عبير التاريخ

حب الله لأهل بيت النبي

كتب الحسن والحسين رضي الله عنهما في لوحين وقال كل واحد منهما خطّى أحسن، فتحاكما إلى أبيهما فرفع الحُكم إلى فاطمة الزهراء، فرفعت الحكم إلى جدهما - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا يحكم بينهما إلا جبريل، فقال جبريل: لا يحكم بينهما إلا رب العالمين، فقال الله تعالى: يا جبريل خذ تفاحه من الجنة واطرحها علي اللوحين فمن وقعت علي خطه فهو احسن فلما ألقاها قال الله تعالي: كوني نصفين فوقع نصفها علي خط الحسن والنصف الآخر علي خط الحسين.

و في بعض الأيام قالت السيدة فاطمة: يا رسول الله إن الحسن والحسين قد غابا عني ولا اعم بموضعهما فقال جبريل: يا محمد انهما بموضع كذا قد وكل الله بهما ملكا يحفظهما فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المكان فوجدهما نائمين متعانقين قد جعل الملك أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما فقبلهما النبي صلى الله عليه وسلم فانتبها فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما علي عاتقه اليمين والآخر علي اليسار فتلقاه أبو بكر فقال: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين لأحمله عنك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم المطى مطيتها ونعم الراكبان.

فلما دخل المسجد قال: يا معشر المسلمين ألا أدلكم علي خير الناس جدا وجدة. قالوا: نعم قال: الحسن والحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجة، ألا أدلكم علي خير الناس أبا وأم.

قالوا: نعم قال: الحسن والحسين أبوهما علي وأمهما فاطمة.

ألا أدلكم علي خير الناس عما وعمه؟ قالوا: نعم. قال: الحسن والحسين عمهما جعفر وعمتهما أم هانئ. ألا أدلكم علي خير الناس خالا وخاله؟ قالوا: نعم قال: الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله،

وقال صلى الله عليه وسلم: احشر أنا والأنبياء في صعيد واحد فنادي مناد: معاشر الأنبياء تفاخرو. فافتخرت أنا بولدي الحسن والحسين.

وقال صلى الله عليه وسلم: اكثروا من تقبيل أولادكم فان لكم في كل قبله درجة.

محمد السيد أمين

صوفيات

إنك لم تحج

أتى رجل إلى الإمام الجنيد رضي الله عنه، فسأله الإمام: من أين أتيت؟ فقال: أتيت من الحج، فقال له الإمام الجنيد رضي الله عنه: هل سافرت من معاصيك يوم سافرت من بيتك؟ فقال الرجل: لا، فقال الإمام الجنيد رضي الله عنه: إنك لم تسافر، ثم قال له: هل فى كل مرحلة من الطريق وفي كل ليلة قطعت مقاماً من مقامات الوصول؟ فقال الرجل: لا، فقال الإمام الجنيد رضي الله عنه: فإنك لم تسافر، ثم سأله: هل عند إحرامك تخليت عن صفاتك البشرية كما تخليت عن ثيابك العادية؟ قال الرجل: لا، قال الإمام الجنيد رضي الله عنه: فإنك لم تحرم، ثم قال: هل عند وقوفك بعرفة شاهدت الحق وأفاض عليك بالمعرفة؟ قال الرجل: لا، قال الإمام الجنيد رضي الله عنه: فإنك لم تقف بعرفة، ثم سأله: هل عند طوافك بالكعبة شاهدت الجمال الإلهى؟ فقال الرجل: لا، قال الإمام الجنيد رضي الله عنه: فإنك لم تطف، ثم قال الجنيد رضي الله عنه: لما سعيت ما بين الصفا والمروة هل تصفيت من الأغيار وارتويت بماء العلم؟ قال الرجل: لا، قال: فإنك لم تسع، ثم قال الجنيد رضي الله عنه: هل لما بلغت منَى بلغت مناك؟ قال الرجل: لا، قال: إنك لم تزر منَى، ثم قال: هل نحرت نفوسك عندما نحرت الهدى؟ فقال: لا، قال الإمام الجنيد رضي الله عنه: فإنك لم تنحر، وإنك لم تؤد الحج فارجع وأدِ الحج كما وصفتُ لك.

 


أحد مساجد الصين


أحد مساجد ايطاليا