ختام الصلاة- 2

الظلال

شراب الوصل

 

ختام الصلاة- 2

ختاما لما سبق، فقد انتهينا عند (وأدخلنا الجنه دارك دار السلام) فقد قال تعالى ﴿لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون﴾ وأخرج أبو نعيم والدمياطى فى معجمه عن طريق الكلى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما ﴿والله يدعو إلى دار السلام﴾ يقول: يدعوا إلى عمل الجنة والله السلام، والجنة داره، الدر المنثور ح3 ص33 (تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام) تباركت أى تقدس وتنزه وتعالى وتعاظم، ذو الجلال والإكرام ذو العظمة والكبرياء، أما ما ورد بشأن قراءتها دبر الصلوات المكتوبة فقد قص سيدى فخر الدين رضى الله عنه: أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عندما أرسل سيدنا معاذ إلى اليمن سأله: بما تحكم يا معاذ فقال له: بكتاب الله، فقال صلى الله عليه وسلم: فإن لم تجد قال: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: فإن لم تجد قال: أشاور عقلى ولا آلو، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله إلى ما يحبه الله ورسوله، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ألا أوصيك يا معاذ قال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله أوصنى، فقال صلى الله عليه وسلم: قل دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة دارك دار السلام.

(أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا أنت) 3 مرات، ثم سبحان الله 33 الحمد لله 33 الله أكبر 34 مرة...الخ، (أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا أنت) فقد قال تعالى ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا v يرسل السماء عليكم مدرارا v ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار﴾ وقال تعالى ﴿فسبح بحمد ربك وأستغفره إنه كان تواب﴾ وما أورده صاحب الجامع الصغير فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار) وعن سيدنا مولانا الإمام أبو بكر الصديق رضى الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أصر من أستغفر وإن عاد فى اليوم سبعين مرة) أخرجه أبى داود فى السنن، وقال الإمام فخر الدين رضى الله عنه:

عفا الله عمن قارف الذنب جاهلا      فلما استبان النور عاد بتوبــة

وسُئل سيدى فخر الدين رضى الله عنه عن أنواع الاستغفار فقال: الاستغفار أنواع: ففى مرتبة الإسلام نوع وفى مرتبة الإيمان نوع آخر وكذلك فى مرتبة الإحسان.

وعن سيدنا ثوبان رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقـال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام) النسائى ح3 ص.58

ثم (بسم الله الرحمن الرحيم) 13 مرة، وعن فوائد قراءة البسملة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب) الجامع الصغير،3111 وأخرج ابن مردويه والثعلبى عن جابر بن عبد الله قال: (لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم إلى المشرق وسكنه الريح وهاج البحر وأصغت البهائم بآذانها ورجمت الشياطين من السماء وحلف الله بعزته وجلاله أن لا يسمى على شئ إلا بارك فيه) الدر المنثور ح1 ص،15 وأخرج وكيع والثعلبى عن ابن مسعود قال: (من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله له بكل حرف منها حسنة من كل واحد) الدر المنثور ح1 ص،15 وأخرج الديلمى عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة ومحى عنه أربعة آلاف سيئة ورفع عنه له أربعة آلاف درجة) الدر المنثور ح1 ص16.

وللحديث بقية
سعيد أمين

الظلال

قبل الكلام عن الظلال التى سوف يتضح مفهومها من خلال سلسلة المقالات هذه نود بداية أن نتعرف على عالم الجن حتى يتبين لنا معنى السحر والحسد والظلال، وكيفية تأثر العوالم بعضها ببعض، فعالم الجن غير عالم الإنس غير عالم الملائكة، وهذه العوالم الثلاثة لها التأثير المباشر أو غير المباشر على بعضها البعض، وهذه التأثيرات ما نسميه بالسحر والحسد والظلال، منها ما يدرك بالحواس كاللون والحرارة ومنها مالايدرك إلا عقلا كالحياة، ومن أنواع المؤثرات هذه السحر والحسد وأفعال الهمة مثل كرامات الأولياء وكل ذلك مشهود بصحته من كتاب الله وسنة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ﴿فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين﴾ وقال جل وعلا ﴿قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى﴾ وقال لسيدنا عيسى ﴿إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتى عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذنى وتبرئ الأكمه والأبرص بإذنى وإذ تخرج الموتى بإذنى وإذ كففت بنى إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هـذا إلا سحر مبين﴾ نفهم من كل هذا أن تأثير البعض فى البعض أمر قائم لا ينكره أحد، وكذلك تعلم السحر ليس بكفر كما يفهم البعض إذا كان لا يضر به أحد كسحر الإسترهاب كما يفعل (الحاوى) وهو يقوم بعمل بعض الألعاب السحرية المسلية ولكن الخوف أن تجرى هذه الأعمال فيعتقد أن التأثير لغير الله تعالى جلت قدرته، وقبل الدخول فى التفاصيل لهذه التاثيرات لابد لنا أن نتعرف أولا على عالم الجن، فالجن سمى جنيا لاختفائهم عن عالم الإنس فلا يدرك بعين الحس ﴿يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون﴾ فهم مستترون عن أعين الحس ولذا سمى الطفل فى بطن أمه جنينا لتستره وكذلك من غاب عقله من الإنس يسمى مجنونا، فهم عالم مستقل بذاته وأفعاله، منهم المؤمن ومنهم الكافر، وعنصرهم من النار والهواء معا وهو ما يسمى بالمارج الذى خلق منه الجان ﴿وخلق الجان من مارج من نار﴾ وهو أبو الجن مثل آدم أبو الآدميين فهم ليسوا بالملائكة ولا بالبشر وقال صلى الله عليه وسلم (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم) ومن حديث البخارى أيضا (إن الله تعالى لما خلق آدم مسح على ظهره فأخرج منه ذريته ونثرهم بين يديه كالذر وأخذ عليهم العهد ألست بربكم) ولكن الجان وذريته قد خلقوا قبل آدم، أما الشـيطان فقـد سمى بذلك إما شطه أى بعده عن الحق ﴿إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط﴾ وإما من شاط بمعـنى احترق والشيطان من الجـن مصيره النار فهو محترق بلهـيبها لا محالة، ومن الأحاديث المشـهورة برواية سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال كنت أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترضه نفر من الجن فسألوه عن طعامهم فقال لهم (طعامكم كل عظم ذكر اسم الله) عليه وفى رواية أخرى (لكم كل عظم لم يذكر اسم الله عليه) والحديثين بروايات صحيحة ويفهم من ذلك أن هذا للجن المؤمن وذلك للجن الغير مؤمن، أما أماكن معيشة الجن فهى مختلفة باختلاف عقيدته ونوعيته فهم يعيشون بين الناس وهم طائفة (العمار) والكافر منهم يعيش فى المزابل والحمامات ومواطن النجاسات والمجـازر وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الصـلاة فيها وأمرنا عند قضاء الحـاجة بالتعوذ بالله من الخبث -وهم الذكور- والخبائث -وهم الأناث منهم- وباقى الطوائف يعيش فى شقوق الأرض وفى الجبال والبحار، وإلى لقاء مع زواج الإنس والجن.

محمد رشاد حسين

شراب الوصل

سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى

من كلمات المنتسب إلى السلالة الطاهرة الذين اصطفاهم الله من خلقه ليكونوا ورثة أنبيائه ورسله والذين هم بفطرتهم السليمة وسريان نور الحبيب م فيهم أبعد ما يكونون عن الغرض والهوى ولذلك نهى رسول الله م عن إغفالهم أو التقدم عليهم لأنهم الأعلى مقاما والأصفى إسلاما وإيمانا فهو الإمام الوارث الفرد الجامع الكبير شيخ الإسلام أبو العينين برهان الملة والدين السيد إبراهيم القرشى الدسوقى صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والمقامات السنية والهمم العالية، ومن أبدع ما قيل فيه ما قاله شيخنا وإمامنا سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى فى قصيدته الأحدية عن شيخه سيدى إبراهيم الدسوقى:

من حبا شيخك شيخـا واصلا       يا مريدى قل هو الله أحــد

إنه إنسان عين شــاهـدت       نوره فى حضرة البر الصمد

يا مريدى والد أنعم بـــه       من ودود مالـه أم الـولـد

به سمعى وبه تزكـيـتـى       يا مريدى هو لى عيـن ويد

أيها السائل عن أوصـافـه       إنه السائر بى نحو الرشـد

قد ورثت المجد عن أمجاده       كابرا عن كابر جدا فـجـد

حجة التوحيد عـال قـدره       قلد الإنكار حبلا منمسـد

إنه المأمول عـنـدى سـره       كل راج يرتجيه لا يــرد

إنه سر علومى كلـهــــا       إنه فيض هبات لا تعــد

يا أبا العينين إنـى مخـبـر       كالمكنى ثم قولى فيك بعـد

يا أبا العونين عونا ظاهـرا       ثم عونا فى بطون للعمــد

ومن أقوال سيدى إبراهيم الدسوقى :

للمريد مع شيخه الأدب وحسن الطلب والتسليم للشيخ وألا يتكلم إلا بدستوره، وقوله: أقبلوا على الله تعالى فإنه كريم ما أقبل مقبل عليه إلا وجد كل خير لديه ولا أعرض معرض عن طاعته إلا وتعثر فى ثوب غفلته، يقول تعالى فى حديثه القدسى (من أتانى ماشيا أتيته هرولة ومن تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا إن الحسنات يذهبن السيئات وذلك ذكرى للذاكرين إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) من تاب إلى الله صالحه وغفر له وعفا عنه وأنعم عليه حتى لم يكن كأنه أذنب قط.

أحمد العجلى