العد د الثالث  (نيسان)

 

مكــتــــب الخـَــدَمـــات

جل وصف غراسها

شعـاع مـن بنـــي النــور


مكــتــــب الخـَــدَمـــات

 إن حولية الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني تعني شيئا واحدا بالنسبة لمكتب الخدمات وهو مزيدا من الجهد والعمل فناهيك عن إعداد المكان وتجهيز المركبات والحافلات والإعداد للموكب الصوفي الضخم الذي تشهده شوارع الخرطوم بالإضافة إلى استقبال الضيف العرب والأجانب فكل هذا قد اعتاد عليه الشيخ دسوقي الشيخ إبراهيم وقد أضاف إلى نفسه أعباء جديدة .

العرس الجماعي

 وهو بلا جدال من إنجاز مكتب الخدمات ،فبعدما إرتفعت تكاليف الزواج إرتفاعا باهظا وصار حفل العرس أكثر من تكاليف المهر والجهاز فقد قرر الشيخ دسوقي الشيخ إبراهيم إعداد الساحة البرهانية بكامل زينتها واستعداداتها لكل الزيجات البرهانية التى وصل عدد الطلبات إلى الآن 40 طلبا مع الأضواء ورايات الطريقة والطبول والكاسات ومع كاميرات رايات العز وتغطية صحفية شاملة من الجريدة هدية إلى الأخ الأكبر مكتب الخدمات .
 

            موكب السيارات

ولقد لاحظ الشيخ دسوقي أن موكب الحولية يجول شوارع الخرطوم وتحرم منه باقي العاصمة المثلثة فقرر تنظيم موكب للسيارات يطوف بشوارع بحري وأم درمان عائدا مرة أخرى إلى الخرطوم بعد قيامه منها ويطوف الموكب بالرايات والنوبات والكاسات مع الإنشاد بقصائد المديح النبوي لتعم الأفراح كل العاصمة المثلثة.

           مكتب الترحيلات

 كما تم إنشاء مكتبا مؤقتا للترحيلات وهويشرف على نقل وفود الضيوف من وإلى موقع الإحتفال بالمقام والمساكن المخصصة لإقامتهم وخصوصا أثناء عقد المؤتمرات الدولية للإرشاد والمؤتمر الصحفي.

          مكتب التسهيلات

 المؤقت  وقد تم تخصيص غرفة عمليات لمساعدة الضيوف العرب والأجانب في أمور تسجيل الجوازات وحجز التذاكر للسفر والعودة .

وأسرة رايات العز تتمنى لمكتب الخدمات دوام التوفيق والرقي وتتمنى للشيخ دسوقي الشيخ دوام العافية والتجديد تحت لواء مولانا الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه.


جل وصف غراسها

    في جناحيه رحمتي ولديه               عوض الوالدين يلقى اللطيم

 إن الحديث عن الرحمة لحديث متسع الجنبات متعدد الأركان ونحن هنا لا نريد الحديث عن الرحمة بمعنى هداية الناس وإنقاذهم من ضلال الغفلة وإلا لما إتسعت صفحات رايات العز بكل أعدادها للحديث في هذا الباب ولكنا نذكر موقفا إنسانيا واحدا لمولانا الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنهما جعل دموعي تنساب على وجناتي ليس حزنا ولكن خجلا ، فإن من أساليب التعليم أكتساب محاسن الأخلاق بالقدوة وليس بالدروس والشرح المستفيض.

قد يعلمك الشيخ بل أقول يعلمك الشيخ بتصرف بسيط في مظهره عظيم في مخبره درسا لوجلست إلى كل مؤدبي الأرض ماوعيته ، وها نحن اليوم في عطبره برفقة الشيخ رضي الله عنه للقاء أحبابه وبعد اللقاء والحضرة والمديح خرجنا سكارى بغير مُحَرَّم  نبحث عن فراش يأوينا لهجعة الليل لتعيننا على يقظة الفجر ،ولا شك أن هذا الفراش سوف يكون في ساحة الزاوية لأن حرارة الغرف لاتطاق لأنها امتصت حرارة شمس الصيف القائظ لتحتفظ لنا بها ظنا منها أنا قد افتقدناها وما علمت أننا قد فارقناها طواعية في النهار فكيف الحال بالليل ، المهم أعد كل منا فراشه وانتظرنا حتى يبرد الفراش من حرارة الغرف وآوى كل منا إلى فراشه وبدأبعض الأحباب في ممارسة عزف السيمفونيات المصاحبة للنوم من جراء وعثاء السفر ، وعالجت أذني بشيئ يخفف من حدة تلك المعزوفات التي لاتعترف بالنوتة الموسيقية والتي أعلم جيدا أنني بعد قليل سوف أصبح أحد العازفين.

ولكن ما هذا الذي يجري حولي فقد خرج أحد الأحباب يحمل فراش الشيخ ليضعه في الفناء معنا ، صحيح أنه على بعد ولكن أي بعد وكيف تنام هكذا معه في فناء واحد ، صحيح أن الشيخ مع مريده في كل أحواله ولكن  ولكن  فقلت لنفسي تشجع وخذ قسطا من الراحة لتقوى على القيام مع الشيخ وقت السحر وصلاة الصبح وهممت إلى اللحاف ولو أني أكره الغطاء في الصيف ألتف بها فلا تظهر معالمي وأنام ، فإذا أنا بمشكلة أخرى فلايمكن أن تكون قدميك في جهة القبلة وهذا الإتجاه به فراش الشيخ رضي الله عنه وهذا الجانب يكره النوم عليه ، فقلت لنفسي لامفر من قيام الليل كاملا ، ومجبر أخاك لابطل أخرجت سبحتي وبدأت أورادي وكانت ليلة من ليالي الإجتهاد والسهر مع لحظات من الإغفاء تمسح كل العناء.

وإنتبهت من أحد الغفوات لأجد الشيخ رضي الله عنه جالسا في فراشه ثم قام إلى غرفته في مشية على أطراف أصابعه يتحسس طريقه في لطف لايقتل نملة إذا وطأتها قدميه ، وأنا لا أدري كيف أتصرف! أأقوم إليه أساعده في فتح الغرفة وتجهيز الوضوء؟ أم ماذا أفعل لاأدري ؟

وبينما أنا في حيرة من أمري قام أحد الأخوة الموكلين بشرف الخدمة وقال بصوت مسموع لاتؤاخذني يامولانا وأشعل نور البطارية وهم بالسير أمام الشيخ ولكن الشيخ نهره بصوت خفيض (إطفي البطارية ولا تتحدث بصوت عال ألا ترى الناس متعبين يرجون لحظات من الراحة) ثم سار الشيخ حتى وصل إلى باب غرفته فأخرج المفاتيح وفتح الباب ودخل إلى غرفته ببطئ حتى لا تصدر المفاتيح ولا الباب صوتا قد يقلق النائمين.

أي رحمة هذه وأيما رأفة جل وصف غراسها.

فتى الوادي 


شعـــــاع مــــن بنـــي النــور

إليكم يا أحبائى خفايا

الحمد لله الذي خص ديوان أوليائه بالتصرف في خلقه وأوضح طريق هداه، فكانت مجازه، إلى حقيقة الأحكام، والصلاة والسلام على صفوة الخلق وخلاصة العالم المختار من العرب الذين إختارهم جل وعلا من بني آدم وجعله  أفضلهم حسبا ونسبا وأكرمهم أما وأبا وأعظمهم صلى الله عليه وسلم خلقا وأحسنهم خلقا� وأفضل الناس صلى الله عليه وسلم جميعا على آله وأصحابه المتأدبين بآدابه.

أعلم عزيزي القارئ أن لكل زمان رجالا ولكل ميدان أبطالا، حياتهم مصدر إشعاع للفكر وفيض عذب للخير بهم يجدد الله الدين {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} صدق الله العظيم، وقال  (كل قرن من أمتي سابقون)�هؤلاء الدرر هم ينبوع فياض من الحكمة والمعرفة وطاقة خارقة فـي العلم والأدب يستوحي الناس فيهم الإيمان والمعاني السامية وهم ورثة الأنبياء فـي الحفاظ على الشريعة والحفاظ على الملة يقفون من تعاليم الدين موقف الحارس الأمين من أعدائه الضالين والمضلين والجاهلين المبطلين موقف المتربصين يردون كل ضلالة ويمحقون كل بدعة أو جهالة ينادون الناس إلى السنن التي إندثرت ويدعونهم إلى الآداب والفضائل التي هجرت ويحفظون الإسلام وروعته وقدسيته ويجددون له شبابه وقوته تصديقا لوعده فـي محكم تنزيله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وقال  (إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم) وقال  (النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي) صدق الحبيب.

وفـي عمود هذا اليوم عزيزي القارئ نتناول سيرة من أميز السير وأعظمها نفحات علم من أعلام الأئمة العاملين وقطب من الأقطاب العارفين سيرة مولانا الإمام الوارث سيدي القطب الفرد الجامع الحسيب النسيب اللبيب الشريف خلاصة الآل السيد الجليل القدر الجوهرة المضيئة صاحب النفحات والكرامات سيدي إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن أبي النجا بن زين العابدين رضي الله عنه.

والسيد إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه له من الحكم والأفعال والأقوال ما يفوق الوصف، ولكن هنالك أمر غريب وأتعجب إليه جدا وللأسف الشديد أن بعض الناس يجهلون تماما من هم الأقطاب الأربعة ومامعنى كلمة قطب والأغرب من ذلك وفي هذا الزمن طبقات متعلمة ومثقفة لا تعرف حقيقتهم بل وتنكرهم بشدة. وسيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه أشهر من أن ينبه عليه، فهو من كبار العارفين صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والأحوال الخارقة والمقامات السنية والهمم العالية صاحب الفتح الموفق والكشف والخرق والتصدر فـي مواطن القدس والترقي فـي معارج المعارف والتعلي في مراقي الحقائق.

له الباع الطويل فـي التصديق والنفاذ واليد البيضاء فـي أحكام الولاية والقدم الراسخ فـي درجات النهاية والطور السامي فـي الثبات والتمكين وهو أحد من ملك أسراره وقصد أحواله وغلب على أمره وهو أحد أركان الطريقة

قطب مسلسل فـي البرية مجـده        من طاهر عن طاهر  عن طاهر

تجلى به الكرب الثقيلة والرضاء         برحــابه سهم الفقير الزائـر

مولاى إبراهيم غوث زمــانـه        يحبوحة الإحسان بـل مــاطر

دانت لـه أهل الكمال وأصبحـت        تشي عليه صدورها بمــحاضر

هو رابع الأقطاب مــن أبوابهم        ماجأ العفاة بكـل هـل صــادر

صلى عليه الله مـا طلع الضحى         وبدت كـواكب آله للبـــاصر

وسيدي الدسوقي صاحب قلب طاهر وهمة عالية إن الله جل وعلا إصطفاه لمعرفته وخصه بمحبته وأنطقه لحكمته وأذاقه من كأس محبته وفضله على كثير من خلقه وهو رضي الله عنه الزاهد فيما رغب فيه الغافلون والمستأنس فيما إستوحش منه الجاهلون رضي الله عنه.

 ونواصل فـي العمود القادم البقية عن حديثه وقوله العذب.

غادة سليمان الزين