|
انتصار أولياء
الرحمن على أولياء الشيطان
-
6
|
وفي المعنى:
من أحسن الظن بالله الكريم وفـي
رسوله كان مكتوبـاً ن الشرفــا
ومن أحب أصحاب المصطفى فله
جنات عدن يرى في ظلها غرفـا
ومن يكن باغضنا فيهم فإن لــه
نار الجحيم ويضحى باكياً أسفـا
فهم نجوم الهدى في كل مظلمـة
والله حسبي فيما قلتـه وكـفـى
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كنا جلوساً عند رسول الله إذا أقبل
أبوبكر رضي الله عنه فقال رسول الله مرحبا بالمواسي بماله، مرباً
بالمؤثر على نفسه. ثم أقبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: مرحباً
بالمفرق بين الحق والباطل، مرحبا بمن أكمل الله به الدين وأعز به
المسلمين. ثم أقبل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال: مرحباً بصهري
وزوج ابنتي الذي جمع به نوري السعيد في حياته، الشهيد في مماته، ويل
لقاتله من النار.
ثم أقبل علي بن أبي طالبت رضي الله عنه، فقال: مرحباً بأخي وابن عمي،
والذي خلقت أنا وهو من نور واحد<.
معاشر المسلمين هؤلاء لا يتفق حبهم إلا في قلب مؤمن، ولا يتفرق إلا في
قلب منافق، فمن أحبهم أحبه الله. ومن أبغضهم أبغضه الله وفي المعنى
أيضاً:
حب النبي على الناس مفترض
وحب أصحابه نور بـبـرهــان
من كان يعلـم أن الله خـالقـه
لا يرمين أبا بـكـر ببـهـتـان
ولا أبا حفص الفاروق صاحبه
ولا الخلـيفة عثـمان بن عـفـان
ولا علياً أبا السبطين نعم فتى
وصى به الله فـي سـر وإعـلان
ركن الشريعة بحر العلم منتخب
والـبـيت لا يسـتوى إلا بأركـان
شاعت مناقبهم في الناس كلـهم
ما بين علـم وأحـكام وتبـيـان
لا تستطيع العدا منه محاربـة
ولو أتـوه بأبطـال وشـجـعـان
فهم صحابة خير الخلق خصهم
رب العـباد بجنـات ورضــوان
فمن أحبهم قـد نال منـزلـة
عند الإلـه وجـازاه بإحــسـان
عليهم من سلام الله أطـيـبـه
ما ناحت الورق في أوراق وأغصان
وروى أبوسعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي أنه قال: (دخلت الجنة
فبينما أنا أطوف في رياضها وبين أنهارها وأشجارها إذ ضربت بيدي إلي
ثمرة، فأخذتها فانفلقت في يدي أربع قطع، فخرج من كل قطعة حورية، لو
أخرجت ظفرها لفتنت أهل السموات والأرض، ولو أخرجت كفها لغلب ضوءها
ضوء الشمس والقمر، ولو تبسمت لملأت ما بين السماء والأرض مسكاً من
رائحتها، فقلت للأولى لمن أنت؟ قال لأبي بكر الصديق، فقلت امضي إلى
قصر بعلك فمضت وقلت للثانية لمن أنت؟ فقالت لعمر بن الخطاب، فقلت
أمضي إلى قصر بعلك. فمضت، وقلت للثالثة لمن أنت؟ فقالت للمخضب بدمه
المقتول ظلماً، عثمان بن عفان، فقلت لها امضي إلى قصر بعلك فمضت.
وقلت للرابعة لمن أنت؟ فسكتت ثم قالت والله يا رسول الله إن الله
تعالى خلقني على حسن فاطمة ولقد سماني على اسمها وإن الله تعالى
زوجني من علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبل أن يتزوج فاطمة بألفي
عام).
فهم خلفاء للنبي وأنصاره وأصحابه وهم حافون به يوم القيامة إلى
دار الكرامة.
فهم صحاب المصطفى وهم الخواص ن الأمم
أهل المآثر والمفاخـر والفتـوة والـكرم
وبعدلهم سادوا الورى وبنورهم تجلى الظلـم
خلفاء أفضل شافع للخـلق في يوم الندم
صلى عليه ربنا مـا سـح دمـع وانسجـم
وعلى صحابته الكرام الطاهرين أولي الشيم
وقيل إن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضيالله عنهما، كانا في بعض
أشغال النبي ، فأدركتهما صلاة العصر، فقال عمر بن الخطاب لعثمان رضي
الله عنهما، تقدم فصل بنا فقال عثمان رضي الله عنه أنت أولى مني
بالتقدم يا عمر، فإن رسول الله قدمك وأثنى عليك، فقال عمر رضي الله
عنه أنا لا أتقدم عليك فإني سمعت رسول الله يقول >نعم الرجل عثمان
صهري وزوج ابنتي ومن جمع الله به نوري< فقال عثمان رضي الله عنه أنا
لا أتقدم عليك فإني سمعت رسول الله يقول (عمر أكمل الله به
الإسلام). فقال عمر رضي الله عنه أنا لا أتقدم عليك فإني سمعت رسول
الله يقول (عثمان تستحي منه الملائكة) فقال عثمان رضي الله عنه أنا
لا أتقدم عليك فإني سمعت رسول الله يقول (عمر كمل الله به الدين
وأعز به المسلمين). فقال عمر رضي الله عنه أنا لا أتقدمعليك فإني
سمعت رسول الله يقول (عثمانيجمع القرآن، وهو حبيب الرحمن). فقال
عثمان رضي الله عنه ألنا لا أتقدم عليك فإني قد سمعت رسول الله يقول
(نعم الرجل عمر يتفقد الأرامل والأيتام، ويحمل لهم الطعام، وهم
نيام)، فقال عمر رضي الله عنه أنا لا أتقدم عليك فإني سمعت رسول
الله يقول في حقك (غفر الله لعثمان مجهز يش العسرة). فقال عثمان رضي
الله عنه أنا لاأتقدم عليك فإني سمعت رسول الله يقول في حقك (اللهم
أعز الإسلام بعمر بن الخطاب)، وسماك رسول الله الفاروق، وفرق الله
تعالى بك بين الحق والباطل. فبلغ ذلك رسول الله فدعا لهما وشكرهما
على حسن أدبهما بعضهما مع بعض:
طوبى لمن قلبه بالله مـشتـغـل
يبكي النهار وطول الليل يبتهـل
خوف الوعيد وذكر النار أذهـله
والدمع منه على الخدين ينهـمل
يهوى صحابة خير الخلق كـلهم
فحبهم واجب يرجـى به الأمـل
الله فضلهم حـقـاً وشـرفـهـم
بالمصطفى وبه قد ضاءت السبل
صلى عليه إله العـرش ثم عـلى
أهليه والصحب ما حست له الإبل
(وروى أبوهريرة رضي الله
عنه) أن أبا بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما قدما يوماً
إلى حرة رسول الله ، فقال علي لأبي بكر رضي الله عنهما تقدم فكن أول
قارع يقرع الباب، وألح عليه، فقال أبوبكر تقدم أنت يا علي، فقال علي
رضي الله عنه ما كنت بالذي يتقدم على رجل سمعت رسول الله يقول في
حقه، (ما طلعت الشمس ولا غربت من بعدي 9على رجل أفضل من أبي بكر
الصديق). فقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال
في حقه رسول الله (أعطيت خير النساء لخير الرجال). فقال علي رضي
الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ، (من أراد أن
ينظر إلى صدر إبراهيم الخليل فلينظر إلى صدر أبي بكر الصديق)، فقال
أبوبكر رضي الله عنه، أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ،
(من أراد أن ينظر إلى آدم عليه السلام، وإلى يوسف وحسنه، وإلى موسى
وصلاته، وإلى عيسى وزهده، وإلى محمد وخلقه، فلينظر إلى علي).
فقال علي رضي الله عنه، أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ،
(إذا اجتمع العالم في عرصات يوم القيامة يوم الحسرة والندامة ينادى
مناد من قبل الحق عز وجل، يا أبا بكر أدخل أنت ومحبوبك الجنة<.
فقال زبوبكر أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله يوم حنين
وخيبر، وقد أهديإليه تمر ولبن، (هذه هي هدية من الطالب الغالب إلي
علي بن أبي طالب) فقال علي رضي الله عنه لا أتقدم على رجل قال في حقه
رسول الله ، (أنت يا أبا بكر عيني).
قال أبوبكر رضي الله عنه: أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ،
(يجىء علي كرم الله وجهه على مركب من مراكب الجنة فينادي منادٍ يا
محمد كان لك في الدنيا والد حسن، وأخ حسن، أما الوالد الحسن، فأبوك
إبراهيم الخيل، وأما الأخ الحسن، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه).
فقال علي رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ،
(إذا كان يوم القيامة يجىء رضوان خازن الجنان بمفاتيح الجنة ومفاتيح
النار، ويقول يا أبا بكر، الرب جل جلاله يقرئك السلام ويقول لك هذه
مفاتيح الجنة ومفاتيح النار، ابعث من شئت إلى الجنة وابعث من شئن إلى
النار)، فقال أبوبكر رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه
رسول الله ، (إن جبريل عليه السلام أتاني فقال لي إن الله عز وجل
يقرئك السلام، ويقول لك أنا أحبك وأحب علياً، فسجدت شكراً، وأحب
فاطمة، فسجدت شكراً وأحب حسناً وحسيناً فسجدت شكراً).
فقا علي رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ، (لو
وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح عليهم).
فقال أبوبكر رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ،
(إن عليا يجيء يوم القيامة ومعه أولاده وزوجته على مراكب من البدن،
فيقول أهل القيامة أي نبي هذا، فينادي مناد هذا حبيب الله هذا علي بن
أبي طالب). فقال علي رضي
الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ، (غداً يسمع
أهل المحشر من ثمانية أبواب الجنة ادخل من حيث شئت أيها الصديق
الأكبر).
فقال أبوبكر رضي الله عنه أنا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ،
(بين قصري وقصر إبراهيم الخليل، قصر علي بن أبي طالب).
فقال علي رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله ،
(إن أهل السموات من الكروبيين والروحانيين والملأ الأعلى لينظرون في
كل يوم إلى أبي بكر الصديق).
فقال أبوبكر رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال الله تعالى في حقه
وحق أهل بيته (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا). فقال
علي رضي الله عنه أنا لا أتقدم على رجل قال الله تعالى في حقه {والذي
جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} فنزل جبريل عليه السلام إلى
الصادق الأمين، من عند رب العالمين، وقال يا محمداً العلي الأعلى
يقرئك السلام. ويقول لك إن ملائكة السبع السموات، لينظرون في هذه
الساعة إلى أبي بكر الصديق وإلى علي بن أبي طالب، ويستمعون ما جرى
بينهما من حسن الأدب وحسن الجواب من بعضهما لبعض، فقم إليهما وكن
ثالثهما، فإن الله تعالى قد حفهما بالرحمة والرضوان، وخصهما بحسبن
الأدب والإسلام والإيمان.
فخرج النبي إليهما فوجدهما كما ذكر له جبريل فقبل النبي
وجه كل واحد منهما وقال: (وحق من نفس محمد بيده لو أن البحار أصبحت
مداداً والأشجار أقلاماً وأهل السموات والأرض كتاباً لعجزوا عن
فضلكما وعن وصف أجركما).
من
ذا يطيق بأن يحصي الثناء على
محمد وعـلي الصديق صاحـبـه
وقد رقي عمر الفاروق مـنـزلـة
وحاز عزاً وفخراً في مـراتـبـه
وحاز عثمان فضلاً بالـنبي وقـد
أثنت جميع البرايا عن مـناقبـه
وذو الفقار علي المرتضى فـلـه
بحر من العلم يبدو نم عجائـبـه
فهم ملاذ لمن خاف الحـساب إذا
ضاقت عليه أمور فـي مذاهـبه
عليهم صلوات الله ما لـمـعـت
في الليل أنوار برق في غياهـبه
>وروى عن< محمد بن إدريس
الشافعي رضي الله عنه، قال: رأيت بمكة نصرانيا يدعى بالأسقف، وهو
يطوف بالكعبة فقلت، ما الذي يرغبك عن دين آبائك، فقال بدلت خيراً
منه، قلت فكيف كان ذلك، فحكى لي أنه ركب في البحر، قال: فلما توسطنا
فيه، انكبت المركب، فتعلقت على لوح، فما زالت الأمواج تدفعني حتى
رمتني في جزيرة من جزائر البحر، فيها أشجار كثيرة، ولها ثمار أحلى من
الشهد، وألين من الزبد، وفيها نهر جار عذب، قال فقلت الحمد لله على
ذلك، آكل من هذا الثمر، وأشرب من هذا النهر،حتى يأتي الله بالفرج،
فلما ذهب النهار وجاء الليل خفت على نفسي من الدواب، فعلوت شجرة ونمت
على غصن، فلما كان النهار وجاء الليل خفت على نفسي من الدواب، فعلوت
شجرة ونمت على غصن، فلما كان وسط الليل إذا بدابة على وجه الماء تسبح
الله وتقول بلسان فصيح، لا إله إلا الله العزيز الجبار، محمد رسول
الله النبي المختار، أبوبكر الصديق صاحبه في الغار، عمر الفاروق فاتح
الأمصار، عثمان القتيل في الدار، علي سيف الله على الكفار، فعلى
مبغضهم لعنة العزيز الجبار، ومأواه النار وبئس القرار. ولم تزل تكرر
هذه الكلمات إلى الفجر فلما طلع الفجر قالت لا إله إلا الله العزيز
الجبار، محمد رسول الله النبي المختار، أبوبكر الصديق صاحبه في
الغار، عمر الفاروق فاتح الأمصار، عثمان القتيل في الدار، علي سيف
الله على الكفار، فعلى مبغضهم لعنة العزيز الجبار، ومأواه النار وبئس
القرار. ولم تزل تكرر هذه الكلمات إلي الفجر فلما طلع الفجر قالت لا
إله إلا الله الصادق الوعد والوعيد، محمد رسول الله الهادي الرشيد،
أبوبكر الموفق السديد، عمر بن الخطاب سور من حديد، عثمان الفضيل
الشهيد، علي بن أبي طالب ذو البأس الشديد، فعلى مبغضهم لعنة الرب
المجيد. فلما وصلت الدابة إلى البر إذ راسها رأس نعامة، ووجهها وجه
إنسان، وقوائمها قوائم بعير وذنبها ذنب سمكة، فخفت على نفسي المهلكة،
فهربت منها فالتفتت إليَّ وقالت قف. وإلا تهلك. فوقفت فقالت: لي ما
دينك؟ فقلت: النصرانية، فقالت ويحك يا خاسر ارجع إلى الحنيفية، فإنك
قد حللت بفناء قوم من مسلمين الجن،لا ينجو منهم الله، فقلتها فقال
أكمل اسلامك بالتراضي عن أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، قلت ومن أتاكم
بذلك، قالت قوم منا حضروا عند رسول الله ، فسمعوه يقول (إذا كان يوم
القيامة، تأتي الجنة فتقول بلسان طلب إلهي قد وعدتين أن تشيد أركاني،
فيقول الجليل جل جلاله، قد شيدت أركانك بأبي بكر، وعمر، وعثمان،
وعلي، وزينتك بالحسن والحسين)، ثم قالت لي الدابة تريد المقام هنا أم
الرجوع إلى أهلك؟ قلت الرجوع إلى أهلي، فقالت أمكث مكانك حتى يجتاز
بك مركب. فمكثت مكاني ونزلت الدابة البحر فما غابت عن عيني حتى مر
على مركب وفيها ركاب. فأشرت إليهم فحملوني. فإذا في المركب اثنا عشر
رجلاً كلهم نصارى، فأخبرتهم خبري وقصصت عليهم قصتي فأسلموا كلهم
فعلمت أن لهؤلاء الأقوام سراً عند الملك العلام. إذ ببركتهم حصل لي
الإسلام. ونلت أعلى مقام:
قوم لهم عند رب العرش مـنـزلـة
وحـرمـة وبـشـارات واكــرام
فازوا بصحبة خير الخلق واتصفـوا
بوصفـه فهـمـو للـنـاس أعـلام
ففي أبي بكر الصـديـق قـد وردت
آثار فضل لـها فـي الذكـر أحـكام
وبعده عـمر الفـاروق صـاحـبـه
به تكـمـل فـي الآفــاق اسـلام
وهكذا البر عثمان الشـهـيـد لـه
في الليـل ورد وبالقـرآن قــوام
وللإمام عليّ الـرتضــى مـنـح
له احــتـرام وإعـزاز وإكــرام
هم الصحابة للهادي بهم وضـحـت
طرق الهدى وعلى الخيرات قد داموا
عليـهم مـن سـلام الله أطـيـبـه
ما أفطر الناس يوم الشك أو صـاموا
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
|