ركن
الطفل
اصطحبت الجدة أحد الأطفال
للخروج في نزهة في أحد الحدائق العامة وقالت له: يابنى لا تتحدث إلا
حين يطلب منك ذلك فقال: نعم ياجدتى وفي الطريق رأى الطفل رجلا شديد
العرج صاح بصوت مرتفع انظري ياجدتى إلى هذا الرجل الأعرج، انظرى
ياجدتى كيف يمشى نظرت الجده إلى الطفل نظره غضب عسى ان يسكت ويكف عما
يفعل وغضبت الجده واصطحبته إلى البيت وقالت له نادِ إخوتك لأحكى لكم
قصة الصحابى الجليل الذى لم يمنعه عرجه عن صحبة الحبيب المصطفى صلى
الله عليه وسلم كان لديه أربع أولاد اتفق ولده معاذ بن عمرو مع صديقه
معاذ بن جبل على أن يجعلا من صنم عمرو بن جموح سخرية ولعبا فكانا
يدلجان عليه ليلا ثم يحملانه ويطرحانه فى حفره كان الناس يطرحون فيها
فضلاتهم ويصبح عمر فلايجد صنمه منافاً فى مكانه ويبحث عنه حتى يجده
طريح تلك الحفره فيثور ثم يغسله ويطهره ويطيبه فاذا جاء ليل جديد صنع
المعاذان بالصنم مثل مايفعلان به كل ليلة حتى اذا سئم عمرو جاء بسيفه
ووضعه فى عنق مناف وقال له ان كان فيك خير فدافع عن نفسك..!!
فلما أصبح لم يجد
مكانه.. بل وجده في الحفرة ذاتها طريحا، بيد أنه هذه المرة لم يكن في
حفرته وحيدا.. بل كان مشدوداً مع كلب ميت في حبل وثيق.
و إذ هو في غضبه، و أسفه،
ودهشته، اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين كانوا قد سبقوا إلى
الإسلام..
و راحوا، و هم يشيرون
بأصابعهم إلى الصنم المنكَّس المقرون بكلب ميت، يخاطبون في عمرو بن
الجموح عقله و قلبه و رشده، محدثينه عن الإله الحق، العلي الأعلى،
الذي ليس كمثله شئ..
و عن محمد الصادق الأمين، الذي جاء الحياة ليعطي لا ليأخذ.. ليهدي، لا
ليضل..
و عن الإسلام، الذي جاء
يحرر البشر من الأغلال - جميع الأغلال - و جاء يحيي فيهم روح الله و
ينشر في قلوبهم نوره.
و في لحظات وجد عمرو نفسه
و مصيره.. امتلأ قلبه بنور الإيمان وقال: اشهد ان لاإله الا الله وأن
سيدنا محمد رسول الله وأصبح بعدك ذلك واحدا من الصحابة وجاءت غزوة
أحد وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: إن بنى يريدون إن
يحبسونى عن الخروج معك الى الجهاد ووالله انى لأرجو ان اخطر بعرجتى
هذه فى الجنة.
أريدك يا بنيَّ أن تعلم
أن الله سبحانه تعالى ينظر إلى القلوب لا إلى الأجساد وقد نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن السخرية من الناس.
الجدة
|