الأمان
لِمَن لزم أهل
البيت
وَأَمَانٌ
بِغَيـْرِ
حِصْنِكَ
وَهـْم� وَهُدىً
غَيْرُ مَا
تَقُولُ
ضَلاَلُ
فمَن
تَوقعَ
الأمانَ مِن
المخاوف بغير
حصن النبي صلى
الله عليه
وسلم لا بد
أنه واهم،
والوهم ـ كما
قرّر
العلماء� نزغ
شيطاني
أعاذنا الله
مِن هذ..وكذلك
مَن تَوقعَ
الهدى في غير
هداه لا بد
أنه واقع في
شَرَك الضلال
أعاذنا الله
مِن ذلك.ومِن
هذا المنطلق
اقتضت حكمة
المولى جل
وعلا أن يجعل
أهل بيت النبي
صلى الله عليه
وسلم امتداداً
لحضرة النبي
صلى الله عليه
وسلم في بث
روح الأمان في
الأمة
المحمدية على
مدى الأزمان..ومِن
أدَل النصوص
على ذلك: قوله (النُّجُومُ
أَمَانٌ
لأَهْلِ
السَّمَاء، وأَهْلُ
الْبَيْتِ
أَمَانٌ
لأُمَّتِي) ..وفي
رواية (أَهْلُ
بَيْتِي
أَمَانٌ
لأَهْلِ
الأَرْض، فَإِذَا
هَلَكَ
أَهْلُ
بَيْتِي
جَاءَ أَهْلَ
الأَرْضِ
مِنَ
الآيَاتِ مَا
كَانُوا
يُوعَدُون) ..وفي
رواية صحّحها
الحاكم على
شرط الشيخين (وَالنُّجُومُ
أَمَانٌ
لأَهْلِ
الأَرْضِ مِنَ
الْغَرَق،
وأَهْلُ
بَيْتِي أَمَانٌ
لأَهْلِ
الأَرْضِ
مِنْ
الاخْتِلاَف)،
وما ذلك إلا
لخصوصيتهم
ومرجعيتهم
التي أرادها
لهم الله وأحبها
لهم رسول الله.وفي
هذا الحديث
سرٌّ خفي
وإشارة
لطيفة، حيث الاختلاف
لا يكون في
العادة إلا
بين العلماء فإذا
اختلفوا كان
أمانهم كما
قضى الرسول
الرحيم عند
أهل البيت
الطاهرِين. فحسبك
أيها المسلم
الواعي وأيها
المؤمن الكيِّس
الفطِن أن
تكون ملازماً
في هذه الحياة
الدنيا
لأقوام
استودعهم
ربهم أمانة
الأمان مِن كل
خوف إكراماً
لجدهم
وحُبّاً فيهم
وإرادة عليا
سبقت بها
عنايته وتجلت
في قوله تعالى
﴿إِنَّمَا
يُرِيدُ
اللَّهُ
لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ
الرّجْسَ
أَهْلَ
الْبَيْتِ
وَيُطَهِـّرَكُمْ
تَطْهِيرا﴾ ولله
در سيدي فخر
الدين إذ يقول:
إِذَا
مــَا ضـَلَّ
أَبْنَاءُ
الـنـبـي تُرَى
مَنْ
لِلْـهـِدَايـَةِ
بَعْدُ كــَانَ
فَـهـَلْ
أَبْنَاءُ
طَــهَ غَيْرُ
قَــوْمٍ يُطَهِّرُنَا
الَّذِي
كَانَ
اصْطَفَانــــَا
لِيُذْهِبَ
كُلَّ رِجْـــسٍ
أَيَّ رِجْسٍ فَهَلْ
تَكْفِيرُنَا
يُرْضِي
أَبَانـــــَا
بِنَا
أَوْصَى
وَقَالَ الْحَوْضُ
حَوْضِي وَفِي
القُرْآنِ
يُرْضِيهِ
رِضَانـــَا
واجد
الشيء يعطيه،
وفاقد الشيء
لا يعطيه:اعلم
أيها الأخ
الكريم أن
الله قد منحهم
في قرآنه
منحةً أزليةً
أبدية، إذ قال
في حقهم
﴿الَّذِى
أَطْعَمَهُم
مِـّن جُوعٍ
وَءَامَنَهُم
مِـّنْ خَوْف﴾
سورة قريش
الآية 4، فلَمّا
أَطعمَهم مِن
جوع ـ أي قريش
ـ ظهر فيهم قوله
تعالى
﴿وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ
عَلَى
حُبِـّهِ
مِسْكِينًا
وَيَتِيمًا
وَأَسِيرا﴾ سورة
الإنسان
الآية8، وسبب
نزولها
مشهور،
ولَمّا
آمَنهم مِن
الخوف ظهر
فيهم قوله
وَأَهْلُ
بَيْتِي
أَمَانٌ لأَهْلِ
الأَرْض كما
تَقدَّم في
عدة نصوص..فإذا كان الله يقيناً قد مَنّ
عليهم بنعمة الأمان مِن كل خوف فلن يتحصل مثل هذا عندك إلا بصحبتك لهم ولزومك إياهم
لعلك تحبهم فيصير حكم المحب والمحبوب واحد.
الكلام
في قوله
بِأَعْتَابِ
آلِ
الْبَيْتِ أَهْلِ
الْحِمَايَة
فَلَمْ
تَنْــجُ
إِلاَّ فِرْقـَةٌ
لِوُقُوفِهـَا� بِأَعْتَابِ
آلِ
الْبَيْتِ
أَهْلِ
الْحِمَايَةِ
لا
أُخفِي عليك
أيها القارئ
أن لفظ
أَعْتَابِ
آلِ الْبَيْت
عندي وعند مَن
خبر الطريق
إلى مودتهم
وزيارة
مقاماتهم
وأَدمَنَ ذلك
لا يعني أي
نوع مِن
الشِّرك أو
الكفر أو
البدعة بعكس
ما يتبادر إلى
أذهان
الكثيرين،
وهذه قضية استهلكها
العلماء
العدول بحثا،
وفي كل مرة
يُنتَهَى إلى
سلامة
العقيدة
وبراءة الذمة
والحمد لله..ولكنني
آثرتُ ـ كما
عوَّدَنا
مشايخنا ـ أن
أبحث في معنى
اللفظ والبيت
لغةً
واصطلاحا،
فعثرتُ على
جملة مِن
الحقائق أدعو
الله أن تنجلي
بها الحقائق
نفعاً لأمة
حبيب الله.أمّا
عن قوله
بِأَعْتَابِ
آلِ
الْبَيْتِ أَهْلِ
الْحِمَايَة
فالعتبة في� لسان العرب� هي
أسكُفّة
الباب
بالعامية: حلق
الباب التي
تُوطأ ـ أي
التي تدوسها
أو تَعبرها
الأقدام ـ وهي
أيضاً
الأسكفة
العلي..وعتب
الدرج: مراقيها
إذا كانت مِن
خشب، وكل
مرقاة منها
عتبة.ومعنى
ذلك كله: أن
العتبة هي
الخشبة أو
الحاجز الذي
يَفصل بين
خارج البيت
وداخله، وهي
التي تُوطأ أي
تطأها
الأقدام عند
الدخول أو
الخروج، وكذلك
عتب الدرج أي
السلالم أو
المراقي..وهذا
المعنى
اللغوي يكاد
ينطق بحقيقةِ
ما وَرَد في
القرآن
والسّنّة عن
صفة أهل بيت
النبي صلى الله
عليه وسلم
ودورهم في
هداية الخَلق
والمسلمين،
فلا شك أنهم
تلك المعابر
التي يطؤها
الناس
لِلخروج مِن
الظلمات إلى
النور أو مِن
حال إلى حال.ولذلك
سأل رسول الله
وعلَّمَنا أن
نسأل الله خير
المولج، وخير
المولج لا يتم
في الدنيا
والآخرة إلا
باتّباعهم
فخير المولج
محبوب في
أحوال
الدنيا، وهو
في أحوال
الدين أَحَب،
فالدين مطلَق
الخير
والفلاح،
فخير المولج
مطلقاً هو خير
طريق يلج بك
باب النجاة في
الدين
والدني.وقِس على هذا خير المخرج، وهو على
إطلاقه متعلِّق في الآية الكريمة بالتقوى، إذ يقول الله تعالى
﴿مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا﴾ سورة الطلاق مِن الآية2، فخير المَخرج عند
أئمة أهل التقوى، وهم ذريته.
د. إبراهيم
دسوقي
في
سماء
المودة
وأرض
الشفاعة
عن
الإمام على
كرم الله وجهه
مرفوعا قال: قال
صلى الله عليه
وآله وسلم: (أدبوا
أولادكم على
ثلاث خصال حب
نبيكم وحب أهل
بيته وعلى
قراءة القرآن
فإن حملة
القرآن فى ظل
الله يوم لا
ظل إلا ظله مع
أنبيائه
وأصفيائه)
|
أخرجه
الديملى
|
دوام
الدنيا
بدوامهم
أخرج الإمام أحمد فى مسنده وابو عمرو الغفارى
رضى الله عنهما عن الإمام على كرم الله وجهه قال: قال رسول الله عليه وآله وسلم:
(النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتى أمان لأهل
الأرض فإذا ذهب أهل بيتى ذهب أهل الأرض) أخرجه أيضاً الإمام أحمد فى زيادات المسند
والحاكم عن الإمام محمد الباقر.
وأخرج الإمام أحمد عن أنس رضى الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (النجوم أمان لأهل السماء
وأهل بيتى أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتى جاء أهل الأرض من الآيات
ما كانوا يوعدون).
وقال الإمام أحمد إن الله خلق الأرض من أجل
النبى صلى الله عليه وآله وسلم فجعل دوامها بدوام أهل بيته وعترته، فإنظر كيف ربط
الله وجود هذا الكون بوجودهم.
المخالفين
لهم هم حزب
إبليس
روى الحاكم بالسند الصحيح على إبن عباس رضى
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (النجوم أمان لأهل الأرض من
الغرق وأهل بيتى أمان لأمتى من الإختلاف فإذا خالفتهم قبيله من العرب إختلفوا
فصاروا حزب إبليس).
غضب
الله ورسوله
والملائكة
على آذيهم
عن
الإمام على
كرم الله وجهه
قال: قال
صلى الله عليه
وآله وسلم: (إشتد
غضب الله وغضب
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
وملائكته على
من أراق دم
نبى أو آذاه
فى عترته)،
الإمام على بن
موسى الرضا
فيما ذكره
المحب الطبرى،
فمن منا يريد
غضب الله
ورسوله
والملائكة
عليه؟
كمال
الإيمان
بحبهم
�عن عبد
الرحمن بن أبى
ليلى
الإنصارى عن
أبيه قال: قال
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم: (لا يؤمن
عبد حتى أكون
أحب إليه من
نفسه ويكون
عترتى أحب
إليه من عترته
ويكون أهلى
أحب إليه من
أهله ويكون ذاتى
أحب إليه من
ذاته).أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان وأبو الشيخ فى الثواب
والديملى فى مسنده حتى تمام الإيمان به سبحانه وتعالى ربطه بحبهم.
�شفاعته
لمن أحبهم
عن عبد
الله بن إسحاق
عن بن عمر وعن
سعيد المقبرى
وبن المنكدر
وعن أبى هريرة
وعن عمار بن
ياسر أن درة بنت
أبى لهب قدمت
مهاجرة فقالت
لها نسوة من
بنى زريق: أنت
إبنة أبى لهب
الذى يقول
الله فيه تبت
يد أبى لهب
فما تغنى عنك
هجرتك فأتت
درة سيدنا النبى
صلى الله عليه
وسلم، فأخبرت
سيدنا النبى
صلى الله عليه
وسلم فصلى
بالناس الظهر
وقال: (أيها
الناس مالى
أوذى فى أهلى
فوالله إن
شفاعتى لتنال
قرابتى حتى أن
وحا وحكما
وسلما - وهن
أسماء قبائل
من اليمن - لينالها
يوم القيامه) وهو
عند بن منده
وأخرجه
البيهقى من
هذا الوجه فقام
رسول الله صلى
الله عليه
وآله وسلم
وهومغضب شديد
الغضب فقال: (ما
بال أقوام
يؤذوننى فى
قرابتى ألا من
آذى قرابتى
فقد آذانى ومن
أذانى فقد آذى
الله تعالى)،
وقال بن منده
رواه محمد بن
إسحاق وغيره
عن المحب
الطبرى. فمن
منا يريد أن
يحرم من
الشفاعه
الكبرى يوم لا
ينفع مال ولا
بنون؟
حرمات
الله لحفظ
الدين
�عن أبى
سعد الخدرى
مرفوعا قال: قال
رسول الله صل
الله عليه
وسلم إن لله
عز وجل ثلاث
حرمات فمن
حفظهن حفظ
الله تعالى
دينه ودنياه
ومن لم يحفظهن
لم يحفظ الله
له دنياه ولا
آخرته، قلت: وما
هن؟ قال: حرمة
الإسلام
وحرمتى وحرمة
رحمى). فإنظر على عجيب التشبيه بأنهم حرمة الله في الأرض
فمن ذا الذى لا يحفظ حرمته سبحانه وتعالى فى الأرض لكي يحفظ دينه ودنياه ولا يأباها
إلا شقى نزعت من قلبه الرحمة.
�قول
الإمام على
زين العابدين
رضى الله عنه
فى حقهم
أخرج الحافظ بن عبد العزيزبن الأخضر عن أبى
الطفيل عامر بن واثله وهو آخر الصحابة موتا بالإتفاق رضى الله عنه قال: (كان سيدنا
على بن سيدنا الحسين بن سيدنا على رضى الله عنهم إذا تلا هذه الآية
﴿ياأيها الذين آمنو إتقوا الله وكونوا مع
الصادقين﴾ يقول اللهم إرفعنى فى درجات هذه الندبة وأعنى
بعزم الإرادة حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبى وذكر ما يشتمل على المحن وما إنتحلته
طوائف من هذه الأمة بعد مفارقتها لأئمة الدين والشجرة النبوية إلى أن قال وذهب
آخرون إلى التقصير فى أمرنا وإحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم وإتهموا مأثور
الخبر وقد درست أعلام الملة ودانت الأمة بالفرقة والإختلاف يكفر بعضهم بعضا
والله سبحانه و تعالى يقول
﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا وإختلفوا من بعد
ما جاءتهم البينات﴾.
محمد
سيد أحمد
|