شعـاع مـن بنـي النـور

جـلّ وصـف غـراسها

ميلاد صحيفة صوفية

 

شعــاع مـن بني النور

كلماتنا نهدى بها عشاقنا

المؤمنون السابقون الأوائل الذين سارعوا إلى حب رسول الله ووقفوا معه وعاصروه فى كل خطواته يشرِّفنا أن نتعرَّف على سيرتهم العطرة التي فيها برهان من المنطق والعقل وأىُّ برهان ! إنسان نذر حياته لدعوة ليس فيها أىُّ مغنم شخصي من ثراء أو منصب أو جاه أو نفوذ أوشهرة ولم تتلهَّف روحه للخلود في التاريخِ شأن العظماء فهولا يؤمن بخلود إلا عند ربِّه. تركوا ما في أيديهم من الدنيا وأقبلوا على دعوة نذروا لها أنفسهم ليس فيها مجد ولا هوى.  إن التواضع على الرغم من أنه خُلق من أخلاق رسول الله الأصيلة لم يكن الدليل الذي يدلُّ على عظمته ويشير إليها فإن عظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلغت من التفوق والأصالة ما جعلها آية نفسها وبرهان ذاتها. هذا هو معلم البشر وخاتم الأنبياء هذا هو النور الذي رآه الناس وهو يحيا بينهم بشراً ثم رآه العالم بعد انتقاله حقيقة وذكرا.

جمالَ ذي الأرضِ كانوا في الحياةِ وهم      بعدَ المـماتِ جـمالُ الكُـتب والسـيرِ

والآن نحن ذاهبون الي لقاء رجل من أصحابه الكرام علي صفحات هذه الأسطر حيث يبهرنا من إيمانهم وتضحياتهم ومن عظمة الغرض الذي أقاموه لحياتهم ما لا نكاد نعرف له نظيرا.فإن كلَّ أسباب هذا الإعجاز ستكون واضحة أمامنا.هذه الأسباب لم تكن شيئا سوى النور الذي اتبعوه، نور رسول الله  الذي جمع له الله تعالى من رؤية الحق ورفعة النفس ما شُرِّفت به الحياة وأضاءت به مقادير الإنسان. كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلقب سيدنا بلال بن رباح (بسيِّدنا) وإن رجلاً يلقبه سيدنا عمر بسيدنا لهو رجل عظيم ومحظوظ.

هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والأجيال عرفوا سيدنا بلال وحفظوا اسمه وعرفوا دوره تماما كما عرفوا أعظم خليفتين في الإسلام سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمربن  الخطاب رضي الله تعالى عنهما .وإذا سألت الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولي في أي بقعة من بقاع الأرض يقطنها المسلمون عن سيدنا بلال، فيجيبك أنه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم.وأنه العبد الذي كان سيِّده في الجاهلية يعذبه بالحجارة المستعرة ليرده عن دينه فيقول (أحد أحد) وحينما تبصر هذا الخلود الذي منحه الإسلام لسيدنا بلال الذي لم يكن قبل الإسلام أكثر من عبد رقيق يرعي إبل سيده على حفنات من التمر وكان من المحتوم عليه لولا الإسلام أن يظل عبداً تائهاً في الزحام حتى يطويه الموت ويطّوح به الي أعماق النسيان.لكن صدق إيمانه وعظم الدين الذي آمن به بوّأه في حياته وفي تاريخه مكاناً عليا بين عظماء الإسلام. إن كثيرين من أبطال البشرية من ذوي المآثر المشهودة لم يظفروا بهذا الخلود الذي ظفر به. سيدنا بلال رضي الله عنه ذلك الحبشي الأسود اللون بل إن كثيراً من أبطال التاريخ لم ينالوا من الشهرة التاريخية بعض الذي ناله سيدنا بلال رضي الله عنه  {ذلك فـضل الله يؤتيه من يشاء}.

كلماتنا نهدي بها عشاقنا      لشرابنا ونديمنا لا ينـدم

غادة سليمان

 

 جـلّ وصـف غـراسها

ينجو وينجي أهله

في إحدى زيارات مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله للعاصمة الإيطالية روما سأل إحدى الأخوات عن والديها فأجابت هما في صحة جيدة ولكن للأسف ليس لديهم عقيدة في دين أو إله أو نبي ولو كان ظاهرها اعتناق المسيحية ولكن ليست لهم شعائر أو عبادات فأجاب رضي الله عنه ولماذا لانذهب لزيارتهم وندعوهم للإسلام؟ فقالت الأخت ولكنهم قد تجاوزوا الثمانين من العمر ولاأدري هل يستوعبون الأمر أم لا؟ فقال مولانا فلنجرب والله الموفق.

وبالفعل قام مولانا بارتداء ملابس الخروج وتحركت السيارة صوب منزل الوالدين ولكن الهواجس والخواطر كانت تسيطر على خواطرها خوفا من الأخت على مولانا أن لا يقبل والديها حديث مولانا أو أن يسئ أحد والديها التصرف مع شيخها وقد حاولت أن تثني الشيخ عن عزمه ولكنه أصر على هذه الزيارة والدعوة،ووصلت السيارة وصعد الشيخ إلى المنزل وفتح الباب ودخل الشيخ إلى الصالون،ودخلت الإبنة لتقنع والديها بالسلام على الشيخ وبعد طول إلحاح وافقا ودخلوا للسلام على الشيخ وقطع الشيخ الصمت بالحديث عن النبي والرحمة لكل العالمين وضرورة العقيدة في الله والأنبياء والمشايخ، كل هذا كان طبيعيا ولكن الشيخ كان يتحدث العربية بغير مترجم وهما يصغيان في اهتمام بالغ وفي الختام طلب منهما ترديد الشهادة وفعلوا الواحد تلو الآخر والكل من حولهم في حيرة من المعاني التي جل وصف غراسها

فتى الوادي

 

ميلاد صحيفة صوفية

إن المتابع للساحة الثقافية يجد أن هناك صحفاً متعددة الأغراض وهي تتحدث عن موضوعات شتى من ضروب المعرفة فمنها السياسية والرياضية والاجتماعية... ولكن تخلو الساحة من الصحافة المتخصصة. تتحدث هذه الصحيفة عن التصوف الإسلامي وتجيب عن التساؤلات في أمور أورثت جدلا في مراتب الدين الثلاث: الإسلام والإيمان والإحسان، من درر علوم أهل الله ونسبة الفضل إلى أهله الذين جاء فيهم قوله تعالى {الرحمن فاسأل به خبيرا} وأي شيء في هذه الحياة إذا أردت أن تتعلمه تحتاج إلى خبير فما بالك بالدين من أجل ذلك ظهرت رايات العز لتحقق تلك الأهداف بأسلوب بسيط وفهم صحيح للدين بعيدا عن التشديد أو المساس بأحد ـ

واضعة تعاليم شيخنا ومنهجه نصب أعيننا حيث يقول:

لا تجالس يا مريدي أهل دعوى      أو تصاحب من أحبَّ المنكرين

لا تسامر يا مريدي أهل خوضٍ       إن في الــقرآن زاد السالكين

فعــل أهل الله خير لو علمتم        فاقــتفوهم نعم أجر العاملين

وهاهي الصحيفة قد حال عليها الحول ووقفنا هذه الوقفة لكي نقوِّم ما قدمناه فيها، وقد قمنا بعمل استطلاعات لكي نتعرَّف علي رأي القراء وما أكثر الرسائل التي وصلت معبرة عن شعورها وفرحتها بهذه الإصدارات الشهرية للصحيفة ومتمنية الاستمرار على هذا النهج، وأنقل إليكم هذه الرسالة على سبيل المثال لا الحصر من الأخ عبد الله النور من ولاية النيل الأبيض مدينة كوستي يقول فيها: (قد تشرَّفت بالاطلاع على إصداراتكم المتفرِّدة شكلا ومضمونا حيث تتناول رسالة من أعظم الرسالات في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى من يتناولها بهذا الأسلوب المتحضر والقالب العصري الذي يتماشى مع طبيعة إنسان اليوم الذي قد لا يسمح له ظرف الزمان بالاطلاع على أمهات الكتب خاصة التصوف. حقيقة إن إصداراتكم تسهم إسهاما مباشرا في السموِّ الروحاني للإنسان بالإضافة إلى أنها زهيدة السعر في وقت تتعدد فيه أغراض الإنسان فضلا عن وجودها في صفحات الإنترنت).

 نشكر هذا الأخ الكريم على رسالته واهتمامه والشكر موصول لكل من راسلنا وشارك بالنقد البنَّاء والرأي الهادف ونتمنى أن يكون حبل الوصال ممدودا بيننا ما دام الدين عند الله حسن المقصد

صديق ابو هريرة