مع نسمات العبير ورقرقة الغدير وزقزقة الطيور
كان الفرح والحبور بالاحتفال السادس عشر للبدر المنير والعلم الشهير سيدي فخر الدين
الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه الذي مازلت أذكر حديثه في عام
1974 حيث قال (لاتنظروا إلى الطريقة الآن فسوف
تدخل الطريقة إلى ألمانيا وكل أوروبا وسوف تنشر الحب والسلام) نقول له صدقت ياسيدي
وها هم أحباؤك قد تجمعوا من القارة الأوربية من كل أنحاء ألمانيا وفرنسا وأيطاليا
وهولنده ولوكسمبورج والنمسا وبلجيكا والدنمارك والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة
الأمريكية ليحتفلوا بذكراك العزيزة على قلوبهم وفي هذا المكان الذي اختاره مولانا
الشيخ إبراهيم ابنك ووارثك في قدم الصدق والحكمة، وحينما اقترح على الألمان ضرورة
شراء هذا المكان ليكون مقرا أوربيا للطريقة ورأى البعض أن المكان أكبر من اللازم
لأن عددهم لايجاوز الخمسين فردا فرد الشيخ رضي الله عنه أن يوما قريبا سوف يأتي لن
يسع هذا المكان لجمع الأحباب، ونحن الآن في هذا الإحتفال نبحث عن موضع قدم لحضور
هذا الإحتفال الذي بدأ بآيات الذكر الحكيم ثم تقدم الدكتور حمزه(بيتر سندل)بإلقاء
كلمة الإفتتاح والترحيب، ثم أنشد الأطفال دون العاشرة الصلاة على النبي (الذاتية
المحمدية) لسيدي إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه ثم بدأت العروض المسرحية التى
قدمها الشباب يستعرضون فيها صورا من حياة سيدي فخر الدين وسيدي أحمد البدوي وسيدي
أحمد عربي الشرنوبي وسيدي عبد الوهاب الشعراني والسيدة رابعة العدوية رضي الله عنهم
أجمعين وذلك بين إعجاب الحاضرين ودهشة الضيوف حينما يرون الشباب الألماني يفتخرون
بشيخهم فخر الدين في كل المحافل العلية والمجالس السنية.
ثم كان
مسك الختام
وهو المناقب
التي تخللتها قصائد
شراب الوصل،
ثم اتجه
مولانا الشيخ
محمد إبراهيم
محمد عثمان
عبده
البرهاني نحو
المنصة ليلتف
حوله أبناءه
من أوروبا
وأمريكا وهم
ينشدون ياأبا
العونين عونا
ظاهر...
إسكندنافيا
والتصوف
ومن ألمانيا إلى الدنمارك سافر مولانا الشيخ
محمد رضي الله عنه لزيارة أحبابه الذين لم يتمكنوا من حضور الإحتفال في إيطاليا
وفرنسا والدنمارك حيث أبى إخوان السويد إلا الحضور مرة أخرى للقاء شيخهم وبحث سبل
التعاون بين الدول الإسكندنافية لنشر التصوف ومبادئه السمحة بين الإسكندنافيين
وتصحيح الصورة المقلوبة عن الإسلام والمسلمين لأنهم مقتنعون أنه لابديل عن التصوف
الإسلامي لنشر الحب والسلام في أرجاء المعمورة بدلا من الكراهية والدم، وفي آخر
الزوايا التي افتتحها الشيخ إبراهيم رضي الله عنه كان لقاء الأخوة والتعاون ورسم
خطط السلام لمستقبل أمن البشرية وسلامها وحضارته.
الإحتفال
الثاني بشمال
غرب إفريقية
من جميع أنحاء الجماهيرية العظمى بنغازي ورموز
الشرق بطبرق والكُفرة وسبها ونسمة الجنوب من النهر العظيم ومن درنه ومصراته بنفحات
الزروقية العريقة ومن زليطن وأسمريات سيدي عبد السلام فارس سعيده ومن طرابلس وصرمان
والزاوية الغربية ونفحات التصوف الأصلية التي جذبت أحباب تونس الخضراء والجزائر
الحرة ومراكش البرة تجمع الأحباب من كل باب تحت رايات مشايخنا وساداتنا الصالحين
أصحاب الطرق والزوايا ليحتفلوا بثاني الإحتفاليات تحت الرايات البرهانيات بالعارف
بالله سيدي فخر الدين رضي الله عنه، وعلى مساحة ضخمة نشرت الخيام ورفعت الرايات
وأقيمت الولائم والموائد لتمد بالحب كل رائد وأقيم المعرض الصوفي الذي ظل مفتوحا
للرواد للتعرف على كنه التصوف وإزالة شك كل متخوف فحوى الصور والكتب وعروض الفيديو
وعلى مدى أسبوع كامل كانت فعاليات الإحتفال الثاني حتى اللية الختامية التي بدأت
بالموكب الصوفي الذي جمع كل الطرق الصوفية في وداد ومحبة وفي الصالة الكبرى كان
المولد البرزنجي يتلى ويغنى بلحن بليغ وحضور وحبور ثم التف الجميع حول الصاري بساحة
الإحتفال وبدأ بأغلى الكلام من رب الأنام الملك العليم العلام وتوالت كلمات السادة
مدراء الأوقاف ورجال اللجان الشعبية والثورية ثم كانت المناقب التي ألقاها مندوب
رايات العز ثم برقية الشكر للأخ العقيد معمر القذافي الذي اعتنى بالتصوف وأكرم
رجاله ومنحهم الكثير من الزوايا وساندهم بالفكر والعون بكل صوره، ثم كانت الحضرة
حتى صلاة الصبح فصلى الجميع وانصرفوا آمنين.
ولقد كان من أهم فعاليات الحولية مد جسر
الصداقة والتعاون بين كلية الدعوة الإسلامية بالجماهيرية والطريقة البرهانية لنشر
الفكر الصوفي ومحاربة الإرهاب بتنوير المسلمين في شتى الأنحاء للبعد عن المغالاة
والتطرف الذي هو أساس الدعوة في التصوف ورايات العز تتوجه بالشكر لسيادة الوزير
الدكتورمحمد أحمد الشريف أمين عام جمعية الدعوة الإسلامية العالمية وحضرة الدكتور
محمد فتح الله الزيادي عميد كلية الدعوة الإسلامبة لتفعيل وتدريس الفكر
الإسلامي الصحيح ومد يد الإخاء للتعاون على الحب والصفاء.
والفعالية الأخرى هي بداية العناية بالنشأ
بتحفيظ القرآن بزاوية سيدي عبد الجليل بطرابلس حيث يتم التدريس على يد متخصصين في
التحفيظ والتجويد والقرآت وغرس محبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوب
وعقول النشئ كما قال الحبيب(أدبوا أبناءكم على ثلاث خصال،حب نبيكم وحب أهل بيته
وحب القرآن).
تواصل
الحب بين
السادة
العركيين
والطريقة البرهانية
التواصل
ليس كلمة تقال
ولكنه فعل
يقتدى به وما
أجل سيدي فخر
الدين رضي
الله عنه في
دروسه عن قصصه
الكثيرة مع
سيدي دفع الله
العركي (المصوبني)
رضي الله عنه
وذريته
الطيبين الطاهرين
ومن أشهر تلك
الروايات أن
سيدي دفع الله
رضي الله عنه
كان يعطي
الدرس ويجيب
على أسئلة
أحبابه من خلف
الستار لأنه
كان ذا جلال
وهيبة منقطعة
النظير يخشى
منها على كل
من رآه، واحتج
الأبناء على
عدم التمتع
بوجه الشيخ
الجليل
وأرادوا
النظر إلى
وجهه حتى ولو
دفعوا حياتهم
ثمنا لذلك،
ودبر للأمر
أحد تلامذته المخلصين
سيدي فرح الذي
عرف فيما بعد(فرح
التكتوك)رضي
الله عنه ففي
أحد الدرس سأل
سيدي فرح سؤلا
وكان الجواب
من الشيخ
واضحا مفصلا
كعادة الشيخ
رضي الله عنه
ولكن سيدي فرح
قال : لم أفهم
يامولانا ؟
فأعاد الشيخ
وأسهب وأفاض
ولكن سيدي فرح
أعاد الكرّة ؟
فكرر الشيخ
وأجاد وزاد،
ولكن سيدي فرح
قال للشيخ وهو
جالس من خلف
الستار ممكن
تشرح الإجابة
مرة أخرى
ياسيدي؟ فكشف
الشيخ الستار
وقال من هذا
السائل؟ وتجلت
هيبة الشيخ
على الحاضرين
فصار ما صار
وطار من طار
ومنهم من خرق
فاخترق ومنهم
من بنار الشوق
صعق أو احترق
وظل سيدي فرح
مكانه يقول تك
تك فلقب
بالتكتوك
وآلت إليه
الحكمة التي
مازالت في
أفواه الناس،
أما التواصل
بالأفعال فقد
شهدت الساحة
العركية
تواجد سيدي
فخر الدين
ذكرا وإنشادا
في زمن سيدي
عبد الباقي صاحب
طيبه القريبة
من مدينة(ود
مدني)وما أكرم
الشيخ عبد
الله خليفة
الأمجاد من
الأباء والأجداد
فقد أكرم
زيارة وفد
رايات العز
وأحسن رفادتهم
والكرم من أهل
الكرم ليس
بمستغرب لكل
عجمي وعربي
وعارب
ومستعرب. وسوف تقوم رايات العز تباعا
بشر أحاديث الشيخ عبدالله العركي رضي الله عنه.
|