شعــاع مـن بني
النور
من أجل ابراهيم بعد رجائه
مواصلة لما انقطع من حديث عن سيرة ساداتنا العطرة، أهل الله الصحابة
الاجلاء رضوان الله عليهم أجمعين وأرضانا بهم.
في هذه اللحظات لا يتسنى لنا ولا يسعنا إلا أن ننحني شكراً وتقديراً
وعرفاناً واجلالاً وإكباراً وتواضعاً وحباً ورحمة لمن أكرمونا بفيض
رحمتهم الطاهرة ونفحاتهم العطرة. بهذه الكلمات البسيطة الوضاءة نتحدث
عن مواقفهم النبيلة العظيمة في سبيل بحثهم عن الحقيقة والشريعة
الدينية الصرفة التي تمدهم بحبل التواصل لله وترسم دورهم في الحياة.
فايّ أناس شامخين هؤلاء؟ وأيّ تفوق عظيم أحرزوه بروحهم وجهدهم حباً
وتواضعاً للخلائق اجمعين. فرضتهم إرادتهم الغلابّة على المصاعب
فقهروها وعلي المستحيل فذللوه فأصبح ممكناً.
أيّ تبتل للحقيقة وأي ولاء لها هذا الذي أخرج مشائخنا الكرام رضوان
الله عليهم طائعين مختارين يبذلون غاية جهدهم حتى يحافظوا على هذه
الأمة التي باتت توشك أن تضيع وسط أطماع النفوس الضالة الضعيفة وحتى
لا تقع في دوامة المجهول. ولهذا السبب ينتقل شيخنا رضوان الله عليه
وأرضانا به من أرض الي أرض ومن بلد إلي بلد قوياً كادحاً غير متكاسلٍ
ولا متوانٍ ناصباً جبروته وسلطانه وتتفحص بصيرته الناقدة الناس
والمذاهب والحياة. والشيخ مصطبر يُعطي من عمره ما يشهد له الزمان
والمكان من مواصلة دعوته ونشرها صادقة قوية. متمنين من الله القدير
أن تخفق رايات عز الله عالية في كل مكان من الأرض وبقاعها ويحفظ الله
لنا شيخنا الجليل وهو يمدُّ جسر التواصل لجمع الشمل وإمداداً ومرحمةً
حتى يعم الصفاء والوداد في كل مشارق الارض ومغاربها بحبِّه للناس
وعطفه عليهم.
والحقيقة والحق يقال فإن أهل الصفاء والود لا ينامون الليل إلا قليلاً
يسهرون من أجل سعادة الناس وراحتهم وحلِّ جميع مشاكلهم فكيف لا يتسنى
لنا ونحن بجوارهم أن نكون طوع أمرهم ونعمل على نشر الطريقة بكل ما
نملك من وسائل وأسباب بدلا من أن نغشاهم في بيوتهم لنشتكي لهم ما فعل
فلان وابنه فلان وهم أدرى بها. اخوتي في كل مكان حفظ الله أبانا
الشيخ ابراهيم رضي الله عنه وأمدَّ الله في عمره وهو هبة الله لنا من
رحمته الواسعة وهو يمسك زمام الفوج ويقود سفينة القوم حتى ترسوا في
شط العز.
غادة سليمان
|