المدينة جبالها ووديانها وعيونها

بالحقائق ناطقين

إلى من نحب ونرضى

 

المدينة جبالها ووديانها وعيونها


وادى بُطحان

وادى بُطحان

أحد الأودية الكبيرة فى المدينة المنورة، ويتكون من مسايل عدة، منها: مسيل يأتى من منطقة ذى حدر إلى قربان، حيث يلتقى مع الأودية الأخرى، ومنها: مسيل وادى رانوناء الذى فى جنوبى المدينة، ومنها: مسيل وادى مذينيب، ووادى مهزور الآتيين من شرقى المدينة، وتمتد هذه المسايل وتكون مجرى يمر شمالا غربى المسجد النبوى فى منطقة السيح إلى غربى جبل سلع ويمتد بتعرج قليل إلى منطقة زغابة مجمع الأسيال، وقد سمى بطحان لأن القسم الذى يجرى فيه داخل المدينة سهل منبطح، وقد سمى بأبى جيدة لأن الشيخ جيدة جد آل برادة أقام سدودا من الجص لصد هذا السيل حتى لا يداهم الأحوشة الجنوبية من المدينة، وقد غطى مجرى بطحان قبل عدة سنوات بدءا من منطقة قربان، وفى رواية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أن بطحان على ترعة من ترع الجنة، وفى رواية على بركة من برك الجنة، وفى حديث آخر عن ثابت بن شماس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وهو مريض فقال: اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله فى قدح ثم نفث عليه بماء، وصبه عليه.

وادى مهـزور

واد بالمدينة المنورة يمتلئ بالمياه عندما تكثر الأمطار، تتجمع مياهه من مناطق تبعد عن المدينة أربعين ميلا، ويدخل المدينة من حرة واقم (الحرة الشرقية) ويسير غربا مع وادى مذينيب فى منطقة قربان، ويصبان فى مجرى بطحان، وعلى أطراف مهزور قامت مزارع نخيل، وبساتين خصبة، وعندما جاء اليهود إلى المنطقة نزل بنو قريظة على قسم من مهزور، وبنوا الحصون والآطام، وأنشأوا المزارع، وفى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اختلف بعض الصحابة فى تقسيم مياهه بينهم، واحتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكم لهم أن الماء إذا بلغ الكعبين لا يحبسه من يمر به عمن يليه.وتذكر المصادر التاريخية أن وادى مهزور سال سيلا عظيما فى خلافة الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى خاف الناس أن يغرق المدينة فسد مجراه إليها بردم كبير، وأنه سال أيضا عام 156هـ وخاف الناس أن يجتاح المسجد النبوى، فاستنهض أمير المدينة عبد الصمد بن على بن عبد الله بن العباس الناس لتدارك الأمر، فدلتهم امرأة عجوز من أهل العالية على موضع كانت تسمع الناس يذكرونه فحفروه فوجدوا قناة واسعة فأجروا السيل إليها فدخلها ومضى منها إلى وادى بطحان، ويبدو أن هذه القناة كانت على مجارى الوادى إلى بطحان.

وادى قناة

أحد الأودية الكبيرة التى تأتى إلى المدينة، ويروى أن مسيله يبدأ من جبال الطائف، حيث تتجمع فيه عدة أودية فى الطريق إلى أن يصل إلى المدينة من جهتها الشمالية الشرقية ويمر من جنوبى جبل أحد باتجاه الغرب، ويميل قليلا إلى الشمال حتى يلتقى مع وادى العقيق عند زغابة، ويصب فى مجمع الأسيال، وتذكر المصادر التاريخية أنه فاض بسيل عظيم عدة مرات، وخشى الناس أن يجتاح المدينة، وسمى فى بعض المصادر سيل سيدنا حمزة لمروره بمنطقة أحد، كما تذكر أن مجراه قد تغير فى شرقى المدينة عام 654هـ، فقد حدثت فى تلك السنة تغيرات مناخية كثيرة، وشهدت المدينة أمطارا وزلزالا وانفجر بركان ضخم فى أطراف حرة واقم، وفاض وادى قناة، وهدد المدينة من شرقيها، ولكن الحمم المتدفقة من البركان سدت مجراه باتجاه المدينة، فتحول شمالا وتجمعت خلفه بحيرة عظيمة ظلت عدة سنوات كثرت فيها المياه الجوفية فى المزارع، وجرى الوادى باتجاه الشمال قليلا وابتعد عن المناطق السكنية، ثم تابع مجراه جنوبى أحد، ومازال مجراه كذلك حتى اليوم، يفيض عندما تكثر الأمطار.

جـبل ثـور

جبل صغير يقع خلف جبل أحد من جهة الشمال وهو الحد الذى يبدأ منه حرم المدينة شمالا، ويمتد جنوبا إلى جبل عير، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور) وقد وصفه بعض المؤرخين بأنه مدور أقرب إلى الحمرة خلف أحد عن يساره.

جبل سليع

جبل صغير يقع شرقى جبل سلع، تفصل بينهما منطقة صغيرة كانت تسمى (ثنية عثعث) سكن على سفحه وحوله بنو أسلم من المهاجرين، وقد بنى عليه بعض أمراء المدينة فى العهد المملوكى (جماز بن شيحة 657 ـ 700) قصرا محصنا واتخذه مقرا له، وفى عهد السلطان العثمانى سليمان القانونى امتد سور المدينة من خلفه وبنيت عليه بعض أبراج السور والقلعة، وضمن التنظيمات الحديثة للمنطقة المركزية المحيطة بالحرم اقتطعت مساحات من قاعدته وسفحه وبقى منه الجزء المرتفع ليدل على وجوده التاريخى.

معجم البلدان ومصادر أخرى

بالحقائق ناطقين

الإنس والجن

خاطب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الإمام علي ناصحا فقال: يا على إذا ولد لك مولود غلام أو جارية فأذن فى أذنه اليمنى وأقم فى أذنه اليسرى، فإنه لا يضره من الشيطان أبدا، يا على لا تأت أهلك ليلة الهلال ولا ليلة النصف فإنه يتخوف على ولدك الخبل، قال الإمام على: ولم يا رسول الله قال: لأن الجن يكثرون غشيان نسائهم ليلة النصف وليلة الهلال، أما رأيت المجنون يُصرع ليلة النصف وليلة الهلال.

هكذا أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن المسلم لا يأتى أهله فى ليلة الهلال ولا ليلة النصف من كل شهر قمرى لكى لا تنتشر أمراض الجنون بين البشر، وأمراض الجنون عشر حالات تبدأ باللبس والإلتباس والإحلال حتى يكون الصرع وهو من الأمراض المعضلة التى احتار الطب فيها بالرغم من التقدم العلمى والتكنولوجى حاليا، وقد أراد الحبيب المصطفى أن يعفينا من معاناة هذا المرض اللعين، ولكننا تجد قوما يكذبون الحديث بل أكثر من ذلك يقولون ما تلك الخرافات التى تضيفونها إلى الدين وبالتالى بدأت عقيدة العامة من المسلمين تتذبذب فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأخذوا بالحديث، بل وانتشر المولودون بالخبل بكثرة، ويطلق عليهم الناس أسماء مختلفة ليتهربوا من قول سيد من هم بالحقائق ناطقين.

عبد الباسط محمد عبد السميع

إلى من نحب ونرضى

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الحبيب ابن الحبيب أبو الحبيب، إلى عطاء الله، إلى المصطفى من السيد البرهانى، إلى صاحب الحمى، إلى الأب الرحيم الحنون الذى تعجز أى كلمات عن ذكر خصائصه ومعانيه، إلى الإمام ابن الإمام أبو الإمام، إلى مولانا الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى إلى:

من نحب ونرضى

يقول مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه فى حق مولانا الشيخ إبراهيم رضى الله عنه:

من أجل إبراهيم قد أمليتها      حملت إليكم غايتى ورجيتى

ففى هذا البيت تنبيه لنا أنه قد أملى هذه القصيدة (الرجية) من أجل مولانا الشيخ إبراهيم رضى الله عنه، فلنذهب جميعا ونسبح فى بحور هذه القصيدة كى نستقى منها معرفة بعض من كل عن مولانا الشيخ إبراهيم رضى الله عنه، فيقول سيدى فخر الدين رضى الله عنه فى هذه القصيدة عن مولانا الشيخ إبراهيم رضى الله عنه:

فهو الحبيب ولا يخيب رجاؤه        أورثته سرا عليه لثامــى

فما معنى الحبيب

فقد صدق الله العظيم حيث يقول فى كتابه العزيز فى سورة طه ﴿وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى﴾ ويحدثنا الإمام القرطبى فى هذه الآية فيقول.. قال ابن عباس: أحبه الله وحببه إلى خلقه، وقال ابن عطية: جعل عليه مسحة من جمال لا يكاد يصبر عنه من رآه، وقال قتادة: كانت فى عين موسى ملاحة، ما رآه أحد إلا أحبه وعشقه، وقال عكرمة: المعنى جعلت فيك حسنا وملاحة فلا يراك أحد إلا أحبك، وقال الطبرى وألقيت عليك رحمتى.

كما يقول الإمام الغزالى رضى الله عنه فى كتابه الإحياء فى معنى الحبيب:

إن الحبيب هو القريب من الله تعالى، والقرب من الله فى البعد من صفات البهائم والسباع والشياطين، والتخلق بمكارم الأخلاق التى هى الأخلاق الإلهية فهو قرب بالصفة لا بالمكان.

ويقول القاضى عياض رضى الله عنه فى كتابه (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) عن المحبة:

أصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحب، ولكن هذا فى حق من يصح الميل منه والإنتفاع بالوفق، وهى درجة المخلوق، فأما الخالق جل جلاله فمنزه عن الأغراض، فمحبته لعبده تمكينه من سعادته، وعصمته وتوفيقه وتهيئة أسباب القرب، وإفاضة رحمته عليه، وقصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه، وينظر إليه ببصيرته، فيكون كما قال فى الحديث: (فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به و بصره الذى يبصر به و لسانه الذى ينطق به)

ولا ينبغى أن يفهم من هذا سوى التجرد لله، والانقطاع إلى الله، والإعراض عن غير الله، وصفاء القلب لله، وإخلاص الحركات لله، كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: (كان خلقه القرآن، برضاه يرضى، وبسخطه يسخط) ومن هذا عبر بعضهم عن الخلة بقوله:

قد تخللت مسلك الروح منى       وبذا سمى الخليــل خليلا

فإذا ما نطقت كنـت حديثى       وإذا ما سكت كنت الغيـلا

فإذاً مزية الخلة وخصوصية المحبة حاصلة لنبينا صلى الله عليه وسلم بما دلت عليه الآثار الصحيحة المنتشرة والمتلقاه بالقبول من الأمة، وكفى قوله تعالى ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم﴾.

ولتعلم أن المقام الحبى أعلى المقامات الكمالية، وذلك أنه ورد فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم، إنه قال حاكيا عن الله تعالى: (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فتعرفت إليهم فبى عرفونى) فكان التوجه الحبى الأول صادر من الجناب الإلهى فى إيجاد المخلوقات، فالحب لبقية مقامات الكمال أصل، وهى له كالفروع، ولأجل أن المقام الأول الأصلى كان مخصوصا بالموجود الأول الأصلى، فجميع الحقائق الإلهية إنما ظهرت بواسطة الحب، إذ لولا ذلك لما وجد الخلق، ولولا الخلق لما عرفت الأسماء والصفات، والخلق إنما ظهروا بواسطة الروح المحمدى، فلولا الحقيقة المحمدية لم يكن خلق، ولولا الخلق لم تظهر صفات الحق لأحد، فلولا الحقيقة المحمدية لما عرف الله مخلوق، ولا ظهرت صفاته لأحد، إذ لا أحد، فالحب هو الواسطة الأولى لوجود الموجودات، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الواسطة الأولى لوجود الموجودات، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تبارك وتعالى قال له فى ليلة المعراج: (لولاك لما خلقت الأفلاك) فعلم بذلك أن محمد صلى الله عليه وسلم هو الذى كان المقصود بالتوجه الحبى للمعرفة بالكنز المخفى، وأن جميع ما سواه كانوا عطفا عليه، فهو الأصل فى مقصود الحب الإلهى، وغيره كالفرع له، فمن أجل ذلك خصه الله تعالى باسم (الحبيب) دون غيره، وإنما أحب الله تعالى أمته الذين اتبعوه لقوله ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله﴾ لإنهم مخلوقون منه كما قال صلى الله عليه وسلم (أنا من الله والمؤمنون منى) وهذه هى خصوصية من الله تعالى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم دون غيرهم من سائر الأمم.

ويقول مولانا فخر الدين رضى الله عنه فى نفس القصيدة عن مولانا الشيخ إبراهيم:

ما غير محبوبى إمـام يحتذى      يسعى إليه الروح فى استلهام

وفى الأثر من آتاه الله علما وزهدا وتواضعا وحسن خلق فهو إمام المتقين، وفى الخبر ان من خيار أمتى قوما يضحكون جهرا من سعة رحمة الله ويبكون سرا من خوف عذابه، أبدانهم فى الأرض وقلوبهم فى السماء، أرواحهم فى الدنيا وعقولهم فى الآخرة يمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة، وحديث (إن من خيار أمتى قوما يضحكون جهرا من سعة رحمة الله ويبكون سرا من خوف عذابه) أخرجه الحاكم والبيهقى فى شعب الإيمان.

وقال الحسن الحلم وزير العلم والرفق أبوه والتواضع سرباله، ويقول الامام الغزالى رضى الله عنه فى الاحياء:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له كيف نفعل إذا جاءنا أمر لم نجده فى كتاب ولا سنة، فقال صلى الله عليه وسلم: سلوا الصالحين واجعلوه شورى بينهم، والحديث رواه الطبرانى من حديث ابن عباس.

ولذلك قيل: علماء الظاهر زينة الأرض والملك، وعلماء الباطن زينة السماء والملكوت.

وقال الجنيد رحمه الله قال لى شيخى السرى يوما: إذا قمت من عندى فمن تجالس

قلت المحاسبى.

فقال نعم، خذ من علمه وأدنه ودع عنك تشقيقه الكلام ورده على المتكلمين ثم لما وليت سمعته يقول جعلك الله صاحب حديث صوفيا ولا جعلك صوفي.

من أجل ذلك ومما سبق من الكلام قد نعلم من هم الورثة الحقيقيون لخدمة دين المصطفى صلى الله عليه وسلم كما قال صلوات ربى وسلامه عليه (العلماء ورثة الأنبياء) صدقت يا سيدى يا رسول الله فى هذا القول الفصل وعرفنا من هم العلماء الذين لهم شرف هذه الوراثة

كما قال سيدى فخر الدين رضى الله عنه:

فكلنا وارث من جده سـمـة       ونحن أهل العلا تمت وراثتنا

أحمد خليل