الفتوى بين الفَقيه والمُبَلِغ والمُدَعِي
وَلِي نَظْمُ دُرٍ
الفتوى بين الفَقيه والمُبَلِغ والمُدَعِي
الفقه
هو العلم بالشيء والفهم له وغلب على علم الدين لشرفه وسيادته على باقي العلوم
(لسان العرب) ولذا كان الفقه هو وسيلة توصيل الدين إلى الأفهام و القلوب وأن
الإنسان إن لم يفقه لا يؤمن {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول} (هود91)
وهاهو سيدنا موسى يسأل الله ما يعينه على توصيل رسـالته إلى الناس من بني
إسرائيل {واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي} ( طه
27,28)� كما نجد أن عدم
الفقه هو سبب النفاق {ولكن المنافقين لا يفقهون} (المنافقون 7) وقوم يأجوج
ومأجوج لم يؤمنوا بالله لأنهم {قوما لا يكادوا يفقهون قولا} (الكهف93) وأن
الإنسان لا يخاف الوعيد من عذاب الله على لسان الرسل لعدم فقهه {قل نار جهنم
أشد حرا لو كانوا يفقهون} (التوبة81) كما أن الدين لا يجد سبيلا إلى القلوب
إلا بالفقه وذلك فـي أكثر من موطـن بالقرآن الكريم {وجعلنا على قلوبهم أكنة
أن يفقهوه} (الحشر - المنافقون - الأنعام - الإسراء - الكهف) ولذا كان الأمر
الإلهى {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فـي الدين ولينذروا قومهم
إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} (التوبة122) وعن سيدنا معاوية
قال قال رسول الله (من يرد الله به خيرا يفقهْهُ فـي الدين) البخارى وعن ابن
عباس رضي الله عنهما قال (إن النبى دخل الخلاء فوضعت وضوءا فلما خرج قال من
وضع هذا ؟ قلت ابن عباس قال اللهم فقهــه فـي الدين)مسلم، وقال سيدنا عمر بن
الخطاب (تفقهوا قبل أن تسودوا) أبو نعيم - بن عبد البر وسُئل الإمام علي: من
الفقيه ؟ فأجاب (إن الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص
لهم فـي معاصي الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة إلى غيره،
فإنه لا خير فـي عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا
تدبر فيها) الدارمي�.
وبعد أن
تعرفنا على الفقيه يأتي دور حامل الفقه أو المبلغ إذ يروي سيدنا عبد الله بن
مسعود أن رسول الله قال (رُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورُب حامل
فقه غير فقيه) أحمد - الشافعي، وهذا هو المبلغ الذي عليه أن ينقل العلم الذي
سمعه من غير شرح ولا فتوى ولكن البعض يتخذون حديث رسول الله (بلغوا عني ولو
آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) البخارى - بن كثير، يتخذون هذا الحديث
مدخلا ليدرِّسوا للناس ويقولون ليس المهم أن نعرف كل الدين لنكلم الناس وهذا
خطأ فادح أن تتصدر للعلم والفتوى وأنت لست بالعالم أو الفقيه ويكفيك أن تعلم
أن الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة الذى قيل فـي حقه لا يفتى ومالك
بالمدينة وقال الإمام الشافعي (موطأ مالك هو أصح كتاب على وجه الأرض بعد كتاب
الله) وليس كما يدعي البعض هذه المقولة فـي صحيح البخاري.
وأوَّلَ
جمهور العلماء بغير خلاف حديث رسول الله الذى رواه أبوهريرة قال (يوشك أن
يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة)
الترمذى، فعالم المدينة لم يتصدر حلقة العلم والفتوى إلا بعد أن أخذ العلم عن
ثلاثمائة من التابعين وضعفهم من تابعي التابعين وأُذن من أكثر من سبعين من
علماء عصره للجلوس للدرس والفتوى
.�
أما إذا
رجعنا إلى حصن الحديث عن النبي وهو شيخ الشيوخ سيدنا يحيى بن معين الذي
حفظ على أمة النبى ألف ألف وسبعمائة وخمسون ألفا من الأحاديث الصحيحة
فإنه إذا سُئل عن رأيه فـي معنى حديث كان يقول (لا أدري) فلما سُئل لِمَ ؟
قال أخاف أن يُعبد الله على رأي يحيى بن معين.
فانظر
إلى هذا الفرق الشاسع بين قول الشيخ الجليل يحيى بن معين وبين أقوال أصحاب
الرأي فـي هذه الأيام فإذا سألت أحدهم أفتى بغير علم فَضَلَّ وأضل.
وحملة
الفقه هم القراء للفقه وقد فضَّل القول سيدنا عبد الله بن مسعود إذ قال (كيف
أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير وتتخذ سُنة يجرى
عليها الناس فإذا غُير منها شيء قيل تركت السُنة فقيل متى ذلك يا أبا عبد
الرحمن ؟ قال: (إذا كثر قراءكم وقل فقهاؤكم وكثرت أموالكم وقلّ أمناؤكم
والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتُفقه لغير الدين) الدارمي�.
ومن هذا
القول يتضح أنه ليس كل من قرأ العلم فقيه وليس كل من تفقه فهو للدين عالم
وأغرب القول (وتتخذ سنة يجرى عليها الناس إذا تركتها قيل تركت السنة) ونجد أن
هذا القول واقع تماما كما حدث فـي أوان الدولة الأموية وما جرى من سب أبي
تراب الإمام علي، على منابر المساجد فـي خطبة الجمعة وإذا نسى الخطيب
ذلك قال له المصلون السُنة السُنة.
وأيضا
ما يجري على لسان بعض الفرق من سب أبي بكر وعمر، فـي ختام الصلوات والعياذ
بالله إذا تركت ذلك قيل تركت السُنة0وأيضا إذا سمعك الناس تقول قال رسول الله
قالوا حديث ضعيف كأنهم كلهم صاروا علماء حديث ويجرحون رواة الأحاديث بغير سند
ولا ميزان أو قالوا ليس حديث لأنه لا يعقل أن يقول رسول الله ذلك.
وقد صدق
سيدنا عمر بن الخطاب فـي قوله إلى سيدنا زياد بن حدير (قال لي عمر هل تعرف ما
يهدم الإسلام؟ قلت لا، قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتـاب وحكم
الأئمة المضلين) الدارمي، وقد روى أبو يوسف بن عبدالبر أن سيدنا عمر بن
الخطاب قال: (إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن قد أعيتهم الحيلة فـي حفظ
أحاديث النبي فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا)ويطابق ذلك قول رسول الله الذي
رواه سيدنا عبد الله بن عمرو (إن الله لا يقبض العلم إنتزاعاً، ولكن يقبض
العلم بموت العلماء، واتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
وأضلوا) الشيخان�
إني
براء من الدعوى وقد كثرت
بلا حياء وإن الله منجيــني
وقد جاء
أحدهم ذات مرة إلى سيدي فخر الدين وقال بلغنا أنك قلت إن العلم يؤخذ على
الأئمة فقط مثال مالك والشافعى وأبوحنيفه وأحمد فقال الشيخ نعم، فقال
السائل ما الفرق بيننا وبينهم فعندهم كتاب الله وسنة محمد ونحن عندنا كتاب
الله وسنة محمد نقرأهم كما قرؤوهم وهم رجال ونحن رجال ؟ فأجاب الشيخ بقوله :
أما عن قولك فعندهم كتاب الله وسنة نبيه وهم قرؤوها كما تقرؤونها فلنرجع إلى
حديث النبي إلى سيدنا زياد بن لبيد إذ قال سمعت النبي يقول ذلك عند أوان
ذهاب العلم فقلت يارسول الله: (كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه
أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة ؟ قال ثكلتك أمك يازياد إن
كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس اليهود والنصارى يقرؤون التوراة
والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما) أحمد - بن ماجة�.
وأما عن
قولك إنهم رجال وأنتم رجال فتعال إلى كتاب الله نسأله أي الرجال أنت لتكـون
فـي مصافهم :قال تعالى {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله
عليه}(الأحزاب23)،
وهؤلاء هم أهل بدر فهل أنت منهم ؟ قال السائل لا.
قال
الشيخ: قال تعالى {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} (النور37)،
وهؤلاء أصحاب ذكر القلب لا ذكر اللسان، فهل أنت منهم ؟ قال السائل لا.
قال
الشيخ: قال تعالى {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} (الأعراف46)،
وكما قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما رجال الأعراف هم أهل البيت
وهذا موقف الشفعاء، فهـــل أنت منهم؟ قال السائل لا.
قال
الشيخ: قال تعالى {وأذن فـي الناس بالحج يأتوك رجالا} (الحج27)،
فهل ذهبت إلى الحج مترجلا على قدميك؟ قال السائل لا.
فقال
سيدي فخر الدين للسائل: لم يبق إلا نوع واحد من الرجال قال تعالى {الرجال
قوامون على النساء} (النساء46)، وهذه الآية تقول إنك رجل ولكن على إمرأتك
وليس على الأئمة من أهل العلم.
ونواصل
الكلام عن الفرق بين العلماء والأدعياء، إذ ذهب أحدهم وكان يصلي بالناس فـي
أحد المساجد المجاورة لمنزل سيدي فخر الدين وسأله لماذا لا تصلي معنا فـي
المسجد والحديث يقول (لا صلاة لمن بجوار المسجد إلا فـي المسجد)؟ فأجابه
الشيخ بقوله: ولكن بيتى مسجد يقام فيه الخمس فـي أوقاتها وهو دائما عامرا
بأبناء الطريقة ونقيم الجماعة مع كل آذان، قال الرجل ولكن ذلك ينقص درجتين عن
الجماعة فـي المسجد، فأجاب الشيخ: نكملها بالتسبيح والذكر والصلاة على النبي
الذي تحرمونه فـي مسجدكم.
قال
الرجل فلماذا تذهب إلى مسجد بعيد لتأدية صلاة الجمعة ولا تصلي الجمعة معنا
وقد قال الحديث (صلوا وراء كل بار وفاجر) فأجاب الشيخ بقوله: هل أنت من أهل
بيت رسول الله وتفتح باب بيتك لكل سائل أوعابر سبيل ؟ فقال الرجل لا،
فقال الشيخ: إذاً لست بارَّاًوسأله هل تزني أو تشرب الخمر أو تسرق ؟ فقال
الرجل لا، فقال الشيخ: إذاً لســـت فاجرا، فأنت لست بارَّاً ولست فاجرا ولذلك
لا ينطبق عليك هذا الحديث.
ولما
سألنا الشيخ: عن ذلك فأجاب بقوله إن البارّ لاشك فـي الصلاة وراءه والفاجر هو
فاسد العمل إن شاء الله قبل منه وإن شاء عذبه ولا دخل للمصلين خلفه بذلك،
ولكن فاسد العقيدة فـي النبى لا تجوز الصلاة وراءه، لأن فساد العقيدة
أقبح من أى ذنب يؤتى، انظروا إلى قول الله تعالى {لتؤمنوا بالله ورسوله
وتعزروه وتوقروه وتســبحوه بكرة وأصيلا} (الفتح48)،
وقد قال الإمام الشافعي: (من هذه الآية نرى أن احترام النبي وتوقيره
أولى من اتباعه).
وعلى من
أراد العلم أن تصدُق نيته ويجد فـي مطابقة قوله لعمله فلقد سُئل سيدنا أبو
هريرة عن أول من يحاسب فقال قال رسول الله (أول من يحاسب العلماء فيسأله الله
ماذا فعلت بالعلم الذي علمتك إياه؟ فيقول علمته للناس لوجهك الكريم، فيقول له
الله كذبت وتقول له الملائكة كذبت إنما فعلت ذلك ليقولوا عالم وقد قالوا،
خذوه إلى النار) مسلم، الترمذي، النسائي وعن كعب بن مالك قال قال رسول الله
(من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السـفهاء أو يعرف به وجوه
الناس أو ليأخذ به من الأمراء أدخله الله النار) الترمذي، الدارمي�.
ولننظر
إلى الفرق الشاسع بين الحديثين التاليين :
الأول :
عن
الإمام علي قال: قال رسول الله (يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من
الإسلام إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجد عامرة وهي خراب من
الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود)
البيهقي�.
الثانى
:
عن أنس
قال: قال رسول الله (من أجود جوادا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال الله
أجود جوادا وثم أنا أجود بني آدم وأجودهم بعدي رجل عُلّم علما فنشره يأتي يوم
القيامة أميرا وحده أو قال أمة وحده) البيهقي�.
ونخرج
من كل هذا بأن الدين يتحدث باسمه خليط من الناس منهم العلماء ورثة الأنبياء
العارفون بالله، ومنهم الراسخون فـي العلم الذين بينهم وبين النبيين درجة
واحدة، ومنهم القراء والحفاظ الذين لا يجب لهم تجاوز حد الإلقاء، ومنهم
الرؤوس الجهال أدعياء العلم، ومنهم أصحاب الراي أعداء السنن، ومنهم من اتخذ
الدين وسيلة للدنيا والتقرب للحكام
وهيا
إلى نصيحة رسول الله إلى سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (يا
ابن عباس دينك دينك فهو دمك ولحمك لا تأخذ الدين عمن مالوا وخذه عمن
استقاموا) أبو نعيم، البغوي، بن عبد البر.
فهيا
بنا إلى من استقاموا لنقف على بعض ما أعطاهم الله من العلوم لينقذنا من
الضياع وينقذنا من الاحتياج إلى غير أرباب الهدى والنور ولنتمعن في قول سيدي
الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني:
جل من يحيى علومــا
بعـد ما بلغت عتيــا
أيها
الأحباب هـاكــم
من كمــالاتى فتيــا
كل ما
يـدعى بعــلـم دون
علـم الله غيــا
إن علمي
فـي الأعـالي كـان
إسمـا أو سميـا
من
علومي في الفيـافي
يطلب الظمـآن ريــا
طي ما
أحبوه عـــلـم
فيه يطوى الكل طيــا
من يروم
العــلم عندي يجتـني
رطبـا جنيـا
قد حـبيت
العـلم لمــا كنت
فـي مهدي صبيا
فاتبـعـني
يا مريــدي أهـدك
العلم السويـا
محمد
صفوت جعفر
وَلِي نَظْمُ دُرٍ
الحمد
الله الذي لا يكفي حمدا لعظيم نعمائه وجليل آلائه والصلاة والسلام على النعمة
التي إن أردنا أن نعدها لانحصيها عليه وآله الكرام والصحب الصفوة الأعلام،إن
الناظر نظرة تأمل إلى بعض التركيبات اللفظية فـي ديوان شراب الوصل يقف مشدوها
لروعة التركيب حتى ولو لم يكن متذوقا للغة لأن شراب الوصل يعطيك اللسان الذي
تتذوق به ثم يشد أذنيك ويملأ أنفك بعد عينيك لتغرق كلك فـي بحر بيت أو شطرة
فلا تدري البيت إلا به وهأنذا أمام وصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ماتخيلت أنه قد يطرق على مخيلة قط أو أن طرق على المخيلة فكيف يخرجه البنان
على اللسان ليصله بالآذان أو تراه العينان
ندى
الكف فـي وجهيه حسن
أنظر
كيف جمع العطاء مع السخاء والجمال مع جمال الجلال فاستعارة الندى من الأزهار
للكف شيء سرق من التشبيه حسنه ليعيره للكناية، فالندى دائما يكون فـي أوقات
الإصباح مع فجر العبادات وانتباه الشمس من غفوتها الهوينى لفتح عين الأرزاق
مع ملائكة العطايا فينساب الندى من الأوراق ليهبط فـي رقة إلى الأرض المنتظرة
فـي تلهف انسياب تلك القطرات ولا شك أن طريقة العطاء هذه خير من الري الذي
يحطم جريانه أعواد الورد الرقيق ولكن إذا كان الري بالندى فما أحلاه وأرقه،
وما أعجب هذا إذا كان من الكف، فالكف لغويا من الكف أي المنع ولكن المنع هنا
يكف أي يكفي من كفاية العطاء من ماء الندى والماء حياة فإيجاد وإمداد وهم
وجهيه وجه الإيجاد ووجه الإمداد ولكل وجه وجهين من الجمال والجلال ولكن الحسن
هو السيد فـي المنع والعطاء وفـي الجلال والجمال�
وإن قال
قائل فـي السابقين (ذات لها فـي نفسها وجهان)�
فإن
الفكرة منفصلة لكل وجه فهذا للناظر المتدني وذلك للناظر المترقي وشتان بين
المعنيان لايلتقيان مع خدمتهما للغرض المرجو للبيت فـي أعلى معانيه، ولكن
سيدي فخر الدين رضي الله عنه حينما استخدم كلمة وجهيه فـي موطن واحد للحسن
لكل من سار ونظر فرقى أوبقى يارحمة ياقدوة يا سيدي، رب رحيم لمن اقتدى
فاهتدى وأخ كريم وابن أخ كريم لمن عاد من ضلال إلى رشد وتاب وآمن وعمل صالحا�
وإن كنا
قد عرجنا على عجز البيت فهلم إلى صدره�
إمامي
فـي العطايا خير معطي
فقضية
البيت قضية عطاء وأراد الشيخ أن يعطي فكرة عن دوام العطاء الذي لاينقطع فعبر
عنها بكلمة واحدة (إمامي) وتلك ياء المتكلم التى تعطي فكرة الدوام فـي عطاء
ندى الكف الذي لايستطيع أحد أن يجاريه فـي العطاء والذي عبر عنها الشيخ فـي
كلمة(خير)، وإذا أجملنا البيت الآن لترى بديع مبناه�
إمامي
فـي العطايا خير معطي ندى
الكف فـي وجهيه حسن
فالناظرللبيت فـي مجمله نظرة متأمل يقف ويضع يديه فـي جانبيه احتراما
ويفتح فاه تعجبا لأن المحسنات البديعية يضيفها الشعراء كلمسة جمال ولكنها
تكون مصطنعة مهما كانت متقنة ولكن هذا البناء البديع والذوق الرفيع الذي تسلل
فـي البيت دون أصطناع لهو الذوق والبصر الحديد.
الوسيلة
درار
|