مع إمام أهل السنة والجماعة فى محنته

الـتـوبــة

 

مع إمام أهل السنة والجماعة فى محنته

لقد قدر اللّه لذلك الإمام الجليل أن يمتحن فى دينه أبلغ المحن، وأن يكوى جلده بالسياط وأن يساق مقيدا مغلولا يثقله الحديد، لا لشئ سوى أنه رفض أن يخوض فى أمر مما كان يخوض فيه المأمون ومن حوله من العلماء، لقد جاء فى كتاب المقفى للمقريزى أن الإمام الشافعى رضَى اللّه عنه وهو فى مصر، رأى النبى صلى اللّه عليه وسلم فى المنـام فأخبره أن المحنة ستكون وأن الإمام أحمد بن حنبل سيمتحن.

ويقول الربيع بن سليمان: فكتب الشافعى كتابا وختمه، ثم قال لى يا أبا سليمان انحدر بكتابى هذا إلى الإمام أحمد وأعطه له ولا تقرأه، فحملت الكتاب إلى العراق ووجدت الإمام أحمد يصلى ركعتى الفجر فلما انتهى من الصلاة قدمت له الكتاب فعرفنى وقرأه ولما جاء عند موضع فيه بكى، فقلت له: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه؟ قال لى: الشافعى يذكر لى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشره أنى سأمتحن!!! وأنا أسأل اللّه سبحانه وتعالى أن يحقق ذلك قريبا، فقلت للإمام: هذه بشرى فأين جائزتى؟ فخلع الإمام أحمد ثوبه الذى يلى جلده وأعطاه لى، فلما رجعت إلى مصر رويت ما حدث للإمام الشافعى فوجدت الشافعى يتمنى لو ظفر بثوب الإمام أحمد، وكانت هذه الرؤيا قبل أن تقع المحنة بسنوات، ولقد فعلت فى نفس الإمام أحمد فعل السحر كما فعلت رؤيا أخرى رآها هو بنفسه وحكاها لنا ابن عمه نبل بن إسحاق بن حنبل فقال: رأيت فى المنام صديقا اسمه على بن عاصم واستبشر الإمام بهذه الرؤيا الثانية استبشارا كبيرا وقال: إن عليا -فى الرؤيا- تفيد علو المنزلة وعاصما تفيد العصمة فى الفتنة، ولذلك هش الإمام أحمد وبش لهاتين الرؤيتين العظيمتين واستعد نفسيا وعقليا للنزال والنضال، ثم بدأت المحنة عام 218هـ بورود كتاب المأمون على عامله فى بغداد بأن يجمع العلماء من قضاة وخطباء ويسألهم عن القرآن، فمن لم يقل بأنه مخلوق عزله، وامتثل الوالى لأمر الخليفة، فجمع العلماء فأقروا جميعا بخلق القرآن إلا أربعة منهم، فلجأ معهم إلى الشدة وأمر بوضعهم فى الحبس وإثقالهم بقيود الحديد، فوافق اثنان، وبقى اثنان هما الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح، فأمر المأمون بحملهما إليه، فشدهما الوالى فى الحديد وبعثهما إليه، وهما فى الطريق توفى المأمون قبل أن يصلوا إليه، وهو بالرقة، كما توفى أيضا ابن نوح أثناء الطريق، فبقى الإمام أحمد رضى اللّه عنه وحده، وهكذا اختصرت فيه جبهة المحدثين الضخمة، وانصبت الأضواء عليه واتجهت الأنظار إليه وتعلق نصر الجبهة بثباته، فإن هو انهزم انهارت جبهة المحدثين وتمت الغلبة للمعتزلة، وتولى المعتصم خلافة المسلمين وكان رجلا قوى الجسم يستطيع أن يصارع أسدا ولكنه كان ضعيف العلم لا يستطيع أن يناظر أحدا، وكان يجل أخاه المأمون ويراه مثله الأعلى، فسار على طريقته، ولبث الإمام أحمد فى السجن وبلغ به الضعف كل مبلغ، ومع ذلك فقد كان دائم العبادة، حاضرا مع اللّه، وكان يصلى بأهل الحبس وعليه القيد، فكان يخرج رجله من حلقة القيد، وقتى الصلاة والنوم، وبعث المعتصم علماءه وقواده يناظرونه، فرفض الدخول فى المناظرة وأبى إلا الموافقة بدليل من كتاب اللّه أو من سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فحملوه إلى حضرة المعتصم، وجرت المناقشة أمامه، فكان يصر على هذا الرد ويقول: أعطونى شيئا من كتاب اللّه أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وجربوا معه أنواع الترغيب بالعطايا والمناصب، وأنواع الترهيب بالتعذيب الشديد، فلم يؤثر ذلك فيه أثرا، وبعثوا إليه بالعلماء يأتونه من باب التقى، فكان يقول لهم: إن الذين من قبلنا كانوا ينشرون بالمنشار فلا يرجعون، وقد ظهر منه مرة أنه لا يخاف السجن ولكن يخاف الضرب، ويخشى ألا يحتمل فيهزم، فقال له أحد اللصوص وكان معه فى السجن، أنا ضربت عشرين مرة، ويبلغ مجموعها آلاف الأسواط فاحتملتها فى سبيل الدنيا، وأنت تخاف أسواطا فى سبيل اللّه، إنما هما سوطان أو ثلاثة فلا تحس شيئا، فهون ذلك عليه، فلما عجز المعتصم نصب له آلة التعذيب ومدوه عليها وضربوه، فانخلعت كتفه من الضربة الأولى وانبثق من ظهره الدم، فقام إليه المعتصم يقول: يا أحمد قل هذه الكلمة وأنا أفك عنك بيدى وأعطيك كذا وكذا، ورد الإمام رضى الله تبارك وتعالى عنه بنفس قوله: هاتوا آية أو حديثا، فقال المعتصم للجلاد: شد قطع اللّه يدك، فضربه أخرى فتناثر لحمه، وعندها قال المعتصم: لماذا تقتل نفسك فمن من أصحابك فعل هذا؟ وقال له أحد العلماء وهو المروزي: ألم يقل اللّه تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾ فقال الإمام أحمد رضى اللّه عنه: يا مروزى انظر أى شئ وراء الباب، فخرج إلى صحن القصر فإذا بجمع لا يحصيهم إلا اللّه ومعهم الدفاتر والأقلام، فقال لهم: أى شئ تطلبون؟ فقالوا: ننظر ما يجيب به الإمام أحمد فنكتبه، فلما رجع المروزى، قال الإمام أحمد: يا مروزى أنا أضل هؤلاء جميعا؟ أقتل نفسى ولا أضل هؤلاء!!! فلما عجز المعتصم قال للجلادين: اضربوا وشدوا، فكان يجئ الواحد فيضربه السوطين ثم يتنحى ويأتى الآخر حتى غطى الدم ظهره كله وانقطعت تكة سراويله فكادت تسقط وتنكشف عورته، ورآه الناس يحرك شفتيه فتقف السراويل مكانها، وسألوه بعد بما كان يحرك شفتيه، فقال: قلت: يا رب إن كنت تعلم أنى على الحق فلا تهتك لى سترا، حتى أشرف على الموت، وخاف المعتصم أن يثور الناس إن مات، فرفع عنه الضرب وسلمه لأهله، بعدما لبث فى السجن والقيود ما يقرب من ثمانية وعشرين شهرا، وأرادوا أن يسقوه شيئا فأبى أن يفطر وهو فيما هو فيه من الهول كان صائما، ولم يخرج حتى أعلن أنه سامح المعتصم وكل من حضر ضربه، وقد بقى أثر الضرب فيه وبقيت كتفه مخلوعة حتى مات، على أن المحنة لم ترفع تماما إلا أيام المتوكل، وكانت محنة حقا، دامت نحوا من أربعة عشر سنة، تراخى عنه العذاب والتنكيل والاضطهاد فى نصفها واستمر فى سائرها، وخرج الإِمام أحمد من هذه المحنة خروج السيف من الجلاء والبدر من الظلماء، وكان كما قال بعض معاصريه: أُدخل الكبير فخرج ذهبا أحمر، ولم يزل بعد ذلك اليوم فى صعود واعتلاء، حتى تواضعت القلوب على حبه وأصبح حبه شعار أهل السنة وأهل الصلاح، حتى نقل عن أحد معاصريه أنه قال: إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم انه صاحب سنة، وقال على بن المدنى أحد أئمة الحديث فى عصره، وأحد شيوخ البخارى: إن اللّه أعز هذا الدين بأبى بكر الصديق يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة.

مرضه ووفاته

قال المروزى: مرض أبو عبد اللّه ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأول، ومرض تسعة أيام، وكان ربما أذن للناس فيدخلوا عليه أفواجا، يسلمون عليه ويرد عليهم بيده، وكان يصلى قاعدا، ويصلى وهو مضطجع، لا يكاد يفتر، ويرفع يديه فى إيماء الركوع وأدخلت الطست تحته، فرأيت بوله دما عبيطا ليس فيه بول، فقلت للطبيب، فقال: هذا الرجل قد فتت الحزن والغم جوفه، واشتدت علته يوم الخميس، ووضأته فقال: خلل الأصابع، فلما كانت ليلة الجمعة ثقل، وقبض صدر النهار فصاح الناس وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت وامتلأت السكك والشوارع.

قال المروزى: أخرجت الجنازة بعد منصرف الناس من الجمعة، فإذا هو نحو من ألف ألف، وفتح الناس أبواب المنازل فى الشوارع والدروب ينادون من أراد الوضوء، وبهذا الاحتشاد العظيم فى جنازته تحقق ما أنبأ به بقوله: قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز، وكانت وفاته سنة 241هـ رحمه اللّه تعالى.

استمع للإمام أحمد كثيرون، منهم من روى الحديث عنه ومنهم من روى الحديث والفقه ومنهم من اشتهر برواية الفقه، ونخص بالذكر منهم من كان له الفضل فى نشر علمه رضى اللّه عنه وأشهرهم فهم:

صالح بن أحمد بن حنبل: وقد عنى بنقل أبيه ومسائله، وعبد اللّه بن أحمد بن حنبل: واتجهت عنايته إلى رواية حديث أبيه وروى المسند وتممه، وقد قال فيه أبوه: ابنى عبد للّه محظوظ من علم الحديث لا يكاد يذاكرنى إلا بما لا أحفظ، وأحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الأشرم: وروى عن الإمام أحمد مسائل فى الفقه وروى عنه أحاديثا كثيرة، وعبد الملك بن الحميد بن مهران الميمونى: وقد صحب الإمام أحمد أكثر من عشرين سنة ونقل عنه الكثير، وما يتميز به أنه كان يكتب عن أحمد رضى اللّه عنه، فهو على هذا من أصحاب الإمام أحمد الذين نقلوا فقهه إلى الأجيال الذين كان لروايتهم مكان من الاعتبار، وأحمد بن محمد الحجاج أبو بكر المروزى: كان أخص أصحاب الإمام أحمد وأقربهم إليه، وأدناهم منه، وروى عنه كتاب الورع كما روى عنه فقها كثيرا، وإبراهيم بن إسحاق الحربى: وهو من نقل فقه الإمام أحمد أيضا وقد وصفه ابن أبى يعلى بقوله: كان إماما فى العلم، رأسا فى الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث، فهؤلاء هم العلية من أصحاب الإمام أحمد رضى اللّه عنه الذين نقلوا فقهه، ثم حصلت الرواية عن الإمام أحمد فى طبقة أخرى منهم: أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر الخلال ويعد جامع الفقه الحنبلى وناقله ومن أكبر علماء المذهب وصنف مذهب الإمام أحمد فى كتابه (الجامع) الذى يقع فى نحو عشرين مجلدا، وهناك اثنان لهما الفضل فى تلخيص ما جمعه الخلال، والزيادة عليه فى القليل النادر وهما: عمر بن الحسين أبو القاسم الخرقى وله كتاب (المختصر) وهو أشهر كتاب فى الفقه الحنبلى ويعتبر أصلا محترما فى أصول هذا الفقه، لذا توافر عليه العلماء فى الشرح والتعليق، ولعل أعظم شروحه وأوفاها شرح (المغنى) لموفق الدين المقدسى، عبد العزيز بن جعفر المعروف بغلام الخلال: ويعد أشد تلاميذ الخلال لاتباعه له ونقلا عنه إلا أن فقهه لم يكن مقصورا على النقل الحنبلى، بل وازن بين الفقه الحنبلى والفقه الشافعى، وسجل ذلك فى كتاب سماه (خلاف الشافعى) وهكذا نرى أن المحنة صنعت رجالا ما زال نبراسهم يبرق وأشجارهم تثمر وتورق.

الـتـوبــة

عفا الله عمن قارف الذنب جاهلا��������� فلما استبان النور عاد بتوبة

التوبة واجبة من كل ذنب فإذا كانت المعصية بين العبد وبين ربه ولا تتعلق بحق آدمى فلها ثلاثة شروط وهى الإقلاع والندم والعزم مع عدم العودة، وإن كانت تتعلق بحق آدمى وجب عليه أيضا أن يبرأ من حق صاحبها، وحيث أن ابن آدم لا يعلم موعد لقاء ربه فعليه بالإسراع بالتوبة وعدم تأخيرها، ويقول صاحب الرسالة القشيرية: للتوبة أسبابا وترتيبا وأقساما فأول ذلك انتباه القلب من رقدة الغفلة، ورؤية العبد ما هو عليه من سوء الحالة ويصل إلى هذه الجملة بالتوفيق للإصغاء إلى ما يخطر بباله من زواجر الحق سبحانه بسمع قلبه لأن واعظ الله فى قلب كل امرئ مسلم، فإذا تحرك قلبه لسوء ما يصنعه وأبصر ما هو عليه من قبيح الأفعال سنحت فى قلبه إرادة التوبة والإقلاع عن قبيح المعاملة فيمده الحق سبحانه بتصحيح العزيمة والأخذ فى جميل الرجعة والتأهب لأسباب التوبة، وأول ذلك هجر إخوان السوء لأنهم هم الذين يحملون على رد هذا القصد، وصحة هذا العزم، ولا يتم ذلك إلا بالمواظبة على المشاهدة التى تزيد رغبته فى التوبة، وتوفر دواعيه على إتمام ما عزم عليه مما يقوى خوفه ورجاءه، فعند ذلك تنحل من قلبه عقدة الإصرار على ما هو عليه من قبيح الأفعال، فيتوقف عن تعاطى المحظورات ويكبح لجام نفسه عن متابعة الشهوات، فيفارق الزلة فى الحال، ويبرم العزيمة على أن لا يعود إلى مثلها فى المستقبل، فإن مضى على موجب قصده، ونفذ بمقتضى عزمه فهو الموفق صدقا، وإن نقض التوبة مرة أو مرات -ومثل هذا أيضا كثيرا- فلا ينبغى قطع الرجاء عن توبة أمثال هؤلاء، فإن لكل أجل كتابا.

ويقول سيدى أبا على الدقاق رضى الله عنه: التوبة على ثلاثة أقسام أولها التوبة وأوسطها الإنابة وأخرها الأوبة، فكل من تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة، ومن تاب طمعا فى الثواب فهو صاحب إنابة، ومن تاب مرعاة للأمر لا لرغبة فى الثواب أو رهبة من العقاب فهو صاحب أوبة.

ويقال أيضا: التوبة صفة المؤمنين لقوله تعالى فى سورة النور ﴿وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنين﴾ والإنابة صـفة الأولياء المقربين لقوله تعالى فى سورة ق ﴿من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب﴾ والأوبة صفه الأنبياء والمرسلين لقوله تعالى فى سورة ص ﴿نعم العبد إنه أواب﴾.

وقد سئل سيدى ذا النون المصرى رضى الله عنه عن التوبة فقال: توبة العوام من الذنب وتوبة الخواص من الغفلة، وقال أيضا: الاستغفار من غير إقلاع هو توبة الكاذبين.

وقال سيدى عبد الله التميمى رضى الله عنه: شتان ما بين تائب يتوب من الزلات وتائب يتوب من الغفلات وتائب يتوب من رؤية الحسنات.

وقال سيدى الواسطى رضى الله عنه: التوبة النصوح لا تبقى على صاحبها أثر من المعصية سرا ولا جهر.

وقال سيدى ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه: التوبة توبتان: توبة الإنابة وتوبة الاستجابة، فتوبة الإنابة أن يتوب العبد خوفا من عقوبته، وتوبة الاستجابة أن يتوب حياء من كرمه.

وسئل سيدنا أبو حفص رضى الله عنه عن التوبة فقال: ليس للعبد فى التوبة شئ لأن التوبة إليه لا منه.

وقيل أوحى الله سبحانه إلى سيدنا آدم عليه السلام: يا آدم ورثت ذريتك التعب والنصب وورثتهم التوبة، من دعانى منهم لبيته كتلبيتك، يا آدم أحشر التائبين من القبور مستبشرين بى ضاحكين ودعاؤهم مستجاب.

وقال رجل للسيدة رابعة العدوية رضى الله عنها: إنى قد أكثرت من الذنوب والمعاصى، فلو تبت هل يتوب الله على؟ فقالت: لا، بل لو تاب عليك لتبت، وهذا لقوله تعالى فى سورة التوبة ﴿حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم﴾ ومن قارف الزلة فهو من خطئه على يقين، فإذا تاب فإنه من القبول على شك، لاسيما إذا كان من شرطه وحقه أن يكون مسـتحقا لمحبة الحق، فالواجب على العبد إذا علم أنه ارتكب ما تجب منه التوبة دوام الانكسار وملازمة التنصل والاستغفار، كما قالوا: استشعار الوجل إلى الأجل، وكان من سننه صلى الله عليه وسلم دوام الاستغفار، وقال صلى الله عليه وسلم (إنه ليغان على قلبى فأسنغفر الله فى اليوم سبعين مرة) ويقول يحيى بن معاذ: زله واحدة بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها، وقد قيل عن التوبة أن تتوب من كل شـئ سوى الله عز وجل، ويقول الإمام فخر الدين رضى الله عنه:

الخوف من عتب الحبيب���� ��� ولات خوفا مــن ردى

فيا محب هل تستطيع أن تتحمل معاتبة الحبيب.

إبراهيم عبد المجيد