نيـل المـراد فـي شـرح الأوراد
ما الأصلُ فـي الأورادِ
والأحزابِ وتعيينِ العَددِ فـي العباداتِ وذكرِ الألفاظِ المعجماتِ
وإنشاءِ العباداتِ على غيرِ ما أُثِرَ عنِ الشارع؟
والجواب: بفضلِ اللهِ أنَّ ذلكَ كلَّهُ عملُ النبي صلى الله عليه وسلم
والصحابةِ والسلفِ الصالحِ كلِّهم، وما خالَفَ ذلكَ إلاَّ شاذٌّ أوْ
مُضِل، والأصلُ فـي ذلكَ آياتٌ عديدةٌ وأحاديثُ كثيرةٌ وآثارٌ
جَمَّةٌ نذكرُ بعضَها على سبيلِ الاختصار، فمنْها:
قولُهُ تعالى{إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا
♦ وَاذْكُرِ اسْمَ
رَبّـِكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا} سورةُ المزمِّلِ 7، 8
وقولُهُ تعالى {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّـِكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
♦ وَمِنَ الليل
فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبّـِحْهُ لَيْلا طَوِيلا} (سورةُ الإنسانِ
25،
26) وقولُهُ تعالى {وَسَبّـِحْ بِحَمْدِ رَبّـِكَ قَبْلَ طُلُوعِ
الشَّمْــسِ وَقَبْلَ الْغُرُوب وَمـِنَ الَّيْلِ فَسَبّـِحْهُ
وَأَدْبَارَ السُّجـُود) سورة ق
39، 40 وقولُهُ تعـالى (كَانُوا
قَلِيلا مّـِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
♦ وَبِالأَسْحَارِ
هُمْ يَسْتَغْفِرُون} سورةُ الذاريات
17، 18.
وقولُهُ صلى الله عليه وسلم (أَحَبُّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ
الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللَّهِ
تَعَالَى) ذكرَهُ الغزاليُّ فـي الإحياءِ وقولُه صلى الله عليه
وسلم(اكْلُفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ
يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا)
وقولُه صلى الله عليه وسلم (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ
أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَل) وقولُهُ صلى الله عليه وسلم (مَنْ عَوَّدَهُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادَةً فَتَرَكَهَا مَلاَلَةً مَقَتَهُ
اللَّهُ تَعَالَى) وقولُهُ صلى الله عليه وسلم(مَنْ نَامَ عَنْ
حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ بِاللَّيْلِ فَقَرَأَهُ بَيْنَ
صَلاَةِ الْفَجْرِ وَالظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ
اللَّيْل) رواهُ مسلم. وقولُ الإمامِ الحسن: (أَشَدُّ الأَعْمَالِ
قِيَامُ اللَّيْلِ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِك، وَمُدَاوَمَةُ
الأَوْرَادِ مِنْ أَخْلاَقِ الْمُؤْمِنِينَ وَطَرَائِقِ
الْعَابِدِينَ وَهِيَ مَزِيدُ الإِيمَانِ وَعَلاَمَةُ
الإِيقَان)،أمّا عنِ الأورادِ عندَ الصوفيةِ فلقدْ قالَ فيها سيدي
أحمدُ زروق : (وبالجملةِ فأحزابُ المشايخِ صفةُ حالِهمْ ونكتةُ
مقالِهمْ وميراثُ علومِهمْ وأعمالِهم، وبذلكَ جَرَوْا فـي كلِّ
أمورِهمْ لا بالهوى فلِذلكَ قُبِلَ كلامُهمْ ـ وربّما جاءَ ـ بعدُ ـ
مَنْ أرادَ محاولةَ ذلكَ بنفسِهِ لِنفسِهِ فعادَ ما تَوَجَّهَ لهُ
عليهِ بعكسِه؛ وما هوَ إلاَّ كما يُحْكَى عنِ النَّحلةِ أنَّها
عَلَّمَتِ الزنبورَ طريقةَ النسجِ فنَسَجَ على منوالِها ووضعَ بيتاً
على مثالِها ثمَّ ادَّعَى أنَّ لهُ مِنَ الفضيلةِ ما لَها فقالَتْ
له: هذا البيت، وأينَ العسل؟!. فإنَّما السرُّ فـي السكّانِ لا فـي
المنزل، فأحوالُهمْ مؤيَّدةٌ بعلومِهمْ مُسَدَّدةٌ بإلهاماتِهمْ
مصحوبةٌ بكراماتِهمْ). (شرحُ حزبِ البحرِ لِسيدي أحمدَ زروق). ويقولُ
العلاّمةُ الصاويُّ فـي حاشيتِهِ على الشرحِ الصغير: أورادُ
العارفينَ لا تخلو مِنْ كونِها مِنَ الكتابِ أوِ السُّنَّةِ أوِ
الفتحِ الإلهي؛ ولِذلكَ تُقَدَّمُ على غيرِها، والوردُ إجمالاً هو:
إقامةُ الطاعاتِ فـي الأوقاتِ ومسكُ الختامِ قولُ سيدي فخرِ الدينِ
عندَما سُئِل: هلْ أورادُ العارفينَ على غيرِ ما وردَ نصاً فـي
السُّنَّةِ المطهّرةِ مقبولة شرعا؟ هلْ هناكَ ما يفيدُ بأنَّ ما وردَ
عنِ العارفينَ مِنْ أوراد لمْ تُدَوَّنْ فـي كتبِ السُّنَّةِ مقبولٌ
ومعتمَدٌ فـي الدينِ؟ فأجابَ رضي الله عنه بما يفيدُ أنَّها معتمَدةٌ
ومقبولةٌ لأنَّها إجماع، وإجماع الناسِ على الخبيرِ مِنَ الصالحينَ
الذاكرينَ فيهِ الكفايةُ على الاتِّباعِ لِقولِهِ تعالى {وَمَن
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّـِهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا} سورةُ النساءِ 511،أمّا عنِ
المسبحةِ والعَددِ فالأدلةُ عقليةٌ ونقليةٌ لا سبيلَ لإنكارِها إلاَّ
مِنْ مجادِلٍ مُغْرِضٍ لا يبتغي وجهَ اللهِ فـي أعمالِ دينِه، فمِنْ
ذلكَ أنَّ اللهَ تعــالَتْ حكمتُهُ قَيَّدَ العباداتِ فـي الأوقاتِ
والمقادير، فما مِنْ عبادةٍ إلاَّ ولَها كَمٌّ وكيفٌ وميقـات، فإذا
تَحَقَّقَ هذا فـي الأركانِ والفرائضِ فما الغريبُ فـي كونِهِ فـي
النـوافلِ حاصل؟!ومِنْ وجهٍ آخَرَ إذا كانَ مِنْ أسماءِ اللهِ الحسنى
الاسمانِ الكريمانِ (الحسيبُ والمحصِي) فمِنَ المعروفِ أنَّ لِكلِّ
اسـمٍ فـي الكونِ تَجَلٍّ فكيفَ يكـونُ تَجَلِّيهما فـي أشرفِ
الأعمالِ على الإطلاقِ وهوَ العبادة؟ فلا شـكَّ أنْ يكونَ الحسابُ
والإحصاءُ ظاهرَيْنِ فـي كلِّ العباد
العبادات
الفرضية و النفلية، و هكذا صنع الشارع صلى الله عليه و سلم.
د.
ابراهيم دسوقي
وَلِي نَظْمُ دُرٍ
لا تنشغل بغير الطريق
الحمد لله الذى أرسل الهداة المهديين إلى الحق وإلى طريقه المستقيم
وصلِّ اللهم على الحبيب المصطفى النور العظيم الذى أُعطى جوامع الكلم
فكان من أقواله(يحشر المرء مع من أحب)وعلى آله سفن النجاة وأصحابه
نجوم الاهتداء وسلم تسليما كثيرا.
لا يخفى على القارئ الكريم أن لكل شيئ قواعد وأصولاً وأن المتامل
للحياة يجد أن كل شيئ فيها يسير وفق نظام دقيق حتى تلك الأشياء التى
من صنع الإنسان فهاهى ـ على سبيل المثال ـ (السيارات) فى بلادنا تأخذ
جانب الطريق ومن ثم تبطئ لكى تنحرف جهة اليمين أو الشمال وتقف تماما
إذا أضيئت الإشارة الحمراء وهكذا الحياة...ولكننا بعيدا عن تلك
الضجةالكبرى نحاول معا أن نستنشق معنى نقيا يحمل فى طياته والروح بين
جنباته ونحاول أيضا أن نستذكر معا بعضا من قواعد الطريق وأصوله من
خلال نظم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى:
قوامُ طريقِ القومِ حُبٌّ وطاعة
وكلٌّ مقامٍ قامَ بالاستـقـامـة
ونبدأ أخى القارئ بما نظن أنه قد اثار فيك الرغبة فى ترديد هذا البيت
مرات ومرات وإنى استمسك بان تردد كل لحظة منه على حدها ستجد الفصاحة
التى توصف بها الكلمة وكما قال النقاد(تتمثل فصاحة اللفظة فى خلوها
من تنافر وغرابة اللفظ ومخالفة القياس)
ولتنظر لكثرة المشتقات قوام،القوم،مقام،قام،الاستقامة ـ مع ان الاصل
واحد وهو القاف والواو والميم ومثل هذا جدير بأن يجعل الناظم يتعثر
فينزلق ويقع ولتنظر لقول الاخر:
وقبر حرب بمكـان قفـر وليس
قربَ قبرِ حربٍ قبرُ
فبالرغم من فصاحة اللفظة الواحدة المفردة إلا أن تنافر الحروف جعل
البيت بجملته بمعزل عن البلاغة بخلاف قول ا لشيخ محمد عثمان عبده
البرهانى.
أما فيما يختص ببلاغة المعنى فلايظن القارئ أن اهتمام الشيخ باللفظ
جعله يهمل المعنى بل إن جمال ألفاظه أدعى لأن تكون معانيه كريمة
يقولون: (من أراد معنى كريما فليلتمس له لفظا كريما فان من حق المعنى
الشريف اللفظ الشريف) واللفظ هو بمثابة الاناء والمعانى بمثابة
الاشياء ولا شك ـ وفق النظام ـ ان من له اناء نظيف جميل لا يضع فيه
الا ما يناسبه... ولكن ما هى تلك المعانى؟ يحدثنا القوم عن الطريق
فيقول بعضهم (الطريق أربعة أركان: محبة وذكر وفكر وتسليم. وأهم هذه
الأشياء المحبة الإلهية لانها قطب تدور عليه الدوائر(فمتى أحببته
ذكرته ومتى ذكرته فكرت فيه وسلمت أمرك اليه) قال تعالى {إن فى خلق
السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الالباب الذين
يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السوات والأرض
ربَّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} (آل عمران 191)
ويذكر الشيخ الجليل أحمد عربى الشرنوبى فى تائية السلوك المشهورة أكثر
من خمسين اصلا للطريق على وجه التفصيل ومطلعها هو:
أصولُ طريقِ القوم أهلِ الحقيقة هداةِ
الورى المهديين من خير ملةِ
طهارة أنـــفاسٍ وصدقُ مودة وحــذق وآدابٌ
وتجـريد همةِ
ويأتى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى فيذكر الحب والطاعة ولكن
بتوافرهما فى السالك تتوافر كل أصول الطريق وهذا هو الإيجاز وقد سئل
بعضهم ما البلاغة فاجاب هى الإيجاز ولتقف - يا من تحب الله ورسوله ـ
على معنى الحب - الذى يبدأ بحب الناس -: إنه الرأفة والرحمة ونكران
الذات والكرم والتضحية والذكر...... ويكفى أن الدين قائم على الحب
ويكفى أن من لا حب فى قلبه لا إيمان له ولنا أسوة حسنه فى حبيبنا
المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين فلقد
نسب لسيِّدنا ابى بكر الصديق مع المصطفى صلى الله عليه وسلم.
مـرض الحبيب فـزرتـه فمرضت من أسفى علـيه
شـفى الحبيب فـزارنـى فشفيت من نـظرى
الـيه
و إن هذا لهو الحب الحقيقى الذى يجلب طاعة المحبوب كما يقولون: (إن
المحب لمن يحب مطيع) وإحترس الشيخ بقوله(و كل مقام قام بالاستقامة)
لئلا يظن أن ذلك الحب حب هوى وأنه فى غير حب الله عز وجل هو هوى تبع
لما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأن الاستقامة توجب أن
يكون العمل مستقيماً مثلما أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا
يستقيم الظل والعود أعوج.
و لأهل الإشارات معان دقيقة جليلة عظيمة فى قولهم: لا تنشغل بغير
الطريق.
و صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
الوسيلة ابر اهيم
رحيق أزهاري
مـفهـوم الصوفـية العـام
يعنى بكلمة الطريقة
اصطلاحا الطريق إلى الله عز وجل، أما كلمة صوفية فهي تطلق على أهل
الدين المقرَّبين إلى الله وأوليائه الصالحين نسبة لملابسهم التي
كانوا يلبسونها فـي قديم الزمان والتي كانت من الصوف الخشن، وذلك
دلالة على التقشف والزهد فـي الحياة ولإثبات أنَّ هذه الدنيا هي آخر
همهم أما التصوف أساسا فهو الالتزام بتعاليم الله ورسوله وذلك بكلِّ
ما جاء فـي الكتاب والسنة المحمدية تطبيقا عمليا، إذ إنَّ أيَّ
إنسانٍ يتبع أيَّاً من الطرق الصوفية المعروفة يلتزم بذكر أوراد
معيِّنة، والتي هي مأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله
عليه وسلم وهذه الأوراد تعود على ذاكرها بالحسنات والهداية وتعصم
الإنسان من الأفعال والسلوك غير المستحب وتجعل خلقه هو الدين،وفى هذا
سُئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فقالت (كان خلقه القرآن) لذا نرى أن كل الصوفيين وأبناء الطرق يريدون
أن يتخلَّقوا بأخلاق نبيهم ورسولهم الذي هو قدوتهم فـي كل شئ. ومن
هنا نرى أن للأوراد دوراً أساسياً فـي المساهمة على تقويم سلوك
الإنسان وذلك بما تحتويه من عوالم وأسماء الله الحسنى وأسرار للكلمات
وبعض من آيات القرآن الحافظة للإنسان من كل شرور الدنيا ومن شرور
نفسه إذ إنَّ أعداء الإنسان النفس والهوى والدنيا والشيطان وهذه
الأذكار تجعل الإنسان محصنا من عداوة الشيطان، وعداوة الشيطان
للإنسان هي حقيقة ثابتة ومقررة والإنسان هنا مطالب بأن يتخذ الشيطان
عدوا وخصما أبدياً فإذن لابدَّ للإنسان أن يزوِّد نفسَه بأسلحة تضاهى
فـي قوتها أسلحة الشيطان الفتاكة، أما بالنسبة لمحاربة شرور النفس
والهوى فإننا أيضا نحاربهم بالذكر والأوراد والأسماء الإلهية وحيث أن
أرواح الناس وأمراض نفوسهم تختلف كما تختلف أنماط أبدانهم وألوا نهم
فإن الاسم الإلهي الذي يصلح أن يكون ذكرا لبعضهم لا يصلح أن يكون
ذكرا للبعـض الآخر. والتمييز هنا بين الأرواح والنفوس وما يصلح لها
من الذكر والصلوات هو من اختصاص أولياء الله الصالحين الذين هم صفوة
البشرية المختارين من بين عباد الله الوارثين للباطن والهدى النبوي
ليدعون به الناس للهدى والصراط المستقيم ولحماية كل السالكين لدرب
الله من أوحال الأحوال كما قال أحد الصالحين:
من لم يكنْ خلفَ الدليلِ مسيرَه كثُرَتْ عليهِ طرائقُ
الأوهـامِ
رانيا الشيخ
بالـحـبـيـب إلـى الـحـبـيـب
قال الإمام الشلبي رضوان الله تعالى عليه: اللهم طالبتنا لتقربنا
فقربتنااللهم ما استطعنا المكوث معك ولا الفراق عنك، اللهم دبرنا
فإنا لا نحسن التدبير..
والذنب في هذه المرتبة الغفلة عن المشاهدة وهي رؤية النفس أي رؤية
وجودها مع وجود الله سبحانه وتعالى كما قيل في هذا المعنى:
ولي عندها ذنب برؤية غيرها
فهل لي إلى ليلى المليحة شافع
كما وأن التوبة الرجوع إلى دوام المشاهدة والاستمرار على ذلك كما
قالوا:
سلا هل سلا قلبي هواها وهل له
سواها إذا اشتدت عليه الوقائـع
وقالوا:
ولو خطرت لي فـي سواك إرادة على
خاطري سهواً حكمت بردتي
وقالوا في المرحلة بين الذنب والتوبة لما يعتريهم من الوحشة:
إذا قلت ما ذنبي إليـك أجـبـتـني
وجودك ذنب لا يقـاس بـه ذنـب
وإن قلت أهدي الهجر لي حلل البلى
تقولين لولا الهجر لم يطلب الحب
وأما التقوى في هذه المرتبة فهي شدة المعرفة بالله وهي لا تنفك عنها
أبداً إذ إن الخوف لا يكون إلا من الذي عرفت ضرره كما قال صلى الله
عليه وسلم: (أنا أعرفكم بالله وأخوفكم منه) والتوسل في هذه المرتبة
إلى الله يكون بالأشخاص المقربين المحترمين عند الله تعالى كما
قالوا:
توسل بالحبيب إلى الحبيب لتحظى
بالإجابة من قريب
من معرض الحولية
الشيخ حسين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني
|