العد د الأول  (شباط)

 
لولاهُموا وَكذاكَ لولاهُنّ

باؤها ياؤها

لولاهُموا وَكذاكَ لولاهُنّ  

أمى نبع الحنان الذى لا ينضب حملتنى فى أحشائها وتربيت فى حجرها وشفيت على ذراعها وبسر دعائها فى سهر ليلها لو أنفقت عمرى ما وفيت حقها �تشقى لتعبى وتفرح لسعدى تتحول أحاسيسها تبعا لما أكون عليه ، لولا هذه العاطفة التى حباها الله إياها ما استطاعت البذل والعطاء والتضحية والفداء ، والقصص القرآنى يروى تاريخ المؤمنات الصابرات المحتسبات ، السيدة آسيا ورعايتها وعنايتها بسيدنا موسى ودفاعها عنه هي التى كان لها الفضل فى حفظه من عدو الله وعدوه حتى شب عن الطوق وبدأ رسالته،والسيدة مريم القانتة الراكعة الساجدة من كانت أهلا لحمل كلمة الله عيسى وينادى باسمها عيسى بن مريم والسيدة خديجة أم الزهراء وجدة كل الشرفاء والبتول أم أبيها وقرة عينه ، والسنة المطهرة كم تحوى من قصص لعظيمات مجاهدات ومن هن للنساء سيدات وللرجال أمهات ، وقد سألت السيدة أم سلمة وقالت: يذكر الرجال فى القرآن ولا نذكر . فنزل قوله تعالى ( إن المؤمنين والمؤمنات) ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرع بين نسائه إذا أراد الخروج للسفر لترافقه إحداهن وفى إحدى المرات كانت المرافقة من نصيب السيدة عائشة رضى الله عنها وكانت لاتزال صغيرة  وعرضت عليه ان يتسابقا فسبقته فى هذه الحادثة وبعد فترة جاء الطلب فى النبى  ووافقت على ذلك بعد ان كبرت وزاد  وزنها فسبقها، وقال لها هذه بتلك هكذا كان يتعامل النبى  مع زوجاته.

نجد الدول المتقدمة أصبحت تهتم بالمرأة ، بتعليمها ودورها فى المجتمع لأنها تعي تأثيرها على ذلك مما اسهم فى التنميه بمختلف المجالات السياسية والصحية  والاقتصادية والاجتماعية واصبحت لاتقل اهمية عن الرجل وتتولى كثيراً من المناصب العليا في الدولة.

ومن المحزن والمؤسف حقاً ان بعض الدول الاسلاميه تتوارث أفكاراً ناتجة عن العادات والتقاليد لتلك الدول جميعها تحمل فى مضمونها تهميش دورها واستضعافها وأنها لا تصلح إلا لأعمال المنزل،ونقول لهؤلاء إن هذا الإحساس وان بدا بسيطا لكنه كبير فى مستقبل الأجيال القادمة وعاقبته وخيمة ، ونجد كثيراً من  الدول العربية الغنية لم تستطع أن تقدم فوائد فى هذا المجال وفى شتى المجالات للدول العربية الفقيرة وهذا ناتج طبيعى من ذلك وكيف يمكن أن تحدث تنمية متكاملة ونصف المجتمع مشلول إما بالفقر أوالجهل؟

أحياناٌ يكون الرجل من الذين منَّ الله عليهم بقدر عال من التعليم ولكنه يعامل المرأه  مثل  معاملة شقيقه الآخر الذي لم يتعلم ، ولايهتم إلا بالأمور الثانوية،  عند اختياره لها زوجةً يقتل الطموح بداخلها ، وينسى دورها الأساسي فى تربية الأجيال خاصة وأن العصر أصبح عصر  المعرفة والتكنلوجيا المتطورة  ، والعالم كله قريةً صغيرة، وقد فُرضت علينا هذه العولمة فى المجالات عامة؛  الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وأصبح العالم يتعامل بشراسة وهيمنه ولامجال للضعفاء فيه . هكذا أصبح العالم ولكن إلى متى سوف نظل نحمل هذه الأفكار؟

مانحتاجه فى المرحله القادمه مزيد من العلم والمعرفة حتى نستطيع مواكبة العالم وإلا أصبحنا فريسة سهلة يمكن القضاء عليها، لأننا أمام خيارين إما أن نكون  أمة متعلمة ومتحضرة تستطيع مسايرة العولمة ،  أو أمة متخلفة ضعيفة تفترسها تلك الدول.

 لمعالجةهذه الافكار المتوارثة وغير الواقعية ، لابد من الرجوع إلى الأصول الإسلامية التى توضح كيف يمكن تربية المرأة تربية تعتمد على الاصول الدينية القوية ، وعلى الآباء استخدام طريقة بسيطة وسهلة في التربية لتوصيل مفهوم الدين ومعرفه نقاط ضعف أبنائهم والتعامل معها بحكمه كما كان يفعل النبي  مع اصحابه وكان يأتى اليه الرجل ويقول له ''عظنى يارسول الله'' ويقول له النبي  ''لاتغضب'' وآخر يسال النبي  نفس السؤال ويقول له النبي  ''عليك بأمك ''لأنه صلى  الله عليه وسلم يعلم أن الأول له أفعال حميدة ولكنه سريع الغضب والآخر كذلك لكن أمه تحتاج إليه فى هذه الفتره بشده وهكذا كان يفعل الحبيب صلوات الله عليه فى تعليم  أصحابه.

وحتى لا تتأثر المرأه بتيارات العولمة الثقافية الوافدة إلينا من الغرب والتى تهدف فى مضمونها  إلى محاربة الثقافة الإسلامية ونشر ثقافة الغرب التى تحرر المرأة باسلوب خطأ يتعارض مع  تعاليم الإسلام.

 

باؤها ياؤها

 كان هنالك طفلٌ فارق النوم عينيه وأتعب جدته بكثرة الأسئلة وألح فيها حيث قال ماهذه ياجدتى ونظر للوحة كانت معلقه على الحائط فقالـت لـه الـجدة هــذه قباب وقال لها مامعنى القباب فقالت هي لأولياء الله الصالحين ،وهم الذين  يعملون أعمال عظيمة ويقومون بخدمة دين الرسول صلى الله عليه وسلم ،وحتى تتعرف عليهم سوف أقص لك هذه الحكايه لهذا الطفل المعجزة.

ففى منتصف القرن السابع ولدٌ طفل فريد فى عصره ، فقد ولد ذلك الطفل فى ليلة التاسع والعشرين سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وكان ذلك يوم الشك مما جعل الأمة تعيش فى حيرة هل تكمل شعبان أم تبدأ رمضان حيث غمً عليهم رؤيه الهلال ، وكان هناك رجل صالح يدُعى الشيخ بن هارون قد أرسل إلى والدة ذلك المولود الصغير يسألها إذاكان الصغير رضع من ثديها هذا اليوم أم لا ، فأخبرته والدته أنه منذ الآذان فارق ثديها ولم يرضع، فقال لها الشيخ بن هارون لاتحزنى فانه إذا غربت الشمس رضع، عندئذ دخل الاطمئنان الى قلب والدتهُ ،وكان عند الشيخ بن هارون علمُ بأن هذا المولود يولد صالحاٍ وأنه وليُ  عصره.

اما والد ذلك الطفل فهو رجلٌ صالح يدعى عبد العزيز كان بينه وبين الشيخ بن هارون صحبة ويكن له كل حبٌ واحترام ، إضافة إلى أن الشيخ بن هارون كان يقوم إجلالا عند رؤية الشيخ عبدالعزيز فتسأله الناس لقيامه فقال لهم الشيخ بن هارون إن فى ظهره ولياٍ يبلغ صيته المشرق والمغرب ،ورأوه بعد فتره وقد ترك القيام له  فسالوه عن ذلك فقال لهم ماكان القيام له بل كان لبحر فى ظهره وقدإنتقل إلى زوجته ، وهذا يدل على أنه كان ولياً منذ أن كان أمشاجاً فى بطن أمه وماقام به الشيخ بن هارون من إجلال يعتبر قمه الأدب والطاعةلأولياء الله الصالحين حيث قال الله تعالى فيهم {ألاّ إن أولياء الله لاخوفٌ عليهم ولاهم يحزنون}.

وقد حكى أنه لما بلغ من العمر سنة أمسك من يحملهم الريح وهم أولياء الله الطياره وأقعدهم الأرض، ولما بلغ سنتين أقرأ مؤمنى الجن القرآن ولهذا لما بلغ سنتين دفعه والده لمؤدب الأطفال، لما توسم فيه من الخير وخشى أن يفوته تدبير السلوك بعدم القراءة  فلما لقنه المؤدب كعادة الأطفال ألف ،باء ، تاء  قال له الطفل ألا انتهيت من معنى الألف حتى تنتقل إلى الباء ثم التاء  فقال المؤدب  وهل للإلف معنى فقال الطفل نعم وإلا لما قال الله تعالى فى كتابه الكريم {ألم}.

فحُدث المؤدب بأنه صام فى المهد، فسأله المؤدب وهل شعرت بصومك فى المهد ، فقال يامؤدِب وهل يتقبل ممن يعبد الله على جهل ، فسأله المؤدٌب من أنت فقال أنا ابراهيم بن عبدالعزيز المكنى بأبى المجد فقال له المؤدُب اذهب إلى أبوك فأنك لست بحاجة الى مؤدب.

أتدرون من الطفل إنه السيد إبراهيم القرشي الدسوقى  رابع الاقطاب الأربعه رضى الله عنهم.

 

يدور في ساحات العمل الشبابي تساؤلات في غاية الأهمية ولقد تمت مناقشة تلك التساؤلات في كثير من المحافل الدولية والمحلية ولم تجد هذه القضية حلاً جذرياً وبعداً فلسفياً منطقياً يجعلنا نقر بتحليل تلك القضية وهي قضية الشباب والتدين وأعني بالتدين وفق الدين الإسلامي. والحقيقة أن الشباب في ظل العصور الإسلامية المختلفة كانت علاقته بالدين ضعيفة إلى حد ما وذلك نتاجاً لاشكالات نفسية واجتماعية وثقافية ويبدو هذا الضعف واضحاً في الفترات التي يشتد فيها الصراع الحضاري ما بين الأمم فيلقي بظلال قاتمة على عقول الشباب المسلم الذي يدخل في مرحلة من التخبط الفكري فيلجأ إلى ممارسات يعتقد بأنها ثورية ضد المجتمعات الرجعية التي تقيد انطلاقته نحو مواكبة عقلانية الحضارة فيرى أن الدين كما يقول الشيوعيون (أفيون للشعوب) فيسعى نحو التحرر من كل قيود الدين المعرقلة لتطوره الحضاري وبذلك يصبح الدين عند هؤلاء الشباب من الأمور ذات الأهمية� وفي عصر العولمة الحالية والتي لا تعرف الحدود ولا الخطوط الحمراء كان شكل الصراع ما بين الحضارات أكثرخطورة فسادت حضارة أحادية هي الحضارة الغربية بينما ضعفت مشاركة الحضارات الأخرى في مجال الإبداع والإبتكار الإنساني فسادت ثقافة مناهضة للثقافات الأخرى وأصبحت مغريات التبشير وسط الشباب المسلم خطيرة للغاية� وسط تلك الأجواء السوداوية لاح الفجر البرهاني العظيم فتشعشع النور في كل بيت وكل شارع الكل يصدح بإمامنا المصطفى والكل يؤكد أن جاءكم إبراهيم فكان عظمه انتشار الرسالة وسط قطاعات الشباب والباحث في الطريقة البرهانية يجد أن نسبة الشباب فيها عالية جداً قد تصل إلى (70%) والسؤال هو لماذا ينخرط الشباب في الطريقة البرهانية دون غيرها من الطرق الصوفية زو التيارات الإسلاميةالمختلفة� والجواب بكل بساطة أن البرهانية قالت للشباب أن الحب فرض ومواكبة الحضارة فرض فصارت البرهانية آلية تدير عمليات الحوار الحضاري مع العالم بكل ايدلوجياته كما لها دوراً هاماً في عمليات المثاقفة وذلك نسبة لتشكيلها الاجتماعي الدولي وبهذا قويت علاقة الشباب بالدين الجوهر النقي وأصبح له دور في خدمة الإنسانية من أوسع الأبواب وهو الدعوة لدولة سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه.

 سامي حسب الرسول

 

 

رجل قال كنت في قافلة من الحجيج نقصد بيت الله الحرام فمررنا بغلام يسير على قدميه ويحرك شفتيه فقلت: بم تحرك شفتيك يا غلام؟
قال : بذكر الله
.
قلت : انه لم يجر عليك التكليف بذلك
.
قال : رأيت الموت يأخذ من هو أصغر مني سناً، ورأيت أمي توقد الحطب الكبير بالحطب الصغير
.
قلت إلى أين؟
قال : إلى بيت الله الحرام
.
قلت : طريقك طويل وخطاك قصيرة!
قال : إنما عليَّ الخطى وعليه البلاغ
.
قلت : وأين زادك؟
قال : زادي يقيني
.
قلت : إنما اعني طعامك
.
قال : أرأيت إن دعاك كريم إلى داره أكان يجمل بك أن تحمل طعامك معك فكذلك دعاني ربي إلى داره فلم أحمل طعامي معي
.
قال الرجل : فلما دخلنا مكة وجدناه قد دخل أمامنا
.