إن
من ينكر التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصالحين الأحباب هو بين
أمرين إما أن سبب الإنكار سوء عقيدة وفساد فـي الإيمان، وإما يكون عدم
فهم وجهل بالكتاب والسنة لأن الأدلة فـي كتاب الله والسنة واضحة وضوح
الشمس فـي كبد السماء، اعلموا أيها الأحباب إن للتوسل أسماء منها
الإستعانة،الإستغاثة، اللجوء الوسيلة، الإستمداد، كلها تأتي بمعنى التوسل.
يقول الله سبحانه و تعالى : {وإذاستقى موسى لقومه} وهذا دليل على خصاصيته
وقربه من ربه لأنه رسول� مما جعل قومه يتقدمون به ليطلب من ربه.
ولم يقل لهم سيدنا موسى إدعوا أنتم أو اسألوا أنتم فهل طلبهم من سيدنا
موسى الإستسقاء هل هو شرك أوكفر وأي شرك وكفر هذا إذا سأل المؤمن من
أرسله الحق ألم يقرأوا قوله سبحانه وتعالى {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على
طعام واحد فأدع لنا ربك فأنزل الله لهم المن والسلوى} وكان ذلك بسبب ومن
أجل سيدنا موسى وبركته عليه الصلاة والسلام� إذاً فلماذا تثار الشكوك حول
من يتوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل البيت والصالحين.
واقرأ إيضاً إن شئت قوله تعالى {ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع
لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز}.
انظر إلى قوله تعالى'' لئن كشفت '' كشفت انت يانبي الله.
ثم قوله تعالى {''فلما كشفنا} فاعطاك الحقيقة واعطاك الصنعة، فلما كشفنا
أي بسبب ومن أجل رسولنا كشفنا، الفاعل هو الله� السبب هو سيدنا
موسى هذا هوالإيمان هذا هو الاعتقاد الصحيح فالتوسل بالرسول ليس شركا
أو كفراً، أما حديث النبي صلى الله عليه وسلم '' إذاسألت فأسال الله�
فالكلام عنه من وجوه عديدة فالكلا م فـي الحديث خاص بالخواص من الرجال
لأنه لا يجوز بأي حال أن يتعارض حديث مع صريح الآيات � فهذا نبي الله
سيدنا سليمان يطلب ويسأل الجن والإنس ويستعين بهم وهونبي ورسول {قال إيكم
يأتيني بعرشها} (النمل 83)، فطلبه ماهو إلاتشريع لأمته ولأتباعه بالطلب
من الوسائط ما دام المفهوم أن الفاعل هو الله {قال عفريت من الجن
أنا آتيك به قبل أن يترد إليك طرفك} (النمل 93).
ألم يقرأوا قول الحق سبحانه وتعالى {ولو أنهم إذ ظلموا انفسهم
جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}
(النساء46)، انظر إلى قوله جاءوك مع أن الله مع الكل وأنه قريب من
الكل فالمجيء إليه للخصوصية وللصفة الآلية والتي حباه الله إياها.
{وإذا قيل لهم تعالوا ليستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم} (المنافقون
الآية 5)، أليس هذا دليل على توسطه بين الحق والخلق.
أما قول الحق سبحانه وتعالى {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم لن يغفر الله
لهم} فهذا تخير للنبي وليس لديه علاقة بالتوسل� فقد روى البخاري أن
النبي قال (إني خيرت فاخترت) يعني إخترت الإستغفار لأمتي� ومنهم من
يقول إن التوسل جائز للحي وغير جائز للميت ويستدلون بتوسل سيدنا عمر
بسيدنا العباس رضي الله عنهما وغاب عنهم أن النبي والصالحين والشهداء
أحياء فـي قبورهم ثم أن المتأمل للحديث يلاحظ أن التوسل أصلا من أجل رسول
الله إسمعوا نص الحديث ففي عام الرمادة يسمى بذلك لكثرة تطاير
الرماد لاحتباس المطر� قام سيدنا عمر فخطب الناس ويروي لنا الحديث سيدنا
عبدالله بن سيدنا عمر� قال: (أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يرى للعباس مايرى الولد للوالد� فاقتدوا أيها الناس برسول الله فـي
عمه العباس� واتخذوه وسيلة إلى الله� أدع يا عباس فقال (اللهم إنه
لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكاني
من نبيك وهذه إيدينا إليك بالذنوب وتوصينا إليك بالتوبة فأسقنا الغيث
واحفظ اللهم نبيك فـي عمه) فأرخت السماء مثل الجبال حتى إخضبت الأرض
وأقبل الناس على سيدنا العباس يتمسحون به ويقولون يا ساقي هنيئاً لك يا
ساقي الحرمين وقال له سيدنا عمر هذا والله الوسيلة إلى الله والمكان منه
فسيدنا عمر يُعلم الأمة بأن التوسل بأي صحابي جائز لأن سيدنا العباس
صحابي وأن التوسل بآل بيت رسول الله عليه وآله وسلم جائز لأن سيدنا
العباس من آل بيت المصطفى وبأن التوسل بأي ولي جائز لأن سيدنا العباس
ولي� توبوا إلى الله وأستغفروه يغفر لكم.
الثانية
الحمد لله رب العامين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن
سيدنا وحبيبنا محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين� أيها الأحباب.
إن
من يسأل المخلوق عندهم عد متخذاً ربا مع الله
هذه
هي القسمة الـ... ولاعجب
فالجهل يعمي ذويه عن هدى الله
وإن
يقول سؤال الحي ليس به
بأس ولا يقـضي
الإشـراك
بالله
قلنا كذلك سؤال الميت مـعـتبر
لأن كـل
بلا ريب ســوى
الله
والحي كالميت لاتأثير في عمل
إليه يعـزى
بل التأثيــر
لله
وفى
إجابة يعـقوب بنيـه لنـا على
التوسط برهــان من الله
وذاك حين أتوه قـائـلين
لـه
أيا أبانـا
اسـتغفر
لـدى
الله
وليس من قال يا هذا الولي أغث
أوقال خـذ
بيدى يـا
مرسَل الله
إلا كمن أبصـرت
عيناه متقيـا
فقاليا ذا ادع لي واضرع إلى الله
أو
مثل شخص هويفى هوة وغدا
يقول خـذ
بيـدي
يا شيـخ
لله
لكن
أهل الهوى لم يحملوه عـلى
معنى التماس الدعاء من خيرة الله
فكـفروا
من بن الإسـلام أكثرهم
ولم يخـافوا
غـداً
من بطشة الله
وأولـوا
كـل نص لا يوافقـهـم تأويـل
ذي شطـط
ناء عـن
الله
تباً له أشهـيد
الحرب من ثبتـت
له الحـيـاة
بـاخبار
عـن
الله
يكون حيا وخير الرسـل قاطبـة
يكون مـيـتا
عـجيب
ذاك والله
فالمصطفى لم يزل حـيا بروضته
معظم الـجاه
مقـولا
لـدى
الله
وذاك نص صريـح
قد رواه لنـا
عنه التقـاة
فـلا
ترتـاب
والله
|