شعاع من بني النور
في مقال اليوم نتناول مادة جديدة تتعلق بالإتجاه الإحيائي بين منهجية
العولمة والتصوف.
إنَّ أصحاب النزعة التحديثية دعوا المسلمين للعودة إلى
منابع الإسلام الأصلية ، ترمي هذه النزعة إلى إعادة تفسير الإسلام وتأويل
نصوصه بما يؤيد الحضارة الغربية ويساعد على ترويجها بين المسلمين.
بالتحديد نقول ينبغي أن نعيد النظر في الدراسة التحليلية لمنهج الدين من
جميع النواحي وينبغي أن نستخدم الفلسفة الحديثة، يعني البحث العقلي
وفلسفة الأخلاق وعلم النفس والمنطق في صياغة القواعد الأساسية وإعادة
تقديرها حتى تخرج بمادة سلسة وبسيطة للقارئ ليستوعبها.
الواقع أن بعض الحركات الإسلامية المعاصرة تجتهد كي تدخل، وبدرجات
متفاوتة قيما وسلوكيات جديدة لتقوى صلاحيتها للحياة في الأوضاع
الحديثة، وعلى هذا فإن التوجيه المذهبي للحركات الإسلامية المعاصرة قد
تأثر بمذهبيات التطور الحديث.
وهنا تبرز خطوة كبرى تشكل منهج العولمة في خطى ثابتة لربط منابع
الإسلام الأصلية وإيضاحها إذا لابد من مرجع حتى ندرك حقيقة مانقول
، إن الإتجاه الصوفي يسلط الضوء على هذه الفئات والحركات الإسلامية التي
مازالت تتخبط في دائرة مفرغة.
إنَّ للتصوف القدرة وبالدليل على تحطيم كلِّ الحواجز للحضارات الغربية
والحركات الإسلامية التي تدع المعرفة بأصول الدين والفقه، نستطيع القول
أن إنهيار القيم الإيمانية والأخلاقية في الحضارة الغربية في العالم
المتحضر دفعت الكثير من العلماء إلى تصحيح العقائد وإخراج الأمة الغربية
من الضياع.
إن الأمة المسلمة مطالبة ببلورة الفلسفة التي تحتل
المرتبة الأولى على مستوى العالم ، باعتبار أن الأمة المسلمة هي أمة
الوصايا والتكليف والشهادة على الناس أجمعين ودول العالم شهدت تطورا
ملحوظا في شتى المجالات وذلك بفضل علمائها الذين وصلوا إلى القمة دون
سابق مثيل، والقليل أدرك القمة باستقلال الفكر الذاتي معرضا عن فكر الغير
لأنه يؤثر سلبا على الخصوصية الفكرية الذاتية.
إذن فالقمة هي أسلوب مميز بالخصوصية والانفراد الإبداعي الذاتي
وشواهد حق نقولها إن القمة في الإبداع والأسلوب الحضاري المميز لانجده
إلا عند العلماء، وأي علماء نقصد القول فيهم هذا مانريد توضيحه في العدد
القادم.
غادة سليمان الز
ين |