بـالـحـقـائـق
نـاطـقـيـن
أيام سعد ليلهن صباح
إحتفلت الطريقة البرهانية الدسوقية
الشاذلية منذ أيام بالذكرى السنوية للإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان
عبده البرهاني� وقد شارك في هذا الاحتفال السنوي الكبير أعداد كبيرة من
الشعوب والأجناس المختلفة وتسمى هذه الذكرى السنوية في لغة التصوف
>بالحولية< والحولية لغة منسوبة إلى الحول والحول هو السنة� ولأن هذه
الذكرى يحتفل بها كلَّ عام وكلَّ حول ؛ سميت بالحولية� وهي عند أهل
التصوف عيد من أعيادهم مثل عيد الفطر وعيد الأضحى وهما عيدان لعامة
المسلمين� أما الصوفية فيحتفلون بالعيد السنوي للمولد النبوي الشريف
ويسمى بالمولد، إضافة إلى ذلك فهم يحتفلون بذكرى ومولد المشايخ (أولياء
الله) وتتجدد كل عام هذه الذكرى فيحتفلون بها
من هذا المنطلق تحتفل الطريقة
البرهانية بالذكرى السنوية للشيخ محمد عثمان عبده البرهاني كلَّ عام
فتشهد فجرا جديدا مشرقا على وجوه أفواج من المحبين وجموع من المريدين ما
وطئت أقدامهم من قبل أرض السودان ولا عرفوا الطريق إليه من قبل� وبفضل
هذه الذكرى الخالدة غدا السودان وجهة يوليها الناس وجوههم من كافة أقطار
العالم للمشاركة في الاحتفالات بها تعرُّضاً لنفحاته ورغبة في القرب من
مقامه والحلول بباحته والتي عبر عنها قائلاً:
وحول مقامي رحمة الله كلها
وفي
سوحه مائي وفيه مزاودي
والذكرى السنوية الخالدة للشيخ محمد
عثمان تطالع العالم في كل عام بالجديد من الفتوحات الإيمانية والإشراقات
النورانية النابعة من علومه ومعارفه واقتداره على خدمة الدين بما أهدى
للمؤمنين من خير يكون سبباً للسعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة� فما
تجاوز الشيخ محمد عثمان (صاحب الفرح) طورا إلى الآخر إلا بمزيد من
الاقتدار والتمكين والمعرفة بخصائص القلوب والأرواح والأجساد، داءً
وشفاءً، واختلافا ووفاقا، وتدرجاً إلى الأمام� وذلك لاصطفائه لرسالة عظمى
وحمل أمانة كبرى تكون له آية من الآيات، ولغيره خدمة من أجلِّ الخدمات�
في وقت ليس فيه مماثل أو نظير، خبيرا اختاره الله لخدمة الدين وقيادة
السالكين إلى رب العالمين� وهنا قال الشيخ محمد عثمان عبده:
وتقلبت في هواه وفخري
نسب في تقلُّب السجـاد
وتكتَّمت أمرَه فهــداني
رَشَداً واصطفيت بالإرشاد
فآيته متجددة وهدايته موصولة وأنواره
مشرقة على قلوب الذين سبقت لهم الحسنى من الله� وعلى هذا المنهج جاء وارث
مقامه الأمين الرائد والإمام الراشد السائر بالأرواح إلى كمالات
الإنسانية وشهود التجليات الرحمانية الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان الذي
يدعو إلى الله وينشر الطريقة ويدخل إلى القلوب أنوارً مشرقةً يتميز بها
السالكون ويتخلق بها من أسعدهم الله برؤية طلعته وسلوك الطريقة على يده�
رافعا شعار: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) شعاراً مرفوعاً وظلاً
ممدوداً ومنهاجاً مستوراً يحسُّ كلٌّ سالك أنه قاعدة المربي ودأبه الذي
يتعامل به مع الراغبين في صحة العمل وزيادة المعرفة على قدر الوسع
والطاعة فانخرط المحبون والمريدون في سلك الطريقة البرهانية يحتفلون
بالذكرى السنوية للشيخ محمد عثمان ويسيرون في ضياء الشيخ إبراهيم وإرشاده
وأذكاره وأوراده فيؤلِّف بين قلوبهم ويسرح بأرواحهم إلى مطالع أنوار
الهداية وتلقي العلوم كلٌّ على قدر استعداده�
ظلَّ هذا الإرشاد العالي ذي المنهاج
الراقي والذكرى الرحبة الخالدة داعياً لكم ولنا للمشاركة في الاحتفالات
السنوية للطريقة البرهانية لحولية الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني�
ولننعم سنويا بسويعات الوصل في صباح أيام السعد البرهاني� وكما قال الشيخ
محمد عثمان�
أنعم سويعات الوصال ويا لها أيام سعد ليلهن صباح
هاديه الشلالي |