العد د الأول  (شباط)

 

افهموا وتفقهوا

 

 الحمد لله رب العلمين � اللهم إنا توسلنا بجاه سيدنا محمد إليك واعتمدنا بشفاعته لديك أن تؤمن خوفنا وتستر عيوبنا وتغفر ذنوبنا ، إلهي إذا كنت لا تقبل إلا المجتهدين  فمن للمقصرين وإن كنت لا ترحم إلا المحبين الطائعين فمن للعاصين والمذنبين.

 أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، يقول سبحانه وتعالى:{وقال لهم نبيهم إنَّ آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينه من ربكم وبقيه مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين} (البقرة 248). وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله، اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاما تاما على سيدنا محمد الذى تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وأصحابه وأزواجه  وأحبابه وسلم، اخرج بن أبي حاتم والبيهقي في ا

لدلائل عن سيدنا عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال:(حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب، فأخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مدورة  فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المعول فضربها ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتي المدينة أي ما بين حرتيها والحرة أرض ذات حجارة سوداء فكبر وكبر المسلمون ، ثم ضربها الثانية فبرق منها برق أضاء ما بين لابتى المدينة فكبر وكبر المسلمون ، ثم ضربها  الثالثة فكسرها وبرق منها برقا أضاء مابين لابتيها فكبر وكبر المسلمون. فسُئِل عن ذلك فقال :(ضربت الأولى فأضاءت لي مدائن كسرى وأخبرنى جبريل ان أمتى ظاهرة عليها ،  ثم ضربت الثانية فأضاءت لى أرض الروم وأخبرنى جبريل أن أمتي ظاهرة عليها   .(ثم ضربت الثالثة فأضاءت قصور صنعاء وأخبرنى جبريل أن أمتي ظاهرة عليها)  

 فقال المنافقون : ألا تعجبون يحدثكم ويمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب مدائن كسرى وغير ذلك وأنتم هنا إنما تحفرون الخندق من العدو لا تستطيعون أن تبرزوا لهم� فنزل قول الحق سبحانه وتعالى : {وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}ا

أما بعد فيا أيها الأحباب.  إنَّ المنافقين فى كل زمان وفى كل مكان، فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن الخبر المرتقب الذي سئل عنه والمنافقون يقولون إن محمداً يعدكم بالباطل ''وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا.'' وهذا هو اعتقادهم الفاسد فى كل زمان. إذا زرت النبي وتوسلت به يقولون هذا حرام وشرك وإذا  زرت قبور الصالحين وتوسلت بهم يقولون هذا كفر

ويقولون إنَّ سيدنا عمر قطع شجرة بيعة الرضوان لأجل منع الشرك والكفر بالله أولا يعلم الجميع ان الشرك فى أمة النبي صلى الله عليه وسلم شئ والتبرك بآثار الصالحين شئ آخر. ثم أن سيدنا عمر قام بقطع شجرة بيعة الرضوان لأنهم كانوا حديثي العهد بالدين ونفوسهم قريبة من عبادة الأصنام ،خاصة وأن هذه الفترة من الخلافة  فترة ترسيخ العقيدة  والغزوات والفتوحات ولم يكن فعل سيدنا عمر لمنع التبرك وإل.... لماذا طلب سيدنا عمر وألح أن يدفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك طلب قبله سيدنا أبو بكر الصديق أن يدفن بجوار حبيبه ، وما طلبوا هذا إلا لأجل التبرك،لأن زيارة أضرحة الأولياء والتبرك شرع منصوص في الإسراء والمعراج نزل النبي صلى الله عليه وسلم وهو المشرع الأول. عن براقه فصلى فى عدة أمكنة معينة مخصوصة طور سيناء، ومولد سيدنا عيسى. لماذا صلى النبي فى هذه الأماكن بعد انتقال أصحابها. ثم أن مشاهد الحج واختيار أماكن معينة فيه للدعاء والتعبد كالوقوف بعرفة وهو جبل لايختلف في ظاهره عن غيره من الجبال،  والسعي بين الصفا والمروة وهم صخرتان، ورمي الجمرات، وفي هذا اكبر دليل على التبرك  وقبول الأعمال ، وكذلك حديث شد الرحال أكبر دليل على  وجود أماكن معينة مباركة مخصوصة، كذلك شجرة بيعة الرضوان مكان للتبرك فالقطع من سيدنا عمر لم يكن لمنع التبرك أو التعبد ولكن خوف سيدنا عمر على حديثي العهد بالإسلام. بل انه صح عن سيدنا عمر رضي الله عنه قال:( لو كان مسجد قباء فى كذا لذهبنا إليه)� وفى كتب الصحاح ان سيدنا عبد الله بن مسعود وهو  صاحب النعال والمشط والمكحلة والإداوة ، وهو إبريق وضوئه صلى الله عليه وآله وسلم كما أورد الإمام البخاري وغيره فكان يوقظ النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام، ويستره إذا اغتسل، ويلبسه نعليه وإذا أراد الخروج وخلعها من قدميه إذا هم بالدخول وكان يحمل له عصاه

وقال المرحوم يوسف النبهاني:

   ونعل خضعنا هيبة لوقارها      فإنا متى نخضع لهيبتها نعلو

   فضعها على أعلى المعارف     إنها حقيقتها تاج وصورتها نعل

وقال أيضا:

   وماحب النعال شغفن قلبي     ولكن حب من لبس النعالا

.التائب من الذنب كمن لا ذنب له ادعوا الله وانتم موقنين بالإجابة

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا اله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله خاتم .الأنبياء والمرسلين

أيها الأحباب إن زيارة الأماكن المباركة شرع شرعه لنا الدين وليس شيئا خارجاً عن الدين ولكنه يقوم على الاعتقاد الحق والإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم � لاكما يدعي البعض بأن النبي  لا ينفع� انظر واسمع معي إلي صدق هذه الصحابية الجليلة وقوة إيمانها واعتقادها فى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم�  روى الإمام البخاري في التاريخ وابن سعد وأبو نعيم فى الدلائل والحافظ بن كثير فى البداية والنهاية عن سيدنا انس رضي الله عنه قال : (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته امرأة مهاجرة ومعها ابن لها قد بلغ  فلم يلبث أن أصابه المرض أياما ثم مات فغمَّضه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بجهازه فلما أردنا أن نغسله قال: يا أنس اذهب إلى أمه فأخبرها فجاءت وجلست عند قدميه صلى الله عليه وسلم وأخذت بها ثم قالت:( اللهم إني أسلمت لك طوعاً وهاجرت إليك رغبة وخلعت الأوثان ،  اللهم لاتشمت بي عبدة الأوثان ولاتحمِّلني من هذه المصيبة مالا طاقة لي بحمله) قال سيدنا أنس ما أتممت كلامها حتى تحرك إ بنها وألقى الثوب من على وجهه  وعاش حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم � وماتت أمه

''اللهم لا تدع لنا فى جمعنا هذا ذنبا إلا غفرته ولاهما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته'' . أقم الصلاة

  محمد رشاد


افهموا وتفقهوا
باب ما يجب منه  الوضوء والغسل

 الوضوء يجب  لما يخرج من المخرجين من البول أو الغائط أو ريحا ولما يخرج من الذكر من مذى  مع غسل الذكر  كله  منه وهو ماء ابيض رقيق يخرج عند اللذة بالانعاط عند المداعبة أو التذكار  وأما الودى فـهـو ماء أبيض خائر يخرج بأثر البول يجب منه ما يجب من البول  وأما المني فهو المــاء الدافق  الذي يخـرج عند اللذة الكبرى  بالجماع ورائحته كرائحة الطلع � وماء المرأة ماء رقيق أصـفر  يجب منه الطهر  فيجب مـن هذا طهر جميع الجسد كما يجب  الطهـر من الحيضـة وأما دم الإستحـاضة فيجب منه الوضـوء ويسـتحب لها  ولسلس ا لـبول أن  يتوضاء لكل صلاة  ويجب الوضـوء من زوال العقـل بنوم مسـتثقل أو إغماء أو سكـر أو تخبط جـنون  ويجب الوضوء من الملامسة للذة والمباشـرة بالجسـد  للذة والقبلة للذة  ومن مس الذكر  واختلف لمس المرأة فرجها في إيجاب الوضوء بذلك يجب الطهر مما ذكرنا من خروج الماء الدافق للذة  في نوم أو يقظة  من رجل أو امرأة  أو انقطاع دم الحيضة  إن الإستحـاضة أو النفـاس  أو بمغيب الحـشـفة في الفرج  وان لم ينزل  ومغيب الحشفة في الفرج يوجب الغسل ويوجب الحد ويوجب الصداق  ويحصن الزوجين  يحل المطلقة ثلاثا للذي طلقها  ويفسد الحج ويفسد الصوم  وإذا رأت المرأة القصة البيضاء تطهرت وكذلك إذا رأت الجفوف تطهرت مكانها رأته بعد يوم أو يومين أو بعد ساعة ثم أن عاودها دم أو رأت صـفرة أو كدرة تركت الصلاة ثم انقطع عنها اغتسلت وصلت ولكن ذلك كله كدم واحد في العدة والاستبراء حتى يبعد ما بين الدمين  مثل ثمانية أيام أو عشرة  فيكون حيضا مؤتنفا  ومن تمـادي بها الدم بلغت خمسة عشر يوما ثم هي مستحاضة  تطـهرت تصـوم وتصلي  ويأتيها زوجها  وإذا انقطع دم النفساء  وان كان قرب الولادة  اغتسلت وصلت وان تمادي بها الدم  جلـست ستين ليلة ثم اغتــسلت  وكانت مستحاضة تصلي وتصوم وتوطأ � 

باب طهارة الماء والثوب والبقعة  وما يجزي من اللباس في الصلاة

والمصلي يناجي ربه فعليه أن يتأهب لذلك بالوضوء أو الطهر  وإن وجب علية الطهر  ويكون ذلك بماء طاهر  غير مشوب بنجاسة ولا بماء قد تغير لونه  لشيء خالطه من شئ نجس  أو طاهر  إلا ما غيرت لـونه الأرض  التي هو بها من سبخه أو حمأة  أو نحوهما  ماء الـسماء وماء العيون وماء الآبار و ماء البحر طيب طـاهر مطهـر للنجاسات  وما غير لونه بشيء طـاهر حل فيه فذلك الماء طاهر غير مطهر في وضوء أو طهر أو زوال نجاسة  وما غيرته النجاسة فليس بطاهر ولا مطـهر  وقليل الماء ينجسه قليل النجاسـة وان لم تغيره  وقلـة الماء مع أحكام الغسل  سنة والسرف منه غلو وبدعة وقد توضاء رسول الله صلي الله عليه وسلم  بمد وهو وزن رطـل وثلث  وتطهر بصاع وهو أربعة إمداد بمده عليه الصلاة والسلام،  وطهارة البقعة للصلاة واجبة وكـذلك طهارة الثوب وقيل إن ذلك فيهما واجب  وجوب الفرائض وقيل وجوب السنن  المؤكدة وينهـي عن الصـلاة في معاطن الإبل ومحجة الطريق و ظهر بيت الله الحرام  والحمام حيث لا يوقن منه بطهارة والمزبلة والمجزرة و مقبرة المشركين وكنائسهم  ، واقل ما يجزي الرجل من اللباس  في الصلاة  ثوب سـائر من درع أو رداء  والدرع القميص ويكره أن يصلي بثوب ليس علي أكتافه منه شئ  وان فعل لم يعدو اقل من  اقل ما يجزي المرآة  من اللباس  في الصلاة  الدرع الحصيف السابغ  الذي يستر ظهور قدميها  وخمار تتقنع به تباشر بكفيها الأرض في السجود مثل الرجل.

 محمد الحسن ود الفكي


قال تعالى :{ وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون ، لعلكم تفلحون}  وقال أنس بن مالك: سمعت رسول الله  يقول :   (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب � ثم تلا : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
وقيل يا رسول الله ، ما علامة التوبة ؟ قال:(الندم)، و التوبة أول منزل من منازل السالكين ، وأول مقام من مقامات الطالبين، وحقيقة التوبة في اللغة  الرجوع يقال  تاب أي رجع ، فالتوبة الرجوع عما كان مذموما في الشرع إلى ما هو محمود فيه�
وقال النبي  :(الندم التوبة)  ، وقد ورد عن أهل السنة  لكي تصح التوبة لا بد لها من ثلاثة شروط الندم على ما عمل من مخالفات ، ترك الزلة في الحال و على أن لا يعود إلى مثل ما عمل من المعاصي
وقال أبو علي الدقاق :(التوبة على ثلاثة أقسام أولها التوبة ، وأوسطها الإنابة ، وآخرها الأوبة)� فجعل التوبة بداية، والأوبة نهاية، والإنابة أوسطها
والإنابة صفة الأولياء والمقربين، والأوبة صفة الأنبياء والمرسلين ، قال تعالى: {نعم العبد إنه أواب}� وقال الجنيد:(التوبة على ثلاثة معاني أولها الندم، وثانيها العزم على ترك المعاودة إلى ما نهى الله عنه ، وثالثها السعي إلى أداء المظالم)
وسئل ذو النون المصري عن التوبة فقال:(التوبة للعوام من الذنوب، وتوبة الخواص من الغفلة)،وقال أيضاً (الاستغفار من غير الإقلاع هو توبة الكاذبين)
وقال عبد الله التميمي :(شتان مابين تائب بتوبة من الزلات ، وتائب بتوبة من الغفلات، وتائب بتوبة من رؤية الحسنات)
. وسئل سهل بن عبد الله عن التوبة فقال :(أن لا تنسى ذنبك)
وقال سيدي الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني:(إن التوبة هي الرجوع عن الذنب ، والذنب ينقسم إلى ثلاثة مراتب إما بدني يتعلق بالجوارح في مرتبة الإسلام ، هو أن يسرق، يزني ، أو أن لا يصلي ولا يصوم ،  التوبة منه العودة إلى تنفيذ الأوامر واجتناب النواهي
... أما مرتبة الإيمان فالتوبة فيها قلبية يستزيد فيها المؤمن بعمل النوافل لا الفرائض، فإذا غفل عن الذكر كان ذنباً  ، وتكون التوبة منه العودة إلى الذكر وباقي النوافل). وفيه يقول صلي الله عليه وسلم : (لو لم تذنبوا وتتوبوا  لأذهبكم الله وأتى بأناس يذنبون فيتوبون فيتوب عليهم ). وبعد ذلك تكون مرتبة الإحسان وفيها يكون الله في سمع العبد وبصره، ويكون العبد دائما في مشاهدة مع الحـق لا يحـق لـه أن يغفل عنه بالاشتغال مع الخلق فإن .غفل عن المشاهدة كان ذنباً عليه التوبة منه بالرجوع إلى المشاهدة

لي عندها ذنب برؤية غيرها      فهل لي إلى ليلى المليحة شافع
           

    من المعرض المقام أثناء حولية سيدى فخر الدين    

             إشراف   

                الشيخ الحسين الشيخ محمد عثمان