يعلمك
الشديد على
استـواء
إن
الإسلام
إجمالاً
عبارة عن ثلاث
مراتب، إسلام
وإيمان
وإحسان. فنعبد
الله في
الإسلام
بالجوارح،
ونعبد الله في
الإيمان
بالقلب،
ونعبد الله في
الإحسان بالروح
ولمعرفة هذه
المراتب
وحدود كل
مرتبة
ومراتبها
أرشدنا صلى
الله عليه وآله
وسلم إلى طلب
العلم، وجعله
فريضة على كل
مسلم فقال صلى
الله عليه
وآله وسلم (طلب
العلم فريضة
على كل مسلم
ومسلمة) الطبراني
عن أنس وقال (اطلبوا
العلم ولو في
الصين) البيهقي
عن أنس وطلب
العلم الذي هو
فريضة لا يتوقف
عن تحصيله من
الكتب أو
دراسة الدين
كدراسة فقط ولكن
المطلوب هو
التحقيق لما
تمّ تحصيله
فليس العالم
الذي يدرس
الدرس لمجرد
الدراسة فإذا نسي
ما حفظه لا
يسمى عالماً
فالوقوف مع
علم التحصيل
أو علم الرسوم
يكون محجوباً
عن التلقي من
الله، فالعلم
النافع أو
المعرفة
التامة لا
تكون إلا من
الله،
فالصحابة
رضوان الله عليهم
لم يطالعوا
كتاباً مع ذلك
فهم أعلم خلق
الله، وهذا هو
سيدنا حارثة
يقول له النبي
صلى الله عليه
وآله وسلم: (كيف
أصبحت يا
حارثة؟ قال: أصبحت
مؤمناً يا
رسول الله،
قال له: انظر
فإن لكل قول
حقيقة فما
حقيقة
إيمانك؟ قال: أصبحت
وقد عزفت نفسي
عن الدنيا
فأظمأت نهاري وأقمت
ليلي وكأني
أنظر إلى عرش
ربي بارزاً وأرى
أهل الجنة
يتنعمون وأهل
النار
يتعذبون، فقال
له صلى الله
عليه وآله
وسلم: عرفت
فالزم عرفت
فالزم عرفت
فالزم مؤمنٌ
نور الله قلبه)الترمذي
والطبراني،
هذا ما قصدناه
بطلب العلم. فلا بد من
الترحل من الإسلام إلى الإيمان والترحل من الإيمان إلى الإحسان فيفتح لك باب التلقي
عن الله وهذا هو التحقيق في طلب العلم فريضة على كل مسلم، فالعلم لا يطلب لذاته
وإنما يطلب لتحقيق معناه ولا يتم تحقيق معناه إلا به سبحانه وتعالى، فتحصيل وطلب
العلم في الظاهر شيء وتحصيله من الباطن أمر آخر.
أخرج
الإمام
الترمذي في
النوادر قال
رسول الله صلى
الله عليه
وآله وسلم: (العلمُ
علمان علمٌ
على اللسان
فذلك حجة الله
تعالى على
خلقه وعلم في
القلب فذلك
العلم النافع)الترمذي
وبن عبد البر
عن جابر،
فتحصيل العلم من
الكتب أمر
مطلوب ولكن لا
بد أن يتحرك
الإنسان خطوة
نحو الحق قال
سبحانه
وتعالى:
﴿وإنه
لذو علمٍ لما
علمناه ولكن
أكثر الناس لا
يعلمون﴾ يوسف،68
وقال:
﴿ولما
بلغ أشده
آتيناه حكماً
وعلما وكذلك
نجزي
المحسنين﴾
يوسف
22، أي الذي في
مرتبة
الإحسان. فتحصيل
العلم أولاً
للعمل به وثمرة
العمل نور
يقذفه الله في
قلب عبده. وقال
صلى الله عليه
وآله وسلم: (مَنْ
عمل بما علم
أورثه الله
علم ما لم يكن
يعلم)بن حبان
عن بن عباس
وأبو نعيم عن
أنس، فتنتفي صفة
الجهل وهذا هو
العالم،
وقالوا:
من طلب
العلوم لغير
وجـــهه
بعيداً أن
تراه مـــن
الهـداة
وليس العلم
في الدنيا
بفخـــر����� إذا ما
حــلّ فــي
غير النقاة
فنحن
مثلاً نأخذ
العلوم خلفاً
عن سلف إلى
يوم القيامة،
فيبعد النسب
عن فلان عن
فلان... أما
الأولياء
يأخذون عن
الله لأنه
ألقى في صدورهم
العلم، فهذا
يكون قريب
النسب. وقالوا:
أخـــذت
العلـــم عن
ذاتي ��� � وبالإسنــاد
عن ربــــي
وأشيــــاخي
إشـــاراتي ��������� بدوا
لــي من داخل
الحجب
وقال
سيدي أبو يزيد
البسطامي:
أخذتم علومكم من ميت عن ميت عن
ميت، أما نحن أخذنا علومنا من الحي الذي لا يموت.
فطلب
العلم فريضة
في ظاهر الأمر.
وفريضة في
باطن الأمر
فتقرب إليه
بالنوافل حتى
يحبك وهنا:
يعلمك
الشديد على
استواء� ��������� على
الآفاق بعد
القوس أدنى
محمد
رشاد حسين
الصراط
المستقيم
والسبل
قال الله تعالى:
﴿ولا تتبعوا
السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ أي تميل، روى الدارمي أبو محمد في مسنده بإسناد صحيح:
أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبدالله بن
مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا، ثم قال: هذا سبيل الله
ثم خط خطوطا عن يمينه وخطوطا عن يساره ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو
إليها ثم قرأ هذه الآية.
وأخرجه
ابن ماجة في
سننه عن جابر
بن عبدالله قال:
كنا عند النبي
صلى الله عليه
وسلم فخط خطا،
وخط خطين عن
يمينه، وخط
خطين عن
يساره، ثم وضع
يده في الخط
الأوسط فقال: هذا
سبيل الله ثم
تلا هذه الآية
﴿وأن هذا
صراطي
مستقيما
فاتبعوه ولا
تتعبوا السبل
فتفرق بكم عن
سبيله﴾ وهذه
السبل تعم
اليهودية
والنصرانية
والمجوسية
وسائر أهل
الملل وأهل
البدع
والضلالات من
أهل الأهواء
والشذوذ في
الفروع، وغير
ذلك من أهل
التعمق في
الجدل والخوض
في الكلام. هذه كلها عرضة للزلل،
ومظنة لسوء المعتقد؛ قاله ابن عطية.
قلت: وهو
الصحيح، ذكر
الطبري في
كتاب آداب
النفوس: حدثنا
محمد بن
عبدالأعلى
الصنعاني قال
حدثنا محمد بن
ثور عن معمر
عن أبان أن رجلا
قال لابن
مسعود: ما
الصراط
المستقيم؟
قال: تركنا
محمد صلى الله
عليه وسلم في
أدناه وطرفه
في الجنة، وعن
يمينه جواد
وعن يساره
جواد، وثم
رجال يدعون من
مر بهم فمن
أخذ في تلك
الجواد انتهت
به إلى النار،
ومن أخذ على الصراط
انتهى به إلى
الجنة، ثم قرأ
ابن مسعود:
﴿وأن
هذا صراطي
مستقيما﴾ وقال
عبدالله بن
مسعود: تعلموا
العلم قبل أن
يقبض، وقبضه
أن يذهب أهله،
ألا وإياكم
والتنطع
والتعمق
والبدع، وعليكم
بالعتيق. أخرجه
الدارمي. وقال
مجاهد في قوله:
﴿ولا تتبعوا
السبل﴾ قال: البدع،
قال ابن شهاب: وهذا
كقوله تعالى:
﴿إن
الذين فرقوا
دينهم وكانوا
شيعا﴾ الأنعام:
159 فالهرب
الهرب،
والنجاة
النجاة! والتمسك
بالطريق
المستقيم
والسنن
القويم، الذي
سلكه السلف
الصالح، وفيه
المتجر الرابح،
روى الأئمة عن
أبي هريرة قال
قال رسول الله
صلى الله عليه
وسلم: (ما
أمرتكم به
فخذوه وما
نهيتكم عنه
فانتهوا). وروى
ابن ماجة
وغيره عن
العرباض بن
سارية قال: وعظنا
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم موعظة ذرفت
منها العيون؛
ووجلت منها
القلوب؛
فقلنا: يا
رسول الله، إن
هذه لموعظة
مودع، فما
تعهد إلينا؟
فقال: (قد
تركتكم على
البيضاء ليلها
كنهارها لا
يزيغ عنها
بعدي إلا هالك
من يعش منكم
فسيرى
اختلافا
كثيرا فعليكم
بما عرفتم من
سنتي وسنة
الخلفاء
الراشدين
المهديين بعدي
عضوا عليها
بالنواجذ
وإياكم
والأمور المحدثات
فإن كل بدعة
ضلالة وعليكم
بالطاعة وإن ولي
عليكم عبدا
حبشيا فإنما
المؤمن
كالجمل الأنف
حيثما قيد
انقاد)، أخرجه
الترمذي
بمعناه
وصححه، وروى
أبو داود قال
حدثنا ابن
كثير قال
أخبرنا سفيان
قال: كتب رجل
إلى عمر بن
عبدالعزيز
يسأل عن
القدر؛ فكتب
إليه: أما
بعد، فإني
أوصيك بتقوى
الله
والاقتصاد في
أمره واتباع
سنة رسول الله
صلى الله عليه
وسلم، وترك ما
أحدث
المحدثون بعد
ما جرت به
سنته، وكفوا
مؤونته،
فعليك بلزوم
الجماعة
فإنها لك بإذن
الله عصمة، ثم
أعلم أنه لم
يبتدع الناس
بدعة إلا قد
مضى قبلها ما
هو دليل عليها
أو عبرة فيها؛
فان السنة
إنما سنها من
قد علم ما في
خلافها من
الخطأ
والزلل،
والحمق
والتعمق؛
فارض لنفسك ما
رضي به القوم
لأنفسهم،
فإنهم على علم
وقفوا، وببصر
نافذ كفوا،
وإنهم على كشف
الأمور كانوا
أقوى، وبفضل
ما كانوا فيه
أولى، فإن كان
الهدي ما أنتم
عليه فقد
سبقتموهم
إليه، ولئن
قلتم إنما حدث
بعدهم فما
أحدثه إلا من
اتبع غير
سبيلهم ورغب
بنفسه عنهم؛
فإنهم هم السابقون،
قد تكلموا فيه
بما يكفي
ووصفوا ما يشفي؛
فما دونهم من
مقصر، وما
فوقهم من
مجسر، وقد قصر
قوم دونهم
فجفوا، وطمح
عنهم أقوام فغلوا
وإنهم مع ذلك
لعلى مستقيم. وذكر
الحديث. وقال
سهل بن
عبدالله
التستري: عليكم
بالاقتداء
بالأثر
والسنة، فإني
أخاف أنه
سيأتي عن قليل
زمان إذا ذكر
إنسان النبي
صلى الله عليه
وسلم
والاقتداء به
في جميع أحوال
ذموه ونفروا
عنه وتبرؤوا
منه وأذلوه
وأهانوه. قال سهل: إنما ظهرت البدعة على
يدي أهل السنة لأنهم ظاهروهم وقاولوهم؛ فظهرت أقاويلهم وفشت في العامة فسمعه من لم
يكن يسمعه، فلو تركوهم ولم يكلموهم لمات كل واحد منهم على ما في صدره ولم يظهر منه
شيء وحمله معه إلى قبره.
السيد
البصري
�مع الشباب
شبـاب
وسـط
الأشـواك
أحقيقة
واقعة أمام
عيني صُورت أم
هي أضغاث أحلام
في مخيلتي
تجسدت؟ لست
أدري.. رأيته
ذا جسد هزيل
نحيف ووجه
كالح مكفهر
يعلوه شعر
كثيف نظرت
إليه فراعني
منظره.. ما
أشقاه.. تغرست
في تجاعيد
وجهه لأسرق
أفكاره بعد أن
عجز عن النطق
لسانه. بيد أن
أسراره كانت
غامضة
وخفاياه التي
اشقته فعزبته
احتجبت وراء
قلب مضطرب. بل وراء ذلك الوجه
الكئيب الحزين إذ إرتسمت عليه دلائل ألم نفساني مرير.
قلت والحزن
مِلأ جوانحي
والحسرة على
شبابه كادت تعقد
لساني قلت: ما
خطبك وما هي
علتك؟ أفصح لي
يا أخي ولا
تجعل نيران
الأسى تحرق
فؤادك، اكشف
لي الستار عن
علتك ومآسيك
العديدة التي
جعلتك تزبل
قبل الأوان؟
ما الذي المّ
بك فأضناك،
وحلّ بساحتك
فأفناك،
شاطرني إياه
يا عزيزي
فالأحزان لو
اقتسمت هانت
والأفراح إن
هي وزعت زادت. تغرست
فيه فلم يعرني
التفات. رأيته شارد اللب، معقود اللسان، مقوس
الظهر منحنياً ذابل الوجه، غائر العينين علت وجنتيه حبات من الدمع لم تجف.
رباه ! ما لي أراه حزيناً كئيباً
تكاد تخنق الهموم نفسه وتحصد زهرة حياته رياح السموم، بل ما لي أراه وقد وخط الشيب
رأسه وهو في عنفوان الشباب، ترى من ذا الذي صوب سهامه المسمومة إلى قلبه ليدميه !
جلست إليه ساعات وهو حائر مهموم كمن القت الدنيا بكوارثها على عاتقيه، وأخذت أنفذ
إلى أعماق أغوار قلبه المكلوم، وأخيراً أخرج آهةً عميقة من بين جوانح نفسه الكسيرة
أردفها يقول: حياتي دون خلق الله حياة بؤس وشقاء كلها حسرات وزفرات أم تر كيف فعل
بي الدهر فضرب فوق ظهري خيام العزاب فأضنته وأسلمني الدهر إلى أمواج الحياة الصاخبة
فقزفت بي إلى شاطئ اليأس والشقاء فغدوت لم أذق للحياة طعماً إذ تنكرت الدنيا أمامي
وغدرت بي دون خلاني.
آه رباه ! كم
مرة وقع بصري
على أشجار آوت
أغصانها طيور
السماء وهي
فرحة تشقشق
والعصافير
تنتقل من فينة
إلى أخرى
سعيدة مزهوة
تغرد !! أخي
الطيور تنعم
براحة البال
ونعيم الحياة
وأن.. أنا هنا
أشقى !! وإنخرط
في بكاء مرير.. وبعد
هنيهة راح
صوته الخافت
يجلجل بنغمات
حزينة قائلا:
إنّ
حظـي
كدقيق� بين
شـوكٍ نثروه ثـمّ
قالـوا
لحفـاة� يوم
ريح أجمعوه
صعُبَ
الأمرُ
عليهم�
قال قومٌ
أتركـوه إنّ
مَنْ
أشقاه
ربي�
كيف أنتم
تسعدوه
هدأت
روعه واطمأنت
نفسه بعد أن
عرفت علته.. حقاً
انه شاب مقطوع
الرجاء.. لا
يرى من الحياة
إلا جانبها
المظلم
الحزين لقد
ضلّ سبيل
النجاح.. وصفت
له البلسم
الشافي لمرضه
العضال وهو (التصوف)
وبدأ البحث عن
ترياق الماء
في صحراء
قاحلة تحت وهج
حرٍ حرور وبعد
جهد جهيد وجده
ماءاً سلسلاً
عزباً وراح
يتجرعه كظمآن
منذ دهرٍ سحيق
وبدأ في رحلة
الإستشفاء
مترقياً نحو مدارج
الصفاء
الروحي
والذهني
متشبثاً بأهداب
الحب
اللامحدود
بالحبيب
الأعظم
فانياً في
هواه راغباً
عمن سواه
واستحال كل
الحزن والشؤم
في داخله إلى
فرح سرمدي
يدخل إلى حضرة
مولاه هاشاً
باشاً وهو
يصيح مع
القصائد التي
تبجل محبوبه...
نزلنـا
بحـر هو
كالسَّـابحـات������ وأيقنــا
بــأن
الوَصْــلَ
آتِ
سامي
حسب الرسول
|