تاريخ
المدينة
المنورة
عودة
مرحلة
الارتباط
بالفاطميين 363
هـ ـ 364 هـ
كانت
المدينة في
النصف الأول
من القرن
الرابع
الهجري صغيرة
وضعيفة
وهدفاً لغزو
الأعراب
وعندما اشتد
أمر دولة
الفاطميين في
مصر أعلن أمير
المدينة، وأمير
مكة، الولاء
للفاطميين
عام 363هـ، وذلك
بسبب الروابط
المتينة
بينهم (التشيع)،
ولموقف سابق
للفاطميين
أصلحوا فيه
بين الهاشميين
المتنازعين
في الحجاز (بنو
الحسن
والحسين من جهة
وبنو جعفر من
جهة أخرى) وفرح
الخليفة
الفاطمي
المعز لدين
الله بهذا الولاء
وأرسل
الأموال
والهداي. وكانت
العلاقة بين
أمراء
المدينة
والفاطميين
مضطربة،
فأحياناً
كانت لا تتعدى
الولاء الاسمي،
ولذا كانت
تتحول إلى
العباسييين
بين الفترة
والأخرى،
وذلك لعدم
اهتمام
الفاطميين
بحاجات أهل
المدينة،
وضعف الإدارة،
كما أن حكام
مكة
المتمردين
على الدولة الفاطمية
ضموا إليهم
المدينة مدة
تمردهم. ففي عام
365هـ لم يهتم الخليفة
الفاطمي العزيز بالله باحتياجات المدينة فخلع أميرها الولاء وتحول إلى العباسيين،
فأرسل العزيز بالله جيشاً هدد المدينة عام
367هـ فأعاد أميرها الولاء للفاطميين
ولكنه خلعه بعد سنة واحدة وأعاده للعباسيين الذين أرسلوا أموالاً جزيلة لبناء سور
قوي حول المدينة وتحسين أحوال أهلها، ولم يعد الولاء للفاطميين حتى عام
380هـ،
عندما وصلت حملة عسكرية فاطمية حاصرت المدينة، فآثر أميرها طاهر بن مسلم (مؤسس حكم
آل مهنا) السلامة، فخطب للفاطميين في المسجد النبوي فامتد حكم آل مهنا لها وهم في
ولائهم الاسمي للفاطميين، ولم يتأثر أهلها بالدعوة الفاطمية، وعقائدها بسبب تراثهم
العريق من السنة النبوية والعلماء الذين كانوا يدرسونه في المسجد النبوي، وغضب
الفاطميون لذلك وأوعز الحاكم بأمر الله الفاطمي لأمير مكة أبو الفتوح بالاستيلاء
على المدينة وطرد آل المهنا منها واتساع المجال للدعاة الفاطميين كي يؤثروا في أهل
المدينة.�
فاستولى أمير مكة أبو الفتوح عليها وأخرج آل
المهنا منها لبعض الوقت ثم أعادهم إليها وجعلها تابعة لإمارته.
أهم
الأحداث في
العهد
الفاطمي
عانت
المدينة من
الاضطرابات
التي ظهرت في
الدولة
الفاطمية
وخاصة في عهد
الحاكم بأمر
الله
الفاطمي، فقد
أمر جنوده
بنقل جسد رسول
الله صلى الله
عليه وسلم إلى
مصر ولكن الله
سبحانه وتعالى
حماه، إذ هبت
ريح شديدة
وأظلم الجو
وخاف الجنود
الفاطميون وتراجعوا
عما هموا به. وأمرهم
في مرة ثانية
بنقل محتويات
بيت جعفر الصادق
فنقلوها إلى
مصر. وعندما
تولى شكر بن
أبي الفتوح
إمارة مكة عام
436هـ هاجم
المدينة وطرد
آل المهنا
منها وعين بعض
الحسينيين
عليها وظلوا
عليها حتى عام
463هـ حيث
أعادهم أمير
مكة أيضاً
محمد بن جعفر،
الذي خلع ولاء
الفاطميين
وخطب
للعباسيين
وعين الحسين
بن المهنا
أميراً على
المدينة. كما
عانت من القحط
و انقطاع
الميرة عدة
سنواتٍ بسبب
غضب
الفاطميين،
وضعف السلطة
في بعض السنوات
واستغل ذلك
الأعراب
وقطاع الطرق
وهاجموا
المدينة أو
القوافل
القادمة
إليه. وبهذا
التاريخ
انتهت تبعية
المدينة
للفاطميين
وعادت
للخلافة
العباسية،
ولكن
الفاطميين
ظلوا حتى
نهاية دولتهم
سنة 567 هـ
يتوددون إلى
أمراء
المدينة
ويرسلون بعض الأموال
والهدايا
أحياناً
أملاً في أن
يعود الولاء
إليهم. وثمة
رواية تقول أن
الحافظ بالله
حاول أيضاً
نقل جسد الرسول
صلى الله عليه
وسلم إلى مصر
وأرسل أربعين رجلاً
من الأشداء،
بدأوا بحفر
نفق عميق، ويروى
أن النفق
انهار عليهم
ودفنهم أو
أنهم اكتشفوا
وضربت
أعناقهم. لم يترك الفاطميون آثاراً تذكر
في المدينة، باستثناء تشيع أعداد قليلة من أهلها أو المقيمين فيها، ولا نجد آثاراً
فكرية أو مؤلفات تدعو لهم كما لانجد آثاراً عمرانية أو حضارية تظهر عنايتهم
بالمدينة أو بمسجدها النبوي، رغم أن الفاطميين تركوا آثاراً كثيرة في مصر أهمها
الجامع الأزهر ومساجد أخرى كثيرة.���������
�الحموي
ومصادر أخرى
بالحقائق
ناطقين
الأولياء
ودرجاتهم
اللهم
رب هذه الدعوة
التامة
والصلاة
القائمة آت
سيدنا محمد
الوسيلة
والفضيلة
والدرجة العالية
الرفيعة
وابعثه اللهم
المقام المحمود
الذى وعدته
إنك لا تخلف
الميعاد... ويتضمن
هذا الدعاء
أربع مراتب،
وهذه الأربع مراتب
هى المعبر
عنها بمقعد
الصدق؟إن
المتقين فى جنات
ونهر فى مقعد
صدق عند مليك
مقتدر؟
وتفصيل هذه
المراتب:
الوسيلة:
موطن
الأولياء
كلهم الفضيلة:
لرؤساء
الأولياء
والصحابة
الدرجة
الرفيعة: للأنبياء
والرسل
المقام
المحمـود: للنبى
صلى الله عليه
وسلم، يقول
الله تبارك وتعالى
﴿ياأيها الذين
آمنوا اتقوا
الله وابتغوا
إليه الوسيلة
وجاهدوا فى
سبيله لعلكم
تفلحون﴾ بمعنى
تسافر أو
تسيرحتى تصل
إلى مرتبة
الوسيلة، ولم
يقل (إبتغوا
له) لكن؟إليه؟
بمعنى فارين
اليه ذاكرين
له إلى أن
تصلوا إلى
مرتبة
الوسيلة، كيف
السفر.؟
﴿يا
أيها الذين
آمنوا اتقوا
الله وكونوا
مع الصادقين﴾ أى
الزم تقوى
الله وكن مع
أحد الصادقين
الذى يرشدك فى
السير حتى تصل
إلى مرتبة
الوسيلة،وما
كل تلك
المراتب إلا
مواطن
الترقيات
التى مر بها
سيدنا رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
للوصول إلى
المقام
المحمود الذى
لاينبغى لأحد
سواه. وسوف نتحدث تفصيلا في الأعداد القادمة عن الدرجات
المجملة في أعلاه عل الله سبحانه وتعالى ينفعنا بدرجاتهم وبركاتهم في الدارين.
هاديه
الشلالي
حـفـظ
اللـسـان
عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى
عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال يا رسول اللَّه أوصني؟ قال
عليك بتقوى اللَّه فإنها جماع كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين أو قال
- وعليك بذكر اللَّه تعالى وتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء،
واخزن لسانك إلاّ من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان.
وفي معناه قال أبو الليث السمرقندي رضي اللَّه
تعالى عنه: معنى قوله عليه الصلاة والسلام عليك بتقوى اللَّه تعالى فتقوى اللَّه أن
يجتنب عما نهاه اللَّه عنه ويعمل بما أمره اللَّه تعالى به فإذا فعل ذلك فقد جمع
جميع الخير، وقوله عليه الصلاة والسلام واخزن لسانك يعني احفظ لسانك إلاّ من خير
يعني قل خيرا حتى تغنم واسكت حتى تسلم فإن السلامة في السكوت، واعلم أن الإنسان لا
يغلب الشيطان إلاّ بالسكوت، فينبغي للمسلم أن يكون حافظا للسانه حتى يكون في حرز من
الشيطان ويستر اللَّه عليه عورته.
قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن حمدان حدثنا
الحسين بن علي الطوسي حدثنا محمد بن حسان حدثنا إسحق بن سليمان الرازي عن المغيرة
بن مسلم عن هشام عن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلم من لطم عبده كان كفارته عتقه، ومن ملك لسانه ستر اللَّه عليه عورته، ومن
كظم غيظه وقاه اللَّه تعالى عذابه.
ومن
اعتذر إلى ربه
قبل اللَّه
معذرته قال: حدثنا
محمد بن الفضل
حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا
إبراهيم بن
يوسف حدثنا
يزيد بن زريع
عن يونس عن
الحسن عن أبي
هريرة رضي
اللَّه تعالى
عنه أن النبي
صلى اللَّه
عليه وسلم قال
من كان يؤمن
بالله واليوم
الآخر فليكرم
جاره وليكرم
ضيفه
وليقل خيرا أو
ليسكت قال: حدثنا
محمد بن الفضل
حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا
إبراهيم
حدثنا يعلى
قال: دخلنا
على محمد بن
سوقة الزاهد
فقال ألا أحدثكم
حديثا لعله
ينفعكم
فإنه قد نفعني؟
قال: قال لنا
عطاء بن أبي
رباح يا ابن
أخي إن من كان قبلكم
كانوا يكرهون
فضول
الكلام
وكانوا يعدون كل
كلام
فضولا ما
عدا كتاب
اللَّه تعالى
أن يقرأه أحد
أو أمرا
بالمعروف أو
نهيا عن المنكر
أو تنطق
بحاجتك في
معيشتك
التي لابد لك
منها، ثم قال: أتنكرون
قوله تعالى
﴿وَإِنَّ
عَلَيْكـُمْ
لَحَافِظِينَ
v
كِرَاماً
كَاتِبِين
v
وعَنْ
اليَمِينِ
وَعَنْ
الشِّمَالِ
قَعِيدٌ
v
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد﴾ أو ما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها
صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس عن أمر دينه ولا دنياه.
قال: حدثنا
أبي رحمه
اللَّه تعالى
بإسناده عن
أنس بن
مالك قال قال
رسول اللَّه
صلى اللَّه
عليه وسلم: أربع
لا تصير
إلاّ في مؤمن: الصمت
وهو أول
العبادة،
والتواضع. وذكر اللَّه تعالى،
وقلة الشر.
وذكر عن
عيسى ابن مريم
عليه الصلاة
والسلام بهذا
اللفظ. روى
أبو هريرة رضي
اللَّه تعالى
عنه عن النبي
صلى اللَّه
عليه وسلم أنه
قال من حسن إسلام
المرء تركه ما
لا يعنيه وذكر
عن لقمان الحكيم
أنه قيل له ما
بلغ بك ما
نرى؟ قال: صدق
الحديث،
وأداء
الأمانة،
وتركي ما لا
يعنيني. وروى عن أبي بكر ابن عياش أنه قال:
أربعة من الملوك تكلم كل واحد منهم بكلمة كأنها رمية رميت من قوس واحدة: قال كسرى
لا أندم على ما لم أقل وقد أندم على ما قلت، وقال ملك الصين ما لم أتكلم بالكلمة
فأنا أملكها فإن تكلمت بها ملكتني، وقال قيصر ملك الروم أنا على ردّ ما لم أقل
أقدر مني على ردّ ما قلت، وروى عن الربيع بن خيثم أنه كان إذا أصبح
وضع قرطاسا وقلما ولا يتكلم بشيء إلاّ كتبه وحفظه ثم يحاسب نفسه عند
المساء.
(قال
الفقيه) رضي
اللَّه تعالى
عنه: هكذا كان
عمل الزهاد
إنهم كانوا
يتكلمون لحفظ
اللسان
ويحاسبون
أنفسهم في
الدنيا،
وهكذا ينبغي
للمسلم أن
يحاسب نفسه في
الدنيا قبل أن
يحاسب في
الآخرة، لأن
حساب الدنيا
أيسر من حساب
الآخرة، وحفظ
اللسان في
الدنيا أيسر
من ندامة
الآخرة. وروى عن إبراهيم التيمي أنه قال:
حدثني من صحب الربيع بن خيثم عشرين سنة فما سمع منه كلمة يعاب بها.
وقال
موسى بن سعيد
لما أصيب
الحسين بن
عليّ رضي
اللَّه تعالى
عنهما: يعني
قتل، فقال رجل
من أصحاب
الربــيع إن
تكلم الربيع
فاليوم
يتكلم،
فجاء حتى
فتح الباب
وأخبره بأن
الحسين قد قتل
فنظر إلى
السماء فقال: اللهم
فاطر السموات
والأرض عالم
الغيب والشهادة
أنت تحكم بين
عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون
ولم يزد على
ذلك شيئ. قال حكيم من الحكماء، ست خصال يعرف
بهنّ الجاهل، أحدهما الغضب في غير شيء.
محمد
حسني المحامي
|