فــي ذكــرى عاشــوراء

ذكـــرى كـــربــــلاء

 

يوافق العاشر من المحرَّم ذكرى معركة كربلاء التي استشهد فيها سيِّد شباب أهل الجنَّة وسبط رسول الله  سيِّدنا أبو عبد الله الحسين رضي الله عنه، وقد أجمع المؤرخون على أن أكبر الفجائع التي نزلت بالمسلمين بعد وفاة رسول الله  هي مقتل أبي عبد الله الحسين بن عليٍّ السبط الزكي الشهيد رضي الله عنه وجماعةٌ من أهل بيته الطاهرين أريق دمُهم الطاهر في كربلاء قال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه. وهذه الذكرى لا يهتمُّ بها المجتمع السنُّي فقد أدى انقسام المجتمع الإسلامي إلى سنة وشيعة إلى إعراض الشيعة عن ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم كما أدَّى في المقابل إلى إعراض المجتمع السُّنِّي عن ذكر آل البيت وهم أئمة الإسلام المقتدى بهم، ونحن لا نرى فائدة للمبالغة في مظاهر الحزن لمقتل سيِّدنا أبي عبد الله رضي الله عنه ولكن الذي نقله التاريخ من صور آل بيت رسول الله وهم صرعى تحت بطون الكواكب تُحَزُّ رؤوسهم ويُمَثَّلُ بأجسادهم وتُحمل نساؤهم كالسبايا لهو مشهد جدير بأن نقف عنده طويلاً ونسكب العبرات على آل بيت رسول الله وقد قال تعالى {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودَّة في القربى} وقد فسَّره ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما فقال: إلا أن تودوا أهل بيتي.ونودُّ أن نقف هاهنا وقفة حزنٍ عند هذه الذكرى مقتصرين في حديثنا على المصادر المحايدة وسرد الحقائق التي أجمع عليها المؤرخون.

 عندما ولي يزيد بن معاوية السلطة طلب من عامله في المدينة أن يأخذ له البيعة من سيدنا الحسين رضي الله عنه خاصة ومن أهل المدينة عامة فأبى سيدنا الحسين رضي الله عنه واحتج بعدم أهليَّة يزيد للخلافة وأشار بعض بني أمية للوالي الوليد بن عتبة بقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه ولكن الوليد كان أعقل من أن يرتكب مثل هذا الخطأ فقال لمروان بن الحكم: ويحك يا مروان أتشير عليَّ بقتل الحسين ابن بنت رسول الله  والله إنَّ امرأً يحاسب بقتل الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة.وتحرَّج الموقف وأراد سيدنا الحسين رضي الله عنه الخروج إلى مكة وقال له أخوه محمد بن الحنفية مشفقاً عليه: يا أخي تنحَّ ببيعتك عن يزيد وعن الأنصار ما استطعت وابعث برسلك إلى الناس فإن بايعوك حمدت الله على ذلك وإن اجتمعوا على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا تذهب مروءتك. فقال له الحسين رضي الله عنه: جزاك الله يا أخي خيرا فقد نصحت وأشفقت وأنا عازم على الخروج إلى مكة أنا وإخوتي وبنو أخي وأصحابي والله يا أخي لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية، ثمَّ ودَّعه وأوصاه بكلِّ ما أهمَّه. قيل إنَّ عبد الله بن مطيع التقي بسيدنا الحسين رضي الله عنه وهو في طريقه إلى مكة فقال له: جُعلتُ فداك أين تريد؟ قال: أما الآن فمكة، وما بعد ذلك فإني استخير الله ، قال عبد الله: جعلنا الله فداك، فإذا أتيت مكة فإياك أن تأتي الكوفة فإنها بلدة مشؤومة بها قُتل أبوك وخُذِل أخوك وغُدِر بطعنةٍ كادت تأتي على نفسه.، الزم ا لحرم فأنت سيِّد العرب لا يعدل بك أهل الحجاز أحداً ، ويتداعى إليك الناس من كلِّ جانب، لا تفارق الحرم يا أبا عبدالله.

وانتشر خبر امتناع سيدنا الحسين عن البيعة فاتجهت إليه الأنظار وبخاصةٍ الكوفة وأهلها فاجتمعوا في دار سليمان بن صرد الخزاعي فاجتمعوا واتفقوا على نصر سيدنا الحسين وكاتبوه وأكثروا من مكاتبته وكانوا يقولون في أكثرها: لقد اخضرَّ الجناب وأينعت الثمار وليس علينا أميرٌ غيرك فأقبل علينا فأنت أحقُّ الناس بالإمرة وأولاهم بالخلافة والإمامة . وجاءته الكتب من سائر الأمصار. وأرسل الحسين ابن عمِّه مسلم ابن إلى الكوفة ليطلعه على حقيقة الموقف، فوصل إلى الكوفة وبايعه أكثر من أربعين ألفا،وكان هوى عاملها النعمان بن بشير الأنصاري في السرِّ مع سيدنا الحسين فتباطأ في حرب مسلم بن عقيل فلما بلغ الأمر إلى يزيد بن معاوية بعث عبيد الله بن زياد وأمره أن يقتل مسلم بن عقيل وأمره بمحاربة سيدنا الحسين وأن يبعث إليه برأسه.

ولما وصل ابن زياد إلى الكوفة استطاع أن يصل إلى هانيء بن عروة الذي آوى رسول سيدنا الحسين ونصره فقبض عليه وقتله وألقى جثّته من أعلى القصر، ثمَّ فعل هذا بمسلم بن عقيل وصلبهما في السوق وقال الفرزدق رحمه الله:

إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري     إلى هانيءٍ في السوق وابن عقيل

إلى بطلٍ قد غـيَّـر الموتُ لونـَه      وآخـر يهـوي مـن طِمارِ قتيل

فإن أنتمو لم تثأروا لأخيكـمـــو     فكـونـوا نساءً أرضـيتْ بقليل

وقد كان سيِّدنا الحسين رضي الله عنه  قد عزم على الخروج بعد أن اطمأنَّ لموقف أهل العراق، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة كان قد أحرم بالحج فطاف بالبيت سبعا وسعا بين الصفا والمروة وقصَّر من شعره وأحلَّ من إحرامه، وخرج بمن معه من إخوته وأبناء إخوته وبني عمومته وأصحابه ونسائه، وأشار عليه جماعة من بني هاشم ومن قريش أن لا يخرج منهم سيدنا عبد الله بن العباس ومنهم أخوه محمد بن الحنفية ومنهم عبد الله بن عمر الذي لحقه في الطريق وناشده أن يرجع فلما رأى إصراره قال له: يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله يقبِّله منك، فكشف له الحسين  عن سرَّته فقبَّلها عبد الله بن عمر ثلاثاً وبكى، ثمَّ قال: استودعك الله يا أبا عبد الله.

وقيل إنه لقي الشاعر الفرزدق وهو في طريقه إلى العراق فسأله عن موقف أهل العراق فقال له: قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية، وهذا من أصدق الأقوال فقد كانوا يريدون نصرته ولكن البطش الذي قابل به عبد الله بن زياد الحركة كان كافياً لردعهم. وذكر الإمام الطبري أن سيدنا الحسين  لما بلغه مقتل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة وقف خطيباً فيمن كان معه من أهل بيته وأصحابه والأعراب وأصحاب المطامع الذين انضموا إليه في الطريق، وأطلعهم على ما حدث، ثم قال: فمن أحبَّ منكم الانصراف فليس عليه منا ذمام ، فتفرَّق الناس عنه يميناً وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين خرجوا معه من المدينة، وإنما فعل هذا لعلمه بأن الذين انضموا إليه في الطريق كانوا موقنين من نصره، فكره أن يسيروا معه على هذا الظنِّ وأراد أن تصحبه النفوس التي تؤثر الآخرة على الدنيا، وتريد أن تصحبه بغير شرط وعلى كلِّ حال، ولقيه الحرُّ بن يزيد الرياحي في ألف فارس وقطع عليه الطريق إلى الكوفة وخاف سيدنا الحسين على أصحابه وأهل بيته، فأراد أن يرجع إلى الحجاز فأبوا عليه ذلك.وتحرَّك عمر بن سعد في جيش ضخم اختلف المؤرخون في تعداده ولكن أكثر الروايات تميل إلى أنه قدِّر بثلاثين ألفا، واضطروا سيدنا الحسين إلى النزول في كربلاء، في مكان لا يستطيع فيه أن يدافع عن نفسه وليس فيه ماء، وهنا تبدأ مأساة يندى لها الجبين حيث حوصر آل بيت رسول الله   ومنعوا الماء. ولما رأى سيدنا الحسين إصرارهم على القتال خطب فيهم وذكَّر أهل الكوفة بكتبهم إلي فصمتوا، وذكَّرهم بحقِّ آل بيت رسول الله  ، وعرض عليهم أن يرجع إلى المدينة، فأبى ابن زياد، وأصدرأمره في التاسع من المحرَّم سنة إحدى وستين من الهجرة، وجمع الحسين رضي الله عنه أهل بيته وأصحابه وخطب فيهم فقال: اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوَّة، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، وعلَّمتنا القرآن وفقَّتنا في الدين فاجعلن لك من الشاكرين، أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً ولا أهل بيتٍ أوفى من أصحابي وأهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيرا، ألا وإنَّ القوم لا يريدون أحداً غيري، وإني قد أذنت لكم جميعاً بالانصراف، فانطلقوا فأنتم في حلٍّ مني ، ليس عليكم حرجٌ ولا ذمام، وهذا الليل قد غشيَكم فتفرَّقوا في سواده، وانجوا بأنفسكم، فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عمومته: أنفعل ذلك لنبقى بعك، لا أرانا الله ذلك أبدا، ثمَّ قال أصحابه: والله لا نفارقك يا أبا عبد الله حتى نكسر في صدورهم رماحنا، ونضربهم بسيوفنا ما ثبتتت قوائمها في أيدينا. فشكرهم وجزاهم خيراً وبشَّرهم بما أعدّ الله لهم في جنَّاته.

وفي العاشر من المحرَّم زحفت خيل ابن زياد على مضارب سيدنا الحسين ، فخرج هو وأصحابه للقائهم غير وجلين ولا هيَّابين. وهنا يسطِّر التاريخ بطولات الحسين وأصحابه في هذه المعركة وكان لا يُقتل أحدٌ من أهل بيته وأصحابه حتى يَقْتل العشرات منهم، إلى أن بقي سيدنا الحسين وحده فقاتلهم قتال الليث الضاري، وقال حميد ابن مسلم يصفه في المعركة: والله ما رأيت مكثوراً قط قد قُتِل ولدُه وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه، ولقد كان يحمل عليهم فينهزمون كالجراد المنتشر. ولا عجب فأهل بيت النبي لهم المواقف المشهودة في بدر وأحد والأحزاب ومؤتة وحنين كانوا هم أهل السبق في القتال والثبات. وتكاثروا عليه ورموه بالنبل من بعيد حتى سقط ثمَّ احتزوا رأسه، احتزَّه شمر بن الجوشن ثمَّ حمله إلى عمر بن سعد.

 وروي أن عمر بن سعد لما دخل على زوجته قال لها: جئتك بغنى الدهر هذا رأس الحسين بن علي ووضعه تحت إجانةٍ في الفراش، فقالت له: ويحك لقد جاء الناس بالذهب والفضة وجئتني برأس ابن بنت رسول الله والله لا يجتمع رأسي ورأسك في بيتٍ أبداً. وقامت من فراشه وخرجت إلى الدار وقالت: ما زلت انظر إلى نور يسطع مثل العمود من الإجانة وإليها ورأيت طيوراً بيضاء ترفرف حولها، أجمع المؤرخون على أنَّ عبيد الله ابن زياد أوصى ابن سعد حينما أرسله لحرب سيدنا الحسين أن يمثِّل به ويرسل إليه برأسه تنفيذاً لأمر يزيد بن معاوية.

 وأخذ وا الرأس الشريف إلى دمشق واختلف في مكان دفنه بعد أن دفن الجسد بكربلاء وأكَّد وجوده في القاهرة حيث مشهده الآن عبد الرحمن كتغدا القردغلي لما أراد توسيع المسجد المجاور للمسجد الشريف، قيل إن هذا المشهد لم يثبت فيه دفنٌ فأراد تحقيق هذا، فكشف مشهد سيدنا الحسين بحضور الناس ونزل فيه الأستاذ الجوهري الشافعي، والأستاذ الشيخ الجلوي المالكي ، وكانا من كبار العلماء العاملين فشاهدا كرسيَّاً من الخشب الساج عليه طست من الذهب فوقه ستار من الحرير الأخضر وفي داخله الرأس لشريف ، فأخبر الناس بذلك فبنى المسجد والمشهد وأوقف لهما أوقافاً لا يزال ريعهما ينفق عليهما وقال بعض المحبين:

لا تطلبوا راس الحسيـــن        بشـرقِ أرضٍ أو بـغربِ

ودعـوا الجـميع وعرِّجـوا        نحوي فمــشهــده بقلبي

 ومما يؤيد هذا ما ذكره بعض العلماء ممن عاصر الفاطميين إنَّ هذا الرأس الذي بالقاهرة هو رأس سيدنا الحسين وكان بعسقلان وفي عهد الظاهر الفاطمي كتب عبَّاس إلى الظاهر يقول: إنَّ الإفرنج قد أشرفوا على الاستيلاء على عسقلان وإنَّ بها رأساً يقال إنه رأس سيدنا الحسين بن علي فأرسل إليه من تختار ليأخذه فبعث إليه فحُمل إلى مصر وأخذه الوزير الفاطمي الصالح ووضعه في كيس من حرير أخضر على كرسي من خشب الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة بالقرب من خان الخليلي .وأما دفن الجسد في أرض كربلاء فقد كذَّبه بعض العلماء عندما ذكروا نَّ المتوكِّل أمر بحرث قبر سيدنا الحسين وإخراج الجسد وحرث المكان وزرعه حتى يمنع تجمُّع الشيعة هناك فحرثوه فلم يجدوا جسداً ولا غيره.

أما الثابت عند أهل الكشف والاطلاع فهو أنَّ سيِّدنا الحسين موجود برأسه وجسده في مشهده الحسيني المعروف الآن في القاهرة وأن الجسد نقلته الملائكة من كربلاء إلى القاهرة، وقد ذكر مولانا الشيخ محمد عثمان عبده  هذا الأمر كثيراً في دروسه. والكرامات الباهرة التي يرويها المشايخ والإخوان التي تقع في مقام الحسين كلها شاهدة على هذا وسيِّدنا الحسين أكرم على الله تعالى من أن يكون رأسه في مكان وجسده في مكان آخر.

وقد صوَّب العلماء باتفاق خروج الحسين على يزيد بن معاوية. وقال ابن العماد الحنبلي: وعلى الجملة فما نقل عن قتلة الحسين والمتحاملين عليه يدلُّ على الزندقة وانحلال الإيمان من قلوبهم ، وتهاونهم بمنصب النبوَّة وما أعظم ذاك !

وقد بكى الإمام علي زين العابدين علي أبيه حتى سُمّي البكاء، وقيل بكى عليه عشرين سنة، فقيل له في ذلك فقال: ويحكم إن يعقوب كان له اثنا عشر ولدا، فغيَّب الله واحداً منهم فابيضَّت عيناه من كثرة البكاء وابنه حي في دار الدنيا وإني نظرت إلى أبي وإخوتي وبني عمومتي وسبعة عشر شابَّاً من بني عمومتي مجزَّرين كالأضاحي، ونظرت إلى عمَّاتي وأخواتي وقد أحاط بهنَّ أهل الكوفة وهنَّ يستغثن ويندبن قتلاهن، والله ماذكرت ذلك اليوم إلا خنقتني العبرة.

 وقال ابن حجر في صواعقه: وكان من مظاهر غضب الله لمقتل الحسين أن اسودَّت السماء وشوهدت النجوم بالنهار وحاق العذاب بكلِّ من اشترك في دمه ومضى وهو يقول:

أترجو أمةٌ قتلت حسينا          شفاعة جدِّه يوم الحساب      

وقيل ما اشترك رجلٌ في قتل سيِّدنا الحسين إلا مات بأبشع ميتة، منهم شمر بن الجوشن الذي احتزَّ الرأس الشريف فقد أصابه مرض الهُيام وهو العطش الذي لا يروى صاحبه فصار يشرب ولا يروى وألقى نفسه في دجلة ليروى فشرب حتى انشقَّت بطنه وهم الذين منعوا سيِّدنا الحسين الماء وكان شمر رجلا وضيعا وقد كان سيِّدنا الحسين يدعو فيقول: اللهمَّ اجعل منايانا بأيدي أراذل القوم، فاستجاب الله دعاءه. وحكى أبو العباس ثعلب رحمه الله في كتابه المجالس أن رجلا تاجراً من العرب أتي كربلاء فنزل على شيخ من طي فدعاهم إلى الطعام فجلسوا وتذاكروا سيدنا الحسين ومقتله فقال التاجر: بلغني أنه ما اشترك رجلٌ في قتله إلا مات بأبشع ميتة، فقال الرجل: ما أكذبكم يا أهل العراق ! فأنا ممن اشترك في قتله، فلم نبرح حتى دنا من المصباح ليُغيِّر الفتيلة فشبَّت فيه النار، فعدا إلى الماء فألقى نفسه فيه فمات حرقاً وغرقاً. ويقول بروفسير عبد الله الطيِّب وهو رجل محبٌّ لآل البيت يذكر سيدنا الحسين وما فعله به جيش عبيد الله بن زياد في قصيدة طويلة بكى فيها على سيدِّنا الحسين ثمَّ ختمها بقوله:

عجبتُ لقومٍ حينَ تدعو ابنَ فاطمة      لتـقتلَه غـدراً ومكراً وظالمـة

أما علمتْ أن في غـدٍ هي قادمة       بما فعلتْ من فعلـِها وهيَ آثمة

على موقفٍ يُنسي جميع المواقفِ      على موقفٍ فيه الحسـابُ علانية

وفيه شراراتٌ مـن النـار دانية       وتُدعى لسوقِ المجرمين الزبانية

وما هي في سوق الخِباثِ بوانية       فتدفعُهم في النار دفعةَ خـاطفِ

وقد وقفنا هذه الوقفة لنقضي حقاً علينا لسيِّدنا الحسين  ولنقتبس من نور سيرته العطرة:

نور الحسين علي الوجود يلوح       ويعرفه المسق الذكي يفوح

د. عبدالله محمد احمد