حـِلـَـق
الــذِكـــر
في الأبواب
السابقة ثبت
لنا استحباب
الجهر بالذكر
والذكر
بالاسم
المفرد الله.. ومن
المعلوم أن
الجهر في
الذكر يكون
غالباً في حلق
الذكر، وحلق
الذكر يحرص
عليها
الصوفية وهذا
عمل يحبه الله
ورسوله صلى
الله عليه
وسلم وقد أورد
الإمام
النووي في مقدمة
كتابه (الأذكار)
ما نصه: اعلم
أنه كما
يُستحب الذكر
يستحب الجلوس
في حلق أهله،
وقد تظاهرت
الأدلة على
ذلك، وسترد في
مواضعها إن
شاء الله
تعالى، ويكفي
في ذلك حديث
ابن عمر رضي
الله عنهما
قال: قال رسول
الله (إذا
مررتم برياض
الجنة
فارتعوا. قالوا:
وما رياض
الجنة يا رسول
الله: قال: حلق
الذكر، فإن
لله تعالى
سيارات من
الملائكة
يطلبون حِلق
الذكر. فإذا أتوا عليهم حفوا بهم).
وروينا في
صحيح مسلم. عن
معاوية أنه
قال: خرج رسول
الله صلى الله
عليه وسلم على
حلقة من
أصحابه فقال: ما
أجلسكم؟
قالوا: جلسنا
نذكر الله
تعالى ونحمده
على ما هدانا
للإسلام ومن
به علينا، قال:
الله ما
أجلسكم إلا
ذاك؟ قالوا: والله،
ما أجلسنا إذا
ذاك، قال: أما
إني لم
أستحلفكم
تهمة لكم،
ولكنه أتاني جبريل
فأخبرني أن
الله تعالى
يُباهي بكم
الملائكة،
قال الإمام
النووي في شرح
الحديث: إن
هذا الحديث
يدل على:
1) أن
السادة الصحابة رضي الله عنهم أقاموا مجالس الذكر من تلقاء أنفسهم بعد ما علموا
مافيها من خير.
2) أن
فعلهم هذا يؤكد أن مجالس الذكر سنة حسنة وإلا ما فعلوها، لما أقرهم عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
4) أن
من مقاصد مجالس الذكر أنها صورة عملية للاعتراف بفضل الله صاحب الهداية والتوفيق
والمنة، وروينا في صحيح مسلم أيضا.
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة
ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده).
وقال
الإمام
النووي على
صحيح مسلم
قوله: (إن الله
عز وجل يباهي
بكم الملائكة
معناه يظهر
لهم ويريهم
حسن عملكم
ويثني عليكم
عندهم، وأصل
البهاء الحسن
والجمال،
وفلان يباهي
بما له أي
يفخر ويتجمل
بهم على غيرهم
ويظهر حسنهم)،
وقد قال
الإمام فخر
الدين: (أما
حلقةالذكر
فقد جاءت في
كتاب الله
تعالى والسنة
المطهرة،
أما�
الكتاب
العزيز ففي
قوله تعالى {والذاكرين
الله كثيراً
والذاكرات} بطريق
الجمع في كل
الآي كما يؤخذ
من بيان حضرة
من أسند الله
تعالى إلى
حضرته البيان
والتبيين من
قوله الشريف
ما اجتمع قوم
في بيت من
بيوت الله عز
وجل يذكرون
الله إلا نزلت
عليهم
السكينة وغشيتهم
الرحمة
وحفتهم
الملائكة
وذكرهم الله
فيمن عنده وفي
قوله صلى الله
عليه تعالى
عليه (إن لله
ملائة
يلتمسون أهل
الذكر فإذا
حلقة تداعوا
إليها هلموا
إلى حاجتكم
حتى يبلغوا
العنان) الحديث
تقدم بطول
قريباً
فراجعه غير أن
هذه الرواية
عند البخاري
أيضاً فإذا
وجدوا حلقة تداعوا
إليها ومن
قوله الشريف
صلى الله
تعالى عليه
وسلم حين دخل
مسجده فوجد
حلقتين حلقة
علم وحلقة ذكر
فجلس في حلقة
العلم وقال: (إنما
بعثت معلما) وقدمنا
قريباً
الحديث
القدسي من
قوله صلى الله
تعالى عليه
وسلم عن رب
العزة أنه قال:
(من ذكرني في
نفسه ذكرته في
نفسي ومن
ذكرني في ملأٍ
ذكرته في خير
من ملئه) والمراد
بالملأ
الجماعة وهي
لا تكون إلا
حلقة أو
مستطيلة وهي
هيئة الحلقة
أيضاً وغير
ذلك كثير وفي
هذا القدر
كفاية خشية
الإطالة فحلقة
الذكر ثابتة
بالكتاب
والسنة
والإجماع فمن ينكر
ذلك فهو بعيد
عن هذا أي
الكتاب
والسنة والإجماع،
فمن هنا يظهر
أن المجالس
التي يجتمع فيها
المسلمون
لذكر الله
تعالى مجالس
يباهي الله
تعالى بها
ملائكته.. وكما أن موضوع الجهر بالذكر
تعددت فيه الأقوال فإن موضوع الحركة في الذكر تردد كثيراً على ألسنة المسلمين بين
الإباحة والتحريم وفي الباب التالي نتناول أقوال العلماء الأجلاء في الحركة في
الذكر.
أحمد
عبدالمالك
شـــراب
الــوصــل
لو كان آدمُ ربرَّنـا ذا زلــة
أو ضل ما
استخلفته
استخلافا
قال الشيخ
الآلوسي في
تفسير قوله
تعالى: {إني
جاعلٌ في
الأرض خليفة}: إنَّ
الخليفةَ هو
آدم عليه
السلام وهو
أبو الخلفاء
إلى أن أفضت
كرامة الله
سبحانه
وتعالى إلى
الخليفة
الأكبرمحمد
رسول الله صلى
الله عليه
وسلَّم
وتعالى
وبهِذا
الخليفة جُمِعت
الأضدادُ،
وكمُلتِ
النشأة، وظهر
الحق ولم تزلْ
تلك الخلافة
في الإنسانِ
الكامل إلى قيام
الساعة، ومتى
ما فارق هذا
الإنسان
العالَم مات
العالَم لأنه
به قوامه فهو
العِماد المعنوي
للسماء. قال
الإمام علي
كرَّم الله
وجهه في صفة
خلق آدم عليه
السلام (ثمَّ
جمع سبحانه
وتعالى من
حَزْنِ الأرض
وسَهْلها،
وعذْبها
وسَبْخها
تُربةً
سَنَّها
بالماء حتى
خَلَصَت،
ولاطَها
بالبِلَّة
حتى لَزَبَت،
فجَبَلَ منها
صورةً ذاتَ
أحناءٍ
ووصول،
وأعضاءٍ وفصول:
أجْمدَها حتى
استمْسَكت،
وأصلَدها حتى
صَلْصَلَتْ،
لوقتٍ معدودٍ
وأجلٍ معلوم،
ثمَّ نفخَ فيها
من روحِه
فمثُلتْ
إنساناً ذا
أذْهانٍ يُجيلها،
وفِكَرٍ
يتصرَّف بها،
وجَوارحَ يختدِمُها،
وأدَواتٍ
يُقلِّبها،
ومَعرفةٍ يفرِّق
بها بين
الحقِّ
والباطل،
والأذواق والمَشام،
والألوان
والأجناس،
مَعجوناً بطينةِ
الألوان
المختلفة،
والأشياء
المؤتلفة،
والأضداد
المُتعادية،
والأخلاط
المتباينة،
من الحَرِّ والبَرد،
والبِلَّةِ
والجُمود،
والمَساءَةِ
والسرور،
واسـتأدى
اللهُ سبحانه
وتعالى الملائكةَ
وديعتَه
لديهم،
وعَهْدَ
وصيَّتِه
إليهم، في
الإذعانِ
بالسجودِ له،
والخُنوعِ
لتَكرِمته)
وقال الشيخ
الآلوسي في
تفسير قوله
تعالى {وعلَّم
آدم الأسماء
كلَّها} بعد
أن ذكر جميع
أقوال
المفسِّرين: والحقُّ
عندي هو ما
عليه أهل الله
تعالى وهو الذي
يقتضيه منصب
الخلافة وهو
أنها أسماء
الأشياء
علوية أو
سفلية،
جوهريَّة أو
عرضية ويقال
لها أسماء
الله تعالى
عندهم ثمّ قال
(في توبة آدم
عليه السلام
وقبول مولاه
له:إن قبول
توبة آدم كان
على سبيل
التفضُّل
والترحُّم
وأن الله
تعالى سبقت
رحمته غضبه،
فيرحم عبده في
عينِ غضبه كما
جعل هبوط آدم
سبب ارتفاعه،
وبعده سبب
قُربه
فسبحانه من
توَّابٍ ما
أكرمه ومن
رحيم ما أعظمه)
وقال الإمام
عليٌّ كرَّم
الله وجهه في
توبة آدم عليه
السلام(ثمَّ
بسط له سبحانه
وتعالى في
توبته،
ولقَّاه كلمة
رحمته، ووعده
المردَّ إلى
جنَّته)
وقال الشيخ
محمد عثمان
عبده رضي الله
عنه:
علا فوقَ الفهومِ مُرادُ ربِّــي
�خلافتُه من البشـرِ السـويّ
فأوَّل
قبلة
السُّجَّـــادِ
طيـنٌ
عليهِ
أَشعَّـةُ
النــورِ
العليّ
تولَّــتْه العناية بعد جهــل
علـى
عِلمٍ
فأنعِمْ مـن
ولي
د. عبد الله
محمد أحمد
|