التصوف الإسلامي في ماليزيا

 


مقام هارون الرشيد والسيدة زبيدة
 

أقسم هارون الرشيد رضي الله عنه وهو ثالث خلفاء الدولة العباسية على زوجته السيدة زبيدة أن لا تبيت في مملكته، وملك هارون الرشيد آن ذاك إبان الخلافة الإسلامية كان واسعا تسير فيه الراحلة شهورا شرقا كان أم غربا شمالا كان أم جنوبا واجتمع أهل العلم في مدينة بغداد حاضرة الخلافة ومنارة العلم والفقه وقالوا أن على السيدة زبيدة أن تبره في قسمه فتبيت في إحدى المساجد فهي بيوت الله لاتتبع ملك حاكم أوخليفة، وباتت السيدة زبيدة ليلتها وأبرت قسم الرشيد، والآن هاهما يرقدان تحت سقف واحد في أحد الأحياء الشعبية المتواضعة في حديقة بلا أسوار ومقام بلا حوائط يعلوهما سقف من الزنك المحمول على قوائم خشبية يكسوها سلك كأسلاك الحدائق، فلا قصور ولا أستار الحرير والدمستق ويعلو الضريح قطعة من القماش الأخضر منقوش عليها بعض الرسوم الإسلامية البسيطة وتأتي خادمة المقام وهي إمرأة تجاوزت الثمانين من العمر لنسألها أحقيق هذا مقام هارون الرشيد والسيدة زبيدة؟ فتقول في لهجة صارمة نعم بل ونعم ولقد ورثت خدمة المقام عن آبائي وأجدادي وليس هناك شك في هذا الكلام.


مسجد الهداية

أراد أهل الخير بناء مسجد للخليفة ولكن لضيق المكان وانحساره بعيدا عن المساكن تم بناء المسجد وتمت تسميته مسجد الهداية بعيد عن المقام والكلام هنا لسلطان محمد خليفة المقام الذي أكد رواية جدته عن صاحب المقام وقال أنه سمع من ابيه وسمع أبيه من جده وهكذا وقال نحن نحتفل في 16 أغسطس من كل عام بمولد هارون الرشيد والسيدة زبيدة ويأتي أحباب الأولياء من كل ماليزيا وسنغافورة والهند لهذا الإحتفال لمدة أسبوع كامل حيث تقام حضرات الذكر وقصائد المديح باللغة العربية والأوردية والماليزية وتمد موائد الطعام لكل من يؤم المقام الشريف،


مسجد الشيخ مسكين

وفي أحد الأيام قام وفد رايات العز بزيارة أعلى الأبراج في العالم وكانت الزيارة من الباب الشرقي وقد وجدنا قرب الباب مسجدا فخما فسألت الأخ محمد علي وهو ماليزي يقطن قرب المسجد هل في هذا المسجد ضريح لأحد الأولياء؟ فقال نعم ولكن هذا المسجد بني على إسم الشيخ مسكين وهو أحد خلفاء سيدي عبد القادر الجيلاني وله كرامات ظاهره ولكن المقام ليس بداخل المسجد بل بعيدا عنه ونحن عموما نصلي هنا ولكن لاننقطع من زيارة سيدي الشيخ مسكين رضي الله عنه فقد كان في حياته ملاذا للحائر علم الناس القرآن وأطعم الجوعان ولم ينقطع الذكر من (السوراو)- وهي الزاوية أو التكية


مقام الشريفة فاطمة

توجه وفد رايات العز إلى مدينة ملكا التي تبعد حولي 200 كيلومتر عن العاصمة كوالالمبور وعلى جانبي الطريق أكثرمن مقام من مقامات أولياء الله وتخطينا المدينة تجاه جزيرة بولو بيسار وركبنا مركبا بخاريا صغيرا لنصل إلى قلب الجزيرة الصغيرة التي يزينها أكثر من عشرين مقام وضريح وتوجهنا إلى مكان الإحتفال بالشريفة فاطمة زوجة العارف بالله أوكما يسميه أهل الجزيرة سلطان العارفين وانتشرت الرايات الصوفية وزينت الأنوار قلب الساحة القادرية حيث يقطن عدد من الأولياء في جوار السلطان وعلى رأسهم الشيخ يوسف صديق والشيخ الولي القطب السيد إبراهيم وهذه المعلومات من الأخ هداية الله والاخ فضل الله خادمي المسجد والمقام وقالوا أن سيدي عبد القادر الجيلاني هورقم 14 في سلسلة النسب وسيدي السلطان رقم 18

 


مسجد الشيخ بخاري

الكلام هنا لـعبد الفتاح أبو محمد سائق التاكسي فقال هذا مسجد الشيخ بخاري وهو ليس البخاري راوي الأحاديث ولكنه كان من الحفاظ ولذلك اشتهر بالشيخ البخاري ونحن هنا نبني المساجد بعيدا عن الأضرحة ولكننا نحب الأولياء ولو ان بعض المتعصبين قاموا بهدم بعض القباب والأضرحة وبنوا أماكنها عمائرهم ومصانعهم وليس معنى هذا أننا نؤيد هذا التصرف ولكن الأمر لله ورسوله.


مقام الجدة الشريفة

وبعد ذلك صحبنا الأستاذ محمد عبد الله جوهري وهو أول من أخذ الطريقة البرهانية في ماليزيا وهو رجل أعمال في مقتبل العمر صحبنا لزيارة مقام وبئر الجدة الشريفة وكانت من أوائل الذين قدموا لنشـر الإسلام في ماليزيا وحفرت بئر الجدة وهو كما قال الأخ محمد عبدالله بئر الأمنيات تلقي فيه قطعة من النقود المعدنية وتتمنى أمنية خيرلابد بإذن الله أن تتحقق وقال لقد جربت بنفسي هذا الكلام وألقيت القطعة النقدية وتمنيت من الله أن يهديني إلى طريقة سليمة فيها الإرشاد والأوراد وها هو ذا لقائي بكم وأخذ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية وشئ لله يامشايخنا البرهانية..


مقام توك جانجوت

وبعد ذلك توجهنا إلى مقام (توك جانجوت) ومعناها بالماليزية اللحيتين وهذا الإسم متوارث عن الأجداد حيث أنه أول ماليزي اتبع الطريقة القادرية ولازم أوراده وصدق مع الله فرفع الله له مقاما مع الصديقين والشهداء


مقام اللإخوة السبعة

وبعدها توجهنا إلى مقام الإخوة السبعة وهي حديقة غناء تكتنفها الخمائل وبدأ رذاذ المطر ينساب علينا فاحتمينا بالمقام وسرد لنا الأخ هداية الله قصة الإخوة السبعة الذين وفدوا مع السلطان وهم من الأشراف وقاموا بخدمة الدين وتعليم الناس الصلاة وتلاوة القرآن وقراءة الأوراد وانتشر التصوف بين الناس ومازالت الحضرة والمديح عقب كل صلاة مكتوبة في مسجد السلطان


مبنى الحج وزيارة المصطفى

وفي نهاية الزيارة قال لنا الأخ جوهري هناك مقامات كثيرة أخرى في مدينة بينين ومدينة كلانتان منها مقام الحاج عبد الرحمن وغيره الكثير والكثير ونحن ننوي بناء زاوية برهانية بجوار مقام هارون الرشيد من أجل الحضرة والذكر