بـالـحـقـائـق
نـاطـقـيـن
خصوصية سيدنا النبي
كثر الجدال حول شخصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كإنسان فمنهم
من قال إنه مثلنا استنادا على الآية التى تقول {إنما أنا بشر مثلكم}
ومنهم من اعترض على المثلية، واليوم يستوقفنا المسير فى السفر الجليل
(تبرئة الذمة) فى مبحث خصوصية النبى صلى الله عليه وسلم لنتعرَّف على
معنى المثلية التى وردت فى الآية،ثم نعرِّج بعدها فى مقالاتنا على ما
خُصَّ به دون سائر البشر ومن ثمَّ من سائر الأنبياء والمرسلين قال
تعالى (إنما أنا بشر مثلكم) اختلط على كثير من الناس الفهم الصحيح
للمثلية التى وردت فى هذه الآية فالمثلية هنا المقصود بها المثلية فى
الصورة الجسدية والهيئة البشريةلأنَّها من كلمة مثال وهى الشبيه فى
الشيئ المحدد أمَّا المثيل فهو الموازى للشيئ بمعنى الشبيه له فى
كلُّ شيئ اى مطابق له وقال تعالى فى الآية على لسان سيدنا رسول لله
مثلكم ولم يقل مثيلكم،كيف يكون مثلنا وقد شُرع له وحده وشُرع لنا
وحدنا.
وحديثنا فى هذا الموطن عن الكمال الصورى أو الهيئة الصورية الكاملة
لسيدنا رسول الله والجانب الصورى ينقسم إلى ثلاثة محاور أساسية محور
ذاتى ومحور فعلى ومحور قولى،أما المحور الذاتى فكانت ذاته الشريفة من
أجمل وأكمل وأفضل الذوات وهيئته الصورية كانت من أجمل وأحلى وأزكى
الصور، وورد فى حديث السيدة عائشة رضى الله عنها إنها كانت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم على فراشه، فى ليلة مظلمة،فسقطت من يدها
إبرة إلى الأرض،فكشفت عن وجه رسول الله فوجدتها بنور جبينه فرفعتها.
أماَّ عن المحور الفعلى كالصلاة والصيام والصدقة وأمثالِها فكانت
أفعاله من أزكى وأحسن وأرفع أفعال يكفى ما ورد من تورُّم أقدامه فى
قيام الليل، وعندما قال له جبريل: أُمرت ان اجعل لك جبال الارض ذهبا
فأبى رسول الله واختار الفقر نصيبا وأفعاله الظاهرة أعلى من أن تخفى
على أحد، ويكفينا فخراً أنه من رجل كلُّ العالم فى ميزانه.أما المحور
القولى:كالكلمة الطيبة وإهدائه للناس بها وما إلى غير ذلك فأقواله
الشريفة على مر الأزمان مقيمةً وظاهرةً وفعالةً ويشهد التاريخ بذلك
وكان يتحدث بالقران قال تعالى {إنه لقول رسول كريم} وذلك لأنه صلى
الله عليه وسلم الناطق به عندهم، فانظر على أي كلمة من من حديثه تجد
فيها مجامع المحاسن من كل جهة ومن كلِّ جانب. من هنا نخلص إلى أنَّ
المثلية ليست التطابق الكامل بيننا وبينه فوجه المقارنة معدوم.
هادية محمد الشلالي
مــاذا تـعـلـمـت مـن شـيـخـي؟
محبة أهل البيت - 1
علمنا فى مقالنا السابق عن الأولياء أن كل ولىٍّ لله تعالى إلى يوم
القيامة يكون من نسل آل البيت، فمن هم آل البيت؟ ومـا هـى معلومـاتك
الدينية عنـهم؟ أم أنك لم تســمع بهذه العبارة من قبل؟ أوربما تكون
قد سمعتَ بها من قبل ولكن مررت بها كما يقولون فى اللغة العامية مرور
الكرام أى أنك لم تُعطها أى اهتمام أو انتباه ! فاذا كُنتَ جاهلا بهم
أو غافلا عنهم فقد حان وقت الانتباه والالتفات للعلم بهم والتعلُّم
منهم، في الحديث القدسى خاطب الحقُّ سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم وهو فى بساط القرب (لم خلعتَ نعليك وقد سلمتُ عليك؟)
قال: (ياربى خفت من الطرد كما قيل لموسى من قبل اخلع نعليك انك
بالوادى المقدس طوى). قال الله تعالى: (يا محمد ان كان موسى قد
أَحَبَّ فأنت المحبوب وإن كان موسى قد طَلب فانت المطلوب ياحبيبى يا
محمد)، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (لا أسالك فاطمة ابنتَىَ ولا
حليمة التى أرضعتنى ولكن أسالك أمَّتى أمَّتى). قال الرب: (إنك نبي
شريف وأنا ربٌّ لطيف وأمتك أمة ضعيفة فكيف يضيع ضعيف بين شريف ولطيف،
وعزتي وجلالي يا محمد لأقسم القيامة قسمين قسم لك وأنت تقول أمتي
أمتي، وقسم لي وأنا أقول رحمتي رحمتي إن رحمتي سبقت مؤاخذتي وحلمي
سبق غضبي).
ومقالنا هذا عن محبة آل البيت، آل بيت من؟ آل بيت النبي صلى الله عليه
وسلم الذي وصفه الحق فـي الحديث القدسي بالمطلوب والمحبوب وناداه يا
حبيبي يا محمد،فهل فـي الإمكان محبة النبي صلى الله عليه وسلم دون
أهل بيته؟ وإذا كان ذلك فـي الإمكان فهل يجوز ذلك؟ وهل يرضى النبي
صلى الله عليه وسلم أن تحبه دون آل بيته؟ وهل ترضى أنت أن تحبَّ
النبي الذي يفكر فـي أمته وأنت واحد منهم دون أن تحب آل بيته؟ ولكى
لا نتكلم لغواً تعالوا نستعرض معاً أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
عن آل بيته لنتبيَّن منها هل تجب علينا محبة آل بيته أم حبه هو فقط؟
وقبل أن نستعرض الأحاديث معاً علَّمني شيخي أن لا أتحدث بدون سندٍ أو
دليل من القرآن الكريم أو السنة الشريفة وإلا فالسكوت أفضل.
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من
نفسه وعترتي أحب إليه من عترته وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحبَّ
إليه من ذاته) فهل أنت مؤمن؟ وأسأل هذا السؤال لأنَّ النبي صلى الله
عليه وسلم بدأ قوله الشريف بعبارة (لا يؤمن أحدكم) وهذا يعني أن
النبي صلى الله عليه وسلم ربط الإيمان بمحبته ومحبة آل بيته فهلا
طبَّقت هذا الحديث
وعن أبي هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال (والذى
نفسى بيده لا تزول قدمٌ عن قدمٍ حتى يسالَ الله تعالى الرجلَ عن
أربعٍ عن عمره فيمَ أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله مم كسبه
وفيما انفقه وعن حبنا آل البيت.) تخيل معى ردك عندما يسألونك عن هذه
الاخيرة وهى آل البيت خصوصا اذا كنت جاهلا بهم او غافلا عنهم.
وعن الإمام على رضى الله
عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال(إن الله قد حرَّم الجنة على من
ظلم أهل بيتى أو قاتلهم أو أعانَ عليهم أو سبَّهم) أنت هنا قد عرفتهم
ولكنك أنكرت محبتهم ومودتهم سواء أكان عن عمد أو عن جهل، وأفتيتَ
بأنَّ التقرب بهم لله سبحانه وتعالى باطل،فماذا يكون مصيرك؟ اذا قرأت
الحديث مرة ثانية فستعرف الإجابة حتما.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من
سرَّه أن يحيا حياتى ويموت مماتى ويسكن جنة عدن التي غرسها ربى
فليوال عليَّا من بعدى وليوال وليَّه وليقتدى بأهل بيتى من بعدى
فإنهم عترتى خُلقوا من طينتى ورزقوا فهمى وعلمى فويلٌ للمكذبين
بفضلهم من أمتى القاطعين فيهم صلتى لا أنالهم الله شفاعتى).والسؤال
هنا لماذا اختصَّ النبى صلى الله عليه وسلم عليا رضى الله عنه؟ وقبل
أن نجيب على السؤال نذكر حديثا آخر عن خصوصية سيِّدنا على ومن ثم
تتبع معى الإجابة على السؤال.
عن سيدنا سلمان الفارسى
رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا على
أكثر من عشر مرات (يا على إنك والأوصياء من ولدك أعراف بين الجنة
والنارلا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار إلا من
أنكركم وأنكرتموه).
فعلى ماذا تدل عبارة أكثر من عشرة مرات فى نظرك؟ واترك لك الإجابة على
ضوء قراءتك للمقال ولقد ورد ذكر آل البيت فى القرآن الكريم فى مواقع
كثيرة فكان صريحا فى بعض الآيات مثل قوله تعالى {إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس آل البيت ويطهركم تطهيرا} سورة الأحزاب،وقوله تعالى
{رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت}سورة هود ومنها ما هو على سبيل
الاشارة مثل قوله تعالى {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}
قال المفسرون (الناس) فى هذه الآية تعنى(آل البيت) وقوله تعالى{سلام
على إل ياسين} قال ابن كثير (آل ياسين) تعنى (آل محمد).
وللحديث بقية
سوسن حسين |