السيدة فاطمة الزهراء�� رضي
الله عنها
5
السيدة فاطمة الزهراء
انتهت المقالة السابقة فى الحديث عن مكانتها رضى الله عنها من
النبى صلى الله عليه وسلم والحديث الرابع
يؤذى
النبى ما يؤذيها
عن أبى حنظلة
-
مرسلا
-
أنه عليه الصلاة والسلام قال
﴿إنما
فاطمة بضعة منى
-أى
قطعة لحم-
فمن أذاها فقد أذانى﴾ رواه الحاكم.
الحديث الخامس
يغضب
النبى ما يغضبها
عن عبد الله بن الزبير قال:
قال
صلى الله عليه وسلم
﴿إنما
فاطمة بضعة منى يؤذينى ما أذاها ويغضبنى ما يغضبها﴾.
رواه أحمد والترمذى والحاكم والطبرانى بأسانيد صحيحة
الحديث السادس
أحصنت
فرجها
عن ابن مسعود عنه عليه الصلاة والسلام
﴿إن
فاطمة أحصنت فرجها، وإن الله أدخلها بإحصان فرجها وذريتها الجنة﴾.
رواه الطبرانى فى الكبير
الحديث السابع حرمها الله وذريتها على النار
عنه
-
أيضا
– ﴿أن
فاطمة حصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار﴾.
رواه الحاكم وأبو يعلى والطبرانى وعضده فى رواية البزار له بنحو.
وبه صار حسنا.
الحديث الثامن
عظم مكانتها
عن عمر بن الخطاب عنه عليه الصلاة والسلام
﴿إن
فاطمة وعليا والحسن والحسين فى حظيرة القدس فى قبة بيضاء سقفها عرش
الرحمن﴾.رواه
ابن عساكر
الحديث التاسع
رضى الله لرضاها وغضبه لغضبها
عن على
-
رضى الله عنه
-
قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لفاطمة
﴿إن
الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك﴾.
رواه الطبرانى بإسناد حسن
الحديث العاشر سيدة نساء المؤمنين يوم القيامة
عن فاطمة الزهراء قالت:
قال لى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
﴿يا
فاطمة أما ترضين أن تأتى يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين﴾.
رواه الديلمى
محمد عادل
قصة عيسى بن مريم عليهما من الله أفضل الصلاة والسلام
قال الله تعالى في سورة آل عمران التي أنزل صدرها وهو ثلاث وثمانون
آية منها في الرد على النصارى الذين زعموا أن لله ولدا تعالى الله
عما يقولون علوا كبيرا وكان قد قدم وفد نجران منهم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجعلوا يذكرون ما هم عليه من التثليث في
الأقانيم ويدعون بزعمهم ان الله ثالث ثلاثة وهم الذات المقدسة
وعيسى ومريم على اختلاف فرقهم فأنزل الله عز وجل صدر هذه السورة
بين فيها أن عيسى عبد من عباد الله خلقه وصوره في الرحم كما صور
غيره من المخلوقات وانه خلقه من غير أب كما خلق آدم من غير أب ولا
أم وقال له كن فكان سبحانه وتعالى وبين أصل ميلاد أمه مريم وكيف
كان من أمرها وكيف حملت بولدها عيسى وكذلك بسط ذلك في سورة مريم
كما سنتكلم على ذلك كله بعون الله وحسن توفيقه وهدايته فقال تعالى
وهو أصدق القائلين ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران
على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم إذ قالت امرأة
عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع
العليم فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت
وليس الذكر كالأنثى واني
سميتها مريم واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها
ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها
زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من
عند الله ان الله يزرق من يشاء بغير حساب
يذكر تعالى أنه اصطفى آدم عليه السلام والخلص من ذريته المتبعين
شرعه الملازمين طاعته ثم خصص فقال وآل ابراهيم فدخل فيهم بنو
اسماعيل وبنو اسحاق ثم ذكر فضل هذا البيت الطاهر الطيب وهم آل
عمران والمراد بعمران هذا والد مريم عليها السلام وقال محمد بن
اسحاق وهو عمران بن باشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن
موثم بن عزازيا بن امصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن
ايشا بن ايان بن رحبعام بن سليمان بن داود وقال أبو القاسم بن
عساكر مريم بنت عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن اخنر بن
صادوق بن عيازوز بن الياقيم بن ايبود بن زريابيل بن شالتال بن
يوحينا بن برشا بن امون بن ميشا بن حزقا بن احاز بن موثام بن عزريا
بن يورام بن يوشافاط بن ايشا بن ايبا بن رحبعام بن سليمان بن داود
عليه السلام وفيه مخالفة كما ذكره محمد بن اسحاق ولا خلاف انها من
سلالة داود عليه السلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في
زمانه وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات وكان
زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم اشياع في قول الجمهور وقيل زوج
خالتها اشياع فالله أعلم
وقد ذكر محمد بن اسحاق وغيره أن أم مريم كانت لا تحبل فرأت يوما
طائرا يزق فرخا له فاشتهت
الولد فنذرت لله ان حملت لتجعلن ولدها محررا أي حبيسا في خدمة بيت
المقدس قالوا فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم
عليها السلام فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى والله أعلم بما
وضعت وقرئ بضم التاء وليس الذكر كالأنثى أي في خدمة بيت المقدس
وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداما من أولادهم وقولها
واني سميتها مريم استدل به على تسمية المولود يوم يولد وكما ثبت في
الصحيحين عن أنس في ذهابه بأخيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحنك أخاه وسماه عبدالله وجاء في حديث الحسن عن سمرة مرفوعا كل
غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه رواه أحمد
وأهل السنن وصححه الترمذي وجاء في بعض ألفاظه ويدمى بدل ويسمى
وصححه بعضهم والله أعلم وقولها وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان
الرجيم قد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها فقال الإمام أحمد
حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود إلا والشيطان يمسه
حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان اياه إلا مريم وابنها ثم يقول
أبو هريرة واقرؤا ان شئتم واني أعيذها
بك وذريتها من الشيطان الرجيم أخرجاه من حديث عبدالرزاق ورواه ابن
جرير عن أحمد بن الفرج عن بقية عن عبدالله بن الزبيدي عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وقال
أحمد أيضا حدثنا اسماعيل بن عمر حدثنا ابن أبي ذؤيب عن عجلان مولى
المشمعل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مولود من
بني آدم يمسه الشيطان باصبعه الا مريم بنت عمران وابنها عيسى تفرد
به من هذا الوجه ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن عمر بن
الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحوه وقال أحمد حدثنا هشيم حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل انسان تلده أمه
يلكزه الشيطان في حضينه إلا ما كان من مريم وابنها ألم تر إلى
الصبي حين يسقط كيف يصرخ قالوا بلى يا رسول الله قال ذلك حين يلكزه
الشيطان بحضينه وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه من هذا الوجه ورواه
قيس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين
إلا عيسى بن مريم ومريم ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان
الرجيم وكذا رواه محمد بن اسحق عن يزيد بن عبدالله بن قسيط عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأصل الحديث وقال الإمام أحمد
حدثنا عبدالملك حدثنا المغيرة هو ابن عبدالله الحزامي عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل
بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين يولد إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن
فطعن في الحجاب وهذا على شرط الصحيحين ولم يخرجوه من هذا الوجه
وقوله فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا ذكر
كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها
إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به وكانت ابنة
امامهم وصاحب صلاتهم فتنازعوا فيها والظاهر أنها انما سلمتها اليهم
بعد رضاعها وكفالة مثلها في صغرها ثم لما دفعتها اليهم تنازعوا في
أيهم يكفلها وكان زكريا نبيهم في ذلك الزمان وقد أراد أن يستبد بها
دونهم من أجل أن زوجته اختها أو خالتها على القولين فشاحوه في ذلك
وطلبوا أن يقترع معهم فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة لهم وذلك
أن الخالة بمنزلة الأم قال الله تعالى وكفلها زكريا أي بسبب غلبه
لهم في القرعة كما قال تعالى ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما
كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ
يختصمون قالوا وذلك أن كلا منهم ألقى قلمه معروفا به ثم حملوها
ووضعوها في موضع وأمروا غلاما لم يبلغ الحنث فأخرج واحدا منها وظهر
قلم زكريا عليه السلام فطلبوا أن يقترعوا مرة ثانية وأن يكون ذلك
بأن يلقوا أقلامهم في النهر فأيهم جرى قلمه على خلاف جريه في الماء
فهو الغالب ففعلوا فكان قلم زكريا هو الذي جرى على خلاف جرية الماء
وسارت أقلامهم مع الماء ثم طلبوا منه أن يقترعوا ثالثة فأيهم جرى
قلمه مع الماء ويكون بقية الأقلام قد انعكس
سيرها صعدا فهو الغالب ففعلوا فكان زكريا هو الغالب لهم فكفلها اذ
كان أحق بها شرعا وقدرا لوجوه عديدة قال الله تعالى كلما دخل عليها
زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من
عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب قال المفسرون اتخذ لها
زكريا مكانا شريفا من المسجد لا يدخله سواه فكانت تعبد الله فيه
وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم
بالعبادة ليلها ونهارها حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني
إسرائيل واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة
حتى أنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عندها
رزقا غريبا في غير أوانه فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء
وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها أنى لك هذا فتقول هو من عند الله
أي رزق رزقنيه الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فعند ذلك
وهنالك طمع زكريا في وجود ولد من صلبه وان كان قد أسن وكبر قال رب
هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء قال بعضهم قال يا من يرزق
مريم الثمر في غير أوانه هب لي ولدا وان كان في غير أوانه فكان من
خبره وقضيته ما قدمنا ذكره في قصته |