عُمير
بن سعد���� رضي
الله
عنه
هو عمير بن سعد بن شهيد، وفـي رواية أخرى ابن عبيد بن قيس بن النعمان
بن عمرو الأنصاري الأوسي، العبد الصالح الأمير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان عليه الرضوان صاحب رواية وحديث، حدث عنه الأجلة الأعلام، أبو طلحة الخولاني،
وراشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، وغير هؤلاء.
�وكان
هذا العبد
الصالح ممن
شهد دمشق مع
أبي عبيدة،
وولى بعدها
دمشق وحمص
لعمر عليه وعلى
صاحبه
الرضوان،قال
أبو طلحة
الخولاني وهو
من أبرز رواة
الحديث عن
عمير بن سعد: أتينا
عمير بن سعد
في نفر من أهل
فلسطين، وكان
يقال له: نسيج
وحده، لما
يمتاز به من
صفات الكمال،
فقعدنا له على
دكان له عظيم
في داره، فقال:
يا غلام، أورد
الخيل، وفي
الدار قور من
حجارة، قال
فأوردها، فقال
عمير: أين
فلانة؟، يعني
فرساً سماها
للغلام، فقال الغلام:
هي جربة تقطر
دما، قال: أوردها،
فقال أحد
القوم: إذاً
تجرب الخيل
كلها. قال
عمير: فإني
سمعت رسول
الله�
يقول: لا
عدوى، ولا
طيرة، ولا
هامة، ألم تر
إلى البعير
يكون
بالصحراء، ثم
يصبح وفي
كركرته أو في
مراقة، نكتة
لم تكن، فمن
أعدى الأول؟
ولـعل
رسول الله
عليه صلوات
الله يعني لا
عدوى بنفسها،
بل هي مظهر من
مظاهر قضاء
الله عند
تنفيذها، فقد
يختلط الصحيح
بالمريض فلا
يعدي لأن قضاء
الله منح
الصحيح مناعة
تحميه
العدوى، والنبوة
الحكيمة لا
تأبى علينا أن
نتحامى ما يثير
شكوكنا في أنه
يضرنا،
فالحديث
النبوي الحكيم
يقول: دع ما
يريبك إلى ما
لا يريبك، قال
عبد الله بن محمد
القداح:عمير
بن سعد لم
يشهد شيئاً من
المشاهد وهذا
الذي رفع إلى
النبي�
صلى الله
عليه وسلم كلام
الجلاس بن
سويد، وكان
يتيماً في
حجره، واستعمله
عمر على حمص، وكان
من الزهاد،
وقال بن أبي
حاتم: عمير بن
سعد بن شهيد
الأنصاري، له
صحبة، وروى عنه
طلحة
الخولاني. وقال
عبد الصمد بن
سعيد: كانت
ولايته حمص
بعد سعيد بن
عامر بن خديم. ومما
يؤيد هذه
الرواية قول
ابن شهاب،
وقال الزهري: فكان
على الشام
معاوية،
وعمير بن سعد،
ثم استخلف
عثمان فجمع
الشام
لمعاوية. قال
صفوان بن عمرو:
خطب معاوية
على منبر حمص،
وهو أمير على
الشام كله
فقال: والله
ما علمت يأهل
حمص، ان الله
ليسعكـم
بالأمراء
الصالحين،
أول من ولى
عليكم عياض بن
غنم، وكان
خيراً مني، ثم
ولي عليكم عمير،
ولنـعم
العمير كان،
ثم هأنذا قد
وليتكم،
فستعلمون، وبعد
هذه الشهادة
التي زكى بها
معاوية
عميراً تؤيدها
شهادة كريمة
من عبد الله
بن عمر، وان كانت
مسبقة لها،
يقول عبد
الرحمن بن
عمير بن سعـد:
قال لي عبد
الله بن
عمـر
عليهمـا
الرضوان: من
كان من
المسلمين رجل
من أصحاب
النبي صلى
الله عليه
وسلم أفضل من
أبيك، وهذا
ابن سيرين
يفصح عن شهادة
ثالثة،
أملتها عدالة
عمر ونضج رأيه
ليزاكي عميرا:
كان عمير بن
سعد يعجب عمر
عليهما
الرضوان، فكان
من عجبه به
يسميه نسيج
وحده. وبعثه
مرة على جيش
من قبل الشام،
فوفد فقال: يا
أمير المؤمنين،
ان بيننا وبين
عدونا مدينة
يقال لها عرب
السوس، تطلع
عدونا على
عوراتنا،
فيفعلون
ويفعلون،
فقال عمر: خيِّرهم
بين أن
ينتقلوا من
مدينتهم،
ونعطيهم مكان
كل شاة شاتين،
ومكان كل بقرة
بقرتين، ومكان
كل شيء شيئين،
فإن فعلوا
فاعطهم ذلك،
وإن أبوا
فانبذ إليهم
على سواء، ثم
أجلهم سنة. فقال
عمير أكتب لي
يا أمير
المؤمنين
عهدك بذلك،
فعرض عمير
عليهم ما أشار
به عمر فأبوا،
فأجلهم سنة ثم
نابذهم. ونقل إلى عمر أن عميراً قد ضرب عرب
السوس وفعل، فتغيظ عليه فلم قدم علاه بالدرة وقال: ضربت عرب السوس، وهو ساكت، فلما
دخل عمر بيته استأذن عليه، فدخل وأقرأه عهده، فقال عمر غفر الله لك.
وقال عبد
الملك بن
هارون:حدثني
أبي عن جدي: أن
عمير بن سعد،
بعثه عمر على
حمص، فمكث
حولاً لا
يأتيه خبره،
فكتب إليه: أقبل
بما جبيت من
الفئ، فأخذ
جرابه
وقصعته، وعلق
أدواته وأخذ
عنزته وأقبل
راجلاً فدخل
المدينة وقد
شحب وأغبر
وطال شعره،
فقال السلام
عليكم يا أمير
المؤمنين،
فقال ما شأنك
؟ قال ألست
صحيح البدن،
معي الدنيا ؟
فظن عمر أنه
جاء بمال، فقال
جئت تمشي ؟
قال نعم، قال: أما
كان أحد يتبرع
لك بدابة ؟
قال ما فعلوا،
ولا سألتهم،
قال: بئس
المسلمون،
قال عمير: يا عمر
إن الله قد
نهاك عن
الغيبة،
فقـال: ما
صنعت ؟ قال
الذي
جبـيته
وضعته مواضعه،
ولو نالك منه
شيء
لأتيتك
به. قال عمر:� جددوا
لعمير عهدا. قال
عمير: لا عملت
لك ولا لأحد. وهبًّ
إلى منزله
على
أميال من المدينة.
فقال عمر: أراه
خائنا، فبعث
رجلاً بمائة
دينار، وقال
انزل بعمير
كأنك ضيف، فإن
رأيت أثر شيء
فاقبل، وإن
رأيت حالاً
شديدة فأدفع
إليه هذه
المائة،
فانطلق فرآه
يغلي قميصه
فسلم. فقال
عمير: انزل،
فنزل فساءله
وقال: كيف
أمير
المؤمنين ؟
قال: ضرب
ابناً له على
فاحشة فمات
فنزل
به ثلاثا، ليس
إلا قرص شعير
يخصونه
به ويطوون، ثم
قال: انك
قد أجعتنا. قال
فأخرج
الدنانير
فدفعها إليه
فصـاح،
وقال: لا حاجة
لي بها ردها
عليه، قالت
المرأة: ان
احتجت إليها
والا ضعها
مواضعها،
فقال: ما لي
شيء أجعلها
فيه. فشقت المرأة من درعها فأعطته خرقة، فجعلها فيها، ثم خرج
يقسمها بين أبناء الشهداء.
وأتى الرجل
عمر فقال: ما
فعل بالذهب ؟
قال: لا أدري،
فكتب إليه عمر
يطلبه، فجاء
فقال عمر: ما
فعلت
الدنانير ؟
قال: وما
سؤالك ؟
قدمتها لنفسي.
فأمر له بطعام
وثوبين، فقال
لا حاجة لي في
الطعام، وأما
الثوبان، فإن
أم فلان عارية
فأخذهما ورجع.
فلم يلبث أن مات.
وهكذا طوت
يد الموت علم
صحابي زاهد
جليل، أمين في
ولايته، عادل
في حكومته،
شهد له في
زهادته
الثقات
العدول من
الرواة
بقولهم:
زهاد الأنصار ثلاثة: أبو الدرداء، وشداد بن أوس، وعمير بن سعد جزاه
الله بما أحسن مضاعف احسانه، وأسكنه مع اخوانه الصحابة الصالحين فسيح جناته.
لجنة
التراث
القاطعات
عن المهيمن - 1
الحمد لله الذى خلق الخلق وأحصاهم عددا ورزقهم فلم ينسى منهم أحدا فكان
أعظم وأجل ما رزقهم به أن بعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين حتى لا يكون للناس على
الله حجة بعد الرسل وصلى الله على سيدنا محمد الرحمة المهداه خاتم الأنبياء
والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم.
لما كانت
دعوة النبى
صلى الله عليه
وسلم هى الخاتمة
والباقية إلى
أن يرث الله
الأرض ومن عليها
منحه الحق
سبحانه
وتعالى
المصطفين
الأخيار من آل
بيته الكرام
إجابة لدعوته
صلى الله عليه
وسلم جعلت
عمرى محدودا
وعمر إبليس
ممدودا فمن
لهذه الأمة من
بعدى فأجابه الحق
سبحانه
وتعالى {ولقد
آتيناك سبعا
من المثانى
والقرآن
العظيم} وأمر
عباده بإتباع
هؤلاء بقوله
سبحانه محذرا {ومن
يتبع غير سبيل
المؤمنين
نوله ما تولى} الآية
ويكرر
المسلمون فى
صلاتهم علمهم
بهذا الأمر
الإلهى بل
ويسألون الله
تبارك وتعالى
التوفيق إلى
ذلك بقوله {اهدنا
الصراط
المستقيم
صراط الذين
أنعمت عليهم} فكان
ينبغى على كل
مسلم أراد
لنفسه الرشاد
وقصد أن يسلك
سبيل الهدى أن
يستمسك بهم
فهم حبل الله
المتين
والعروة
الوثقى لا
انفصام لها
وهم سفن
النجاة
للعباد
مصداقا لقول
المصطفى صلى
الله عليه
وسلم (آل بيتى
كسفينة نوح من
تعلق بها نجا
ومن تركها هلك)
وقوله أيضا
صلى الله عليه
وسلم (إلزموا
مودتنا أهل
البيت فإنه من
لقى الله وهو
يودنا دخل
الجنة
بشفاعتنا
والذى نفس
محمد بيده لا
ينفع عبد عمله
الا بمعرفة
حقنا) وهم
بذلك وسيلة
العباد
للتغلب على
القواطع عن
المهيمن التى
قيل عنها:
إنى منيت بأربع يرمـيـنـنى
بالنبل من قوس لـه تـوتيـر
إبليس والدنيا ونفسى والهوى
يارب أنت على الخلاص قديـر
وقال سيدى
فخر الدين رضى
الله عنه:
والقاطعات
عن المهيمن
أربع
بئس البضاعة عيرهن نفيـر
فاعلم أيها الأخ الفاضل أن النفوس هى نفس واحدة وتسمى باعتبار صفاتها
المتكثرة بأسمائها المختلفة كما أخبر الحق سبحانه وتعالى عنها فى مواطن متعددة فى
القرآن الكزيم قال سبحانه وتعالى على لسان سيدنا يوسف {وما أبرئ نفسى إن النفس
لأمارة بالسوء} فمن هنا سميت بالنفس الأمارة وقال أيضا {لا أقسم بيوم القيامة ولا
أقسم بالنفس اللوامة} فسميت باللوامة وقال أيضا {ونفس وما سواها فألهمها فجورها
وتقواها} فسميت هذه بالملهمة وقال تعالى {يا أيتها النفس المطمئنة} فعرفت هذه
بالمطمئنة {إرجعى إلى ربك راضية} فسميت بالراضية (مرضية) فسميت المرضية كما أخبر
سبحانه وتعالى بقوله {فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين
القيم} وسميت هذه النفس بالكاملة.
وبيان ما
تقدم أيها
الأخ الكريم
أن النفس تسمى
باعتبار
صفاتها
المتكثرة
ولكن من حيث
ذاتها فهى نفس
واحدة أعنى
بها النفس
الناطقة وهى
القلب قال
تعالى {ذلك
لمن كان له
قلب أو ألقى
السمع وهو
شهيد} فليس
المراد
بالقلب قطعة
اللحم وإنما
المراد به
اللطيفة
الربانية
الغير مدركة
والتى أشار
إليها القرآن
فى أكثر من
موضع {إنها لا
تعمى الأبصار
ولكن تعمى
القلوب التى فى
الصدور}، {أفلم
يسيروا فى
الأرض فتكون
لهم قلوب
يعقلون بها
وأذان يسمعون
بها} وقال
محذرا {ولا
تطع من أغفلنا
قلبه عن ذكرنا
واتبع هواه وكان
أمره فرطا} هذه
اللطيفة
الربانية
تدنست بالميل
الى الشهوات
فتلاقت مع
النفس
الشهوانية
وهى الروح الحيوانى
أو الروح
البهيمى فهذه
الروح ظاهرة فى
الحيوانات بل
انها تسرى فى
كل كائن حى
ولا نستطيع
تمييزها بين
الخلق الا
بالصورة
البشرية
محمد السيد
أولياء
الله على أرض
مصر
سيدي ابن
دقيق العيد
رضي الله عنه
فهو رضي الله عنه سيدي محمد بن علي بن وهب تقي الدين بن دقيق العيد
القشيري، ولد بالبحر الأحمر أثناء سفر والده لأداء فريضة الحج في يوم السبت الخامس
عشر من شعبان سنة
625هـ، ولما دخل والده الكعبة أخذه على يده وطاف به ودعا له أن
يجعله عالماً عاملاً.
وفي سبب تسمية جده بـ (دقيق العيد) أنه كان عليه يوم العيد ثياب أبيض
ناصع البياض فقال بعضهم كأنه (دقيق العيد) فلقب به من يومها.
وتتلمذ رضي الله عنه على يد والده الذي كان يدرس الفقه على مذهب الإمام
مالك والإمام الشافعي في مدينة قوص إحدى بلاد صعيد مصر.
توفي في الحادي عشر من صفر سنة
702هـ ودفن بسفح المقطم وكان ذلك يوماً
مشهوداً سارع الناس إليه ووقف جيش من الناس ينتظرون الصلاة عليه.
إشراف
الشيخ
دسوقي الشيخ
إبراهيم
السابق |
|