لولاهُموا وَكذاكَ لولاهُنّ
أمى نبع الحنان الذى لا ينضب حملتنى فى أحشائها
وتربيت فى حجرها وشفيت على ذراعها وبسر دعائها فى سهر ليلها لو أنفقت
عمرى ما وفيت حقها �تشقى لتعبى وتفرح لسعدى تتحول أحاسيسها تبعا لما
أكون عليه ، لولا هذه العاطفة التى حباها الله إياها ما استطاعت
البذل والعطاء والتضحية والفداء ، والقصص القرآنى يروى تاريخ
المؤمنات الصابرات المحتسبات ، السيدة آسيا ورعايتها وعنايتها بسيدنا
موسى ودفاعها عنه هي التى كان لها الفضل فى حفظه من عدو الله وعدوه
حتى شب عن الطوق وبدأ رسالته،والسيدة مريم القانتة الراكعة الساجدة
من كانت أهلا لحمل كلمة الله عيسى وينادى باسمها عيسى بن مريم
والسيدة خديجة أم الزهراء وجدة كل الشرفاء والبتول أم أبيها وقرة
عينه ، والسنة المطهرة كم تحوى من قصص لعظيمات مجاهدات ومن هن للنساء
سيدات وللرجال أمهات ، وقد سألت السيدة أم سلمة وقالت: يذكر الرجال
فى القرآن ولا نذكر
.
فنزل قوله تعالى ( إن المؤمنين والمؤمنات) ، وقد كان الرسول صلى الله
عليه وسلم يقرع بين نسائه إذا أراد الخروج للسفر لترافقه إحداهن وفى
إحدى المرات كانت المرافقة من نصيب السيدة عائشة رضى الله عنها وكانت
لاتزال صغيرة وعرضت عليه ان يتسابقا فسبقته فى هذه الحادثة
وبعد فترة جاء الطلب فى النبى ووافقت على ذلك بعد ان كبرت وزاد
وزنها فسبقها، وقال لها هذه بتلك هكذا كان يتعامل النبى مع
زوجاته.
نجد الدول المتقدمة أصبحت تهتم بالمرأة ، بتعليمها ودورها فى المجتمع
لأنها تعي تأثيرها على ذلك مما اسهم فى التنميه بمختلف المجالات
السياسية والصحية والاقتصادية والاجتماعية واصبحت لاتقل اهمية
عن الرجل وتتولى كثيراً من المناصب العليا في الدولة.
ومن المحزن والمؤسف حقاً ان بعض الدول الاسلاميه
تتوارث أفكاراً ناتجة عن العادات والتقاليد لتلك الدول جميعها تحمل
فى مضمونها تهميش دورها واستضعافها وأنها لا تصلح إلا لأعمال
المنزل،ونقول لهؤلاء إن هذا الإحساس وان بدا بسيطا لكنه كبير فى
مستقبل الأجيال القادمة وعاقبته وخيمة ، ونجد كثيراً من الدول
العربية الغنية لم تستطع أن تقدم فوائد فى هذا المجال وفى شتى
المجالات للدول العربية الفقيرة وهذا ناتج طبيعى من ذلك وكيف يمكن أن
تحدث تنمية متكاملة ونصف المجتمع مشلول إما بالفقر أوالجهل؟
أحياناٌ يكون الرجل من الذين منَّ الله عليهم بقدر
عال من التعليم ولكنه يعامل المرأه مثل معاملة شقيقه الآخر الذي لم
يتعلم ، ولايهتم إلا بالأمور الثانوية، عند اختياره لها زوجةً يقتل
الطموح بداخلها ، وينسى دورها الأساسي فى تربية الأجيال خاصة وأن
العصر أصبح عصر المعرفة والتكنلوجيا المتطورة ، والعالم كله قريةً
صغيرة، وقد فُرضت علينا هذه العولمة فى المجالات عامة؛ الاقتصادية
والثقافية والاجتماعية وأصبح العالم يتعامل بشراسة وهيمنه ولامجال
للضعفاء فيه
.
هكذا أصبح العالم ولكن إلى متى سوف نظل نحمل هذه
الأفكار؟
مانحتاجه فى المرحله القادمه مزيد من العلم والمعرفة حتى نستطيع
مواكبة العالم وإلا أصبحنا فريسة سهلة يمكن القضاء عليها، لأننا أمام
خيارين إما أن نكون أمة متعلمة ومتحضرة تستطيع مسايرة العولمة
، أو أمة متخلفة ضعيفة تفترسها تلك الدول.
لمعالجةهذه الافكار المتوارثة وغير الواقعية ، لابد من الرجوع إلى
الأصول الإسلامية التى توضح كيف يمكن تربية المرأة تربية تعتمد على
الاصول الدينية القوية ، وعلى الآباء استخدام طريقة بسيطة وسهلة في
التربية لتوصيل مفهوم الدين ومعرفه نقاط ضعف أبنائهم والتعامل معها
بحكمه كما كان يفعل النبي مع اصحابه وكان يأتى اليه الرجل
ويقول له ''عظنى يارسول الله'' ويقول له النبي ''لاتغضب'' وآخر
يسال النبي نفس السؤال ويقول له النبي ''عليك بأمك
''لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم أن الأول له أفعال حميدة ولكنه
سريع الغضب والآخر كذلك لكن أمه تحتاج إليه فى هذه الفتره بشده وهكذا
كان يفعل الحبيب صلوات الله عليه فى تعليم أصحابه.
وحتى لا تتأثر المرأه بتيارات العولمة الثقافية
الوافدة إلينا من الغرب والتى تهدف فى مضمونها إلى محاربة الثقافة
الإسلامية ونشر ثقافة الغرب التى تحرر المرأة باسلوب خطأ يتعارض مع
تعاليم الإسلام.
|