ركن المرأة
إنبات
الحَب
إن موضوع الطفل ورعايته من أهم
الموضوعات التي توليها جريدة رايات العز اهتماما بالغا على أساس أن الطفل
لبنة المجتمع الصغير (الأسرة)� وهي التي ينبني عليها المجتمع والأمة�
وترجع هذه الأهمية إلى أن مرحلة الطفولة هي من أهم المراحل في حياة
الإنسان وأجدرها بالاهتمام لأنها تتميز عن غيرها بصفات وخصائص واستعدادات
تعتبر أساساً لمراحل قادمة، كما تعتمد عليها عملية التنشئة الاجتماعية
للطفل وإدماجه في الاطار الثقافي العام داخل المجتمع ، ليصبح ناضجا عقليا
وجسميا واجتماعيا وعاطفيا ، والطفل بفطرته ميال لكسب المعرفة والاطلاع�
كما هو ميال للحركة واللعب أيضا� لذا فإن الحركة واللعب وحب المعرفة
والاستطلاع تمثل أنواعا من الحاجات النمائية الأصيلة عند الطفل، وهو
يكتسب معلومات ومعارف عن طريق خبراته التي يمارسها بنفسه�
أيتها الأم العزيزة إن جريدة رايات
العز تفسح لك مجالا واسعا لتثرية ثقافة طفلك والصعود به إلى مجال أوسع
وأرحب� وذلك بتغذيته فكريا وثقافيا ودفعه بالنمو المعرفي إلى مزيد من
التطور مفتحاً القدرات العقلية السليمة حيث يوجه عقيدتك توجيها سليما
ويعلمه كيف يتعامل مع أبناء دينه وكيف يتعامل مع أبناء الديانات الأخرى
بما يرضي أسرته ومجتمعه بما لا يتنافى مع عقيدته ودينه الحنيف�
إن جريدة رايات العز قد دأبت على أن
تولي أدب الأطفال أهمية كبرى لدوره الفعال في بناء شخصية الطفل وهذا
بإسهاماتها الثرة في موضوع أدب الأطفال ومن المحزن حقاً أن الاهتمام
بأدب الأطفال في الوطن العربي لايزال ضعيفا ولم يعط حقه من الاهتمام
.
ولتحقيق هذا الهدف بدأنا في الأعداد السابقة في نشر موضوعات في أدب
الأطفال وكان الموضوع الأول عن حياة السيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه
، الذي ظهرت عليه في طفولته الباكرة آثار النجابة والورع والصلاح ، ونحن
نؤمن بأن قراءة الطفل للأدب هي التي تجعل الطفل يطلق العنان لخياله
ولطاقاته الإبداعية ، كما أنها من الوسائل التي يطوِّر بها الطفل وعيه
وطريقة فهمه للحياة ويٌنَمِّي إدراكه الروحي� ويُقوِّي محبَّته للجمال
ويُذكي فيه التشوق للبحث عن المعرفة وحب المغامرة �
عاش الطفل العربي الأفريقي زمنا طويلا محروماً عن أدب يكتب له ، إلا أننا
نلاحظ المستوى الرفيع الذي وصل إليه أدب الأطفال في أوروبا
وأمريكا ـ بغضِّ النظر عن مضمونه ـ خلال القرن الماضي حتى أصبح له شخصيته
وأدواته ووسائله والمهتمون به من أدباء ومُرَبين وفنانين ودور نشر متخصصة
في نشر أدب الأطفال ، من كتب ومجلات وبرامج مرئية ومسموعة وأشرطة سينما
كما أنَّ الكومبيوتر أصبح من أهم الوسائل في تنمية ثقافة الطفل في الغرب�
نجد في أمريكا أكثر من أربعة آلاف دار نشر متخصصة في أدب الأطفال ولكن
الطفلَ العربيَّ عامة والسودانيَّ خاصة لم يجد العناية والرعاية التي
يلقاها الطفل في أوروبا وأمريكا ، ونحن نملك من الأدباء والكتاب
الكثيرين ، إلا أن كل المجهودات التي تتمُّ لا تعدو أن تكون
مجهودات فردية ضئيلة الأثر.
إن أدب الأطفال في السودان لم يرتفع
له شأن لأسباب كثيرة متنوعة لا نستطيع أن نوفيها في هذه العجالة حقها ولا
بدَّ من بذل جهود مضنية في هذا المضمار، ومن هذا المنطلق فإن رايات
العزِّ ، أيتها الأم قد أخذت على عاتقها مسئولية كبرى تجاه أدب الأطفال
وسيبدأ الاهتمام الُمكثَّفُ به وسيلقى أذاناً صاغية بإذن الله نتيجة
لزيادة الوعي وانتشار التعليم وإذا أردنا أن نجعل لأنفسنا مكانة في عالم
الغد فلا بدَّ من بذل الجهود واعتصار العقل المسلم الفذ ليجود بما يراه
مناسباً لطفل اليوم ، رجل الغد ، خاصة ونحن في عصر الانفجار العلمي
والمعرفي ، إضافةً إلى أننا مهددون بالغزو الثقافي الذي يجتاح الوطن
العربي المسلم� وسيكون المنهج الذي تتبناه الصحيفة هو ربط الطفل بدينه
وثقافته من خلال القصص الديني وسير الرجال الصالحين وتمجيد القيم
الإنسانية الرفيعة وفق المنهج الذي أراده لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلَّم '' إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق''
علوية
حسين أدم
|