ولنا وقفة
هنا أمام
مقولة الإمام
الشافعى رضى
الله عنه وهو
أنه أشار لنا
بالبيتين
السابقين أن
حكم محبة آل
بيت النبى صلى
الله عليه وسلم
فرض وعندما
يقول الإمام
الشافعى رضى
الله عنه كلمة
فرض ليس كأي
إنسان آخر فهو
واحد من أئمة
المذاهب الأربعة
ومعنى الفرض
فـي مذهبه: هو
مايثاب على
فعله ويعاقب
على تركه. فكأن الإمام الشافعى رضى الله
عنه يريد أن يقول لنا أن آل بيت النبي محبتهم فريضة من الله عز وجل علينا وليست من
النوافل التى إن فعلها الشخص أثيب على فعلها وإن لم يفعلها لا يعاقب عليها.
وروى
الديلمى
والطبرانى
وأبو الشيخ
وابن حبان
والبيهقى
مرفوعا أنه
صلى الله عليه
وسلم قال (لا
يؤمن عبد حتى
أكون أحب اليه
من نفسه وتكون
عترتى أحب
اليه من
عترته، وأهلى
أحب اليه من أهله،
وذاتى أحب
اليه من ذاته). وقد
ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث فـي قريش أيضا منها (لا تذموا
قريشا فتهلكوا ولا تخلفوا عنها فتضلوا ولا تعلموها وتعلموا منها فإنها أعلم منكم،
لولا أن تبطر قريشا لأعلمتها بالذى لها عند الله عز وجل).
وروى الإمام أحمد فـي مسنده، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (النجوم
أمان لأهل االأرض من الغرق وأهل بيتى أمان لأمتى من الفرق والإختلاف).
وفى رواية أخرى (إذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتى ذهب
أهل الأرض).
وقال فـي
ذلك سيدى
الإمام فخر
الدين رضى
الله عنه:
نعت الأماجد كالنجوم ونورهـا
بهم اهتدى
من ضل في
الوديان
عصام مقبول
قوت القلوب -1
الحمد لله
الذي خلق
وأحصاهم عددا
ورزقهم فلم ينسى
منهم أحدا
وصلى الله
وسلم على
سيدنا محمد
الرحمة
المنداة وعلى
اله الطيبين
الطاهرين.. قال
تعالى {ضرب
الله مثلا
رجلا فيه
شركاء
متشاكون
ورجلا سلما
لرجل هل
يستويان مثلا
الحمد لله بل
أكثرهم لا
يعلمون}�
الزمر2.
وقال رسول
صلى الله عليه
واله وسلم:.(ألا وان في الجسد
مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب) الجامع الصغير
للسيوطي.
وليس بلوغ
القصد ما قد
ترونه
فان بلوغ
القصد فضي
التشارك
والقاطعات عن المهيمن أربـع
بئس البضاعة غيرهـن نفيـر
فمن
الوسيلة
المثلى
لمحاربة كل
قاطع حتى نطهر
القلب ويصير
سليما كما قال
جل شأنه هم
الشركاء
المتشاكون؟
وما هي
القواطع
الأربعة ؟ وما
هو ناتج فصلهم
؟ وما هي {ولا
تحزني يوم
يبعثون
v يوم لا
ينفع مالا ولا
بنون
v إلا من أتى
الله بقلب
سليم} الآيات
من�
الشعراء
87، 88،
89،� تلك الأسئلة لابد من الوقوف على حقيقة الإجابة
عليها.� أعلم
أن الدنيا - الأنفس
- الشيطان - الهوى،
هم الشركاء
المتشاكون
وهم القواطع الأربعة� وناتج
هؤلاء
الشركاء هو كل
فعل قبيح
وذميم يظهر
بها لإنسان
ولذلك قال
الحق سبحانه
وتعالى فيه
شركاء ولم يقل
له شركاء أو عليه
شركاء. وهؤلاء
موطنهم مملكة
القلب ونحن
مطالبون جميعا
بتطهيره
والتطهير هنا
فرض عين. ولكن
كيف نطـهر
القلب وكيف
نخرج هؤلاء الشركاء
منه؟ اعلم يا
أخي أنه لما
كانت دعوة النبي
صلى الله عليه
وآله وسلم هي
الخاتمة والباقية
إلي أن يرث
الله الأرض
ومن عليها
منحة الحق
سبحانه
وتعالى
المصطفين
الأخيار من آل
بيته الكرام
إجابة لدعوته
صلى الله عليه
وآله وسلم (جعلت
عمري محدودا
وعمر إبليس
ممدودا فمن
لهذه الآمة
مــن
بعدي) فأجابه
الحق سبحانه
وتـعالى {ولقد
أتيناك
سبـقاً
من المثاني
والقرآن
العظيم} وأمر
عباده باتباع
هؤلاء بقوله
محذرا ومن يتبع
غير سبيل
المؤمنين. . ويكرر
المسلمون في
صلاتهم علمهم
بهذا الأمر الإلهي
بل ويسألون
الله تبارك
وتعالى التوفيق
إلي ذلك بقوله
{أهدنا الصراط
المستقيم
v صراط
الذين أنعمت
عليهم} فكان
ينبغي على كل
مسلم أراد
لنفسه الرشاد
وقصد أن يسلك
سبيل الهدى أن
يستمسك
بهم فهم حبل
الله المتين
والعروة
الوثقى لا
انفصام لها
وهم سفن
النجاة
للعباد مصدقا
لقول المصطفي
صلى الله عليه
وآله وسلم آل
بيتي كسفينة
نوح من تعلق
بها نجا ومن
تركها هلك
وقوله أيضا
صلى الله عليه
وآله وسلم (ألزموا
مودتنا أهل
البيت فانه من
لقي الله وهو
يودنا الجنه
بشفاعتنا
والذي نفس
محمد بيده لا
ينفع عبد عمله
إلا بمعرفة
حقنا) وهم
بذلك وسيلة
العباد
للتغلب على
هذه القواطع
وإخراج هؤلاء
الشركاء من
مملكة القلب،
ولقد أرشدنا
سادتنا
الأكرم ين
رضوان الله
عليهم أجمعين
إلى أفضل
وأنسب
الوسائل للقـضاء
على هذه
القواطع . والذي
يعنيـنا
في هذا المقام
هو قاطع الدنيا
وكيـفية
التغلب
والقضاء
عليها واخراجها
من مملكه
القلب لأنها
لو
تملكت قلب
إنسان ساقته
إلي
المهـالك
وأودت بحياته
وألقته في
وادى الخسران
والعياذ
بالله. ولذا
حذرنا منها
الحق سبحانه
تعالى في اكثر
من موضع في
كتابه الكريم
حيث قال عز
وجل {يا أيها
الناس أتقون
ربكم واخشوا
يوما لا يجزى
والدعن ولدة
ولامولود هو
جاز عن والده
شيئا إن وعد
الله حق فلا
تفرنكم
الحياة
الدنيا ولا نفرنكم
بالله الغرور}
لقمان 33. وقال
تعالى {زين
للناس حب
الشهوات من
النساء
البثين والقناطير
المقنطرة من
الذهب والفضه
والخيل المسومة
والأنعام
والحرث ذلك
متاع الحياة
الدنيا والله
عنده حسن
المآب}� آل
عمران14. وقال
تعالى: {بل
تؤثرون
الحياة
الدنيا
والآخرة خير
وأبقى} الأعلى
16،
17. وقال صلى
الله عليه
وآله وسلم (الدنيا
ملعونة ما
فيها إلا ما
كان لله عز
وجل) الجامع
الصغير، وقال
صلى الله عليه
وآله وسلم (إذا
أحب الله عبدا
حماة من
الدنيا كما
يحمي أحدكم
سقيم الماء) الجامع
الصغير، وقال
صلى الله عليه
وآله وسلم. (إن
الزهد في
الدنيا يريح
القلب والبدن
وان الرغبة في
الدنيا تطيل
الهم والحزن) الزهد
لابن حنبل. وعن سيدنا ابن عمر رضى
الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثوبي أو ببعض جسدي فقال يا
عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور الزهد لابن
حنبل رضى الله عنه.
مستشار: حامد
شعبان
وَلِي
نَظْمُ دُرٍ
�موسومة
بسماتي
الحمد لله الذى خص رسوله الكريم بالقرآن المعجزة لكل زمان ومكان،وخص
أولياءه بقوله:
{لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}،وصلِّ اللهم على من بلغ رسالة الإسلام
للعموم، وخص البعض ببعض العلوم، وكتم البعض الآخر عن الخصوص والعموم،وآله المختصين
بالفهم الدقيق وصحبه المصطفين بالتصديق وسلم تسليما.
إن المتأمل لديوان (شراب الوصل) بتفهم وتفكر لا قراءة عابر يجد أن هناك
شيئا قريبا منه غريبا عنه يبعث فيه شعورا بالارتياح فتهتز روحه طربا وشوقا للمزيد
وقد لا يعلم المتلقى سر تلك الكلمات وهى تفعل به فعل السحر، إذ أن من البيان لسحرا.
إن الأدباء
قد يتشابهون
فـي الأسلوب
وفى تناولهم
المعانى
المختلفة
وغير ذلك، وقد
نعجزفى
التمييز بين
بيتين أو أكثر
للتشابه
بينها فـي
كثير من
الوجوه،
فنخطئ فـي
نسبتها
لأصحابها،
ولكن بذاك
السر الذى يتخلل
ديوان (شراب
الوصل) يستطيع
المتلقى
التمييز ـ بكل
سهولة ويسر ـ
بين كلمات
الشيخ محمد
عثمان عبده
وبين كلمات غيره
إذ أن قصائده:
مصدوقة كم
أخبرت ما
أقفرت
كلماتها موسومـة بسـماتـى
أى أنها
تخبر صادقة
بكل ما يرد
بها وبالتالى
فإن قائلها
يتصف بالصدق،
يقول فـي موضع
آخر:
واعلم
بُنىَّ بأن
قولى صادق
فأنا وآلى بالحقائق ناطقيـن
وفى قوله (مصدوقة): جملة خبرية مكونة من مبتدأ محذوف وخبر هو (مصدوقة)
وتقديرالكلام هو (هى مصدوقة)، وحذف المبتدأ يفيد تقوية وصف قصائده بأنها مصدوقة
بالإضافة للإيجاز.
والجملة الثانية هى قوله:(كم أخبرت) وفيها ما يفيد أنها كثيرة الإخبار
كل الأخبار، فكم خبرية تفيد الكثرة، كما أن حذف المفعول به للفعل (أخبر) يفيد
العموم أى عموم الأخبار.
أما الجملة
الثالثة وهى (ما
أقفرت) ـ فهى
جملة مصدر
بالنفى بمعنى
أنها لم تفتقر
فـي أخبارها
أى أنها ليست
بناقصة
الإخبار، ولتنظر
لاختيار
اللفظة نفسه (أقفر)،
فهى توحى لنا
بالجدب
والقفر وقوله(ما
أقفرت) أى
أنها ممطرة
وكأنه يشبهها
بالماء الذى
ينزل على
القفر فيحيله
إلى خصب�
تالله ما نضب المعيـ ن ولا معينى ينضب.
أما الجملة الرابعة وهى فـي عجز البيت ـ فهى تصرح بملء فيها ـ لكل
الأدباء أو من يدعى ذلك ـ أنها مميزة فكل مفردة من مفرداتها مختومة ـ بل كل قصيدة ـ
بختم خاص، فلا أحد يستطيع أن يتجرأعليها فينسبها لنفسه أو لغيره، ولا أحد يستطيع أن
يزيد فـي أبياتها أو يغير فـي مفرداتها، فيجوز فـي قوله (كلماتها) أن يكون المراد
مفرداتها ويجوز أن يكون المراد القصائد لأن العرب تطلق الكلمة وتريد بها القصيدة
على سبيل المجاز المرسل وهذا هو الراجح.
وهذه الخصوصية لقصائده جاءت من كونها عطية من الله كما يقول
صاحبها:(عطية من كريم).
وإن
المتأمل مرات
ومرات ومرات
يجد أن سر ذلك
الطرب
والاعجاب ـ
كما أرى ـ هو
موردها وهو القرآن
الكريم يقول
الشيخ محمد
عثمان البرهانى:
عجزُ بيتٍ
من كلامى آية
مُنكرُ الآياتِ كذابٌ أشـر
وهو ـ كالعادة ـ يعطينا الشاهد لأن فـي قوله (منكر الآيات كذاب أشر) ـ
اقتباس من قوله تعالى: {أؤلقى الذكرعليه من بيننا بل هو كذاب أشر}.
ونحن نعطيك
ـ قارئنا
الحصيف ـ
المثال فـي
صحيفة(رآيات
العز) لتعلم
وتميز بين ما
هو غث وما هو
ثمين، ولتعرف
سر قوله عن
درره:
مصدوقة كم
أخبرت ما
أقفرت
كلماتها موسومـة بِسمـاتـى
�وصل
اللهم على
سيدنا محمد
وآله وسلم
� د. الوسيلة
إبراهيم
|