سيدى على بن عثمان الهجويرى

مولـد زيـن العبـاد

الرشيد محب العلم والعلماء

السيدة مريم حفيدة العيدروس

 

سيدى على بن عثمان الهجويرى

فى كفاية المعتقد لليافعى عن بعض أصحاب الشيخ عبد القادر الكيلاني - على بن عثمان الهجويرى - قال خرج الشيخ عبد القادر من داره ليلة فناولته إبريقا فلم يأخذه وقصد باب المدرسة فانفتح له الباب فخرج وخرجت خلفه ثم عاد الباب مغلقا ومشى إلى قرب من باب بغداد فانـفتح له فخرج وخرجت معه ثم عاد الباب مغلـقا ومشـى غير بعيد فإذا نحن فى بلد لا أعرفه فدخـل فيه مكانا شبيـها بالرباط وإذا فيه ستة نفر فبادروا إلى السلام عليه والتجأت إلى سارية هناك وسمعت من جانب ذلك المكان أنينا فلم نلبث إلا يسيرا حتى سكن الأنين ودخل رجل وذهب إلى الجهة التى سمعت فيها الأنين ثم خرج يحمل شخصا على عاتقه ودخل آخر مكشوف الرأس طويل الشارب وجلس بين يدى الشيخ فأخذ عليه الشيخ الشهادتين وقص شعر رأسه وشاربه وألبسه طاقية وسماه محمدا وقال لأولئك النفر: قد أمرت أن يكون هذا بدلا عن الميت قالوا سمعا وطاعة ثم خرج الشيـخ وتركهم وخرجت خلفه ومشـينا غير بعيد وإذا نـحن عند باب بغداد فانفتـح كأول مرة ثم أتى المدرسة فانفتح له بابها ودخل داره.

فلما كان الغد أقسمت عليه أن يبين لى ما رأيت قال: أما البلد فنهاوند وأما الستة فهم الأبدال وصاحب الأنين سابعهم كان مريضا فلما حضرت وفاته جئت أحضره وأما الرجل الذى خرج يحمل شخصا فأبو العباس الخضر عليه السلام ذهب به ليتولى أمره، وأما الرجل الذى أخذت عليه الشهادتين فرجل من أهل القسطنطينية كان نصرانيا وأمرت أن يكون بدلا عن المتوفى فأتى به فأسلم على يدى وهو الآن منهم.

مولـد زيـن العبـاد

كان الإمام على بن الإمام الحسين رضى الله عنهم ثقة، مأمونا، كثير الحديث، عاليا، رفيعا، ورعا، فقد روى ابن عيينه عن الزهرى، قال: ما رأيت قرشيا أفضل من على بن الحسين، وقيل: إن عمر بن سعد قال يوم كربلاء: لا تعرضوا لهذا المريض يعنى علي.

وعن على بن مجاهد عن هشام بن عروة قال: كان على بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها، وكان يجالس أسلم مولى عمر. فقيل له: تدع قريشا وتجالس عبد بنى عدى

فقال: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع.

وكان رضى الله عنه يدخل المسجد، فيشق الناس حتى يجلس فى حلقة زيد بن أسلم، فقال له نافع بن جبير: غفر الله لك، أنت سيد الناس، تأتى تتخطى حتى تجلس مع هذا العبد

فقال رضى الله عنه: العلم يبتغى ويؤتى ويطلب من حيث كان.

وتحتفل القاهرة بمولده رضى الله عنه بمقامه ومسجده العامر وكل عام وأنتم بخير.

الرشيد محب العلم والعلماء

سأل هارون الرشيد مالكا وهو فى منزله، ومعه بنوه أن يقرأ عليهم، قال: ما قرأت على أحد منذ زمن وإنما يقرأ على، فقال: أخرج الناس حتى أقرأ أنا عليك، فقال: إذا منع العام لبعض الخاص، لم ينتفع الخاص، وأمر معن بن عيسى، فقرأ عليه.

وعن نافع قال سمعت مالكا يقول: شاورنى هارون الرشيد فى ثلاثة: فى أن يعلق (الموطأ) فى الكعبة ويحمل الناس على ما فيه، وفى أن ينقض منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعله من ذهب وفضة وجوهر، وفى أن يقدم نافعا إماما فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم.

فقلت: أما تعليق (الموطأ)، فإن الصحابة اختلفوا فى الفروع وتفرقوا، وكل عند نفسه مصيب، وأما نقض المنبر، فلا أرى أن يحرم الناس أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما تقدمتك نافعا فإنه إمام فى القراءة، لا يؤمن أن تبدر منه بادرة فى المحراب، فتحفظ عليه، فقال: وفقك الله يا أبا عبد الله. وكالعادة يحتفل المتصوفة فى ماليزيا وسنغافورة بمولد الرشيد حول مقامه بالعاصمة الماليزية كوالا لامبور حيث تشاركه السيدة زبيدة مقامه.

السيدة مريم حفيدة العيدروس

أبو بكر بن عبد الله الشاذلى العيـدروس، مبتكر القـهوة المتخذة من البن المجلوب من اليمن، كان صـالحا، زاهدا، ولد فى (تريم) بحضرموت عام (851هـ - 1447م) وقام بسياحة طويلة، ورأى البن فى اليمن، فاقتات به، فأعجبه، فاتخـذه قوتـا وشرابا، وأرشد أتباعه إليه، فانتـشر فى اليمـن ثم فى الحـجاز والشـام ومصر، ثم فى العالم كله، أقام بعدن 52 عاما وتـوفى بها سنة (914هـ - 1509م) له كتاب تصوف سماه الجزء اللطيف فى علم التحكيم الشريف.

قال حفيـده فى النور السافر كان من أعيان عباد الله الصالحين وخلاصة المـقربين حسن الأخلاق والشـيم جمـيل الأوصاف معروفا بالمـعروف والكرم سليم الصدر رفيع القـدر صحب غير واحد من الأكـابر كأبيه الشيخ عبد الله العيـدروس وعمه الشـيخ على وعمه الشيخ أحـمد وأخيه الشيخ أبى بكر ومن فى طبـقتهم وأخذ عنهم وتخرج بهم وصار وحيد عصره ومن المشار إليهم فى قطره، ومحاسنه كثيرة وبحار فضائله غزيرة لا سبيل إلى حصرها والأولى الآن طيها دون نشرها وفيه يقول حفيده وسميه سيدى الشيخ الوالد قدس الله روحه، وفى سنغافورة يحتـفل الآن بمولد حفيدته السيدة مريم حيث يلتـف الأحبـاب أسبوعا كاملا فى الحديـقة التى حـولها لإحياء المولد بتلاوة القـرآن والـذكر والمـديح.