العدد الخامس (يونيو)

 
جـلّ وصـف غـراسها
رابطـة الشـباب الصوفـي بكـردفان
شعـاع مـن بنـي النـور

 

جـــــلّ وصـف غـراسها

الجميل يحفظه أهله

اجتمع الأخوة حول الشيخ وصدورهم مكتظة بالغيظ من أحدهم ولم يكن معهم في تلك اللحظة، الشيخ يحاول أن يضاحكهم كعادته لكي يخرجهم مما هم فيه ولكن الغيظ كان متمكناً منهم فسألهم الشيخ عن سبب مجيئهم فظلوا يدفع بعضهم البعض لكي يبدءوا الحديث وتشجيع أحدهم وبدأ في سرد عيوب ذلك الأخ الغائب الذين جاءوا لشكايته، ثم تدخل آخر ليكمل الحديث ليزيد الطين بلة، والشيخ منصت لكلامهم لاتستطيع أن تستبين ملامح وجهه من الحزن ولكن لاتدري أي حزن أمن الدائرة، وفجأة صمت الجميع وطال سكوت الشيخ ثم نظر إليهم وقال: ولكن هذا الأخ حينما كان عائداً من سفره بالخارج أحضر معه ثلاجة للزاوية وأنا لا أستطيع أن أنسى له هذا الجميل كما أنني لا أنسى وصية الوالد سيدي فخر الدين رضي الله عنه حينما قال (لو عددت لأخيك تسعين عيبا وبعته ندمت) أو كما جاء في الحديث الشريف وهذا الأخ عددتم له خمسة أو ستة عيوب فاتقوا الله ولا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم، ما أحلى شمائلك فمن جدك رسول الله قد تحليت بأخلاق جل وصف غراسها

فتى الوادي


رابطـة الشـباب الصـوفـي بكـردفان

يقول سيدى فخر الدين فى إحدى قصائده :

وإنما نحن إخوانٌ بلا جدلٍ        أبٌ لنـا واحـدٌ أصل لأمتـنا

الطرق الصوفية هى علاقة إخاء مبنى على الصفاء والمحبة فى الله ورسوله وتستمد أنوارها من الرسول صلى الله عليه وسلم غرفاً من البحر أو رشفاً من الدِّيَم، ومن هذا المنطلق نشأت فكرة ''رابطة الشباب الصوفى''؛ إذ التقى جمع من أبناء الطريقة البرهانية مع أبناء الطرق الأحمدية والإسماعيلية، واتفق الجميع على ضرورة إنشاء هذه الرابطة ، ومن ثمَّ فقد تم تكوينها وعقدت لهاعدة اجتماعات تمخضت عن تأسيس مكتبة صوفية مع عمل لائحة إدارية لها، والقيام بعمل حصر لعدد الإخوان بجميع الطرق الصوفية باعتبارهم المشاعل المضيئة الممثلة للقدوة الحسنة للأجيال القادمة، وحث شبابها على شدة التمسك بإرشادات مشايخنا رضوان الله عليهم  والحفاظ على وحدة الصف دائما، لما لذلك من الأهمية والتى أكد عليها سيدى فخر الدين بقوله:

وغاية القصد حسن القصد لا عوج              ووحدة الصف عندى عمدة الدين

وأتفقوا ايضا على تكثيف جهود كل الشباب داخل الزوايا لعمل جرائد خاصة بالإرشاد على المنهج الصوفى، وأيضاً فى الجامعات والأحياء والمدارس، كما لم يغفلوا عن الإهتمام بالأطفال باعتبارهم الركيزة الأساسية للمجتمع ؛ وذلك بوضع البذرة الحسنة واللبنة الطيبة، لأن من شب على شىء شاب عليه كما يقال.

 ثم الاهتمام بالجانب العلمى التربوى وذلك بعمل كورسات لكل مراحل التعليم المختلفة، ووضع نظام خاص لرعاية وتوعية المرأة؛ فهى العمود الفقرى لنشئة الطفل... ولا غرو فقد أخذت رحمتها منه صلى الله عليه وسلم كما قال سيدى فخر الدين

هو رحمة والأمهــات به اقتـدت               رب رحيــم ربـُّه سـمَّاه

كما تم أيضا الاعداد لكورسات لتحفيظ القران الكريم وتعليم الفقه والسيرة النبوية الشريفة، وفتح فصول لمحو الأمية.

       صديق أبو هريرة


شعــاع مــن بنــي النـور

وجوه في ساحة المولد

 عزيزى القارئ إن الهدف من إنشاء الجريدة هو نشر الرسالة المحمدية وتعريف الناس عامتهم وخاصتهم بالدين الصحيح الخالى من المغالاة او المبالغة في الرخص وإعلام الناس بمشروعية التصوف وتاريخ المتصوفة منذ بدء الدعوة الى الله.

ولما كانت رسالة مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه تدعو جميع الأجناس لمعرفة الحقائق والعلوم والأسرار و لتصحيح العقائد وأصول الفقه والدين الحنيف الذي ومازال الى الآن غير واضح المعالم لدى الكثير من الذين انجرفوا وراء معالم انطمثت وأصبحت غير واضحة الصور بل مزيفة بكل صورها التي نشاهدها اليوم، وما زال إلى يومنا هذا إبليس ينشر في ضلاله والأغلبية من الطبقات المتعلمة يتبعونه، هذه وجوه الدنيا خير وشر وحق وباطل

وها هي الايام السابقة قد مرت و حملت في طياتها اسمى المعانى وعطرت ساحات الدنيا باطيب النفحات التي مازال في قلوبنا والى ان تقوم الساعة شذا زهرها وعطرها يرسم لوحة القصيدة الراسخة بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال سيدى فخر الدين:

الله اكبر ما تزينت السمـاء       والأرض فـوق جبينها الأفـراح

وبينما أنا أتجول في ساحة المولد وجدت وجوها باسمة فرحة بما ترى من زينات وأفراح مسرورة بما تسمع من مديح رسول الله التي تختلط قصائده عبر مكبرات الصوت الصادرة من السرادقات المختلفة، وهناك بعض الوجوه تتسكع في الساحة لاتدرى من أين ولما أتت ولكن عسى الله أن يمنحها نفحة من نفحات الرحمة المهداه لاتشقى بعدها أبدا،وبعض الوجوه بلا وجوه تحمل أبواقا تنعق فيها تحض الناس على أن لا تفرح بنبيها لأن يوم ميلاده كان يوافق يوم وفاته،والبعض يرى المولد باستغراب عاجز وكأنه يمر بحدث عابر لا يفهمه مجرد لحظات وتنتهى وليست هذه التظاهرة الشامخة التي تحمل معنى الصفاء والوفاء والمحبة والاخوة الصادقة والترابط بين الاخوان

عزيزى الشاب نحن اليوم نخاطبك كفرد من افراد المجتمع الذي يعتمد عليه في بلورة التطوير في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. اذ نخاطبك اليوم نخاطب فيك الحيوية والنشاط والهمة في شتى المجالات أين أنت وعلى أى الوجوه كنت.

  ونواصل في العدد القادم   

غادة سليمان الزين