شعـــــاع مــــن بنـــي النــور
إليكم يا أحبائى خفايا
الحمد لله الذي خص ديوان أوليائه بالتصرف في خلقه وأوضح طريق هداه، فكانت
مجازه، إلى حقيقة الأحكام، والصلاة والسلام على صفوة الخلق وخلاصة العالم
المختار من العرب الذين إختارهم جل وعلا من بني آدم وجعله أفضلهم
حسبا ونسبا وأكرمهم أما وأبا وأعظمهم صلى الله عليه وسلم خلقا وأحسنهم
خلقا� وأفضل الناس صلى الله عليه وسلم جميعا على آله وأصحابه المتأدبين
بآدابه.
أعلم عزيزي القارئ أن لكل زمان رجالا ولكل ميدان أبطالا، حياتهم مصدر
إشعاع للفكر وفيض عذب للخير بهم يجدد الله الدين {ولتكن منكم أمة يدعون
إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} صدق
الله العظيم، وقال (كل قرن من أمتي سابقون)�هؤلاء الدرر هم ينبوع
فياض من الحكمة والمعرفة وطاقة خارقة فـي العلم والأدب يستوحي الناس فيهم
الإيمان والمعاني السامية وهم ورثة الأنبياء فـي الحفاظ على الشريعة
والحفاظ على الملة يقفون من تعاليم الدين موقف الحارس الأمين من أعدائه
الضالين والمضلين والجاهلين المبطلين موقف المتربصين يردون كل ضلالة
ويمحقون كل بدعة أو جهالة ينادون الناس إلى السنن التي إندثرت ويدعونهم
إلى الآداب والفضائل التي هجرت ويحفظون الإسلام وروعته وقدسيته ويجددون
له شبابه وقوته تصديقا لوعده فـي محكم تنزيله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا
له لحافظون} وقال (إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما وهما
كتاب الله وأهل بيتي عترتي إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ولا
تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم) وقال (النجوم
أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي) صدق الحبيب.
وفـي عمود هذا اليوم عزيزي القارئ نتناول سيرة من أميز السير وأعظمها
نفحات علم من أعلام الأئمة العاملين وقطب من الأقطاب العارفين سيرة
مولانا الإمام الوارث سيدي القطب الفرد الجامع الحسيب النسيب اللبيب
الشريف خلاصة الآل السيد الجليل القدر الجوهرة المضيئة صاحب النفحات
والكرامات سيدي إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن أبي النجا بن
زين العابدين رضي الله عنه.
والسيد إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه له من الحكم والأفعال
والأقوال ما يفوق الوصف، ولكن هنالك أمر غريب وأتعجب إليه جدا وللأسف
الشديد أن بعض الناس يجهلون تماما من هم الأقطاب الأربعة ومامعنى كلمة
قطب والأغرب من ذلك وفي هذا الزمن طبقات متعلمة ومثقفة لا تعرف حقيقتهم
بل وتنكرهم بشدة.
وسيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه أشهر من أن ينبه عليه، فهو من كبار
العارفين صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والأحوال الخارقة
والمقامات السنية والهمم العالية صاحب الفتح الموفق والكشف والخرق
والتصدر فـي مواطن القدس والترقي فـي معارج المعارف والتعلي في مراقي
الحقائق.
له
الباع الطويل فـي التصديق والنفاذ واليد البيضاء فـي أحكام الولاية
والقدم الراسخ فـي درجات النهاية والطور السامي فـي الثبات والتمكين وهو
أحد من ملك أسراره وقصد أحواله وغلب على أمره وهو أحد أركان الطريقة
قطب
مسلسل فـي البرية مجـده من
طاهر عن طاهر عن طاهر
تجلى به الكرب الثقيلة والرضاء برحــابه
سهم الفقير الزائـر
مولاى إبراهيم غوث زمــانـه
يحبوحة الإحسان بـل
مــاطر
دانت لـه أهل الكمال وأصبحـت
تشي عليه صدورها بمــحاضر
هو
رابع الأقطاب مــن أبوابهم
ماجأ العفاة بكـل
هـل
صــادر
صلى
عليه الله مـا طلع الضحى
وبدت كـواكب
آله للبـــاصر
وسيدي الدسوقي صاحب قلب طاهر وهمة عالية إن الله جل وعلا إصطفاه لمعرفته
وخصه بمحبته وأنطقه لحكمته وأذاقه من كأس محبته وفضله على كثير من خلقه
وهو رضي الله عنه الزاهد فيما رغب فيه الغافلون والمستأنس فيما إستوحش
منه الجاهلون رضي الله عنه.
ونواصل فـي العمود القادم البقية عن حديثه وقوله العذب.
غادة سليمان الزين
|