فـقــه العــقـائـد

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

 

فـقــه العــقـائـد

علم الجرح والتعديل الذى يقوم عليه مصطلح الحديث يقبل من أهله وهم الأئمة العدول الذين يدرون أحوال الرجال فيجرحون أو يعدلون ولكن جرح الرواة لا يقبل ممن هو مجروح فى ذاته، وهذا العلم الذى يقوم بالشهادة للراوى أو عليه إنما له أصول وقد أوضح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فى الشهادة للناس أصولا حينما طلب شاهدًا على أمانة رجل، فقام رجل وقال أنا أشهد له بالعدل والأمانة، فسأله سيدنا عمر هل هو جارك الأدنى الذى تعرف حاله فى ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ فقال الرجل لا، فقال سيدنا عمر هل عاملك بالدرهم والدينار الذى يسـتدل بهما على الورع؟ فقال الرجل لا، فقال سيدنا عمر هل هو رافقك فى السفر الذى يستدل به على مكارم الأخلاق؟ فقال الرجل لا، فقال سيدنا عمر ليس لك أن تشهد له أو عليه0ولقد أفتى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أهل السنة والجماعة بغير خلاف فى أربعة ألف ألف حديث (4 مليون) وقد انتقى منها ما يلزم المسلم وصنفها حسب الرواة فى مسنده ثمانية وأربعين ألفا ثم أضاف أربعة آلاف أخرى فى زوائد المسند وقد صحح هذه الأحاديث الإمام الحافظ العراقى فقال إنها كلها أحاديث صحيحة غير أن هنا ثمانية عشر حديثا لا أعرفهم فلما بلغ ذلك القول الحافظ بن حجر العسقلانى استحى أن يرد على أستاذه فأرسل إلى تلميذه الحافظ القسطلانى خطاب يطلب منه أن يسأله من تلك الأحاديث فأرسل إليه الحافظ القسطلانى الخطاب، فما كان من بن حجر إلا أن ألّفَ كتابا اسمه (القول المسدد فى الذود عن مسند أحمد) ومن ثم فقد انتقى الإمام أحمد الأحاديث وهو المعروف بدقته فى اختيار الأحاديث وصحح تلك الأحاديث الحافظ العراقى والحافظ بن حجر العسقلانى والحافظ القسطلانى رضى الله عنهم. ولكن من عجيب العجاب فى هذا الزمان أن يطلع علينا من يضعف ويكذب أحاديث المسند.ولنعلم أن الأئمة السابقين كانوا يصححون الحديث على رسول الله  كما اشتهر عن الإمام الشافعى أنه عندما زار الإمام أحمد بن حنبل واعترض أحد أبناء الإمام أحمد على الشافعى أنه دخل ينام ولم يقيم الليل فقال الشافعى (والله ما كنت نائما ولكن صححت على رســول الله (سبعين حديثا).

والحديث الذى رواه الشافعى رضي الله عنه أيضا إذ قال: رأيت رسول الله  فقلت يا رسـول الله أقَوْلُك (من أكل مع مغفور له غُفر له)؟ فقال  ما كنت قلته ولكن الآن أقوله. عن الشيخ شهاب الدين الرملى الشافعى فى كتاب التبرك ورواه ابن كثير ولِمَ لا وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله  (من رآنى فى منامه فقد رآنى حقا فإن الشيطان لا يتمثل بى) .

وقد كان سيدى عبد الرازق الوفائى صاحب المقام المعروف بالإسكندرية يلقى الدرس ذات مرة فحدث بحديث عن رسول الله  فقام صبى حديث السن وقال هذا ليس بحديث، فقال سيدى عبد الرازق ولكن هذا الحديث فى كتاب كذا ورواه فلان عن فلان فقال الصبى ولكنه ليس بحديث فقال سيدى عبد الرازق للصبى هل جئت لتتعلم أم جئت لتُدَرِّس؟ وما سندك أنه ليس بحديث شريف؟ فقال الصبى لأنى أرى المصطفى  يقف بجانبك ويقول لم أقل هذا الحديث، ثم انطلق الصبى مُهرولا إلى الشارع والشيخ يجرى خلفه.

وهذه رواية الأولياء الصالحين عن النبى  فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله  (من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة ولا يتمثل الشيطان بى).

آحاد أحاديث الصحابة عمدة     فأعينهم للسمع نعم العضيدة

كذلك ما أرويه حقا مقامـه      تقلد فى الترتيب أعظم رتبة

أما عن الفقه فقد قال سيدى فخر الدين رضي الله عنه: إنك لو حفظت القرآن كاملا وكل الأحاديث النبوية الشريفة فهل أنت فقيه وتستطيع أن تفتى فى دين الله؟.

نرجع إلى ما حدث بين الإمام الأعمش وهو من كبار رواة الأحاديث والإمام أبو حــنيفة النعمان رضى الله عنهما وكان يتلقى الحديث عن الإمام الأعمش فدخل على الإمام الأعمش رجل يستفتيه فى مسألة فقهية فرد عليه الإمام الأعمش بلا أدرى فاستأذنه الإمام أبو حنيفة فى أن يرد على السائل ويفتيه بالجواب فأذن له الإمام الأعمش فقام الإمام أبو حنيفة بالإفتاء والرد، فسأله الإمام الأعمش فيم استندت فى فتواك لهذا السائل؟ فقال له أبو حنيفة من الأحاديث التى حفظتها عنك عن رسول الله  فقال الإمام الأعمش أنتم معاشر الفقهاء نحن الصيادلة وأنتم الأطباء.

وهناك بعض الناس يعتقدون أنهم لو قرأوا الكتب وحفظوها فإن ذلك يتيح لهم الفرصة فى الإفتاء فى كتاب الله وسنة رسوله الكريم من غير أن يتلقوا العلم على يد شيخ فقيه.

وأضرب مثلا على ذلك فى قريتنا كان هناك رجل يعمل فى التدريس الابتدائى حتى وصل إلى المعاش فلما أحيل إلى المعاش بدأ يجمع كتب الدين ويقرأ فيها ثم يذهب إلى المآتم حيث يتجمع أهل الميت والمعزون ويلقى دروسا على الناس ويستفتيه العوام فيفتيهم فى أمور دينهم، وفى ذات مرة سأله الناس هل الخمرة حرام؟ فأجاب الرجل ليست حرام لأنها لو كانت حرام لقال القرآن حراما، ولكن القرآن قال رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.

وبالمصادفة كنت ذاهبا لأداء العزاء وكنت أسمع الحوار وأنا فى الطريق حتى دخلت السرادق فسألنى الناس يا شيخ محمد عثمان هل الخمرة حرام؟ فقلت لهم لا، الخمرة ليست حرام، فقال الناس إذً أنت توافق هذا الرجل فى فتواه، فقلت لهم لا، فقالوا إذً ما هى الحكاية؟ فقلت لهم:

أولا:هناك شئ اسمه المكروه وهو الذى لا تؤزر على فعله وتثاب على تركه.

ثانيا:الحرام وهو ما ورد واضحا بالنص القرآنى أو بالحديث الشريف أنه حرام ولا يصح لمخلوق أن يحرم شئ إلا المشرع، والحرام إذا فعلته ولم تتب تدخل النار.

ثالثا:الربا وهو أسوأ من الحرام ولذلك كان جزاؤه ليس النار ولكن جزاؤه حرب من الله ورسوله.

رابعا:السحت وهو المتاجرة بقوت الناس واستغلال احتياجهم لسلع الطعام والشراب لرفع أسعارها بإخفاء هذه السلع، ومن يأكل من هذا السحت فإنما يأكل فى بطنه نارا فى الدنيا وخزى فى الآخرة.

خامسا:الرجس وهو من عمل الشيطان مباشرة وأمر الله باجتنابه فإما أن تأتمر، أو تخالف فتكون قرين الشياطين فى الدنيا والآخرة والرجس هو الإبطان بالكفر.

فانظروا الخمر أم الكبائر أسوأ من الحرام والربا والسحت، ولكن المصيبة فيمن يفتى بغــير علم، مثاله مثال الكلب يأكل الرمة (الميتة) وهى كلها نجاسة تدخل من فمه إلى معدته إلى كل دمه يتنجس بها ثم إذا أراد أن يبول رفع رجله إلى أعلى خوفا من أن يلحقها البول.

ولقد شرح مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضي الله عنه أركان الإسلام التى يجب على المريد أن يلتزم بها قبل أن يتحقق باتباع الطريق، فقال بصوت واضح وبلهجة مصرية وكان ذلك فى دار سيدى إبراهيم الدسوقى رضي الله عنه أمام مسجد الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة، هناك قصتين ضعوهما حلقة بآذانكم:

الأولى:أن سيدى الحسن العدوى صاحب المقام المعروف خلف دار الطريقة بالقاهرة كان شيخا للأزهر وكان يحمل سوطا يجلد به كل من خالف الشريعة وذات مرة مر عليه سيدى أحمد العريان وكان صاحب حال يمشى عريانًا بدون ملابس فقام إليه سيدى حسن العدوى وجلده بالسوط فلما كان الليل وأوى إلى فراشه رأى المصطفى  وممسكا بيده سيدى أحمد العريان على نفس الحال، فلما أصبح الصباح جلس سيدى حسن العدوى فى مجلسه فمر عليه سيدى أحمد العريان على نفس الحال فقام إليه سيدى حسن العدوى وجلده فقال له سيدى أحمد العريان ألم يأتوك فى الرؤيا بالأمس ونهوك عن ذلك؟ فرد عليه سيدى حسن العدوى إنك لو ذهبت إلى الحضرة النبوية أو الحضرة الإلهية عريانا ليس لى بك شأن ولكن إذا رأيتك فى الشارع هكذا سوف أجلدك ثالثا ورابعا وقل للمصطفى  إن شريعتك هى التى أمرت بذلك

أما الحكاية الثانية:فقد استخلف سيدى أبو العباس المرسى سيدى ياقوت العرش خليفة من بعده وكان عبدا أسود، وفى أحد المرات كان هناك موكب وكان سيدى ياقوت العرش راكبا على حصان ويحتفى به الناس وكان هناك أحد الأشراف يرقب الموكب فحدث نفسه وقال لو أن الناس يعلمون أنى شريف لتركوا هذا العبد واحتفوا بى، فلما اقترب منه سيدى ياقوت العرش نزل من على حصانه وسلم عليه وقبل يده وقال له إن معصيتك لجدك أبعدتك عنه، وطاعتى لجدك قربتنى منه.

ونرد بهاتين القصتين على من يدعى أن الطريقة مرتبة إيمان وهى أعلى من مرتبة الإسلام فنقول له ولكن الإيمان لا يبنى فى الهواء بل يبنى على الإسلام واتباع الشريعة.

أما عن الإسـلام فاعلم أنـه      بيت الأمـان وموئل التبيـان

فشــهادة لله ثم لأحمـــد      من غير تثنية. فما الإثنـان؟

وأقم صلاتك مستطاعك خاشعا     إن المقـامـة أقتت بزمـان

فارفع بها ذكـرا ولاتجهر بها     وأتمها تأتيـك باطمئنــان

ولتعط مالا إن تكن مسـتخلفا     فى محكم التنزيل فـى القرآن

والله قد كتب الصيام بفضلـه     كى لا تضيق الروح بالأبـدان

والحج بعد إن استطعت سبيله     فافهـم ففيه تتمـة الأركـان

ويقول سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى رضي الله عنه فى كتابه الجوهرة (يا مريدى عليك أن تحبس نفسك فى قمقم الشريعة) وقال أيضا (من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق) وفى شارات الصوفية فإن راية سيدى إبراهيم رضي الله عنه هى الراية البيضاء شارة الشريعة أما بالنسبة لأهل بيت رسول الله  فسوف نتحدث عنهم بالتفصيل فى الكتاب الخاص بأهل البيت من تلك الموسوعة، ويكفيكم ما رواه زيد بن أرقم قال قال رسول الله  (تركت فيكم الثقلين كتاب الله ممدود من السماء إلى الأرض وأهل بيتى عترتى الطاهرين) رواه مسلم .وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله  (من سره أن يحيى حياتى ويموت مماتى ويسكن جنة عدن غرسها ربى فليوال عليا من بعدى وليقتد بأهل بيتى فإنهم خلقوا من طينتى ورزقوا فهمى وعلمى فويل للمكذبين بفضلهم من بعدى القاطعين فيهم صـلتى لا أنالهم الله شفاعتى) رواه أحمد .وقد أجمع العلماء على اتباع محسنهم والتجاوز عن مسيئهم احتراما وإكراما لجدهم المصطفى  الذى يدخل كلنا الجنة بشفاعته على عيوبنا وذنوبنا وتقصيرنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

خاتمة لازمة

نود أن نوضح أن كل ما ورد فى تلك المقدمة رؤوس موضوعات سوف تأتى الاستفاضة عنها فيما سيأتى من تلك الموسوعة، وسوف نفرد أبوابا خاصة للموضوعات التى اختلف فيها الناس ثم نستعرض الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والأئمة المجتهدين.وإنا نرى أن أبواب فقه العبادات وفقه المعاملات قد أُرسيت أركانه بالآلاف من الكتب ولذا سوف نُولى فقه العقائد القدر الأكبر لنرسى أركانه كما أرسيت أركان صاحبيه، لأن الأمر اختلط على النـاس فى المفاهيم التى تتعلق بالعـقائد ولذا رمى البعض البعض بالشرك أو الوثنية أو تعلق البعض بآيات نزلت فى المشركين فرموا بها المسلمين وتفكر البعض فى ذات الله فحد لها مكانا واستواء وهيئة والعياذ بالله.وفقد البعض الصلة بالحبيب المصطفى  وظـنوا أنه لا عـلاقة له بالدعوة إلى الله، وصار بعض المتصـوفة على ميراث لم يبق منه إلا اسـمه بعد أن راح رسـمه فلا صـيام بالنهـار ولا قيام بِلَيْل وصـار الكلام فى الدين هجوم كل صاحب فكر على الآخر والنيل منه بكل ما يستطيع، ولكن هنا نقـول الله الله فى دين الله.(ألا إن فساد ذات البين هى الحالقة ولا أقول تحلق الشعر بل تحلق الدين) صدقت يا سيدى يا رسول الله .وآخر وصايا الإمام على رضي الله عنه قبل انتقاله بعد أن سألوه الوصية قال: اعلموا أن إصلاح ذات بينكم خير من صلاتكم وصيامكم.

ورضى اللـه تبارك وتعالى عن سيدنا ومولانا الشيخ إبراهيم الشـيخ محمد عثمان عبده الـبرهانى الذى عَلِمَ وعَلَّمَ الذى قيل فيه:

فى يمينيه قوتى ومراسى      بلسانيه عالم وعليـم

وصلى الله على سيدنا محمد النبى الهادى الأمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

محمد صفوت جعفر

 

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

وماء الغيث تشهده الروابى

 الحمد لله الذى رفع أقواما بنور العلم فأصبحوا أحياء على الدوام وحطَّ أقواما بظلام الجهل بما اقترفوا - فأصبحوا أمواتا. وصلِّ اللهم على عالي القدر والمقام سيد الأولين والآ خرين وآله وسلم تسليما. إن للمتحدث دائما رسالة يودُّ إيصالها للمتلقِّى وللمتلقِّى أحوال. يجب مراعاتها وهذا ماتقتضيه البلاغة؛ فقد يكون المتلقى خالى الذهن أو مُترددا مُتشككا أو مُنكرا مجحدا وربما يكون غاضباً أومسروراً أو مضطرباً ولعله يكون طفلا أو شاباً أو كهلا رجلاً أو إمرأة مثقفاً أو غير ذلك.

وقد يخاطب المتحدث جمعاً من البشر وهم بكلِّ هذه الاختلافات والتي يطلق عليها التربية (الفروق الفردية) فكيف السبيل إذن للمتحدث أن يجد وسيلةً لإيصال رسالته لكل هذا الجمع في آن واحد أو لنقل السواد الأعظم منهم وهل تستطيع الألفاظ إنجاز هذه المهمة؟

أرى أن ذلك من الصعوبة بمكان ولكنه ربما يكون من السهولة لمن خصهم الله بالعلم.

عزيزي القاري القول بأسلوب لنقل إنه إسلوب أدبي رفيع، إن من البشر من خصهم الله بالعلم فأصبحوا ذوي منزلة ومكانة رفيعة ومنهم من حطه، فلن تجد أبلغ من قول الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني

سيعلوا ذكر قوم دون قوم       وماء الغيث تشهده الروابي

فمن منا على اختلاف ثقافاتنا من لا يعرف الماء؟ ومن منا من لا يعرف الغيث؟ ومن منا من لا يعرف الروابي؟... إذن قد وضح المقصود ولكننا نحاول أن نثبت ذلك إن لم نفسده.

إن الشيخ محمد عثمان عبده يشبه من رفعهم الله مكاناً علياً بالروابي فقد يعلوا ذكر قوم دون قوم بل سيعلوا بالفعل ولا غرابة في ذلك بدليل أن الروابي وهي القمم العالية هي التي تشهد ماء الغيث وليس غيرها

وليس يصحَ في الأذهان شي        إذا احتاج النهـار الي دليل

وهذه هي الفلسفة التي يقوم عليها التشبيه الضمني فانه لم يؤت بها إلا للتدليل على قضية ما.فكل من لا يعلم يتشكك أو ينكر تفضيل الله لعباده وتخصيصه لهم بالذكر دون غيرهم أتينا له مؤكدين بهذا النظم الفريد وكذلك كل من يدعي أن منزلته هي الرفيعة وأن غيره هم دونه لأن ماء الغيث تشهده الروابي.

ولكن بم يعلو ذكر الإنسان؟ أبالمال؟ أم بالحسب؟ كيف ذلك

وما المال والأهلون إلا وديعة         ولا بدَ يوماَ أن ترد الودائع

أيكون بحسن الوجه؟

وما الحسن في وجه الفتى شرفاًله     إذا لم يكن في فعله والخلائق

إذا تأملنا أخي الكريم البيت مليَّا فلن نجد المراد من الماء في عالم الرمز المفهوم.

إلا العلم وليس المراد من الروابي سوى عباد الله الذين اصطفوا.

والعلم كما نعلم مربوط بإصلاح القلب ومربوط بالذكر.

فيكون علو مقام المرء بالعلم ولن ينال العلم إلا من كان على صراط مستقيم ولن يكون الإنسان على صراط مستقيم إلا بالإكثار من ذكر الله.

الوسيلة إبراهيم