العد د الثالث  (نيسان)
 

معارضـــــــات عــــلى الذكــــــر بالجهــــــر
 

الحديث (���� عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ أَبِي و قَالَ يَحْيَى يَعْنِي الْقَطَّانَ ابْنَ أَبِي لَبِيبَةَ أَيْضًا إِلا أَنَّهُ قَالَ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَة) مسند أحمد (مسند المبشرين)

الآية {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فـي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ} 205 الأعراف

والآية {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الاَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} (الإسراء110)

والآية (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) 55 الأعراف

وسنتناول هذه المعارضات الأربعة كل على حده من كتب الأئمة والمفسرين كما يلي :
 

1-    حديث (حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامَ الْعَيْشِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْعَلاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فـي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَات) صحيح مسلم - مسند أحمد ،المفردون جمع فرد أي رجل أو واحد الرجال أي واحدهم وقد أخبر النبي  أن المفردين هم الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ولم يقل {والذاكرين الله كثيراً والذاكراته} فحذفت الهاء كما حذفت فـي القرآن بمناسبة رؤوس الآيات� قال بن قتيبة وغيره (وهذا كلام النووي) أصل المفردون الذين هلك أقاربهم وفـي رواية هم الذين اهتزوا فـي ذكر الله تعالى� أي يذكرون الله فـي جماعة وفـي اهتزاز (تمايل)�

فـي شرح الحديث جزء 5 ص 544 فـي شرح النووي على مسلم فـي حديث (إن لله ملائكة سيارة) ص 545 ما نصه : (قال القاضي عياض : وذكر الله ضربان ذكر بالقلب وذكر باللسان، وذكر القلب نوعان : أحدهما وهوأرفع الأذكار وأجلها هو الفكر فـي عظمة الله وجلاله وجبروته وملكوته وآياته فـي سماواته وأرضه ومنه الحديث (خير الذكر الخفي) والمراد به هو هذا)�

إذاً (خير الذكر الخفي) المراد به التفكر فـي خلق السموات والأرض إذاً فـي موضوع الذكر باللسان فـي الحضرة هذا موضوع لا يتعارض مع الحديث (خير الذكر الخفي) طبقاً لشرح النووي للذكر الخفي بأن أفضله هو التفكر فـي عظمة الله وجلاله�� ونسرد باقي كلام النووي (�� أما الثاني فذكره بالقلب عند الأمر والنهي فيمتثل لما أمر به ويترك ما نهى عنه ويقف عما أُشكل عليه وأما ذكر اللسان مجرد فهو أضعف الأذكار ولكنه فيه فضل عظيم لما جاءت به الأحاديث قال وذكر بن جرير الطبري وغيره اختلاف السلف فـي ذكر القلب واللسان أيهما أفضل ؟ قال القاضي عياض والخلاف عندي يتصور فـي مجرد ذكر القلب تسبيحاً وتهليلاً وما شابهما� وعليه يدل كلامهم لا أنهم مختلفون فـي الذكر الخفي الذي ذكرناه  ولا فـي ذكر اللسان وإنما الخلاف فـي ذكر القلب بالتسبيح المجرد ونحوه والمراد بذكر اللسان مع حضور القلب� فإن كان لاهياً فلا، واحتج من رجح ذكر القلب بأن عمل السرأفضل ومن رجح ذكر اللسان قال لأن العمل فيه أكثر فإن زاد زاد باستعمال اللسان اقتضى زيادة الأجر قال القاضي عياض : واختلفوا هل تكتب الملائكة ذكر القلب أم لا ؟ فقيل تكتبه ويجعل الله لهم علامة يعرفونه بها وقيل لا يكتبونه لأنه لا يطلع عليه غير الله قلت (أي النووي) الصحيح أنهم يكتبونه وأن ذكر اللسان مع حضور القلب أفضل من القلب وحده�

2-    أما المعارضين مع الآية {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فـي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالأصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ} (الأعراف205)�

ويقول ابن كثير فـي تفسيره عن هذه الآية (يأمر تعالى بذكره أول النهار وآخره كثيرا كما أمر بعبادته فـي هذين الوقتين فـي قوله ''فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب'' وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء وهذه الآية مكية وقال ههنا بالغدو وهو أول النهار والآصال جمع أصيل كما أن الأيمان جمع يمين وأما قوله ''تضرعا وخيفة'' أي اذكر ربك فـي نفسك رغبة ورهبة وبالقول لا جهرا ولهذا قال ''ودون الجهر من القول'' وهكذا يستحب أن يكون الذكر لا يكون نداء وجهرا بليغا ولهذا لما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}� وفـي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء فـي بعض الأسفار فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ''يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته'' وقد يكون المراد من هذه الآية كما فـي قوله تعالى {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} فإن المشركين كانوا إذا سمعوا القرآن سبوه وسبوا من أنزله وسبوا من جاء به فأمره الله تعالى أن لا يجهر به لئلا ينال منه المشركون ولا يخافت به عن أصحابه فلا يسمعهم وليتخذ سبيلا بين الجهر والإسرار وكذا قال فـي هذه الآية الكريمة {ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} وقد زعم ابن جرير وقبله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم أن المراد بها أمر السامع للقرآن فـي حال استماعه بالذكر على هذه الصفة وهذا بعيد مناف للإنصات المأمور به ثم أن المراد بذلك فـي الصلاة كما تقدم أو فـي الصلاة والخطبة ومعلوم أن الإنصات إذ ذاك أفضل من الذكر باللسان سواء كان سرا أو جهرا فهذا الذي قالاه لم يتابعا عليه بل المراد الحض على كثرة الذكر من العباد بالغدو والآصال لئلا يكونوا من الغافلين ولهذا مدح الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون�

إذاً المقصود بهذه الآية أنها تخص الكفار فـي تلاوة القرآن أمامهم على العكس مع المؤمنين�

أما فـي تفسير القرطبي (نظيره ''{ادعوا ربكم تضرعا وخفية''} (الأعراف55) وقد تقدم� قال أبو جعفر النحاس: ولم يختلف فـي معنى ''واذكر ربك فـي نفسك'' أنه فـي الدعاء� قلت: قد روي عن ابن عباس أنه يعني بالذكر القراءة فـي الصلاة� وقيل: المعنى إقرأ القرآن بتأمل وتدبر� ''تضرعا'' مصدر، وقد يكون فـي موضع الحال� ''وخفية'' معطوف عليه� وجمع خيفة خوف؛ لأنه بمعنى الخوف؛ ذكره النحاس� وأصل خيفة خوفة، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها� خاف الرجل يخاف خوفا وخيفة ومخافة، فهو خائف، وقوم خوف على الأصل، وخيف على اللفظ� وحكى الفراء أنه يقال أيضا فـي جمع خيفة خيف� قال الجوهري: والخيفة الخوف، والجمع خيف، وأصله الواو)

3-    {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} (الإسراء110)

فـي تفسير القرطبي لهذه الآية: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} اختلفوا فـي سبب نزولها على خمسة أقوال:

(الأول) ما روى ابن عباس فـي قوله تعالى: ''ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها'' قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة، وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به؛ فقال الله تعالى ''ولا تجهر بصلاتك'' فيسمع المشركون قراءتك� ''ولا تخافت بها'' عن أصحابك� أسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر� ''وابتغ بين ذلك سبيلا'' قال: يقول بين الجهر والمخافتة؛ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم� واللفظ لمسلم� والمخافتة: خفض الصوت والسكون؛ يقال للميت إذا برد: خفت� قال الشاعر:

  لم يبق إلا نفس خافت        رثى لها الشامت مما بها

  ومقلة إنسانها باهت          يا ويح من يرثى له الشامت

(الثاني) ما رواه مسلم أيضا عن عائشة فـي قوله عز وجل: ''ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها'' قالت: أنزل هذا فـي الدعاء�

(الثالث) قال ابن سيرين: كان الأعراب يجهرون بتشهدهم فنزلت الآية فـي ذلك�

قلت: وعلى هذا فتكون الآية متضمنة لإخفاء التشهد، وقد قال ابن مسعود: من السنة أن تخفي التشهد؛ ذكره ابن المنذر�

(الرابع) ما روي عن ابن سيرين أيضا أن أبا بكر رضي الله عنه كان يِسُر قراءته، وكان عمر يجهر بها، فقيل لهما فـي ذلك؛ فقال أبو بكر: إنما أناجي ربي، وهو يعلم حاجتي� إليه� وقال عمر: أنا أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان؛ فلما نزلت هذه الآية قيل لأبي بكر: ارفع قليلا، وقيل لعمر اخفض أنت قليلا؛ ذكره الطبري وغيره�

(الخامس) ما روي عن ابن عباس أيضا أن معناها ولا تجهر بصلاة النهار، ولا تخافت بصلاة الليل؛ ذكره يحيى بن سلام والزهراوي� فتضمنت أحكام الجهر والإسرار بالقراءة فـي النوافل والفرائض، فأما النوافل فالمصلي مخير فـي الجهر والسر فـي الليل والنهار، وكذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل الأمرين جميعا� وأما الفرائض فحكمها فـي القراءة معلوم ليلا ونهارا�

(السادس) قال الحسن: يقول الله لا ترائي بصلاتك تحسنها فـي العلانية ولا تسيئها فـي السر� وقال ابن عباس: لا تصل مرائيا للناس ولا تدعها مخافة الناس�

عبر تعالى بالصلاة هنا عن القراءة كما عبر بالقراءة عن الصلاة فـي قوله:{وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا''} (الإسراء 78) لأن كل واحد منهما مرتبط بالآخر؛ لأن الصلاة تشتمل على قراءة وركوع وسجود فهي من جملة أجزائها؛ فعبر بالجزء عن الجملة وبالجملة عن الجزء على عادة العرب فـي المجاز وهو كثير؛ ومنه الحديث الصحيح: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي) أي قراءة الفاتحة على ما تقدم�

4-    والآية {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}(الأعراف 55)�

فـي النسفي الجزء الثاني ص56 قال إن المقصود بهذا الموضوع الدعاء يقول التضرع سمن الضراعة وهي الذل لله قال  (إنكم لا تدعون أصماً ولا غائبا إنما تدعون سميعاً قريباً إنه معكم أينما كنتم) وعن الحسن : بين دعوة السر ودعاء العلانية سبعون ضعفا� أي إن دعاء السر أفضل من دعاء العلانية {إنه لا يحب المعتدين} عن بن جريج الرافعين أصواتهم بالدعاء، وعن النبي :(سيكون قوماً يعتدون فـي الدعاء) ثم قرأ {إن الله لا يحب المعتدين} .

وفـي تفسير بن كثير أرشد تبارك وتعالى عباده إلى دعائه الذي هو صلاحهم فـي دنياهم وأخراهم فقال ''ادعوا ربكم تضرعا وخفية'' قيل معناه تذللا واستكانة كقوله{واذكر ربك في نفسك} � وفـي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''(أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعون سميع قريب)، وقال ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس فـي قوله (تضرعا وخفية) قال السر وقال ابن جرير تضرعا تذللا واستكانة لطاعته وخفية يقول بخشوع قلوبكم وصحة اليقين وحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه لا جهارا مراءاة� وقال عبد الله بن المبارك عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة فـي بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه فـي السر فيكون علانية أبدا لقد كان المسلمون يجتهدون فـي الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول{ادعوا ربكم تضرعا وخفية} وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا رضي فعله فقال {إذ نادى ربه نداء خفيا} وقال ابن جريج يكره رفع الصوت والنداء والصياح فـي الدعاء ويؤمر بالتضرع والإستكانة ثم روي عن عطاء الخراساني عن ابن عباس فـي قوله ''إنه لا يحب المعتدين'' فـي الدعاء ولا فـي غيره وقال أبو مجلز ''إنه لا يحب المعتدين'' لا يسأل منازل الأنبياء وقال أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن زياد بن مخراق سمعت أبا نعامة عن مولى لسعد أن سعدا سمع ابنا له يدعو وهو يقول اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحوا من هذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال لقد سألت الله خيرا كثيرا وتعوذت به من شر كثير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنه سيكون قوم يعتدون فـي الدعاء)، وفـي لفظ (يعتدون فـي الطهور والدعاء) وقرأ هذه الآية {ادعوا ربكم تضرعا} وإن بحسبك أن تقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرَب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ورواه أبو داوود من حديث شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن مولى لسعد عن سعد فذكره والله أعلم وقال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا الحريري عن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال يا بني سل الله الجنة وعُذ بْه من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ''يكون قوم يعتدون فـي الدعاء والطهور''� وهكذا رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان به وأخرجه أبو داوود عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن سعيد بن إياس الحريري عن أبي نعامة واسمه قيس بن عباية.