سيـدي
أبـو الحســن الشــاذلي
(1)
نسبه
الشريف رضي الله عنه
على ما ذكره تاج الدين سيدي أحمد بن عطا الله
السكندري رحمه الله تعالى في لطائف المنن فهو أبو الحسن على بن
عبد الله بن عبد الجبار ابن تميم بن هرمز بن حاتم ابن قصي بن يوسف بن
يوشع بن وزد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد ابن الحسن بن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه. عرف بالشاذلي منشأه بالمغرب الأقصى
ومبدأ أمره بشاذلة بلدة على القرب من تونس وإليها ينسب).
وأما على ما ذكره إبن عياد في المفاخر العلية
في المآثر الشاذلية قال: فهو الأستاذ الشريف السيد الحبيب النسيب
إلى الحبيب المقصد، لمن له يقصد، الملئ بالعلوم الربانية والأسرار
اللدنية الذي هو منها ممتلئ سيدي أبو الحسن الشاذلي الحسني بن عبد
الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع
بن وزد بن أبي بطال على بن أحمد بن محمد بن عيسى بن إدريس بن عمر بن
إدريس المبايع له ببلاد المغرب ابن عبد الله بن الحسن المثنى بن سيد
شباب أهل الجنة سبط خير البرية أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن فاطمة الزهراء بنت رسول صلى الله
عليه وسلم. وهذا هو النسب الصحيح لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله
عنه صاحب الطريق ومظهر لواء التحقيق.
ولادته
رضي الله عنه
ولد في نحو ثلاث وتسعين وخمسمائة من الهجرة بقرية
من قرى غمارة من إفريقيا قريبة من سبة وهي من المغرب الأقصى ونشأ بها
واشتغل بالعلوم الشرعية حتى أتقنها.
صفته رضي
الله عنه
آدم اللون نحيف الجسم طويل القامة خفيف العارضين
طويل أصابع اليدين كأنه حجازي وكأنه فصيح اللسان عذب الكلام.
مبدأ أمره
رضي الله عنه
قال رضي الله عنه: كنت في ابتداء أمري أطلب
الكيمياء وأسال الله فيها فقيل لي: الكيمياء في بولك.
أجعل فيه ما شئت يعد كما شئت. فحميت فأسا ثم طفيته في بولي فعاد ذهبا
فرجعت إلى شاهد عقلي فقلت: يا رب سألتك عن شئ ولم أصل إليه إلا
بالقذارة ومحاولة النجاسة. فقيل لي: يا
علي الدنيا قذرة فإن أردت القذارة فلن تصل إليها إلا بالقذارة. فقلت:
يا ربي أقلني منها فقيل لي: أحم الفأس يعد حديداً.
وذكر تاج الدين سيدي أحمد بن عطا الله في لطائف
المنن إنَّ الشيخ أبا الحسن رضي الله عنه قال: كنت في مبدأ أمري
قد حصل لي تردد هل ألزم البراري والقفار للتفرُّغ للطاعة والأذكار أم
أرجع للمدائن والديار، لصحبة العلماء والأخيار، فوصف لي وليٌّ برأس
جبل، فصعدت إليه فما وصلت إليه إلا ليلا فقلت في نفسي: لا أدخل عليه
في هذا الوقت فسمعته يقول من داخل المغارة: اللهم إن قوما سألوك أن
تسخر لهم خلقك فسخرت لهم خلقك فرضوا منك بذلك، اللهم إني أسألك
اعوجاج الخلق علي حتى لا يكون لي ملجأ إلا إليك. فالتفت إلى نفسي
فقلت: يا نفسي انظري من أين يغترف هذا الشيخ.
فلما أصبحت دخلت عليه فقلت: يا سيدي كيف حالك؟ فقال: أشكو إلى الله
شكواي من حرِّ الاختيار. فقلت يا سيدي:
أما شكواي من حرِّ الاختيار والتدبير فقد ذقته وأنا الآن فيه وأما
شكواك من برد الرضا والتسليم فلماذا؟ قال: أخاف أن تشغلني حلاوتها عن
الله تعالى. قلت: يا سيدي سمعتك البارحة تقول: اللهم سألوك أن
تسخر لهم خلقك فسخرت لهم خلقك فرضوا منك بذلك اللهم إني أسألك اعوجاج
الخلق علي حتى لا يكون لي ملجأ إلا إليك فتبسم ثم قال: يا بني عوض
ما تقول سخر لي قل يا رب كن لي. أترى إذا كان لك يفوتك شيء؟.
أ.هـ.
ثم أخذ في السياحة. قال رضي الله عنه: وفي بعض
سياحاتي جعت ثلاثين يوما فخطر لي أن قد حصل لي من هذا الأمر شيء،
وإذا بامرأة خارجة من مغارة كأن وجهها الشمس حسناً وهي تقول: منحوس.
منحوس جاع مرة ثلاثين يوما فأخذ يُدلُّ على الله بعمله، ولي ستة أشهر
لم أذق طعاما.
وقال رضي الله عنه: نمتُ ليلة على رابية من
الأرض فجاءت السباع فطافت بي وأقامت إلى الصباح، فما وجدت أنسا كأنسي
الذي وجدته تلك الليلة فلما أصبحت خطر لي أنه حصل لي من مقام الأنس
بالله شيء، فهبطت واديا وكان هناك طيور حجل لم أرها، فلما أحست بي
طارت فخفق قلبي رعبا فإذا النداء يقول: يا من كان البارحة يأنس
بالسباع مالك اليوم توجل من خفقان الحجل ولكنك البارحة كنت بنا والآن
أنت بنفسك.
وقال رضي الله عنه: كنت أويت إلى مغارة فمكثت
ثلاثة أيام لم أذق طعاما ثم دخل علىَّ أناسٌ من الروم، كانت قد رستْ
مراكبهم هناك فلما رأوني قالوا: قسيس من المسلمين ووضعوا عندي طعاما
وشرابا فعجبت كيف رزقت على أيدي الكافرين ومنعت من ذلك المسلمين.
فإذا بالنداء يقول: ليس الرجل من ينصر بأحبابه، إنما الرجل من ينصر
بأعدائه.
وفي المفاخر ما ملخصه قال الشيخ رضي الله عنه:
دخلت مدينة تونس وأنا شاب صغير فوجدت بها مجاعة شديدة ووجدت الناس
في الأسواق فقلت في نفسي لو كان عندي ما أشتري به خبزاً لهؤلاء
الجياع لفعلت. فألقي في سرى: خذ ما في جيبك فحركت جيبي فإذا فيه
دراهم فأتيت إلى خباز بباب المنابرة فقلت له: أعدَّ خبزك. فأَعدَّه
فتناولته للناس فتناهبوه ثم أخرجت الدراهم فناولتها الخباز فقال: هذه
زائفة وأنتم معاشر المغاربة تستعملون الكيمياء. قال: فأعطيته برنسي
وعمامتى من على رأسي رهنا في ثمن الخبز وتوجهت إلى جهة الباب، فإذا
برجل واقف عند الباب فقال: يا علي أين الدراهم. فأعطيتها له
فهزها في يده وردها إلي وقال: إدفعها إلى الخباز. وأعطيتها له
فقال: نعم هذه طيبة ورد لي البرنس وعمامتى ثم طلبت الرجل فلم أجده
فبقيت متحيَّرا في نفسي، إلى أن دخلت الجامع يوم الجمعة وجلست عند
المقصورة في الركن الشرقي وأدَّيت تحيَّة المسجد وسلَّمت وإذا بالرجل
عن يميني فسلَّمت عليه فتبسَّم وقال لي: يا علي أنت تقول لو كان
عندي ما أطعم به هؤلاء الجياع لفعلت، تتكرم على الله ا لكريم في خلقه
ولو شاء لأشبعهم وهو أعلم بمصالحهم. فقلت له: من أنت يا سيدي؟
قال: أنا أحمد الخضر. كنت بالصين وقيل لي: أدرك وليي عليَّاً
بتونس. فأتيت مبادراً إليك فلما صلَّيت الجمعة نظرت إليه فلم
أجده. إلى أن قال: ثم انتقل رضي الله عنه إلى بلاد المشرق وحج
مراتٍ كثيرة ودخل العراق.
وقال رضي الله عنه: لما دخلت العراق اجتمعت
بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله وكنت أطلب
القطب فقال: تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك. ارجع إلى بلادك
تجده. فرجعت إلى المغرب واجتمعت بأستاذي العارف الصديق القطب الغوث
أبي محمد عبد السلام بن بشيش الشريف الحسني رضي الله عنه.
ذكر
اجتماعه بشيخه سيدي عبد السلام بن بشيش
قال رضي الله عنه: لما قدمت عليه وهو ساكن
مغارة برباطة في رأس الجبل اغتسلت في عين بأسفله وخرجت عن علمي وعملي
وطلعت إليه فقيرا وإذا به هابط علي فلما رآني قال: مرحبا بعلي بن
عبد الله بن عبد الجبار وذكر لي نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم قال لي: يا علي طلعت إلينا فقيرا عن علمك وعملك أخذت منا
غني الدنيا والآخرة. فأخذني منه الدهش
فأقمت عنده أياما إلى أن فتح الله بصيرتي ورأيت خرق عادات من كرامات
وغيرها.
وجاء في لطائف المنن قال الشيخ رضي الله عنه:
كنت يوما بين يدي الأستاذ فقلت في نفسي: ليت شعري هل يعلم الشيخ
إسم الله الأعظم؟. فقال ولد الشيخ ـ وهو
في آخر المكان الذي أنا فيه ـ: يا أبا الحسن ليس الشأن من يعلم
إسم الله الأعظم إنما الشأن من يكون هو عين الإسم الأعظم. فقال
الشيخ: أصاب وتفرَّس فيك ولدي.
ذكر
تسميته بالشاذلي
ذكر في
المفاخر ما ملخصه قال رضي الله عنه: لما صحبت أستاذي سيدي عبد
السلام بن بشيش قال لي: يا علي إرتحل إلى أفريقيا وأسكن بها بلدا
تسمى شاذلة فإن الله يسميك بالشاذلي وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد تونس
ويؤتي عليك بها من قبل السلطنة وتنتقل إلى بلاد المشرق وترث فيها
القطبانية فقلت له: يا سيدي أوصني.
فقال الله. الله. والناس تنزه لسانك عن ذكرهم وقلبك عن التمايل من
قبلهم وعليك بحفظ الجوارح وأداء الفروض وقد تمت ولاية الله عليك ولا
تذكرهم إلا بواجب حق الله عليك وقد تم ورعك وقال: اللهم أرحني من
ذكرهم إلا بواجب حق الله عليك وقد تم ورعك وقل: اللهم أرحني من
ذكرهم ومن العوارض من قبلهم ونجني من شرهم وأغنني بخيرك عن خيرهم
وتولَّني بالخصوصية من بينهم إنك على كل شيء قدير. أقول وشاذلة
بكسر الذال المهملة أو الذال كما ضبطه صاحب القاموس.
ولفظه شاذل كصاحب على وزن فاعل. إلى أن
قال: وهي قرية بالمغرب وهي بالذال فيها السيد أبو الحسن الشاذلي
أستاذ الطريقة الشاذليَّة من صوفية الأسكندرية وفيهم يقول بن عطا
الله:
تمسَّك بحب الشاذليـة تلق ما تـروم فحـقِّقْ ذاك منـهـم
وحَصِّلِ
ولا
تعدُ عيناك عنهم فإنَّهــم شمـوسُ هـدىً في أَعيُنِ
المُتَأمِّلِ
وقال رضي الله عنه: قلت: يا ربِّ لم سمَّيتني
بالشاذلي ولست بشاذلي. فقيل: يا عليُّ ما سميتك بالشاذلي إنما أنت
الشاذُّ لي بتشديد الذال المعجمة يعني المفرد لخدمتي ومحبتي.
ذكر
مشايخه وسنده في الطريقة
ذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني في طبقاته صحب
نجم الدين الأصفهاني وابن بشيش وغيرهما وذكر سيدي أحمد بن عطا الله
في لطائف المنن قال: وطريقه رضي الله عنه نسب إلى الشيخ عبد
السلام بن بشيش والشيخ عبد السلام بن بشيش ينسب إلى الشيخ عبد الرحمن
المدني ثم واحداً عن واحد إلى الحسن بن علي بن أبي طالب.
قال سيدي الإمام الشعراني في كتابه الطبقات أنه
رضي الله عنه سئل ذات مرة: من شيخك؟. فقال كنت أنتسب إلى الشيخ عبد
السلام بن بشيش وأنا الآن لا أنتسب إلى أحد. بل أعوم في عشرة أبحر: محمد وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وجبريل وميكائيل وإسرافيل
وعزرائيل والروح الأكبر.
ذكر
سياحته إلى شاذلة
قال الشيخ الصالح أبو الحسن علي الأبريقي المعروف
بالحطاب: قلت يوماً لسيدي أبي محمد عبد الله الحبيبي، أخبرني عن
بعض ما رأيت في سيدي أبي الحسن، قال: رأيت منه أشياء كثيرة
وسأحدثكم ببعض ذلك أقمت معه في جبل الزعفران أربعين يوما أفطر على
العشب وورق الدقلة حتى تقرَّحت أشداقي.
فقال لي: يا عبد الله كأنك اشتهيت الطعام. فقلت له: يا سيدي
نظري إليك يغنيني عنه. فقال: غدا إن
شاء الله وتلقانا في الطريق كرامة.
فهبطنا إلى شاذلة فلما صرنا في وطأ الأرض قال لي: يا عبد الله إذا
خرجت عن الطريق فلا تتبعني. قال:
فأصابه حال عظيم وخرج عن الطريق حتى بعد عني فرأيت طيوراً أربعة
نزلت من السماء فصاروا على رأسه صفا ثم جاء إليه كل واحد منهم ورأيت
معهم طيورا على قدر الفراريج وهم يحفون به من الأرض إلى عنان السماء
ويطوفون حوله ثم غابوا عني ثم رجع إلي وقال: يا عبد الله هل رأيت
شيئاً؟ قلت: نعم وأخبرته بما رأيت. فقال لي: أما الطيور الأربعة
فهم ملائكة السماء الرابعة أتوا إلينا ليسألوا عن علم فأجبتهم وأما
الطيور الصغار فهم أرواح الأولياء أتوا ليتبركوا بقدومنا.
قال: ثم بعد ذلك رجعنا إلى الجبل بعد وصولنا إلى شاذلة وأقمنا به
زمنا طويلا.
وأنبع الله عينا تجري بالماء العذب وله هناك
مغارة كان يسكنها ثم قال الشيخ رضي الله عنه: قيل لي: يا علي أهبط
إلى الناس ينتفعوا بك؟ فقلت: يا رب أقلني من الناس فلا طاقة لي
بمخالطتهم. فقيل له: أنزل فقد أصحبناك
السلامة ورفعنا عنك الملامة. فقلت: يا
رب تكلني إلى الناس آكل من دريهماتهم. فقيل
لي: أنفق يا علي وأنا الملئ إن شئت من الجيب وإن شئت من الغيب.
قال: فرحل إلى تونس وسكن بمسجد البلاط
داراً تفتح على القبلة وصحبه جماعة من الفضلاء فيهم الشيخ أبو الحسن
علي بن مخلوف الثقلي وأبو عبد الله الصابوني وأبو محمد عبد العزيز
الزيتوني وخديمه أبو العزايم ماضي ابن سلطان أبو عبد الله البجائي
الخياط وأبو عبد الله الخارجي الخيَّاط وكل هؤلاء ملحوظون بمدده رضي
الله عنهم.
وأقام بها مدة إلى أن اجتمع إليه خلق كثير فسمع
به الفقيه أبو القاسم بن البراء قاضي الجماعة بتونس فأصابه منه حسد
فقال للسلطان وهو الأمير أبو زكريا: إن هاهنا رجلا من أهل شاذلة
يدعي الشرف وقد اجتمع إليه خلق كثير ويدَّعى أنه الفاطمي ويشوش عليك
في بلادك. فجلبه السلطان وأمر بحضور
جماعة من الفقهاء وابن البراء وجلس السلطان خلف حجاب يسمع سؤالهم
للشيخ وجواب الشيخ لهم فسألوه أولا عن نسبه فأجابهم ثم تباحثوا معه
في العلوم فوجدوه بحراً لا ساحل له فقال لهم السلطان: هذا رجل من
أكابر الأولياء فدعوه. فقال ابن البراء
والله لئن تركته ليدخلنَّ عليك أهلَ تونس ويُخرجنَّك من بين أظهرهم
فخاف السلطان ولم يأذن للشيخ في الخروج فلما انتظره أصحابه ولم يخرج
عليهم دخل عليه أحدهم وقال: والله لولا أني أتأدَّب مع الشرع
لخرجتُ من هاهنا ومن هاهنا وأشار بيده فمهما أشار إلى جهة انشق
الحائط. ثم قال له: ائتني بإبريقي
وسجادتي. وقال لهم: مانصلِّي المغرب
إلا معكم إن شاء الله فأتاه بذلك فتوضأ وصلى.
قال رضي الله عنه: فهممت بالدعاء على السلطان
فقيل لي: إن الله لا يرضى لك أن تدعو بالجزع من مخلوق فألهمت أن
أقول: يا من وسع كرسيُّهُ السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو
العلي العظيم. أسألك الإيمان بحفظك إيمانا
يسكن به قلبي من همِّ الرزق وخوف الخلق وأقرب من بقدرتك قربا تمحق به
عني كل حجاب محقته عن إبراهيم خليلك فلم يحتج لجبريل رسولك ولا
لسؤاله منك وحجبته بذلك عن نار عدوه وكيف لا يحجب عن مضرَّة الأعداء
من غيَّبْتَه عن منفعة الأحياء كلا إني أسألك أن تعينني بقربك مني
حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس بقرب شيء ولا يبعده عني إنك على كل شيء
قدير.
ففي تلك الساعة امتحن اللهُ السلطانَ ببلاء عظيم
وخرج الشيخ إلى أصحابه بغاية المسرة والتعظيم فأقام أياما بعد ذلك ثم
توَّجه إلى المشرق، فندم السلطان على فعله وعاتب ابن البراء لأجله
واستسمح الشيخ فسامحه ووعده بالرجوع إلى تونس بعد أن يحج.
وقال سيدي
عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى في طبقاته: بلغنا أن الشيخ
الكامل أبا الحسن الشاذلي لما فنى اختياره مع الله مكث نحو ستة أشهر
لا يتجرأ أن يسأل الله في حصول شيء ثم نودي في سره اسألنا عبودية
لا ترجيح فيها للعطاء عن المنع. قال فرجوت الله وسألته امتثالا لا
تحجيرا عليه فإنه يخلق ما يشاء ويختار وليس معه اختيار.
لجنة
التأليف والترجمة
|