�ذكر الحبيب
في
السماع
والـدف
عن سيدتنا
عائشة رضي
الله عنها
قالت: دخل
عليّ رسول
الله صلى الله
عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث (يوم
بعاث : يوم كان الحرب بين الأوس والخزرج قبل الإسلام، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث
سنين على الأصح ، فتح الباري لابن حجر) فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو
بكرفانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب
السودان بالدرق والحراب، فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما قال: تشتهين
تنظرين؟ قلت نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى
إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي.
وفي رواية قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار
تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين ، فقال أبو بكر:
أبمزمور الشيطان في رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم عيد، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : (إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا) فتح الباري ، وأحمد في مسنده،
ومسلم الحلبي، وابن ماجه، والنسائي في سننه.
وعن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم
مئة قافية من قول أمية بن أبي الصلت، كل ذلك يقول: (هيه هيه) ثم قال: (إن كان في
شعره ليسلم) أخرجه مسلم، والبخاري في الأدب.
وعن سيدنا بريدة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن
ردّك الله سالماً أن أضرب، بين يديك بالدف وأتغنى ، قال لها: (إن كنت نذرت فاضربي
وإلا فلا) فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي
تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدُّف تحت إستها ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالساً وهي تضرب ثم دخل عثمان
وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدُّف) أخرجه الترمذي.
وعن سيدنا
قتادة رضي
الله عنه قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه
وسلم : (ما بعث
الله نبياً إلا
حسن الصوت). أخرجه الترمذي في
اشمائل، وزاد قوله: (وكان نبيكم حسن الوجه وحسن الصوت) وعند سيدنا فضالة بن عبيد
الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لله أشدُّ أذناً للرجل الحسن الصوت بالقرآن
من صاح بالقينة لقينته) أخرجه بن ماجه.
وقالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها : (كان أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتناشدون عنده الشعر وهو يبتسم) أخرجه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح.
وعن سيدنا
أنس بن مالك
رضي الله عنه
أن النبي صلى
الله عليه
وسلم مرّ ببعض
المدينة فإذا
هو بجوار صغار
يضربن بدفهن
وبتغنين ويقلن:
نحن جوارٍ
من بني النجا
يا حبذا
محمد من جــار
فقال النبي
صلى الله عليه
وسلم : (الله
يعلم إني
لأحبكن)أخرجه
بن ماجه، وقال
حديث صحيح
ورواته ثقات
وعن عبد الله
بن الزبير قال:
(ما أعلم
رجلاً من
المهاجرين
إلا قد سمعته يترنم)
أخرجه
البيهقي في
السنن الكبرى
، وعن سيدنا
أنس رضي الله
عنه أن النبي
صلى الله عليه
وسلم دخل مكة
وابن رواحة
يمشي بين يديه
وهو يقول:
خلوا بني
الكفار عن
سبيلـه
اليوم نضر
بكم على
تنزيلـه
ضربا يزيل
الهام عن مقيلـه
ويذهل
الخليل عـن
خليلـه
يا رب إني
مؤمـن بقيلـه
فقال عمر
رضي الله عنه:
يا بن رواحة
بين يدي رسول
الله صلى الله
عليه وسلم وفي
حرم الله تقول
شعراً؟ فقال
النبي صلى
الله عليه
وسلم خلِّ عنه
يا عمر فلهي
أسرع فيهم من
نضح النبل
أخرجه الترمذي،
وقال حديث حسن
صحيح ، والنسائي
، وأبو يعلي ،
والبغعوي ،
والبيهقي ، وأبو
نعيم ، وابن
حبان
وإلى العدد
القادم إنشاء
الله
أحمد عبد
المالك
الصوفية
والقدوة
لم يجد
العالم قوة
أجدى من طاقات
الشباب في كل
زمان ومكان
ولم تشهد
الدنيا فكرا
أو مذهبا يوظف
هذه الطاقات
لهذه الفئة
العملاقة مثل
(الإسلام) وما
كان ذلك إلا
لأن واضعه هو
الخالق
سبحانه،
ومنفذه رسوله
سيد الخلق،
وأمته هى خير
أمة أخرجت
للناس تدعو
إلى الخير
وتأمر بالمعروف
وتنهى عن
المنكر، فنحن
في أشد الحاجة
إلى شباب قوي
ذي فكر صحيح
وعقيدة صالحة وإن
شئت فقل في
حاجة إلى شباب
يملك الدين
القويم بحيث
يعمل في حركة
دائبة على
تطبيق تعاليمه
السمحة
ومبادئه
العظيمة بقوة
اليقين وحسن العقيدة
بوازع من حب
الوطن كشعبة
من الإيمان. والأمر جد
خطيرلأن في الشباب قوة ذاتية وهبها له الخالق تعالت حكمته، وهى تتلون بلون الفكر
الذى يعتنقه حيث تتوجه إليه لتنفذه خيرا كان أو شر.
والشباب
يسعى بطبيعته
وفطرته إلى
القدوة، ولا
يشرب العلم من
الدرس بقدر ما
يشربه من القدوة،
فإن كانت
صالحة صَلُح
وإلا ... ومن هنا تكمن الخطورة وإذا تصفحت تاريخ الإسلام
لوجدت قوما شهد لهم الإنصاف والمنصفون بسلامة دينهم وكماله ألا وهم السادة الصوفية،
فهم شيوخ ملأ كيانهم حب المصطفى ونضحت أعمالهم على علمهم وكلامهم فتوجه إليهم
الشباب بكل قوة ليعلموهم أمر دينهم وليقتدوا بهم واستقرءوا منهم أعماق دينهم وفهموا
أنه لا كلام بغير علم ولا علم بغير عمل، وأن قوام طريق القوم حب لله ورسوله وطاعة
لهما، وأن ظل الله وارف يوم لا ظل إلا ظله على شاب نشأ في طاعته، فهموا ذلك كله
وعملوا به ففلحوا وأولئك هم المفلحون ، وللصوفية أدواتهم التى يعملون بها على شباب
الأمة، حيث يستعملون آلة الاستغفار فى جلى مرايا قلوبهم حتى يزول عنها الران، ثم
يطلونها بأنوار التهليل فيلبسها الله حسن العقيدة وسلامتها، ثم يخضبون بالذكر حبات
القلوب، ولا يزالون يعملون عليها بالذكر حتى تنصبغ بصبغة الله ومن أحسن من الله
صبغة، فيصبحوا هؤلاء لله عابدين ولأنعمه حامدين وشاكرين، فيهدى الله لهم نفوسهم
فيملكونها، ويتتبعون رضوان الله لا يتحركون إلا بتأييده ولا يسكنون إلا بتسكينه،
فهم بالله وفي الله ومن الله وإلى الله، وفي مثل هؤلاء قال الحبيب المصطفى (عجب
ربنا لشاب لا صبوة له) أي يملك زمام نفسه ولا تملكه نفسه، وليس لشيطانه عليه من
سبيل ، وصفوة القول: أنه إن يرزقك الله الدليل الصالح ألا وهو الخبير والشيخ المربي
تكون قد هديت ورضيت، هذا الذى قال عنه الله عز وجل فى كتابه الكريم {الرحمن فسأل به
خبيرا}، وقال عنه الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه فى الحديث الذى أخرجه
الديلمى (الشيخ فى أهله كالنبى فى أمته)، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
ولكن أن
يشهر أحدهم
سلاحه زاعما
الجهاد في سبيل
الله فإذا به
يقتل أخاه
المسلم، فخاب
وما فلح ودمر
وما عمر وخرب
وما بنى ومات
وما استشهد،
وبسوء فهمه
وظنه نسى أن
يُعمر قلبه
بسيف الطهارة
قبل أن يُعمر
قلبه بسيف
الجهل
والحماقة
... ولم
يستطع أن يفرق
بين جهاد النفس
واهدار دم
المسلمين ..
وعن المعنى
الحقيقى
للجهاد
الأكبر
وتفصيل
لمراتب الدين
سيكون لنا معك
أكثر من لقاء
أيها الشاب
لتفهم وتعى
حقيقة الدين
... !!!
|