مشروعية
الاحتفال
بالمولد
النبوي
الشريف
الحمد لله أن
خلق الوجود من
حضرة الجود
وصلى قديما
على اول عبد
لأوحد معبود
وأسعد
بالصلاة
والسلام عليه
كل من كتب من
أهل السعود
وشقي
بالتجافي عن
سنته واتباعه
كل جحود ورضي
الله تبارك
وتعالى عن أهل
بيته من بهم
حفظت
المواثيق
والعهود، وبعد
فإن سابق
الارادة
والحكمة
اقتضي أن كل
ظلمة قد تنورت
بانبلاج فجر
يوم مولد
الحبيب محمد
صلى الله عليه
وسلم فكان له
مولد النور
علي إطلاقه
�ولما
حدث ذلك سعدت
الأكوان
والحوادث إذ
حصل لها
الإدراك
الكامل فتجسد
بذلك مولد السرور
على إطلاقه
فصدق بذلك قول
سيدي فخر الدين
رضي الله عنه:
مولد النور
والسرور تجلي
كاشف الغم نتخذه وكيـلا
دار هذا
الحوار بيني
وبين صاحبي
حول مشروعية الاحتفال
بمولده صلى
الله عليه
وسلم حيث قال صاحبي:
هل نعد ليلة
مولده صلى
الله عليه
وسلم عيدا ؟
فقلت له: قال
صاحب فيض
الوهاب الشيخ
عبد ربه بن
سليمان الشهير
بالقليوبي من
أجلة علماء
الأزهر
الشريف نقلا
عن العلامة
محمد بن أحمد
بن يس في شرحه
لهمزية
البوصيري:
�وإذا
ثبت أن ليلة
ولادته التي
ولد فيها أو
ولد صبيحتها
أفضل الليالي
واليوم الذي تشرق
عنه أفضل
الأيام فهو
عيد و موسم
فيعظم ويحترم
ويعمل فيه ما
يدل على
التعظيم
والاحترام كما
اختاره
الحافظ العراقي
والحافظ
السيوطي
قال صاحبي: ما
حكم عمل
المولد ؟
فقلت له: قال
الحافظ
السيوطي في
رسالته
البديعة حسن المقصد
في عمل المولد:
�عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس
وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه
وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة
على ذلك هو من البدع الحسنةالتي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى
الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
قال الإمام
المحقق أبو
زرعة العراقي
عندما سئل عن عمل
المولد..هل هو مستحب أو مكروه؟ وهل ورد فيه
شيء؟ وهل نقل فعله عمن يقتدي به؟ إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت
فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور لنور النبوة في هذا الشهر الشريف ولا نعلم غير
ذلك عن السلف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها فكم من بدعة مستحبة بل واجبة.
قال صاحبي: تزعم
أنها أفضل من
ليلة القدر
والمعراج
ويومها أفضل
من أعياد
المسلمين
التي وضع أصل
الاحتفال بها
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم ؟
فقلت له: إن
هذه الليالي
المباركات
والأيام
الفاضلة ما هي
إلا بعض من
ثمار هذه
الليلة التي
تشرف الوجود
فيها بمولده
صلى الله عليه
وسلم ولله در
القائل:
ياليلـــة
الاثنين ماذا
صافحت
يمناك من شرف أشم ومن غنـي
كل الليالي
البيض في
الدنيا لـها
�نسب
إليك فأنت
مفتاح
السنــا
فالقدر
والأعياد
والمعراج
مــن
حسناتك
اللاتي بهرن
الأعينــا
قال صاحبي: ما
ردك على من قال
إن الاحتفال
به بدعة ضلالة
؟
فقلت له: إن
بعض الموحدين
من أمته صلى
الله عليه
وسلم يري أن
الاحتفال
بمولده صلى
الله عليه
وسلم أمر بدعي
زائد في الدين
وذلك بناء على
أنه لم يكن في
صدر الإسلام
ولا فعله
النبي صلى
الله عليه
وسلم وله نقول:
أولا: إن
قولكم هذا
بداية لا ينشئ
نزاعا بين
مسلمين وإنما
نجعله إرساء لقاعدة
الرأي والرأي
الآخر بل
ولابد فيه من
تغليب مبدأ
الانتصار
لدين الحبيب
محمد صلى الله
عليه وسلم على
الرأي الخاص
والهوي
المذموم
والنفس
فليتجرد
كلانا من
التعصب لنفسه
وليقصد وجه
الله أولا
فالدين عند
الله حسن
المقصد كما
أرشدنا
السادة
الأعلام وهو
مصداق لقوله صلى
الله عليه
وسلم: (سددوا
وقاربوا
واغدوا
وروحوا وشيء
من الدلجة
والقصد،
القصد تبلغوا)
رواه البخاري
وأحمد
ثانيا: إن الأمة قد ابتليت بأناس متهمين بادعاء العلم في هذا الزمان وهو راجع
إلى إعجاب كل ذي رأي برأيه وهو ما أخبر عنه الشارع صلى الله عليه وسلم وأوضح أنه من
أشراط الساعة.
المشكلة... وحلها
إزاء هذه
القضية
الخطيرة يمكن
القول إنه لا
بد من عرض
مسائلنا على
العلماء
المعتمدين
الذين تلقتهم
الأمة
بالقبول دون
نزاع بحيث
نتبع في ذلك
قول رسولنا
الكريم صلى
الله عليه
وسلم: إن هذا
العلم دين
فانظروا عمن
تأخذون دينكم
رواه مسلم
والحاكم في
مستدركه عن
سيدي محمد بن
سيرين وفي شرح
مسلم للنووي:
عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ
قَالَ: (لم
يَكُونُوا
يَسْأَلُونَ
عَنِ
الإِسْنَادِ،
فَلَمَّا
وَقَعَتِ
الْفِتْنَةُ
قَالُوا: سَمُّوا
لَنَا
رِجَالَكُم. فَيُنْظَرُ
إِلَى أَهْلِ
السُّنَّةِ
فَيُؤْخَذُ
حَدِيثُهُمْ،
وَيُنْظَرُ
إِلَى أَهْلِ
الْبِدَعِ
فَلاَ
يُؤْخَذُ
حَدِيثُهُم) فلننظر
إلى تراجم
العلماء بدقة
قبل النقل عنهم
لأنهْ قد ظهر
في الناس أناس
ظنهم الناس
أعلاما فإذا
بهم نكرات
هدموا أنفسهم
بالعجب والاستكبار
تارة وباتباع
الهوى تارة
أخرى وعليه
فهلا عرضنا
أمرنا هذا على
علمائنا
الذين رسخت
أسماؤهم في
القلوب
والعقول
والأرواح - وهذا
مانصبوا إليه
في مقالنا هذا
بعون الله وإمداده
ثنية
الوداع حيث
استقبل أهل
المدينة
النبي صلى
الله عليه
وسلم في
الهجرة
وأنشدوا:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
ثالثا: قال بن عاشر (من أجلة علماء المالكية - كان يدرس المذهب للعلماء
وهوابن عشر سنين): لم يكن (أي الاحتفال بالمولد) في الصدر الأول حيث الايمان راسخ
في القلوب وشرائع الاسلام مطوية على تعظيمها والانقياد إليها قلت: لمجرد قربهم
وعهدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم
رابعا: رد الحافظ السيوطي على الشيخ الفاكهاني من أعلام المالكية والذي ألف
كتابا أسماه المورد في الكلام على عمل المولد ورد عليه كما قال حرفا حرفا بعد أن
ذكرها حرفا حرفا في رسالته حسن المقصد في عمل المولد فقال:
أما قوله لا
أعلم لهذا
المولد أصلا
في كتاب ولا
سنة... فيقال
عليه: نفي
العلم لا يلزم
منه نفي
الوجود وقد
استخرج له
إمام الحفاظ
ابن حجر أصلا
من السنة
واستخرجت له
أنا أصلا
ثانيا (نذكرهما
فيما يعد)
وقوله بدعة
أحدثها
البطالون..... ولا
فعله الصحابة
ولا التابعون
ولا العلماء المتدينون
فيما علمت.. فيقال
عليه: أحدثه
ملك عادل عالم
وقصد به
التقرب إلى
الله تعالى
وحضر عنده
العلماء
والصالحون من
غير نكير منهم
وارتضاه ابن
دحية وصنف له
من أجله كتابا
مجلدا في
المولد
النبوي سماه
التنوير في
مولد البشير النذير...الخ
ويقصد الملك المظفر صاحب أربل أبو سعيد الذي مات وهو محاصر الفرنجة بمدينة عكا سنة
630 هجرية وقد أثني عليه ابن كثير وابن الجوزي وابن خلكان وأجمعوا على أنه كان
محمود السيرة والسريرة وأظن أن في هذا كفاية يا صاحبي.
قال صاحبي: هل
احتفل النبي
صلى الله عليه
وسلم بمولده ؟
فقلت له: وما
قولك انت في
ذلك ؟
قال صاحبي: الظاهر
من السنة أنه
لم يحتفل
احتفالا مثل
ما نراه اليوم
أو يفعله
الناس
فقلت له: هنا وقفة مهمة وقاعدة ينبني عليها الحوار فأنت لا تريد
احتفالا بالطريقة التي تراها اليوم ونحن لا نتكلم في هذه القضية أصلا وإنما نريد أن
نستخرج أصلا شرعيا نحتج به فإذا وجدناه انتقلنا إلى الكيفية التي نحتفل بها على ضوء
ما أوضحه علماؤنا رحمهم الله فإذا لم نجد هذا الأصل الذي نبحث عنه انصرفنا عن الأمر
كله لأن الأمر كله أمر دين.
قال صاحبي: فهل
في السنة ما
يشير إلى ذلك
؟
�فقلت له: سامحني
الله وإياك
سأسوق إليك
حديثا مشتهرا عند
العام والخاص
وهو أنه صلى
الله عليه
وسلم لما سئل
عن صوم يوم
الاثنين قال: (ذاك
يوم ولدت فيه) - رواه
أحمد في مسنده
ومسلم في
صحيحه
والحاكم في
المستدرك
فبين صلى الله
عليه وسلم أن
الحكمة من
صومه هي
ولادته فيه
قال صاحبي: لم
لا يكون
احتفالنا به - إذا
تقرر على ضوء
ما قلته - اتباعا
للنبي صلى
الله عليه
وسلم بالصوم
دون غيره ؟
�فقلت له: ها
أنت قد نسيت
وخلطت بين أصل
الحوار وهو
البحث عما
تقوم به
مشروعية
الاحتفال
وبين الكيفية
التي ينبغي
الاحتفال بها
إن قام عليه
الدليل، ولكنه
لا شك في أنك
اتفقت معي
ضمنا على أن
هناك بموجب
هذا الحديث
أصلا يدل على
احتفال النبي
أو اهتمامه
بهذه
المناسبة ولو
بطريقة خاصة
وهي الصوم،
ولكني قبل أن
أسوق إليك
كيفيات أخري
لاحتفاله صلى
الله عليه
وسلم بمولده
وفرحته بفضل
الله لأجل
إظهاره
وإبرازه في
الوجود رحمة
للعالمين
أقول لك شيئا
في الحكمة من
اختياره صلى
الله عليه
وسلم الصوم
دون غيره شكرا
لله على هذه
النعمة:
1- عبادة
لا مثل لها لا
شك أنه صلى
الله عليه وسلم
أتقى خلق الله
على الإطلاق
وأعلمهم على
الإطلاق
فهوقد علم في
ذاته وعلم
أمته أن الصوم
عبادة لا مثل
لها في حديث
أبي أمامة رضي
الله عنه: عليك
بالصوم فإنه
لا مثل له (رواه
أحمد في مسنده
والنسائي
وابن حبان
والحاكم في
المستدرك) فلا
ينبغي في حقه
صلى الله عليه
وسلم أن يعدل إلى
عبادة دونها
لأنه المثل
الأعلي في
الهمة
والطاعة والعبودة
لله
2- إلا
الصوم فإنه لي:
إنه صلى الله
عليه وسلم من
روي عن رب
العزة قوله
تعالى:{كل عمل
ابن آدم له
إلا الصوم
فإنه لي وأنا
أجزي به} - فعلم
وهو المستحق
الأول لكنية
العبد أنه لا
يتقرب إلى
الله شكرا
بعمل تكون مقاصده
مترددة بين
الحق والخلق
أو بين الرب والعبد
فاختار الصوم
لأنه لله
خالصا وسيلة
ومقصدا حتي
أنه من
الأعمال التي
لا تنقص يوم
القيامة من
صحف أصحابها
عند القضاء
والتداين بين
يدي الله
تعالى يوم
القضاء
كيفيات
أخرى أشار
إليها النبي
صلى الله عليه
وسلم
إن طريقته صلى الله عليه وسلم في التعبير عن شكره لربه جل وعلا بالصوم
يوم الاثنين لا تعني أنه لم ينشئ أو يبتدئ كيفيات أخري لهذا التعبير حيث الشكر لله
يكون بأعمال البر والطاعات وعمل الخيرات.
v الصلاة: من
تتبع سيرة
المصطفى صلى
الله عليه
وسلم يجد أنه
علم أمته قدر
الأنبياء
وفضيلة أزمان
وأماكن
ولاداتهم
ووفياتهم
كشعائر لله من
يعظمها فإنه
من أهل تقوي
القلوب ولقد
ورد أنه في
ليلة الاسراء
والمعراج أتي
صلى الله عليه
وسلم هو
وجبريل عليه
السلام موضعا
فقال له
الأمين: صل
ركعتين فصلي،
فلما فرغ قال
له: أتدري أين
صليت؟ قال: لا،
قال: لقد صليت
ببيت لحم حيث
ولد المسيح
عيسي بن مريم. فعلمنا
بذلك تعظيم
السماء لمكان
ولادته عليه
السلام
وعلمنا كيفية
أخري للتعبير
عن شكر أهل
الأرض لنعم
السماء وهي
الصلاة، فليس
للصلاة في هذه
البقعة علة
إلا الإشارة
إلى علو قدرها
واصطفائها
دون غيرها من
الأرض وذلك
بإضافتها إلى
نبي أو رسول
كريم من رسل
الهداية إلى
الأرض
v النحر أو الذبح: عن جابرِ بنِ عَبدِ الله أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ ثَلاثَ حِجَجٍ: حَجَّتينِ قَبلَ أَنْ يُهَاجِر
وحَجَّةً بَعدَ مَا هَاجرَ، مَعَهَا عُمرَةٌ فساقَ ثلاثاً وستينِ بَدَنةً وجاء على
من اليمنِ ببَقِيَّتِها فِيهَا جَمَلٌ لأَبي جهلٍ في أَنفِهِ بُرَةٌ من فِضَّةٍ
فَنَحَرَهَا فأَمرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كُلِّ بَدَنةٍ
ببضْعَةٍ فطُبِخَتْ فشَربَ من مَرَقِهَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حديثٌ غريبٌ من حديثِ سُفيَانَ لا نعرِفُهُ
إِلاَّ من حديثِ زَيدٍ بنِ حُبَابٍ ورَأَيتُ عَبدَ الله بنَ عَبدِ الرَّحمنِ رَوَى
هَذَا الحديثَ في كُتُبِهِ عن عَبدِ الله بنِ أَبي زِياد ورواه ابن حبان في صحيحه
في النوع الثاني، من القسم الخامس، ورواه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والبزار،
والدارمي، في مسانيدهم قال ابن حبان: والحكمة في أن النبي عليه السلام نحر بيده
ثلاثاً وستين بدنة، أنه كانت له يومئذ ثلاث وستون سنة، فنحر لكل سنة من سنيه بدنة،
وأمر علياً بالباقي، فنحرها، واللّه أعلم.
قلت وهذا مشهور في كتب الحديث والفقه بنصه ومعناه وليس لنا فيه إلا
النقل الأمين والاسناد بفضل الله، وما أجمل عبارة ابن حبان وغيره أمثال تلامذة
الامام مالك والمتأخرين في تعليل عدد البدن التي نحرها بيده الشريفة صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكأنه يقول للأمة إنما شغلتني الدعوة إلى الله والجهاد عن
الإشارة إلى نفسي ولكنه لما كان الأمر دينا بكليته لم يتركه بل كان تأخره في
التنبيه على ذلك أقوي وأبلغ حيث اقترن بحجة الوداع التي هي موطن نزول قوله تعالي:
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فبأواخر ما كان
منه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تم أمر الدين واكتمل.
قال صاحبي: قلت
إن من العلماء
من استخرج
للمولد
النبوي أصلا
من السنة فما
ذلك ؟ وهل
هناك ما يدل
على أن إظهار
الفرح
والابتهاج به
أمر محمود
نؤجر عليه من
الله ؟
فقلت له: أولا:
قال الامام
الحافظ
السيوطي في
الحاوي للفتاوي:
سئل شيخ
الاسلام حافظ العصر
أبو الفضل
أحمد بن حجر
العسقلاني عن
عمل المولد
فأجاب بما نصه:أصل
عمل المولد
بدعة لم تنقل
عن أحد من
السلف الصالح
من القرون
الثلاثة
ولكنها مع ذلك
قد اشتملت على
محاسن وضدها
فمن تحري في
عملها المحاسن
وتجنب ضدها
كان بدعة حسنة
وإلا فلا، ثم
قال:
وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم
فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالي، قال:
فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة،
ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود
والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في
ذلك اليوم.
قلت: انظر يا
أخي المسلم
إلى هذا
الكلام الذي
يفترض أن يكتب
بماء الذهب
لنفاسته
وانظر إلى
طريقة أهل
العلم التي
منحهم الله في
استنباط
الأحكام من
النصوص
المتناثرة
دررا في أحشاء
كتب السنة لا
نستطيع لها
فهما بغير
هؤلاء
الأفذاذ رضوان
الله عليهم
أجمعين، وقد
نقلت لك القول
بأنه بدعة دون
أن أحذف شيئا
لنتعلم أنه
ليس كل بدعة
ضلالة كما
يفهم العوام
والجهلاء من
حديث رسول
الله صَلَّى
الله
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فتتعلم
بذلك أنه (أي
لفظ كل في
الحديث) مما
يقال فيه عام
أريد يه خاص
مسجد الفتح: أقيم على الصخرة التي وقف عليها النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة
الأحزاب
و دعا على الكفار فانتصر المسلمون ببركة النبي و دعائه
ثانيا: قال الحافظ السيوطي في نفس المصدر: وقد ظهر لي تخريجه على أصل
آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس: أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عق عن
نفسه بعد النبوة مع انه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته والعقيقة
لا تعاد مرة ثانية، فيجعل ذلك على أن الذي فعله النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إظهار للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما
كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام
الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.
قلت: والعقيقة
في ذاتها
كشريعة ثابتة
سنها صلى الله
عليه وآله
وسلم احتفالا
بمواليد أمته
عموما فكان
ذلك إعلاما
منه صلى الله
عليه وآله
وسلم بأهمية
وخصوصية يوم
وليلة
الميلاد عند
كل مسلم فكيف
بليلة مولده
الشريفة !
ثالثا: ذكر
إمام القراء
الحافظ شمس
الدين بن
الجزري في
كتابه عرف
التعريف
بالمولد
الشريف ما نصه:
قد رؤي أبو
لهب بعد موته
في النوم فقيل
له: ما حالك ؟
فقال: في
النار إلا أنه
يخفف عني كل
ليلة اثنين
وأمص من بين
أصبعي ماء
بقدر هذا - وأشار
لرأس إصبعه - وإن
ذلك بإعتاقي
لثويبة عندما
بشرتني بولادة
النبي صلى
الله غليه
وسلم
وإرضاعها له
قلت: ورد في
فتح الباري
بشرح صحيح
البخاري: قال
عروة إن أبا
لهب رؤى في
المنام فقال: لم
أر بعدكم خيرا
غير أني سقيت
في هذه
بعتاقتي
ثويبة وجوز القرطبي
في التذكرة أن
الكافر إذا
عرض على الميزان
ورجحت كفة
سيئاته
بالكفر
اضمحلت حسناته
فدخل النار،
لكنهم
يتفاوتون في
ذلك: فمن كانت
له منهم حسنات
من عتق
ومواساة مسلم
ليس كمن ليس
له شيء من
ذلك، فيحتمل
أن يجازي بتخفيف
العذاب عنه
بمقدار ما
عمل، لقوله
تعالى {ونضع
الموازين
القسط ليوم
القيامة فلا
تظلم نفس شيئا}
وما أحسن ما
قاله الحافظ
شمس الدين بن
ناصر الدين
الدمشقي في
كتابه مورد
الصادي في
مولد الهادي:
إذا كان هذا
كافــرا
جاء
ذمـه
وتبت يـداه فـي الجحيم مخلدا
أتي أنه في
يـوم
الاثنين
دائـما
يخفف عنـــه للسرور بأحمدا
فما الظن
بالعبد الذي
طول عمره
بأحمــد مسرورا ومات موحدا
قلت: وهذا نص صحيح صريح في مجرد الفرح بمولده من قبل العلم بنبوته صلى
الله عليه وسلم وكأنه سبحانه وتعالى يعلمنا أن مجرد الفرح بحبيبه صلى الله عليه
وسلم يفرح الله به ويجازي عليه حتي بغير نية صحيحة أو قصد مضبوط وذلك كله إكراما
لحبيبه صلى الله عليه وسلم واحتفاء به.
قال صاحبي:أراهم
كل عام يقرأون
ما يسمي
بالمولد أو
قصة المولد
على اختلاف في
الأسماء، أو
ليس الأحري أن
نقرأ القرآن
أو الأذكار
الواردة عن
النبي صَلَّى
الله
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
للتقرب إلى
الله في هذه
الليلة التي
ثبتت بركتها
عندي ؟
فقلت له: لقد
ذكرت لك طرفا
من الكلام في
ذلك إلا أني
أود أن اقول
إن الفرق بين
أهل العلم
وأهل الجهل أن
أولئك يعلمون
وهؤلاء لا
يعلمون فهل
يستوي الذين
يعلمون
والذين لا
يعلمون
يا أخي إن
الطامــة
الكبرى في
زماننا هذا هي
دعوي العلم بل
ونكران جميل
أهل العلم
ولله در القائل:
ألا إن
نكران الجميل
كبيرة
كذلك دعوي
العلم أقبح
ترة
والحق الذي
لا مراء فيه
أن الحق عند
أهل الحق الذين
قال فيهم رسول
الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ
وَسَلَّم: (لاتزال
طائفة من أمتي
على الحق
ظاهرين لا
يضرهم من
خالفهم) (متفق
عليه) فابحث
عنهم تجدهم
واعمل كما قلت
لك بنصيحة نبينا
الكريم
صَلَّى الله
عَلَيْهِ
وَسَلَّم: انظروا
عمن تأخذون
دينكم... فهناك
من أجمعت
الأمة على
قبولهم
والأخذ عنهم
ومنهم مثل
ساداتنا أبي
حنيفة
النعمان ومالك
والشافعي
وأحمد
والعراقي
والسيوطي
والغزالي
والنووي وابن
حجر
العسقلاني
والمكي والسخاوي
والفخر
الرازي
ومشايخهم
وتلامذتهم
ومريديهم
فإذا تحقق
أحدهم من
المسألة
واجتهد فيها
ورزقه الله
يوما بعد يوم
دليلا بعد
دليل على
المسألة
الواحدة صارت
مذهبا فأفتي
بها دونما
حاجة إلى ذكر
مستنـده
أو دليله وذلك
لثقتـهم
بين الناس
عامهم وخاصهم
فلا غرابة في
أن تجد جمعهم
يؤلف ويصنف
قصة المولد
النبوي الشريف
مستندا إلى ما
حصــله من
أسرار العلوم
والفهوم في
نصوص الكتاب
والسنة فمن
هؤلاء:
v ابن
الجوزي (التنوير
بمولد النبي
البشير)
v ابن حجر
الهيتمي
المكي (النعمة
الكبري بمولد
سيد ولد آدم)
v ابن
عابدين (اختصر
السابق وشرحه
وأسماه: نثر
الدرر على
مولد ابن حجر)
v السيوطي (حسن
المقصد في عمل
المولد)
v ابن الجزري (ذكرناه سابقا) وغيرهم كثير وكثير أمثال المناوي
والبرزنجي والنابلسي والدمياطي والكتاني وعليش رضي الله عنهم أجمعين.
انظر يا أخي
حفظك الله إلى
هذا الإجماع
لهذه الصفوة
من العلماء
الذين تحيل
العادة
تواطؤهم على
الزلل أو
النسيان أو
الكذب فما
بالك وقد
صرحوا بفضائل
وخصائص في
قراءة قصة
المولد النبوي
الشريف حتي
ذاع ذلك
واشتهر بين
أفراد الأمة
وجماعاتها
لولا ما آل
إليه أمر
الأمة من
سريان الجهل في
أوصالها حتي
صار هذا الجهل
علما فصار
الأمر كما
أخبر الحبيب
محمد صلى الله
عليه وسلم عن
آخر الزمان،
ولولا فضل
الله ورسوله
لما بعث الله
في هذه الأمة
من يجدد لها
أمر دينها
جل من يحيي
علومــا
بعدما
بلغــت
عتيــا
وسأسوق
إليك طائفة من
أقوالهم ظلت
حبيسة كتب العلم
التي صنفها
أهل العلم
الأوفياء
الحفظة الذين
حفظ الله بهم
أمور دينه
ومنهم: علامة
عصره ووحيد
دهره الشيخ
عبد ربه بن
سليمان بن
محمد بن
سليمان
الشهير
بالقليوبي
أحد علماء
الأزهر
الأعلام
الخادم للسنة
المطهرة الذي
تنتهي إليه
أسانيد السنة
جمعاء في هذا
العصر والذي
لم يسبقه أحد
في شرح جامع
الأصول لأحاديث
الرسول صلى
الله عليه
وسلم لابن
الأثير�
حيث نقل في
كتابه (فيض
الوهاب في
بيان أهل الحق
ومن ضل عن
الصواب) ما
يلي:
قال صاحب
التفسير
الامام فخر
الدين الرازي:
ما من شخص قرأ
مولد النبي
صلى الله عليه
وسلم على ملح
أو بر أو شيء
من المأكولات
إلا ظهرت فيه
البركة وفي كل
شيء وصل إليه
ذلك الملح أو
البر وغيره. ومن وصل إلى
جوفه شيء من ذلك فإنه يضطرب أي يتحرك ولا يستقر في جوفه حتي يغفر الله لآكله، وإن
قرئ مولد النبي صلى الله عليه وسلم على ماء طاهر فكل من شرب من ذلك الماء دخل قلبه
ألف نور ورحمة وخرج منـه ألف ظلمة وعلة ولا يموت قلبه يوم تموت القلوب
قلــت: ومثـل هذا الكلام لا ينبغي أن يقال على سبيل الراي بل لا بد له من
مستند وأني لمثل الرازي أن يتكـلم بغير حجة أو دليل.
قال الامام الجنيد رضي الله عنه:من حضر قراءة مولد النبي صلى الله عليه
وسلم وعظم قدره فاز بالأمان.
قلت: وناهيك بالامام الجنيد الملقب بإمام الطائفة المشهود له بالعلم
شريعة وحقيقة عند العام والخاص من أهل العلم.
قال الامام الشافعي رضي الله عنه: من جمع لمولد النبي صلى الله عليه
وسلم إخوانا وهيأ لهم طعاما وأخلي لهم مكانا وعمل إحسانا وصار سببا لقراءته بعثه
الله يوم القيامة مع الصديقين والشهداء والصالحين ويكون في جنة النعيم.
قلت: والعجب كل العجب كيف لأمثالنا أو لأحد في زماننا أن يصدر فتوي أو
يعتقد بدعية الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بعد ما صدر من الامام الشافعي فتي
قريش الذي ملأ طباق الأرض علما.
رابعاً: قال
سيدي معروف
الكرخي رضي
الله عنه: من
هيأ لأجل
قراءة مولد
النبي صلى
الله عليه وسلم
طعاما وجمع
إخوانا وأوقد
سراجا ولبس
جديدا وتبخر
وتعطر تعظيما
لمولده صلى
الله عليه وسلم
حشره الله يوم
القيامة مع
الفرقة
الأولي من
النبيين وكان
في أعلي عليين
قال سيدي سري السقطي رضي الله عنه: من قصد موضعا يقرأ فيه مولد النبي
صلى الله عليه وسلم فقد قصد روضة من رياض الجنة لأنه ما قصد ذلك الموضع إلا لمحبته
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحبني كان معي في
الجنة).
قال الحافظ السيوطي رضي الله عنه في كتاب الوسائل في شرح الشمائل: ما
من بيت أو محل أو مسجد قرئ فيه مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلا حفت الملائكة أهل
ذلك البيت أو المحل أو المسجد وصلت على أهل ذلك المكان وعمهم الله بالرحمة
والرضوان، واما المطوَّقون بالنور وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والصافون
والحافون والكروبيون أي المسرعون في طاعة الله تعالى فإنهم يصلون على من كان سببا
في قراءته.
�قال
صاحبي: وهل
كان النبي صلى
الله عليه
وسلم يخص شهر
مولده أو يومه
أو ليلته بشيء
من العبادات؟
فقلت له: أجابك على هذا السؤال ابن الحاج في المدخل فقال: كان يجب أن
يزاد فيه من العبادات والخير (أي من الناس) شكرا للمولي سبحانه وتعالى على ما
أولانا من هذه النعم العظيمة وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره
من الشهور شيئا من العبادات وما ذاك إلا لرحمته صلى الله عليه وسلم بأمته ورفقه بهم
لأنه صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم.
قلت: وسبقت
إشارته صلى
الله عليه
وسلم باختصاص
يوم الاثنين
لأجل ولادته
إشارات دقيقة
في فضل ليلة
المولد
الشريفة� ويطيب
لي أن أنوه
وأشيد وأشير
إلى فضل الله
على أمة رسول
الله في ليلة
مولده صلى
الله عليه وسلم
ولو بالقدر
اليسير..
مقارنة بين
شهر مولده صلى
الله
عليه
وسلم.. وشهر
رمضان
قال صاحب المدخل العلامة الكبير ابن الحاج تلميذ ابن أبي جمرة شارح
البخاري: ورد أنه صلى الله عليه وسلم حين خروجه إلى هذا الوجود لم يقدر اللعين
إبليس وجنوده على القرار في هذه الأرض ولا في الثانية ولا في الثـالثة إلى أن نزلوا
في الأرض السابعة فخلت الأرض منهم ببركة وجوده صلى الله عليه وسلم فيها .
قلت: فقارن
بين ليلة
واحدة هي ليلة
مولده وبين
شهر كامل هو
شهر رمضان
الذي ورد
تصفيد
الشياطين فيه
ليتبين لك
الفرق بين
نفيهم
بالكلية عن
الأرض لأجل
بروزه صلى
الله عليه
وسلم في ربيع
وشتان بينه
وبين تقييدهم
لأجل شهر
رمضان. فلما قضت حكمة المولى ظهوره كذلك في ربيع على
هذه الصفة من نفي إبليس وجنوده إلى الأرض السابعة كانت الحكمة الإلهية في شهر ربيع
أن يكون لزمن ولادته من اسمه نصيب حيث الربيع فصل تنشق الأرض عما في باطنها من نعم
المولي سبحانه وتعالى وأرزاقه التي بها قوام العباد وحياتهم ومعايشهم وصلاح أحوالهم
فينفلق الحب والنوي وأنواع النبــات والأقوات المقدرة فيها فيبتهج الناظر عند
رؤيتها ولله در القائل فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة انظر صلاة سيدي عبد السلام
بن بشيش رضي الله عنه.
مقارنة بين
يوم مولده
ويوم
الجمعة
�ورد في
صحيحي
البخاري
ومسلم، عن أبي
هريرة رضي
اللّه عنه؛� أن رسول
اللّه صلى
اللّه عليه
وآله وسلم
ذكرَ يومَ
الجمعة فقال: (فيهِ
ساعَةٌ لا
يُوَافِقُها
عَبْدٌ
مُسْلِمٌ
وَهُوَ
قَائِمٌ
يُصَلِّي
يَسألُ
اللَّهَ
تَعالى
شَيْئاً
إِلاَّ
أعْطاهُ
إيَّاهُ) وأشار
بيده يقللها. قال
الامام الطرطوشي رضي الله عنه: معظم العلماء والأخيار انها بعد العصر إلى غروب
الشمس واحتج وتقوي بحديث رواه مسلم في صحيحه ذكر فيه أن آدم خلق بعد العصر من يوم
الجمعة في آخر ساعة من ساعات الجمعة ما بين العصر إلى الليل.
قال: لأن آدم
عليه السلام
ساكن هذه
الدار وهو
المراد
بالخطاب إذ أن
الدار لا تراد
لنفسها بل لساكنها
وقد ثبت أن
الزهراء
فاطمة رضي
الله عنها كانت
إذا صلت العصر
من يوم الجمعة
تستقبل
القبلة وتقبل
على الذكر
والدعاء ولا
تكلم احدا حتي
تغرب الشمس
وتقول إنه وقت
ساعة الاجابة
فإذا كانت تلك
الساعة التي
وجد فيها آدم
عليه السلام
لا يصادفها.....الحديث، فلا
شك أن من صادف الساعة التي ظهر فيها الحبيب المصطفي صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو
يسأل الله تعالى شيئا أنه قد نجح سعيه وظفر بمراده .
كلمة أخيرة
أقول
وبالله
التوفيق:
إن جماع الخير كله والسعادة كلها في الدارين تكمن في حب المصطفي صلى
اللّه عليه وآله وسلم فإذا حصل لك قدر من هذا الحب اجتمعت عندك اسباب الفهم في الله
وبالله ومن الله وإلى الله فلا تعجز في بعض إدراك فضيلة ليلة ميلاده صلى اللّه عليه
وآله وسلم لأن حبه يعمل فيك قول الله تعالي: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى
الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِم يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي
ضلال مبين}.
فاحرص على
زيادة حبك له
صلى اللّه
عليه وآله وسلم
ودوام ذلك
بكثرة الصلاة
على المبعوث
رحمة
للعالمين
صلاة الله
في ختم وبدء
على عبد
عليه الحق
أثني
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين ومن اهتدي بهديه إلى
يوم الدين.
د.إبراهيم
الدسوقي
المنصورة
|