السيادة والولاية لمن دون الله
سألنى أخ فاضل قائلا هل يجوز إطلاق السياده لأحد دون الله؟ تعجبت
للسؤال وقلت له من عجيب العجاب أن ينسب البعض السيادة لله فقط ويحرمها على من دون
الله ونسى أو تناسى أن معنى السيادة هى تفضيل من يسود على غيره من نفس الجنس فهل
هناك إله آخر يسود عليه الله...!!؟ وما يؤكد هذا الكلام حديث سيدنا رسول الله صلى
الله عليه وآله وصحبه وسلم للإمام على كرم الله وجهه، عندما قال (يا على سيد البشر
آدم وسيد العالمين محمد ولا فخر وسيد الفرس سلمان وسيد الروم صهيب وسيد الحبشة بلال
وسيد الجبال الطور وسيد الأيام الجمعة وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد
البقرة آية الكرسى) ونجد أنه صلى الله عليه وسلم سود أناسا على سائر البشر وجبلا
على الجبال ويوماعلى الأيام وسود الكلام بعضه على بعض، إذاً السيادة من نفس الجنس،
وقال تعالى فى سورة آل العمران ﴿وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين﴾ وذلك فى
حق سيدنا يحيى فكيف لنا ألا نسود سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابى
الجليل أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم
يوم القيامة ولا فخر وبيدى لواء الحمد ولا فخر وما من نبى يومئذ آدم فمن سواه إلا
تحت لوائى وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر) رواه الترمذى، كما قال صلى الله
عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) أخرجه الترمذى وابن ماجه من حديث أبى سعيد،
وقال صلى الله عليه وسلم للإمام على كرم الله وجهه (مرحبا بسيد المسلمين وإمام
المتقين) أورده أبو نعيم فى كتاب كنوزالحقائق للمناوى، وثبت فى صحيح البخارى من
حديث الحسن عن أبى بكرة رضى الله عنه قال (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب
يوما ومعه على المنبر الحسن بن على رضى الله عنهما فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس
أخرى ويقول (إن إبنى هذا سيد ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من
المسلمين) وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت قال صلى الله عليه وسلم (يا فاطمة
أما ترضين أن تكونى سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة) وعن ابن عساكر عن
حذيفة رضى الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم (آتانى ملكا فسلم على نزل من
السماء لم ينزل قبلها فبشرنى أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة
نساء الجنة ) وقال صلى الله عليه وسلم (لكل قوم سادة حتى للنمل سادة) رواه الديملى..
فما قولك أخى الفاضل فى السيادة لمن هم دون الله !!!
فقال لى هل يجوز إطلاق كلمة (مولانا) عليهم أيضا؟ فقلت له وأيضا كلمة
مولانا قالوا عنها أنها لله فقط ونسوا أو تناسوا قوله سبحانه وتعالى فى سورة
المائدة ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنو﴾ وأيضا عن ولاية النار للعاصين قال
جل شأنه ﴿مأواكم النار هى مولاكم﴾ وقد قال صلى الله عليه وسلم (على منى وأنا منه
وهو ولى كل مؤمن) أخرجه أبو داود الطيالسى والمناوى فى كنوز الحقائق، وقال صلى
الله عليه وسلم (على مولى من كنت مولاه) أخرجه المناوى فى كنوز الحقائق، فتبسم
قائلا فما قولك فى السبحة؟ فقلت أيها الحبيب لقد جاء فى كتاب تحفة أهل الفتوحات
والأذواق فى اتخاذ السبحة وجعلها فى الأعناق للشيخ فتح الله بن الشيخ سيد أبى بكر
البناتى، وقد طبع هذا الكتاب فى القاهرة عام 3881م (أن السبحة مشتقة من التسبيح
وهو تفعيل من السبح الذى هو المجىء والذهاب لأن لها فى اليد مجىء وذهاب ومأخوذة من
قوله تعالى ﴿أن لك فى النهار سبحا طويل﴾ وقد أخرج الديلمى فى مسند الفردوس عن
عبوس بن عبد الله عن أبى عبدالله الحسين بن فتحوية الثفقى حدثنا على بن محمد
نصروية حدثنا محمد بن هارون بن عيسى بن المنصور الهاشمى حدثنى محمد بن على بن حمزة
العلوى حدثنى عبد الصمد بن موسى حدثتنى زينب بنت سليمان بن على حدثتنى أم الحسن
بنت جعفر بن الحسن عن أبيها عن جدها عن على مرفوعا (نعم المذكر السبحة) وأخرج ابن
ابى شيبة عن أبى سعيد الخدرى (أنه كان يسبح بالحصى) وأخرج ابن أبى شيبه فى المنصف
عن مولاه لسعد بن أبى وقاص (كان يسبح بالحصى) وأخرج الإمام أحمد فى الزهد حدثنا
مسكين بن نكير عن ثابت بن عجلان عن القاسم بن عبد الرحمن قال (كان لأبى الدرداء
نوى من نوى العجوة فى كيس، فكان إذا صلى الغداة�
أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن)
وأخرج الإمام أحمد فى الزهد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد زياد عن يونس
بن عبيد عن أمه قالت: رأيت أبا صفية -رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم- وكان
جارنا يسبح بالحصى، وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد فى زوائد الزهد عن طريق نعيم بن
محرز بن أبيهريرة عن جده أبى هريرة (أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى
يسبح به) وقال ابن سعد فى الطبقات عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن جابر عن
إمرأة حدثته عن فاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود،
فإذا كان هؤلاء استعملوا السبحة فلماذا نحرمها على أنفسنا أليست تذكرنا بتسبيح
الله وذكره وقد قال تعالى للحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه (وذكر فإن الذكرى
تنفع المؤمنين) ومن الفهم الخاطىء أيضا عند البعض إنكار العد على السبحة ومن يقول
أن العدد ليس واردا فأين هو من الأركان الأساسية للإسلام أليست مقرونة بعدد ونسوق
لهم هذا الحديث فى استعمال العد والعدد: جاء فى كتاب الأذكار للإمام النووى عن سعد
بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أيعجز
أحدكم أن يكسب فى كل يوم ألف حسنة) فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب ألف حسنة؟ قال (يسبح
مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة) أخرجه الإمام مسلم� وأورد ابن كثير فى تفسير قوله تعالى من سورة
الأحزاب ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبى﴾ عدة أحاديث نذكر منها: عن ابى هريرة
رضى الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم (من صلى على واحدة صلى الله عليه بها
عشرا) أخرجه الترمذى وعن أنس رضى الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم (من صلى على
صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشرخطيآت).
محمد سيد
ختام الصلاة
استكمالا للعدد الماضى فمازلنا بصدد آخر آيتين من سورة التوبة وما ورد
بشأن قراءتهما دبر الصلوات المكتوبة، فمن كتاب أبو بكر الشبلى للدكتور عبد الحليم
محمود ص110 طبعة دار المعارف، الفصل السادس تحت عنوان زتقدير الشبليس ذكر الآتى:
ولقد مشى الشبلى يوما إلى أن جاء إلى مسجد أبى بكر بن مجاهد فدخل على
أبى بكر فقام إليه أبوبكر فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثها وقالوا لأبى بكر: أنت لم
تقم لعلى بن عيسى الوزير وتقوم للشبلى؟ فقال أبو بكر: ألا أقوم لمن يعظمه رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيت النبى الله صلى الله عليه وسلم فى النوم فقال لى: يا
أبا بكر إذا كان فى غد فسيدخل عليك رجل من أهل الجنة فإذا جاءك فأكرمه، قال ابن
مجاهد: فلما كان بعد ذلك بثلاثين أو أكثر رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام
فقال لى: يا أبا بكر أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل الجنة، فقلت يا رسول الله:
بما استحق الشبلى هذا منك؟ فقال: هذا رجل يصلى كل يوم خمس صلوات يذكر فيها إثر كل
صلاة ويقرأ ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف
رحيم فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم﴾ أفلا
أكرم من يفعل هذ.
سابعا: سورة الكافرون� . مرة
واحدة:
قال تعالى ﴿قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون
ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولى دين﴾.
وعن أسباب نزولها: أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب قال: قالت قريش
للنبى صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتبعك عاما وترجع إلى دنينا عاما، فأنزل الله
﴿قل يا أيها الكافرون﴾ الدر المنثور للسيد طه.
أما ما ورد بشأن أهمية المداومة على قراءتها فقد أورد صاحب زالدر
المنثورس أحاديث منها: أخرج ابن مردوية عن ابن هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول (من قرأ قل يا أيها الكافرون كانت له عدل ربع القران) كما أخرج ابن
مردوية عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لقى� الله بسورتين فلا حساب عليه، يا أيها الكافرون
وقل هو الله أحد) وأخرج الديلمى عن عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (المنافق لا يصلى الضحى ولا يقرأ قل يا أيها الكافرون) وأخرج سعيد بن
منصور وابن أبى شيبه وابن مردويه عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعى عن أبيه قال: قلت
يا رسول الله: إنى حديث عهد بشرك فمرنى بآيه تبرئنى من الشرك، فقال صلى الله عليه
وسلم (اقرأ قل يا أيها الكافرون) قال: فما أخطأها أبى من يوم ولا ليلة حتى فارق
الدنيا.
وفى الجزء الأول من (نزهة المجالس) أخبرنا سيدنا عبد الله بن عباس رضى
الله عنهما قال: ليس فى القرآن سوره أشد غيظا لإبليس من قل يا أيها الكافرون فإنها
براءة من الشرك وتوحيد.
كما أورد صاحب ز خزينة الأسرارس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (من
قرأ قل يا أيها الكافرون أعطى من الأجر كأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت عنه مردة
الشياطين وبرئ من الشرك ويعافى من الفزع الأكبر).
ثامنا: قراءة الصمدية مرة واحدة:
قال تعالى ﴿قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له
كفوا أحد﴾ من أسمائها الإخلاص لأن من قرأها تخلص من النار، وسورة الأساسى لأنه
النبى صلى الله عليه وسلم قال (أسست السموات السبع والأرضين السبع على قل هو الله
أحد).
وعن أسباب نزولها قال النيسابورى: أن كفار مكة وغيرها قالوا: يا محمد
صف لنا ربك من ذهب أو زبرجد؟ قال: (إن ربى ليس من شئ فنزلت هذه السورة) من نزهة
المجلس، أما معانى مفرداتها فقد أورد صاحب زالدر المنثورس ﴿قل� هو الله أحد﴾ قل يا محمد لهؤلاء هو الله الأحد
الذى تسألون عنه، والأحد الذى لا يقبل غيره معا ومجهول موطنه، من جهة أحدية مجهولة،
والأحد أيضا لا يقبل العند مع.
﴿الله
الصمد﴾ الصمد من باب اللغة المقصود بالحوائج، والصمد هو الذى ليس كمثله شئ، وكما
قال الإمام على كرم الله وجهه ليس له شبيه ﴿لم يلد﴾ ليس له أولاد فحسب بل ولا يتجزأ
منه شئ ﴿ولم يولد﴾ وليس له أبوين فحسب بل ولا تتولد معرفته بالعقل ﴿ولم يكن له كفوا
أحد﴾ على الإطلاق.
سعيد أمين
شراب
الوصل
رويت عن المحبوب ما قد رأيته وسـر أبى العينين متن روايتى
قال النبى صلى الله عليه وسلم (من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة
ولا يتمثل الشيطان بى) من ذلك الحديث الشريف أن حديث النبى صلى الله عليه وسلم مع
من رآه هو حديث شريف، وخاصة إذ كان ممن شهد له بالعلم والتقوى وما أجدر الشيخ بهما
ولكنه يريد أن يرد الفضل إلى أهله فقال أن متن الرواية -وليس سندها- كان فضل شيخه
أبا العينين رضى الله
عنهما.
بل أن الشيخ عليش رضى الله عنه تكلم عن أن رؤية النبى صلى الله عليه
وسلم من أسباب تأييد آراء العلماء المجتهدين فقال (سمعت سيدى عليا الخواص يقول لا
يصح خروج الشئ من أقوال الأئمة المجتهدين عن الشريعة مع اطلاعهم على مواد أقوالهم
فى الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ومع اجتماع روح أحدهم بروح رسول الله صلى الله
عليه وسلم وسؤاله عن كل شئ توقفوا فيه من الأدلة هل هذا نص قولك يا رسول الله أم
لا؟ يقظة ومشافهة، وكذلك كانوا يسألونه عن كل شئ من الكتاب والسنة قبل أن يدونوه فى
كتبهم ويدينوا الله تعالى به، ويقولون يا رسول الله قد فهمنا كذا من آية كذا وفهمنا
كذا من حديثك كذا فهل ترضاه أم لا؟ ويعملون بمقتضى قوله وإشارته صلى الله عليه وسلم
ومن توقف فيما ذكرناه من كشف الأئمة ومن اجتماعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم من
حيث الأرواح قلنا له هذا من جملة كرامات الأولياء بيقين).
شيخ أبوه
|