مـن
الحـكـم
العطائية.. للسكندري
نحن الآن
بصدد حكمة
جليلة من بعض
مما قاله سيدي
أحمد بن عطاء
الله
السكندري
الذي حباه
الله إياها
ليغترف منها
أولو المعرفة
والإحسان ويضطلع
عليها كل مسلم
صادق الإيمان
فينهل من
منهله
ويشـرب
من مشربه
وليكون سبيلاً
لمن يريد
الوصول إلى
معرفة الحق
معرفة صحيحة
فيصل إلى ما
يبتغيه
الواصلون
ويطلبه العارفون
المحققون،
ونحن فـي
هذا متأسيين
بنصائح شيخنا
الجليل سيدي
فخر الدين رضي
الله عنه حيث
يقول:�
فكن يا
مريدي للكرام
مـقلـداً�����
فليس أمان
في جناح
البعوضة
قال سيدي
أحمد بن عطاء
الله
السكندري:
(إجتهادك فيما ضُمن لك وتقصيرك فيما
طُلب منك دليل على إنطماس البصيرة منك).
يوضح لنا سيدي أحمد بن عطاء الله أن المضمون لنا عند الله، وهو الرزق،
لأنه سبحانه وتعالى تكفل به وأقسم عنه.
وقد نطق
بذلك كتاب
الله وسنة
نبيه صلى الله
عليه وسلم، أما
كتاب الله فقد
قال تعالى:{وفـي
السماء رزقكم
وما
توعدون}،
وأيضاً: {وما
من دابة فـي
الأرض إلا على
الله رزقها}،
أما ما ورد
فـي
السنة
المطهرة
فكثير جداً
ومنه قول رسول
الله صلى الله
عليه وسلم:(لو
توكلتم
على الله
حق
توكله لرزقـكم
كما يرزق
الطير تغدو
خماصاً وتروح
بطاناً).ثم لو تأمل الإنسان قليلاً لوجد أن
الرزق مضمون عقلاً كذلك كما إنه مضمون شرعا، وإليك بيانه، فلا شك أن الإنــسان
مفتقر إلى الله بالإفتقار الذاتي، والإفتقار الذاتي يقتضي نعمتين دائمتين ما دام
المفتقر باقياً وهما نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد.
أما نعمة الإيجاد فهي إبرازك إلى الوجود من العدم، وأما نعمة الإمداد
فهي إمداد العبد بكل ما يكون به قوامه وما يحسن به نظامه، وهذا ينقسم إلى قسمين قسم
حسي وقسم معنوي، القسم الحسي فهو ما يتعلق بالحس فـي الدنيا وأما المعنوي فهو ما
يتعلق بالروح من العرفان، وكلاهما لا شك من الله تعالى ولا يمكن أن ينقطع مدد الحق
عن عبده إلا إذا تعلقت إرادته بإنتهاء أجله، وذلك لأن الإنسان لا يمكنه العيش فـي
هذه الحياة بغير طعام وشراب وهواء وما خلق الله له من النعم التي يكون بها قوام
جسده.
أما قول سيدي أحمد بن عطاء الله(وتقصيرك فيما طُلب منك)، فالمطلوب منك
لله طاعته وعبادته.
قال تعالى: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون وسارعوا إلى مغفرة من
ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}.
والطاعة هي إمتثال أمر الحق وإجتناب نواهيه، ثم لا شك أنه سبحانه
وتعالى ما أمرنا بها لأمر يعود عليه منا، تعالى الله إذ أنه الغني عن العالمين
بذاته وصفاته، ولكنه أمرنا بها لما يعود علينا من خير ورحمة فـي الحياتين، ومثل
أمره فيما أوجب على العباد من طاعة كمثل طبيب حاذق شخّص الداء وبيّن الدواء فإنقسم
الدواء إلى قسمين قسم عليه تناوله لما فيه من نفع وقسم عليه تركه لما فيه من خـير،
فإن أطاع المريض طبيبه وصل بحياته إلى النجاة وفاز بالعافيـة وإن لم يطعه فقد أوقع
نفسه فـي التهلكة والعياذ بالله.
�فكذلك الأمر لله، ولله المثل الأعلى، وفقاً لما
تتطلبه الحكمة الإلهية الناشئة من عين الرحمة شرع لنا الأحكام ما إن إتبعناه وصلت
النفس إلى العافية والفوز برضائه وإن عصيناه هلكت النفس وخسر الإنسان حياته الدنيا
والآخرة.
وعلى هذا فإذا كان إجتهاد المرء فيما هو مضمون له من الرزق شاغلاً له
عن طاعة فيها نجاته وفيها عزة وكرامة بقربه كان ذلك لا شك أكبر دلالة على إنطماس
بصيرته منه، ولذا يقول سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري: (إجتهادك فيما ضُمن لك
وتقصيرك فيما طُلب منك دليل على إنطماس البصيرة منك).
والله يقول الحق ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
�د/موسي
أحمد عامر
شـــراب
الــوصــل
غدا اللب في سفر يقيم بحسـنـه
وقد عزت
الأوصاف
والوجه سافر
(2)حسنه
صلى الله عليه
وسلم
حسن جذعه
صلى الله عليه
وسلم:
فى عنقه
سطع، أى(طول) كأنه
إبريق فضة،
بعيد ما بين
المنكبين،
وأعالى
الصدر، طويل
المسربه (16) موصول
ما بين اللبة (17) والسره
بشعر يجرى
كالخط، عارى
الثديين مما سوى
ذلك.لم تعبه
نجله (18) ، سواء
البطن
والصدر، أنور
المتجرد شديد
البياض،
وكانت عكنه (19) صلى
الله عليه
وسلم كأساريع (20)
الذهب.أبيض
الإبط، أعفره (21)
، وكان كثير
العرق، وهو من
طيب الطيب،
لاسيما إذا
نام عرفه كأنه
الؤلؤ.وأما ظهره فكأنه سبيكة فضة، فيه خاتم النبوة
بين كتفيه، عند ناغض (22) كتفه اليسرى جمعا، عليه خيلان (23) كامثال الثآليل (24)
مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده (كغدة حمراء) ، أو بضعة ناشرة أو عسل زر الحجلة (25) ،
وعليه شعرات مجتمعات.
--------------------------------------------------
(17) اللبة: هى
الهزمة التى
فوق الصدر وهو
المنحر فى كل
شىء
(18) نجلة: أى ضخم بطن ويقال رجل أنجل.
(19) عكن: ما
أنطوى وتثنى
من لحم البطن
سمنا
(20) أساريع: طرائق وسبائك.
(21) أعفره: بياض
ليس بالناصع
ولكن كلون عفر
الأرض أى وجهها
(22) ناغض: أعلى الكتف وقيل هو العظم الدقيق
الذى على طرف الكتف.
(23) خيلان: هو
الشامه فى
الجسد زجمع
خالس
(24) الثاليل: جمع ثؤلول وهو هذه الحبة التى
تظهر فى الجلد كالحمصه فما دونها.
(25) الحجلة:
بيت كالقبة
يستر بالثياب
وتكون له
أزرار كبار
وتجمع على
حجال
حسن أطرافه
صلى الله عليه
وسلم:
شبح (26) الذراعين،
أشعرهما، شثن (27)
أى (ضخم) الكفين
بسطهما، ما مس
حرير ولا
ديباج ألين من
كفه صلى الله
عليه وسلم،
كانت أبرد من
الثلج وأطيب
رائحة من
المسك،
وكأنما أخرجها
من جونة (28) عطار.ساقه
كأنها جمارة (29) ، لها وبيض (30) يراه الناظر منهوس العقب أى (قليل لحم العقب) شثن
القدمين، يطأ بقدميه جميعا ليس له أخمص (31) .
(26) شبح: طويل الذراعين وقيل عريضهما من شبحت
الشىء إذا مدت.
(27) شثن: فى
أنامله غلظ
بلا قصر ويحمد
فى الرجال
لأنه أشد
لقبضهم ويذم
فى النساء
(28) جونة: الجونة التى يعد فيها الطيب ويحرز.
(29) جمارة: الجمارة
قلب النخلة
وشحمتها شبه
ساقه ببياضها
(30) وبيض: البريق اللمعان.
(31) أخمص: الموضع
الذى لا يلتصق
بالأرض عند
الوطأ
حسن صفاته
صلى الله عليه
وسلم:
كان ربعه (32) من
القوم ليس
بالطويل
البائن ولا
بالقصير. وكان
صلى الله عليه
وسلم، كأنما
صيغ من فضة، وإذا
مشى تكفأ (33) كأنما
ينحط من صبب،
وإذا التقت
إلتفت جميعا، وما
رئى أحد أسرع
مشياً منه،
كأن الأرض
تطوى له، وإن
من معه ليجهد
أن يدركه،
وإنه لغير
مكترث.ولا شم ريح قط أو عرق قط، (ولا عنبر ولا مسك)
أطيب من ريحه أو عرقه صلى الله عليه وسلم، وكأن مقصدا أى (ليس بجسيم ولا نحيف) حسن
الجسم.
لم ير قبله
ولا بعده مثله.وقد
كان اشبه
الناس بابيه
إبراهيم الخليل
عليه السلام،
وكان يحدث
بالحديث لو عده
لأحصاه، لا
يسرده سردا،
ولكنه يتكلم
بكلام بين،
فصل، يحفظه من
جلس إليه،
وكان فى صوته
صحل أى (بحة
خفيفة)
--------------------------------------------------
(32) ربعة: أى مربوعاً متوسطاً بين الطول
والقصر.
(33) تكفا: يسرع لكن فى إعتدال فلا هو بالسريع
ولا هو بالبطىء.
د. عبد الله
محمد أحمد
|