الإنسان والبيئة
1
_ (يعيش الإنسان في الجزء المحصور مابين السماء والأرض من هذا
الكون المترامي الأطراف وانحصر ما بين الطبائع الأربع الماء
والهواء والنار والتراب وتلك الطبائع قد خلقها الله سبحانه بمقاييس
وموازين متوافقة مع بعضها البعض ولكن الأنسان بتدخله الأهوج تحت
مسميات عده تارة باسم العلم وتارة باسم التجارب يفسد هذا التوازن
فيجر الويلات على جميع سكان الأرض وعلى سبيل المثال لا الحصر قول
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمزارعين ( لاتنهكوا وجه
الأرض فإن شحمها في وجهها ) أي أن الله قد خلق المادة الفعالة
لمساعدة النباتات على النمو في الطبقه العليا من القشرة الأرضية ،
ولكن الناس استهلكوا وجه الأرض بعدم تركها لتأخذ حصتها من التهوية
والشمس لتستعيد خصوبتها واستعاضوا عن ذلك بالأسمدة الكيماوية وبدأ
تلوث عنصر التراب الذي أدى إلى تلوث النبات ومنه إلى لحوم الحيوان
ثم إلى بطن الإنسان ، ثم أن عدم تهوية وتشميس الترية أدى إلى ظهور
أنواع من الحشرات والآفات فاضطر الإنسان لإستعمال المبيد الكيماوي
للقضاء عليها وتم رش النبات من الجو بالطائرات فتلوث عنصرالهواء
وماتت الطيور ودخلت السموم إلى أجساد الكائنات ومنها إلى عنصر
الماء ، وكما أن استخدام الأشجار الملوثة بالكيماويات بعد تجفيفا
للحصول على الطاقة البخارية أدى إلى تلوث عنصر النار ، ومع مرور
السنين تلوثت العناصر الأربعة مما أدى إلى ظهور كوارث طبيعية لم
تكن في الحسبان .)
2
_ ( حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع الأشجار حتى
في حالة الحرب لأن الأشجار هي رئة الأرض فماذا حدث من أعداء
الطبيعة والبشرية غير إبادة كل اخضر من غابات بحجة الحصول على
الطاقة أو الأثاث ومن زراعات بحجة البناء السكني فأتلفوا رئة الأرض
وانخفض الأكسجين وزادت الغازات الكربونية وانقلب الميزان الحراري
الذي أثر علي الأمطار ودرجات الحرارة بالإرتفاع مما أضر بالحزام
الجليدي وتوقع خطر إرتفاع منسوب المياه وغرق اليابسة )
3
_ ( حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من استخدام الدم بكل
أنواعه في طعام الإنسان والحيوان ولكن بدأ الإنسان في صناعة
الدواجن بإدخال الدم في علف الدجاج ليحصل على دجاجة صناعية تؤكل
بعد
45
يوما بدل الطبيعية التي تؤكل بعد
6
أشهر فظهرت أمراض قاتلة للإنسان والدجاج على السواء والتي يحاول
أصحاب المصالح الرأسمالية تبريرها لكي يغطوا جشعهم في استخدام
الدجاج والإنسان معا لزيادة رؤس أموالهم )
4
_ ( حذر رسول الله من استخدام العظام الحيوانية لأن الله
يكسوها طعاما للجن ولكن أدعياء العلم اعتبروا ان ذلك نوع من
الخرافات وبدأوا في حرق العظام لتكرير السكر الطبيعي مع أنهم
اكتشفوا مؤخرا أن السكر الأحمر بدون تكريرأفضل لصحة الأنسان وكان
حرق العظام مما أثار غضب شريك الإنسان في المعيشة من الجن في مس
الإنس بمرض السكر ، كما أن طحن العظام ومخلفات اللحوم والدماء
وتقديمها طعاما للبقر الذي من المفترض أن يكون نباتي الطعام فأصابه
نفس المس وأصيب بالجنون وبالرغم من كل تلك النتائج السلبية ما
زالوا يعتبرون تصرفهم تقدما وعلما ويعتبرون تفسيراتنا خرافة وتخلف
ولكن النتائج تفصل بيننا)
قال خزيمة: يا رسول الله! أخبرني عن ظلمة الليل وضوء النهار وحر
الماء في الشتاء وبرده في الصيف ومخرج السحاب، وعن قرار ماء الرجل
وماء المرأة، وعن موضع النفس من الجسد وما شراب المولود في بطن
أمه، وعن مخرج الجراد، وعن البلد الأمين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ظلمة الليل وضوء النهار
فإن الله عز وجل خلق خلقا من غثاء الماء باطنه أسود وظاهره أبيض،
وطرفه بالمشرق وطرفه بالمغرب، تمده الملائكة، فإذا أشرق الصبح طردت
الملائكة الظلمة حتى تجعلها في المغرب وينسلخ الجلباب، وإذا أظلم
الليل طردت الملائكة الضوء حتى تجعله في طرف الهواء، فهما كذلك
يتراوحان، لا يبليان ولا ينفدان، وأما إسخان الماء في الشتاء وبرده
في الصيف فإن الشمس إذا سقطت تحت الأرض سارت حتى تطلع من مكانها،
فإذا طال الليل في الشتاء كثر لبثها في الأرض فسخن الماء لذلك،
فإذا كان الصيف مرت مسرعة لا تلبث تحت الأرض لقصر الليل فثبت الماء
على حاله باردا، وأما السحاب فينشق من طرف الخافقين السماء والأرض،
فيظل عليه الغبار، مكفف من المزاد المكفوف، حوله الملائكة صفوف،
تخرقه الجنوب والصبا، وتلحمه الشمال والدبور، وأما قرار ماء الرجل
فإنه يخرج ماؤه من الإحليل وهو عرق يجري من ظهره حتى يستقر قراره
في البيضة اليسرى، وأما ماء المرأة فإن ماءها في التريبة يتغلغل لا
يزال يدنو حتى يذوق عسيلتها، وأما موضع النفس ففي القلب معلق
بالنياط والنياط يسقي العروق، فإذا هلك القلب انقطع العرق، وأما
شراب المولود في بطن أمه فإنه يكون نطفة أربعين ليلة، ثم علقة
أربعين ليلة، ومشيجا أربعين ليلة، وعميسا أربعين ليلة، ثم مضغة
أربعين ليلة، ثم العظم حنيكا أربعين ليلة، ثم جنينا، فعند ذلك
يستهل وينفخ فيه الروح، فإذا أراد الله أن يخرجه تاما أخرجه وإذا
أراد أن يؤخره في الرحم تسعة أشهر فأمره نافذ وقوله صادق تحملت
عليه عروق الرحم ومنها يكون غذاء الوليد، وأما مخرج الجراد فإنه
نثرة حوت في البحر يقال له الابزار وفيه يهلك، وأما البلد الأمين
فبلد مكة مهاجر الغيث والرعد والبرق لا يدخلها الدجال، وآية خروجه
إذا منع الحياء وفشا الزنا ونقض العهد.
من محاضرات البرهانية في جامعة السربون باريس
ولي نظم
در
الشيخ
العارف بالله
تعالى سيدي
إبراهيم القرشي
الدسوقي (رضي
الله عنه)
هو من أجلاء
مشايخ
الفقراء
أصحاب الخرق،
وكان من صدور
المقربين،
وكان صاحب
كرامات ظاهرة ومقامات
فاخرة، ومآثر
ظاهرة وبصائر
باهرة وأحوال
خارقة وأنفاس
صادقة وهمم
عالية ورتب سنية
ومناظر بهية
وإشارات
نورانية
ونفحات روحانية
وأسرار
ملكوتية
ومحاضرات
قدسية، له
المعراج
الأعلى في
المعارف.. والمنهاج الأسنى في الحقائق،
والطور الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد
البيضاء في علوم
الموارد، والباع الطويل في التصريف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق
الآيات، والفتح
المضاعف في معنى المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى
الوجود، وأبرزه رحمة
للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام، وصرفه في العالم
ومكنه في أحكام
الولاية وقلب له الأعيان وخرق له العادات وأنطقه بالمغيبات وأظهر
على يديه العجائب،
وصومه في المهد رضي الله عنه، وله كلام كثير عال على لسان أهل
الطريق
من لم يكن مجتهداً فى بدايته لا يفلح له مريد، فإنه إن نام، نام
مريده، وإن قام، قام مريده، وإن أمر الناس بالعبادة وهو لا يعبد أو
توّبهم عن الباطل وهو يفعله ضحكوا عليه ولم يسمعوا منه .
يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور(بإذن) شيخه إن كان جسمه
حاضرا، وإن كان غائباً يستأذنه بالقلب، وذلك حتى يترقى إلى الوصول
إلى هذا المقام فى ربه عز وجل.
إن الشيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة، ربَاه بلطف الشراب،
وأسقاه من ماء التربية، ولاحظه بالسر الإلهى، فيا سعادة من أحسن
الأدب مع مربيه، ويا شقاوة من أساء.
من لم يكن متشرعاً متحققاً نظيفاً عفيفاً شريفاً فليس من أولادى
ولو كان ابنى لصلبي.
وكل من كان من المريدين ملازما للشريعة والحقيقة والطريقة والديانة
والصيانة والزهد والورع وقلة الطمع فهو ولدي وإن كان من أقصى
البلاد.
لا يكمل للفقير حتى يكون محباً لجميع الناس، مشفقاً عليهم، ساتراً
لعوراتهم، فإن أدّعى الكمال وهو على خلاف ما ذكرناه فهو كاذب.
إذا ضحك الفقير(الشيخ المربي) فى وجه أحدكم فاحذروه، ولا تخالطوه
إلا بالأدب.
الشريعة أصل، والحقيقة فرع، فالشريعة جامعة لكل علم مشروع،
والحقيقة جامعة لكل علم خفى، وجميع المقامات مندرجة فيها.أحذر يا
أخى أن تدعى أن لك معاملة خاصة أو حالا، واعلم أنك إن صمت فهو الذى
صوّمك. وإن قمت فهو الذى أقامك. وإن عملت فهو الذي استعملك. وإن
رأيت فهو الذى أراك. وإن شربت شراب القوم فهو الذى أسقاك. وإن
اتّقيت فهو الذى وقاك. وإن ارتقيت فهو الذى رقى منزلتك. وإن نلت
فهو الذى نوّلك. وليس لك فى الوسط شئ إلا أن تعترف بأنك عاص، مالك
حسنة واحدة، وهو صحيح من أين لك حسنة وهو الذى أحسن إليك. وهو
الحاكم فيك، فإن شاء قبلك، وإن شاء ردك..
أكل الحرام يوقف العمل، ويوهن الدّين، وقول الحرام، يفسد على
المبتدئ عمله، والطعام الحرام يفسد على العامل عمله، ومعاشرة أهل
الأدناس، تورث الظلمة للبصر والبصيرة.
إن شجرة القلوب إذا هُزت فاح منها شذا يغذى الروح فيستنشق من لا
عنده زكم، فتبدوا كالأنوار وعلوم مختلفة مانعة محجوبة معلومة، لا
معلومة، معروفة، لا معروفة، غريبة، عجيبة، سهلة.رأس مال المريد
المحبة والتسليم، وإلقاء عصا المعاندة والمخالفة والسكون تحت مراد
شيخه وأمره.فإذا كان المريد كل يوم فى زيادة محبة وتسليم سلم من
القطع، فإن عوارض الطريق وعقبات الالتفات والإدارات هى التى تقطع
عن الإمداد، وتحجب عن الوصول.
من قام فى الأسحار ولزم فيها الاستغفار كشف الله له عن الأنوار،
وأسقى من دنّ الدنو من خمار الخمار، وأطلعت فى قلبه شموس المعانى
والأقمار، فيا ولد قلبى اعمل بما قلته لك تكن من المفلحين.
من خان لا كان، ومـن لم يتعـظ بكـلامنا فـلا يمـش فى ركابنا، ولا
يلـمَّ بنا، ولا نحـب من أولادنا إلا الشاطـر المليح الشمائل وذلك
يصلح لوضع السر فيه. فيا أولادي.. ناشدكم الله لا تسوءوا طريقى،
ولا تلعبوا فى تحقيقى وأخلصوا فكلما أحببناكم اخترناكم فلا
تكدِّروا علينا ولا ترموا طريقنا بالكلام.
وكان رضي
الله عنه يقول:
والله لو هاجر
الناس مهاجرة
صحيحة ودخلوا
تحت الأوامر
لاستغنوا عن
الأشياخ ولكن
جاؤا إلى
الطريق بعلل
وأمراض،
فاحتاجوا إلى
حكيم. وكان
إذا أخذ العهد
على فقير يقول
له: يا فلان
أسلك طريق
النسك على
كتاب الله
تعالى وسنة
نبيه صلى الله
عليه وسلم
وإقام الصلاة
وإيتاء
الزكاة وصوم
رمضان والحج
إلى بيت الله الحرام
واتباع جميع
الأوامر
المشروعة
والأخبار
المرضية
والاشتغال
بطاعة الله
تعالى قولاً
وفعلاً
واعتقاداً. ولا
تنظر يا ولدي
إلى زخارف
الدنيا
ومطاياها وملابسها
وقماشها
ورياشها
وحظوظها. واتبع
نبيك محمداً
صلى الله عليه
وسلم في أخلاقه
فإن لم تستطع
فاتبع خلق
شيخك فإن نزلت
عن ذلك هلكت
يا ولدي. واعلم أن التوبة ما هي بكتابة درج
ورق، ولا هي كلام من غير عمل، إنما التوبة العزم على ارتكاب ما
الموت دونه، صُفَّ
أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيم ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة
ويزعم أنه من أهل
الطريقة، ومن استهزأ بالأشياء استهزأت به والسلام وجاءه فقير يطلب
أن يلبس الخرقة
من الشيخ فنظر إليه وقال يا ولدي التلبس في الأمور ما هو جيد، لا
يصلح لبس الخرقة
إلا لمن درسته الأيام وقطعته الطريقة بجهدها وأخلص في معاملته وقرأ
معاني رموز
القوم ونظر في أخبارهم وعرف مقصودهم في سائر حركاتهم وسكناتهم
وأسفارهم وخلواتهم
وجلواتهم، فإن كنت صادقاً فلا تكن مجَّاناً ولا لعّاباً ولا صبي
العقل، فما الأمر
بقول العبد تبت إلى الله تعالى باللفظ دون القلب، ولا بكتابة الورق
والدرج، وإنما
الأمر توبة العبد عن أن يلحظ الأكوان بعيني قلبه أو يراعي غير
مولاه، فإذا صح
للفقير هذا الأمر فهناك يصلح للرقي في مقامات الرجال.
وقد وصفه سيدي فخر الدين بقوله
لو تأملنا مليا |
|
يا أبا العينين أنتم |
من جفا وافى طويا |
|
محض فضل الله طرا |
واصلا يأبى رقيا |
|
أيها المولود شيخا |
جامعا للكل فيا |
|
أيها المجموع فردا |
كان دوما سرمديا |
|
أيها الموصول سرا |
رامه كل جثيا |
|
أيها المورود حوضا |
الحولية الأولى لسيدي إبراهيم الدسوقي باريس |