تاريـخ
المدينـة
المنـورة
المدينة فى العهد الهاشمي
1337 ـ
1344 هـ
تسلم الهاشميون المدينة المنورة من الجيش
العثمانى فى الخامس من ربيع الأول عام
1337هـ وتولى الشريف على بن الحسين إمارتها، فأعاد
تنظيم إدارتها، وعين بعض أقاربه فى المناصب العليا، وبدأ المهاجرون من أهل المدينة
يعودون إليها، وأصلح خط السكة الحديدية ووصلت المساعدات والمؤن وأعيدت ذخائر المسجد
النبوى ومكتبة عارف حكمت، ولكن المدينة لم تعد إلى حجمها قبل الحرب العالمية الأولى
وظل الكثيرون فى البلاد التى هاجروا إليها ولاسيما بلاد الشام، وفى خلال سنة بدأت
الحياة الاقتصادية تنتعش وأنشئت بعض المدارس ونشطت الحركة العلمية فى المسجد
النبوى، واستمر الوضع بالتحسن تدريجيا وببطء لعدم وجود إمكانات وافية لدى الإدارة
الهاشمية، وشهدت المدينة بعد سنة من تسلم الهاشميين حادثة كبيرة راح ضحيتها عدد من
الشهداء وهى تفجر الذخائر التى خزنها الجيش العثمانى فى القلعة ولم تعتن بها
القيادة الهاشمية، وظلت الانفجارات تتوالى ثلاثة أيام، ولم يسفر التحقيق فيها عن
شئ، بعد ذلك ازداد ضعف الإدارة الهاشمية، ووافقه ركود اقتصادى سببه الأول تورط
الهاشميين فى الحرب مع السعوديين، ثم ضعفت الإدارة الهاشمية واضطرب الأمن فى
المدينة، وفى عام
1343هـ اشتدت الحرب بين الهاشميين والسعوديين
ودخلت القوات السعودية الطائف وزحفت إلى مكة، وتم خلع الشريف حسين ووقع الاختيار
على الشريف على ليخلفه، فترك إمارة المدينة وانتقل إلى جدة ليدير المواجهة مع
القوات السعودية الزاحفة، وتولى إدارة الأمور فى المدينة نائبه الشريف أحمد والشريف
شحات، وما لبثت الحرب أن امتدت إلى المدينة فأرسل السعوديون قوة كبيرة بقيادة صالح
بن عذل ليخلصها من الهاشميين، وتولى عبد المجيد باشا قائد الحامية العسكرية فى
المدينة تحصينها وتنظيم المقاومة وعاشت المدينة فترة حصار ثانية امتدت سبعة شهور
وخرج الكثيرون من أهلها بعد أن شحّت المؤن وبدت نذر المواجهة، وحدثت معركة بين قوة
سعودية بقيادة فيصل الدويش والقوات الهاشمية وأدرك المقاومون عدم جدوى مقاومتهم
فأجمع كبار المسئولين والوجهاء منهم وقرروا مخاطبة القائد الأعلى للسعوديين الأمير
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (الذى صار ملك البلاد بعد ذلك) والتفاوض معه
للصلح وخرج وفد من المدينة فالتقى به على مشارف جدة واتفق معه على تسليم المدينة
وتأمين أهلها، وحضر الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود فتسلم المدينة فى التاسع عشر
من جمادى الأولى
1344هـ وانتهى بذلك العهد الهاشمى وبدأ عهد الدولة
السعودية الحالية.
المدينة
وحركة الشريف
حسين
شهدت المدينة أعنف الأحداث وأكثرها ألما فى
نهاية العهد العثمانى وخلال فترة الحرب العالمية الأولى فقد أحست الدولة العثمانية
التى دخلت الحرب مع ألمانيا ضد الحلفاء أن أمير مكة الشريف حسين وأبناءه ينوون
الثورة عليها، فأرسلت ضابطا حازما لإدارة المدينة هو فخرى باشا وزودته بقوة ومعدات
وذخائر كثيرة ورغم حيطة فخرى باشا فقد استطاع ابنا الشريف حسين: فيصل وعلى أن
يستميلا بعض الأفراد وأفخاذ القبائل ويعدا للثورة واستخلاص المدينة من العثمانيين،
وفى الموعد المحدد (4شعبان
1344ـ 5 حزيران
1916م) هاجم الموالون للهاشميين بقيادة الأميرين
فيصل وعلى مراكز الجيش العثمانى فى أطراف المدينة، ولكن قوات فخرى باشا كانت مستعدة
لهم فحصدت منهم العشرات وفشل الهجوم فشلا ذريعا وانسحب الناجون بعيدا عن المدينة،
تكرر هجوم الهاشميين مرتين دون جدوى، ثم خرج فخرى باشا وجنوده يطاردون القوة
الهاشمية وانسحب فيصل برجاله حتى وصل إلى ينبع النخل وحوصر فيها، وكاد العثمانيون
أن يقضوا عليه ولكن بعض القبائل المجاورة أنجدتهم وهاجمت قوة فخرى باشا، كما أن
البوارج الإنكليزية قصفت من قرب الشواطئ القوات العثمانية فانسحب فخرى باشا بجيشه
عائدا إلى المدينة خشية أن تحتلها بعض القبائل من الحلفاء وأعاد تحصينها ووزع جيشه
الكبير فى أطرافها، ترك فيصل القتال حول المدينة لأخيه وسافر مع القوات المتجهة إلى
الشام.
المدينة
فى الحصار
رابط الشريف على بن الحسين مع قواته فى القرى
القريبة لحصار المدينة من بعيد، وبذل فخرى باشا جهودا مضنية فى تعزيز المقاومة
والصمود ومواجهة الحصار والاستعداد لأى هجوم محتمل ودحره، فبنى مراكز مراقبة عسكرية
فوق الجبال والتلال وأحاط المدينة بخطوط دفاعية قوية ومد شبكة هاتفية بينها، ونظم
الدوريات، وفى الوقت نفسه ضبط الأمن بحزم شديد داخل المدينة، وصادر معظم المواد
الغذائية ولاسيما الحبوب وخزنها، كما استفاد من موسم التمر فأمر جنوده بجمعه وضغطه
فى قوالب صغيرة لتقاوم التسوس، ولتخفيف الضغط على المدينة وزيادة قدرة المقاومين
فيها على الصمود بدأ فخرى باشا بترحيل العائلات إلى دمشق واستنبول بالقطار، كما نقل
ذخائر المسجد النبوى ومكتبة عارف حكمت، وكان الترحيل اختياريا أول الأمر ثم صار
إجباريا وشتت العائلات وتحول الكثيرون إلى مهاجرين فى الشام أو استنبول ومن لم
يسافر انتقل إلى مناطق أخرى فى الحجاز كينبع ومكة، وما لبث القطار أن توقف بعد أن
نسف جيش فيصل والضباط الإنكليز بعض الجسور التى يمر عليها ودمروا مسافات من الخطوط
الحديدية وجاء الشريف عبد الله بقوات إضافية وعسكر فى منطقة العيص فاكتمل الحصار
حول المدينة، ولم تستطع قوات الهاشميين التى تحاصر المدينة أن تقتحمها، ولم تقم أية
معركة كبيرة مع قوات فخرى باشا المستعدة للمواجهة ولكن الحصار أثر على الباقين من
أهل المدينة، وشحت المواد الغذائية وارتفعت الأسعار بشدة وفشت بعض الأمراض لنقص
التغذية ولم يؤثر هذا على موقف فخرى باشا وضباطه، واستمروا فى المقاومة وشجعوا من
بقى من أهل المدينة على الرحيل ومرت بالمدينة ثلاث سنوات شديدة القسوة عانى فيها
أهلها من الجوع والمرض والفقر أو الهجرة فى الآفاق.
بالحقائق
ناطقين
ولا
أدرى بم يختم
لى
قال سيدى عبد القادر الجيلانى رضى الله عنه:
إذا لقيت أحد من الناس رأيت الفضل له عليك وتقول: عسى أن يكون عند الله خيرا منى
وأرفع درجة، فإن كان صغيرا قلت: هذا لم يعص الله وأنا قد عصيت فلا شك أنه خير منى،
وإن كان كبيرا قلت: هذا قد عبد الله قبلى، وإن كان عالما قلت: هذا أعطى مالم أبلغ
ونال مالم أنل وعلم ما جهلت وهو يعمل بعلمه، وإن كان جاهلا قلت: هذا عصى الله بجهل
وأنا عصيته بعلم ولا أدرى بم يختم لى أو بم يختم له، وإن كان كافرا قلت: لا أدرى
عسى أن يسلم فيختم له بخير العمل وعسى أن أكفر فيختم لى بسوء العمل.
هذا هو سيدى عبد القادر الجيلانى رضى الله عنه
القطب الفرد العالم الشهير لا يباهى ولا يتباهى برفيع درجته وعلو مقامه ولكن يعلمنا
كيف نتحسس مواضع أقدامنا، فالناس غالبا ما ينظرون إلى الآخرين نظرة إستعلاء
واستكبار ويبدأون بالظن أنهم خير من الآخرين، ولكن هذا لسان سيدى عبد القادر رضى
الله عنه يعلمنا من نطقه بالحق كيف يكون التفكير والمقارنة وكيف تستغل كل موقف
بالتفكير فى شأنك أنت وكيف يختم لك أنت فإنك يوم العرض الكبير لن تسأل عن ذنوب
الناس وعيوبهم بل سوف تسأل عن عيوبك وذنوبك أنت، لذا وجب عليك أن ترى الفضل للناس
والعيب لك أى أن تستبصر بالناس عن حالك فيكون سبيل صلاح أمورك فى الدنيا وفى
الآخرة.
هادية
الشلالى
إلى من
نحب ونرضى
بسم
الله الرحمن
الرحيم
إلى الحبيب
ابن الحبيب
أبو الحبيب
إلى عطاء الله
إلى المصطفى
من السيد
البرهانى إلى
صاحب الحمى،
إلى الأب
الحنون الذى
تعجز أى كلمات
عن ذكر خصائصه
ومعانيه، إلى
الإمام ابن
الإمام أبو
الإمام
مولانا الشيخ
إبراهيم
الشيخ محمد عثمان
عبده
البرهانى إلى
من نحب ونرضى،
وصدق الله
العظيم حيث
يقول فى سورة
البقرة بسم
الله الرحمن
الرحيم ﴿ووصى
بها إبراهيم
بنيه ويعقوب
يا بنى إن
الله اصطفى
لكم الدين فلا
تموتن إلا و
أنتم مسلمون﴾ ويقول
مولانا
الإمام محمد
الشيخ
إبراهيم الشيخ
محمد عثمان
عبده
البرهانى فى
بيانه عام
2005: الحمد
لله الذى أعطانا
فأرضانا وطهر
مبتدانا،
واصطفى على
العالمين آل
عمران وآل
إبراهيم ومن
آل إبراهيم
اصطفانا
وصفّانا من
الأغيار بعد
إذ هدانا
وأحفظنا
كتابه بعد أن
اجتبانا،
وألبسنا ثوب
سنة حبيبه بعد
أن جُعلت
رجانا
ومرتجانا،
وصلاةً وسلاما
دائمين
متلازمين على
المصطفى ممن
قد اصطفى:
وما كل
موصى عالم من
وصيه ومنذ
خليل الله نعم
الوصيــة
ومن ذلك
يقول سيدى فخر
الدين هذه
الكلمات الطاهرة
الباقية:
ووصيت
إبراهيم أنى
اصطفيته وكل
نجاة كتم سر
النجـيــة
ومن هنا نعلم أن الوصية قديمة متوارثة من كبير
إلى كبير والوصية أصلها الوصل من قولـهم وصاه إذا وصله، وكأن الموصى يعمل فعله بفعل
الوصى وهذا هو الامتداد الحقيقى المتوارث لخدمة دين المصطفى صلى الله عليه وآله
وصحـبه وسلم، والوصية له رضى الله عنه وهو كفء لها على حمل الأمانـة التى هى اصطفاء
وتشريف له رضى الله عنه لعلوه وسموه وطهارته ونسبه الشريف رضى الله عنه فهو القائم
على أمور الدين.
وإذا
أردنا أن نعرف
الاسم (إبراهيم)
عند أهل اللغة
فإنهم يقولون
فى معناه (الأب
الرحيم) فيا
له من جمال
وكمال معنى
وإن دل فإنما
يدل على عظيم
شأنه مكانة
ومكانا حتى فى
التسمية الشريفة
لهذا الأب
الرحيم وكما
يقول مولانا
فخر الدين فى
حقه:
وأرضعت
أبنائى هوى آل
أحمد فأورثهم
طه الصفاء
ورحمتـى
ويقول
أيضا:
فى
جناحيه رحمتى
ولديــه عوض
الوالدين
يلقى اللطيم
ويقول
أيضا:
وليس
بهادى العمى
إن ضل سعيهم فذاك
يقينا وارث
الراحـمـيــة
ومن هنا
كان إصطفاء
سيدى فخر
الدين له رضى
الله عنه
ناتجا عن
العطاء الإلهى
من العلياء،
وهو عن حق
يقين لأنه
القلب السليم
الذى ينتفع به
كل من أحبه
يوم الدين،
يوم لا ينفع
مال ولا بنون
إلا من أتى
الله (به) بقلب
سليم ولهذا
يقول مولانا
فخر الدين فى
حقه:
فاسألوه
النجـاة من يوم
حشر يوم لا
يسأل الحميم
حميــم
والنجاة
تأتى من
النجية وهو حفظ
السر ولذلك
يقول مولانا:
أودع
السر
والسرائر غيــب كاظــم
علمه ونعم
الكظيـم
ويقول
أيضا:
من رآنى
لديه فاز بســرى فى جــنى
جنتيه سر كتيم
وقد جاء
فى كتاب
الاتقان فى
علوم القرآن
للإمام
السيوطى أن
الاسم (إبراهيم)
يأتى من
البرهمة وهى
شدة النظر وقد
قال تعالى ﴿قد نرى إبراهيم ملكوت
السموات والأرض﴾. فاللهم
انفعنا بهم
وبحبهم واحفظ
حبهم فى قلوبنا
دائما أبد.. آمين.
وصلى اللهم على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا طه الحبيب وآله وصحبه وسلم سلاما دائما أبدا
ما دام فضل الله أمين.
أحمد
خليل
|