حولية الإمامين هاوس شنيده ألمانيا
نود أن نبرز منقبة جليلة للشيخين صاحبي الذكري فإن سيدي فخر الدين كني في الحضرتين
بفخر الدين وتلك الكنية حازها نسبا موقرا لإنتسابه للبيت النبوي الشريف وانتسابه
لبرهان الملة والدين السيد أبو العينين الدسوقي رضي الله عنه، وافتخر به أهل
الحضرتين لسطوع برهانه في العقائد التي اضطربت في قلوب العامة من المسلمين عن علو
قدر النبي صلى الله عليه وسلم فكانت دروسه وكتبه خير دليل على تبصرة أولي الألباب
للسير إلى الصواب ، أما ما اشتهر به فإنه شيئا آخر، فما اشتهر بكفالة الأيتام مع
انها كانت ديدنه وما اشتهر بكرامات باهرة بالرغم من أنها ظاهرة وكثيرة، بل اشتهر
بالصفح الجميل في كل احواله وهو يخبرنا بثبوت تلك المكرمة في ديوانه شراب الوصل.
قلتم كريما يوم مكة إننــى
صفحا إذا آب المسىء بتوبة
فحيا الله عــبدا ظن خيرا
ألا إن مولانا الحسين لشاهد |
|
أعفو وأصفح والسبيل يضاء
بين الرجال عرفت بالصفحات
فبالصفح الجميل قد اشتهرت
شهود عيان كم أجود بصفحتى |
ولقد سار سيدي الشيخ إبراهيم رضي الله عنه على دربه في الصفح ولكن بطريقته الخاصة
فلكل ولي نهجهه في تأديب أبناءه أو الرد على معارضيه كما يحكي
ويقول سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه حكى لي الأخ الصالح الشيخ شعيب خطيب
جامع الأزهر رحمه الله قال: دخلت على الشيخ جلال الدين السيوطي رضي الله عنه وهو
محتضر فقبلت رجله وسألته الصفح عمن كان آذاه من الفقهاء، فقال: يا أخي قد سامحتهم
من حين وقعوا في حقي، وإنما أظهرت لهم التشويش والعداوة وصنفت كراريس في الرد عليهم
لئلا يتجرؤا على أعراض غيري من الناس، فقال الشيخ شعيب، وهذا هو كان الظن بكم.
وهكذا اخبر سيدي فخر الدين رضي الله عنه واصفا عن سرائر مولانا الشيخ إبراهيم رضي
الله عنه وهو أدرى الناس بها
فإني وإبراهيم في الأصل واحد
|
|
إذا طلبوا صفحا فلاشك صافح |
وليسأل كل منا نفسه هل له نصيب مما اشتهر به مشايخنا الكرام الأجلاء أما أننا نقرا
كتاب الله الكريم وأحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم وقصائد شراب الوصل التي هي
دستورنا في فهم الكتاب والسنة بغير تدبر أو تعقل .
أهلا رمضان
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ
خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى
لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ
الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ
أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ
الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ
لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ
عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ
اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ
الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ
إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ
بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ
أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)
قال الراغب : للصوم فائدتان رياضة الإنسان نفسه عن ما تدعوه إليه من الشهوات ،
والاقتداء بالملأ الأعلى على قدر الوسع. انتهى.
وحكمة التشبيه أن الصوم عبادة شاقة ، فإذا ذكر أنه كان مفروضاً على من تقدّم من
الأمم سهلت هذه العبادة.
{ تتقون } الظاهر : تعلق ، لعل بكتب ، أي : سبب فرضية الصوم هو رجاء حصول التقوى
لكم ، فقيل : المعنى تدخلون في زمرة المتقين ، لأن الصوم شعارهم ، وقيل : تجعلون
بينكم وبين النار وقاية بترك المعاصي ، فإن الصوم لإضعاف الشهوة وردعها ، كما قال
عليه السلام � فعليه بالصوم فإن الصوم له وجاء �
{ أياماً معدودات } إن كان ما فرض صومه هنا هو رمضان ، فيكون قوله أياماً معدودات
عنى به رمضان ، وهو قول ابن أبي ليلى وجمهور المفسرين ، ووصفها بقوله : معدودات ،
تسهيلاً على المكلف بأن هذه الأيام يحصرها العد ليست بالكثيرة التي تفوّت العد ،
ولهذا وقع الاستعمال بالمعدود كناية على القلائل ، كقوله : { في أيام معدودات } {
لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة } { وشروه بثمن بخس دراهم معدودة }
وإن كان ما فرض صومه هو ثلاثة أيام من كل شهر ، وقيل : هذه الثلاثة ويوم عاشوراء ،
كما كان ذلك مفروضاً على الذين من قبلنا ، فيكون قوله : { أياماً معدودات } عنى بها
هذه الأيام ، وإلى هذا ذهب ابن عباس ، وعطاء.
شموس الهدى وأقمار الدياجي
أشرقت شموس بيت النبوة بولادة الحسيب النسيب إبراهيم بن مولانا الشيخ محمد الشيخ
إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني وذلك في شهر يونيو الماضي واحتفل أبناء
الطريقة في كل أرجاء المعمورة بهذا القدوم المبارك ورايات العز إذ تعود إليكم بعد
طول غياب لايسعها إلا أن تستهل أعدادها بخبر هذا القدوم الجليل متمنية وعلى الله
حسن القصد الإستمرار في رسالتها التي أسعدت قراءها ومحبيها متوسلة بتواصل النور
الجديد الذي أشرقت به الأرض في أطهر البيوتات مع أجمل التبريكات وأفضل الصلاوات
وأزكى التحيات . |