سَلَمـَةُ
بْنُ
دِينَارٍ
رضي
الله عنه
في السَّنة
السّابعة
والتّسعين
للهجرة، شدَّ
خليفة
المسلمين
سُليمان بن
عبد الملك الرِّحال
إلى الديار
المقدَّسة ؛
ملبِّياً نداء
أبي الأنبياء
إبراهيم عليه
السلام..
ومضت ركائبه
تحثُّ الخطى
من (دِمَشْقَ)
عاصمة (الأُمَوِيِّينَ)
إلى المدينة
المنوَّرة،
فقد كان في
نفسه شوقٌ إلى
الصَّلاة في
الرَّوضة
المطهَّرة..
وتوقٌ إلى
السَّلام على
سيدنا
مُحَمَّدٍ
رسول الله
صلوات الله
وسلامه عليه.
وقد حفل موكب
الخليفة
بالقرَّاء،
والمحدِّثين،
والفقهاء،
والعلماء،
والأمراء،
والقادة،
فلمَّا بلغ
المدينة
المنوَّرة،
وحطَّ رِحاله
فيها، أقبل
وجوه النّاس
وذَوُو
الأقدار
للسَّلام
عليه والتَّرحيب
به. لكنَّ
سَلَمَةَ
بْنُ
دِينَارٍ قاضي
المدينة
وعالمها
الحُجَّة،
وإمامها الثِّقة
؛ لم يكن في
عِداد من
زاروا
الخليفة مرحِّبين
مسلِّمين،
ولمَّا فرغ
سُليمان ن عبد
الملك من
استقبال
المرحِّبين
به، قال لبعض
جلسائه : إن
النُّفوس
لتصدأ كما
تصدأ المعادن
إذا لم تجد من
يذكِّرها
الفينة بعد
الفينة،
ويجلوا عنها
صدأها،فقالوا
: نعم يا أمير
المؤمنين،
فقال : أَمَا
في المدينة
رجلٌ أدرك
طائفةٌ من صحابة
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم
يذكِّرنا ؟
فقالوا : بلى
يا أمير
المؤمنين..
ها هُنا أبُو
حَازِمٍ
الأَعْرَج،
فقال : ومن
أبُو حَازِمٍ
الأَعْرَجُ ؟
فقالوا :
سَلَمَةُ
بْنُ
دِينَارٍ
عالم المدينة
وإمامها،
وأحد
التَّابعين
الذين أدركوا عدداً
من الصّحابة
الكرام. فقال
: ادعوه لنا،
وتلطَّفوا في
دعوته. فذهبوا
إليه ودعوه
فلمَّا
أتاه..
رحَّب به
وأدنى مجلسه
وقال له
معاتباً : ما
هذا الجفاء يا
أبَا حَازِمٍ
؟ فقال : وأيُّ
جفاء رأيت
منِّي يا أمير
المؤمنين ؟
فقال : زارني
وجوه النَّاس
ولم تزرني !!
فقال: إنما
يكون الجفاء
بعد
المعرفة..
وأنت ما عرفتني
قبل اليوم،
ولا أنا رأيتك،
فأيُّ جفاء
وقع مني ؟.
فقال الخليفة
لجلسائه :
أصاب الشيخ في
اعتذاره،
وأخطأ الخليفة
في عتْبه
عليه. ثم
التفت إلى
أبِي حازِمٍ وقال
: إنَّ في
النَّفس
شئوناً أحببت
أن أُفضِي بها
إليك يا أبَا
حازِم، فقال :
هاتِها، يا أمير
المؤمنين،
والله
المستعان،
فقال الخليفة
: يا أبَا
حازِم، ما لنا
نكره الموت ؟ !
فقال : لأننا
عمَّرنا
دنيانا،
وخرَّبنا
آخرتن..
فنكره الخروج
من العمار إلى
الخراب، فقال
الخليفة :
صدقت.. ثمَّ
أردف قائلاً :
يا أَبَا
حازِم، ليت
شِعري، ما لنا
عند الله غداً
؟
فقال : اعرض عملك على كتاب الله جلَّ وعزَّ تجد ذلك.
قال : وأين أجده في كتاب الله تعالى؟ قال : تجده في قوله علَتْ كلمته :
{إنَّ الأبرار لفي نعيم، وإنَّ الفجار لفي جحيم} فقال الخليفة : إذن فأين رحمة الله
؟ فقال أبُو حَازِم : {إنَّ رحمتَ الله قريبٌ من المحسنين}.
فقال
الخليفة : ليت
شِعري، كيف
القدوم على
الله جلَّ
وعزَّ غداً ؟
فقال أبُو
حَازِم :
أمَّا
المحسنين ؛
فكالغائب
يقدم على
أهله..
وأمَّا
المُسيئُ ؛
فكالعبد
الآبق يُساقُ
إلى مولاه
سوق. فبكى
الخليفةُ
حتَّى علا
نحيبُه،
واشتدَّ
بكاؤه، ثم قال
: يا أبا
حازِم، كيف
لنا أن نصلُح
؟ فقال : تدعون عنكم
الَّلف،
وتتحلَّون
بالمُرُوءة،
فقال الخليفة
: وهذا المال،
ما السّبيل
إلى تقوى الله
فيه؟ فقال
أبُو حازِم :
إذا أخذتموه
بحقه،
ووضعتموه في
أهله،
وقسمتموه
بالسَّويَّة،
وعدلتم فيه بين
الرعية. فقال الخليفة : يا أبا حازِم، أخبرني
من أفضل النّاس ؟ فقال : أُولُو المُرُوءَةِ والتُّقى.
فقال
الخليفة : وما
أَعْدَل
القول يا أبا
حازِم ؟ فقال :
كلمة حقٍّ
يقولها
المرءُ عند من
يخافه، وعند
من يرجوه،
فقال الخليفة
: فما أسرع الدعاء
إجابةً يا أبا
حازِم ؟ فقال :
دعاءُ المحسن
للمحسنين،
فقال الخليفة
: وما أفضل
الصدقة ؟ فقال
: جُهْدُ المُقِلِّ
يضعه في يد
البائس
الفقير من غير
أن يتبعه منٌّ
ولا أذى، فقال
الخليفة: من
أكيس النّاس
يا أبا حازِم
؟
فقال : رجلٌ ظَفِرَ بطاعة الله تعالى فعمل بها، ثمَّ دلَّ الناس عليه.
فقال الخليفة : فمن أحمقُ النّاس ؟ فقال : رجلٌ انساق مع هوى صاحبه،
وصاحبه ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره، فقال الخليفة : هل لك أن تصحبنا يا أبَا
حَازِمٍ فتصيب منَّا ونصيب منك ؟ فقال : كلا يا أمير المؤمنين.
فقال
الخليفة :
ولِمَ ؟ فقال :
أخشى أن أركن
إليكم قليلاً
؛ فيُذيقَني
الله ضعف
الحياة وضعف الممات،
فقال الخليفة
: ارفع إلينا
حاجتك يا أبا حازِم.
فسكت ولم يجب فأعاد عليه قوله: ارفع إلينا حاجتك يا أبا حازِم نقضها لك مهما كانت،
فقال: حاجتي أن تُنقِذني من النَّار، وتُدخلني الجنَّة.
فقال الخليفة : ذلك ليس من شأني يا أبا حازِم، فقال أبُو حازِم : مالِي
من حاجة سواها يا أمير المؤمنين، فقال الخليفة : ادع لِي يا أبا حازِم.
فقال : اللَّهمَّ إن كان عبدك سُليمان من أوليائك ؛ فيسِّره إلى خيرَي
الدُّنيا والآخرة، وإن كان من أعدائك ؛ فأصلحه واهده إلى ما تُحبُّ وترضى.
فقال رجل من
الحاضرين :
بئس ما قلت
منذ دخلت على
أمير
المؤمنين،
فلقد جعلت
خليفة
المسلمين من
أعداء الله
وآذيته، فقال
أبو حازِم : بل
بِئسَ ما قلت
أنت، فلقد أخذ
الله على
العُلماء
الميثاق بأن
يقولوا كلمة
الحق، فقال
تعالى :
{لَتُبَيِّنُنَّهُ
للنّاس ولا
تكتُمُونَه}،
ثم التفت إلى
الخليفة وقال
: يا أمير
المؤمنين، إن
الذين مضوا
قبلنا من
الأمم
الخالية
ظلُّوا في
خيرٍ وعافيةٍ
ما دام
أُمَرَاؤُهُم
يأتون عُلَمَاءَهُمْ
رغبة فيما
عندهم، ثم
وُجدَ قومٌ من
أراذل النّاس
تعلَّموا
العلم وأتوا به
الأمراء ؛
يريدون أن
ينالوا به
شيئاً من عرض
الدُّنيا،
فاستغنت
الأمراء عن
العلماء، فتعِسوا
ونُكِسوا،
وسقطوا من عين
الله عزَّ وجل.
ولو أنَّ
العلماء
زهدوا فيما
عند الأمراء ؛
لرغب الأمراء
في علمهم ،
ولكنهم
رَغِبوا فيما
عند الأمراء ؛
فزهدوا فيهم،
وهانوا
عليهم، فقال
الخليفة :
صدقت، زدني من
موعظتك يا أبا
حازِم ؛ فما
رأيت أحداً
الحكمة أقرب
إلى فمه منك،
فقال : إن كنت
من أهل
الاستجابة ؛
فقد قلت لك ما
فيه الكفاية،
وإن لم تكن من
أهلها ؛ فما
ينبغي لي أن
أرمي عن قوسٍ
ليس لها وتر،
فقال الخليفة
: عزمتُ عليك
أن توصيني يا
أبا حازِم،
فقال : نعم،
سوف أوصيك
وأوجز، عظِّم
ربَّك عزَّ
وجلَّ
ونزِّهه أن
يراك حيث
نهاك، وأن
يفقِدك حيث
أمرك. ثمَّ سلَّم وانصرف، فقال له الخليفة : جزاك الله
خيراً من عالِمٍ ناصِح.
ما كاد أبو حازِمٍ يبلُغ بيته، حتى وجد أنَّ أمير المؤمنين قد بعثَ
إليه بصرةٍ مُلِئت دنانير، وكتب إليه يقول: أنفقها، ولك مثلها كثيرٌ عندي.
فردَّها
وكتب إليه
يقول : يا أمير
المؤمنين، أعُوذُ
بالله أن يكون
سُؤَالُكَ
إيَّاي
هَزْلا،
وردِّي عليك
باطلا، فوالله
ما أرضى ذلك
يا أمير
المؤمنين لك،
فكيف أرضاه
لنفسي ؟ !، يا
أمير
المؤمنين، إن
كانت هذه الدنانير
لقاء حديثي
الذي حدثتك
به، فالمَيْتَةُ
ولحمُ
الخنزير في
حال الاضطرار
أحلُّ منها،
وإن كانت حقاّ
لي في بيت مال
المسلمين، فهل
سوَّيت بيني
وبين النَّاس
جميعاً في هذا
الحقِّ ؟ !
ولقد كان
منزل
سَلَمَةُ
بْنُ
دِينَارٍ
مورداً عذباً
لطلاب العلم،
ورُغَّاب
الصَّلاح، لا
فرق في ذلك
بين إخوانه
وطلابه، فقد
دخل عليه ذات
مرة عَبْدُ
الرَّحْمَنِ
بْنُ جَرِيرٍ ومعه
ابنه، وأخذا
مجلسيهما
عنده، وسلَّما
عليه ودعوا له
بخيرَي
الدُّنيا
والآخرة.
فردَّ
التَّحية
بأحسن منها،
ورحَّب بهما،
ثمَّ دار
بينهم
الحديث؛ فقال
له عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ جَرِيرٍ
: كيف نحظى
بالفتوح يا
أبا حازِمٍ ؟
فقال : عند
تصحيح
الضمائر تُغْفَرُ
الكبائر،
وإذا عزم
العبد على ترك
الآثام أَمَّه
الفُتُوح،
ولا تنس يا
عَبْدَ الرَّحْمَنِ أنَّ يسير الدُّنيا يشغلنا عن كثير الآخرة، وكل نعمةٍ لا
تقربك من الله عزَّ وجلَّ فهي نِقمة.
فقال له
ابنه : إنَّ
أشياخنا
كثيرون ؛ فبمن
نقتدي منهم ؟
فقال : يا
بُنَي، اقتد
بمن يخاف الله
في ظهر الغيب،
ويعِفُّ عن التلبُّس
بالغيب،
ويُصلح نفسه
في أوان الصِّبا،
ولا يُرجِئُ
ذلك إلى عهد
المشيب،
واعلم يا
بُنَيَّ
أنَّه ما من
يوم تطلع فيه
الشمس إلا
ويُقبلُ على
طالب العلم
هواه وعلمه،
ثُمَّ يتغالبان
في صدره تغالب
المتخاصمين،
فإذا غلب
علمُهُ هواه
كان يومه يوم
غُنْمٍ له،
وإذا غلب هواه
علمه كان يومه
يوم خُسران
عليه، فقال عَبْدُ
الرَّحْمَنِ
بْنُ جَرِيرٍ
: كثيراً ما
حضضتنا على
الشكر يا أبا
حازِم، فما
حقيقة الشكر ؟
فقال : لكل عضو
من أعضائنا
حقٌّ علينا من
الشكر، فقال
عَبْدُ
الرَّحْمَنِ :
ما شُكْرُ
العَيْنَينِ
؟ فقال : إن
رأيت بهما خيراً
أَعْلَنْتَه،
وإن رأيت بهما
شَراً سَتَرْتَه،
فقال
عَبْدُ
الرَّحْمَنِ :
فما شُكْرُ
الأُذنين ؟
فقال : إن سمعت
بهما خيراً
وَعَيْتَه،
وإن سمعت بهما
شراً
دَفَنْتَهُ
فقال
عَبْدُ
الرَّحْمَنِ :
فما شُكْرُ
اليَدَين ؟
فقال : أن لا
تأخذ بهما ما
ليس لك، وأن
لا تمنع بهما
حقّاً من حقوق
الله، ولا
يفتك يا عَبْدَ
الرَّحْمَنِ
أن من يَقْصِر
شكره على لسانه،
ولا يشرك معه
جميع أعضائه
وجنانه، فمثله
كمثل رجلٍ له
كساءٌ غير
أنَّه أخذ
بطرفه ولم
يلبسه، فإن
ذلك لا يقيه
من الحرِّ ولا
يصونه من
البرد، وفي
ذات سَنَةٍ
نَفَرَ
سَلَمَةُ
بْنُ
دِينَارٍ مع
جيوش
المسلمين
المتجهة إلى
بلاد
الرُّومِ
يبتغي الجهاد
في سبيل الله
مع
المجاهدين،
فلمَّا بلغ
الجيش آخر
مرحلة من مراحل
السّفر، آثر
الرَّاحة
والاستجمام
قبل لقاء
العدو، وخوض
المعارك. وقد
كان في الجيش
أميرٌ من
أمراء بني
أُمَيَّةَ
فأرسل رسولاً
إلى أبِي
حازِمٍ يقول
له: إنَّ
الأمير يدعوك
إليه لتحدثه
وتفقهه. فكتب إلى الأمير يقول : أيها الأمير،
لقد أدركت أهل العلم وهم لا يحملون الدِّين إلى أهل الدُّنيا، ولا أحسبك
تريد أن أكون أوَّل من يفعل ذلك، فإن كانت لك بنا حاجة فأتنا، والسّلام عليك
وعلى من معك، فلمّا قرأ الأمير رسالته مضى إليه، وحيَّاهُ وبَيَّاهُ وقال: يا أبا
حازِم، لقد وقفنا على ما كتبته لنا ؛ فازددت به كرامةً عندنا، وعِزَّةً لدينا،
فذكِّرنا وعِظنا، جُزيت عنَّا خير الجزاء، فطفق أبو حازم يعظه ويذكِّره، وكان في
جملة ما قاله : انظر ما تحبُّ أن يكون معك في الآخرة ؛ فاحرص عليه في
الدُّنيا، وانظر ما تكره أن يكون معك هناك ؛ فازهد فيه هنا، واعلم أيها الأمير
أنّه إن نَفَقَ الباطل عندك وراج؛ أقبل عليك المبطلون المنافقون، والتفُّوا حولك،
وإن نَفَقَ عندك الحقُّ وراج؛ التَفَّ حولك أهل الخير، واعانوك عليه، فاختر
لنفسك ما يحلو.
ولمَّا
أقبل الموت
على أبِي
حَازِمٍ
الأَعْرَج،
قال له
أصحابه: كيف
تجدك يا أبَا
حَازِم ؟
فقال: لئن
نجونا من شرِّ
ما أصبناه من
الدُّنيا؛
فما يضُرُّنا
ما زوى عنَّا
منه. ثم قرأ
الآية
الكريمة {إنَّ
الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَملُوا
الّصَالِحَاتِ
سَيَجْعَلُ
لَهُمُ
الرَّحْمَنُ
وُدّاً}.. وما زال يكررها حتى أتاه اليقين.
أولياء
الله على أرض
الشام
سيدنا سعد
بن أبي وقاص
رضي الله عنه
اسمه مالك
بن أهيب بن
عبد مناف بن
زهرة بن كلاب..
أبو إسحاق
القرشي
الزهري..
أحد العشرة المشهود
لهم بالجنة
وأحد الستة
أصحاب
الشورى،
الذين توفى
الرسول صلى
الله عليه
وسلم وهو راض
عنهم، وكان
عمره يوم أسلم
سبعة عشرة
عام.. وثبت عنه
في الصحيح أنه
قال >ما أسلم
أحد في اليوم
الذي أسلمت
فيه< وكان
مجاب الدعوة
وهاجر وشهد بدرا
وما بعدها وهو
أول من رمى
سهما في سبيل
اللّه. وعن شفافية بصيرته قال عن نفسه: لقد رأيت عن
يمين رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعن يساره يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض
يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد.
ولما حضرته الوفاة أتى بجبة قديمة فقال: كفنوني في هذه فإني لقيت فيها
المشركين يوم بدر وإنما خبأتها لهذا اليوم.
وكانت
وفاته
بالعقيق خارج
المدينة..
فحمل إلى
المدينة على
أعناق الرجال
فصلى عليه
مروان وصلى
بصلاته أمهات
المؤمنين
الباقيات الصالحات
ودفن بالبقيع
وكان ذلك في
سنة خمس وخمسين..
على المشهور
الذي عليه
الأكثرون.. وقد جاوز الثمانين على
الصحيح.
إشراف
الشيخ
دسوقي الشيخ
إبراهيم
السابق
التالي |
|