نيـل المـراد فـي شـرح الأوراد 2

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

رحيق أزهاري

إظهـار الوجـد فـي الذكـر

 

نيـل المـراد فـي شـرح الأوراد - 2

الأدلةُ على الأوراد مِنْ جهةِ النقل

 فقدْ أَخْرَجَ الترمذيُّ والحاكمُ والطبرانيُّ عنِ السيدةِ صفيةَ رضيَ اللهُ عنْها قالَت: دَخَلَ عَلَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلموَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهِنَّ فَقَال مَا هَذَا يَا بِنْتَ حُيَيّ؟ قُلْت: أُسَبِّحُ بِهِنَّ قَال: قَدْ سَبَّحْتُ مُنْذُ قُمْتُ عَلَى رَأْسِكِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا قُلْت:عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ.'' قَال قُولِي: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ مِنْ شَيْء، وأَخْرَجَ ابنُ سعدٍ عنْ حكيمِ بنِ الديلميِّ أنَّ سيدَنا سعدَ بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه كانَ يُسَبِّحُ بالحصى،وقالَ ابنُ سعدٍ في الطبقاتِ عنْ عبيدِ اللهِ بنِ موسى عنْ إسرائيلَ عنْ جابرٍ عنِ امرأةٍ حَدَّثَتْهُ عنْ فاطمةَ بنتِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه أنَّها كانَتْ تُسَبِّحُ بخيطٍ معقود، وأَخْرَجَ عبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ في زوائدِ الزهدِ مِنْ طريقِ نعيمِ بنِ محرزِ بنِ أبي هريرةَ عنْ جدِّهِ أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّهُ كانَ لهُ خيطٌ فيهِ أَلْفَا عقدةٍ فلا ينامُ حتى يُسَبِّحَ بهِ..

 وقدْ نقلَ سيدي فخرُ الدينِ الشيخُ محمدُ عثمان عبده البرهانيُّ في (الانتصار) عنِ الإمامِ السيوطي:'' وقدِ اتَّخَذَ السبحةَ ساداتٌ يُشارُ إليهمْ ويُؤْخَذُ عنهمْ ويُعتمَدُ عليهمْ كأبي هريرةَ (كانَ لهُ خيطٌ فيهِ ألفا عقدةٍ فكانَ لا ينامُ حتى يُسَبِّحَ بهِ ثنتَيْ عشرةَ ألفِ تسبيحةٍ ؛ قالَهُ عكرمة: فإنْ قالَ قائلٌ أوْ سألَ سائل: وهلْ لِلعَددِ ضرورةٌ في الذكرِ والتسبيحِ حيثُ كانَ الأمرُ نفلياً ولا ضررَ في إطلاقِ العَدد؟ فنقولُ وباللهِ التوفيق: إنَّ الشارعَ طالَما حَدَّدَ عبادةً نفليةً ما بعَددٍ ما فلا بُدَّ مِنْ حكمةٍ في العَدَدِ يَعلمُها هو، فلا سبيلَ إلاَّ اتِّباعُهُ صلى الله عليه وسلم قلباً وقالَباً وهذا مقتضى الإيمان، والآثارُ الدالةُ على ذلكَ كثيرةٌ نذكرُ واحداً منْها خشيةَ الإطالةِ وهوَ ما رواهُ الإمامُ مسلمٌ في صحيحِهِ ونقلَهُ النوويُّ في الأذكارِ عنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مُعَقِّبَاتٌ لاَ يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَة: ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ تَسْبِيحَةً وَثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ تَحْمِيدَةً وَأَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ تَكْبِيرَة) فما مِنْ عاقلٍ إلاَّ ويعتقِدُ أنَّ وراءَ العَددِ الذي عَيَّنَهُ الشارعُ صلى الله عليه وسلم حكمةً باطنة ن فإنْ قالَ قائل: إنَّ الصوفيةَ يَذكرونَ بأسماءٍ أعجميةٍ أوْ حروفٍ مُقَطَّعَةٍ ؛ فهلْ في ذلكَ مِنْ نصوصٍ أوْ مأثورات؟

فالجوابُ بفضلِ اللهِ وعونِهِ ومَدَدِهِ نُوجِزُهُ فيما يلي:

أ ـ الجهلُ بالشيءِ ليسَ دليلاً على عدمِهِ بلْ هوَ مُوجِبٌ لِطلبِ العلم: فليسَ معنى عدمِ فهمِكَ أيُّها المنكِرُ لِلألفاظِ الغريبةِ عليكَ في أورادِ السادةِ الأعلامِ أنَّهمْ غيرُ عالِمينَ بأسرارِها ومكنوناتِها وفوائدِها، وفي هذا عليكَ أنْ تتعلَّمَ قولَ اللهِ تعالى {هَـأَنتُمْ هَـؤُلاءِ حَـجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُون} سورةُ آلِ عمرانَ 66.

ب ـ الأدبُ عندَ الجهلِ بالشيءِ هوَ الصمتُ بلْ وحفظُ الجوارحِ عنِ الإنكار: فإذا رأى ربُّكَ منكَ ذلكَ أَتْحَفَكَ وعَلَّمَكَ ما لمْ تَعلمْ وهَيَّأَ لكَ الأسبابَ الظاهرةَ والباطنةَ لذلكَ ـ لأنَّ الْكِبْرَ مانعٌ مِنَ العلمِ ـ واقرأْ قولَهُ تعالى {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم} أي لا تتبعْ بلِ الزمْ صمتَ الأدب {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولا} ثمَّ نهى عنِ الْكِبْرِ الموجِبِ لِكراهيةِ الربِّ ـ أعاذَنا اللهُ ـ فقال {وَلا تَمْشِ فِى الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا كُلُّ ذَ لِكَ كَانَ سَيّـِئـهُ عِندَ رَبّـِكَ مَكْرُوها} سورةُ الإسراءِ 36 ـ 38 انظرْ ترتيبَ هذهِ الآياتِ متتابِعاً كيفَ ارتبطَ الجهلُ بالكِبر، ثمَّ تأمَّلِ التحذيراتِ المنجِياتِ في ثنايا الآياتِ وكأنَّهُ تعالى يُشعِرُكَ ويُعلمُكَ أنَّ إنكارَ المنكِرينَ لِجهلِهمْ بالشيءِ إنَّما هوَ لِكِبْرٍ في نفوسِهمْ أعاذَنا اللهُ مِنْ هذا بفضلِهِ وكرمِهِ وجودِهِ ومَنِّهِ آمين.

جـ ـ القرآنُ عربيٌّ عندَ مَنْ آمَنَ بالنبيِّ العربي، والعكسُ بالعكسِ كلٌّ على قدرِ حُبِّهِ واتِّباعِهِ وقُرْبِهِ ؛ فليسَ كلُّ ما كُتِبَ بحرفٍ عربيٍّ يَنْجَلِي معناهُ عندَ كلِّ أحدٍ وإلاَّ ما وقفَ سوادُ المسلمينَ عاجزينَ عندَ أوائلِ السُّوَرِ مِنَ الحروفِ الْمُقَطَّعَة، فالعبرةُ إذاً بحصولِ الإيمانِ وكمالِه، وانظرْ قولَهُ تعالى {وَلَوْ جَعَلْنَـهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصّـِلَتْ ءَايَـتُهُ ءَاعْجَمِىٌّ وَعَرَبِى}أيْ فجعلْنا الحرفَ عربيّاً والنبيَّ عربيّاً فبطلَتْ حجّتُكم، أمّا حجتُكَ يا محمدُ فـ{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِى ءَاذَانِهِمْ وَقْر} أيْ صممٌ فهمْ يسمعونَ ولا يدركِون {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَـكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانِ بَعِيد} سورةُ فُصِّلَتْ 44 فجعلَ الهدى والشفاءَ في القرآنِ حكراً على مَنْ آمنَ وكانَ مِنَ الموصولينَ بدخولِهِ في زمرة {لِلَّذِينَ ءَامَنُوا}

وللحديث بقية

د. ابراهيم دسوقي

 

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

رؤية المحبوب

الحمد لله الواجد الماجد والصلاة والسلام على حبيبه سيد الأماجد وآله وصحبه ما سجد لله ساجد يعجز اللسان عن تبيان البيان وكلت المباني عن حمل المعاني إذ أن كل مبنى وكل معنى فيه يفنى حتى صار أعلى ما علمنا عنه داني وصدق من قال (دقَّت فرقَّت وكأنماخمر بلا قدح أو قدح بلا خمر)، فالقارئ للأبيات لايدري أينشغل بالمعاني أم يتلذذ بالنظر للأواني وهاهو سيدي فخر الدين رضي الله عنه يشغلنا ببديع أوانيه عن تذوق حلو معانيه، وقد أمسك بحروف ر - ا - ي لينسج منها (يراني بعيني من رآني في الرؤى) فتجده اتخذ من الألف نسيحا يطرزه مرة بالمد وأخري بالإهمال ويضعها مرة أخرى تاجا على رأس الواو أو يقصرها فتخرج في ثوب الياء كما أن حرف الراء يرقق ويفخم في انسياب ويسر ليخرج الأذن من نغم إلى آخر يناسب جلال الموقف أو جماله، أما قوله (بعيني) ولم يقل ببصيرتي فإن فيه تجسيداً للمعنى في أنه يعيش في بدن مريده حسيا وكأنه هو ولا يكفيه قلب مريده وروحه أي أن كل مريد رآه في الرؤية من حقه أن يقول إنه هو الشيخ محمد عثمان رضي الله عنه وهذا يذكرني بما حدث بين الإمام الجنيد حينما طرق باب شيخه الشبلي رضي الله عنهما فقال: من؟ فرد قائلا: أنت. فقال الشيخ: ادخل ياأنا. كما يذكرني بصدق سيدي فخر الدين حينما أستمع إلى صوته وهو ينشد في الحضرة بين مريديه:

أنا وحدي مامعي في الكون غيري        أُبدي وجدي لبدورٍ طـالـعـات

فكل هذه الحضرة إنما هي هو ويتواجد بجمعه المفرد في حب مشايخه البدور الطالعات المتجلية ثم نعرِّج على الشطر الثاني وهو عجز البيت الذي يقول فيه (ويسمعني سمعي وتلك   إرادتي) ولكن قبل أن أتكلَّم عن السمع أشطح إلى الإرادة لأنها لفظة قوية تعبر عن معنى رقيق كأن تقول حب جارف فلفظة جارف قد تخل بالمعنى الرقيق للحب، وقد يظن القارئ من أول وهلة أن كلمة إرادتي أي ما أريده بقدرتي وقوتي ولكن الإرادة هنا منها مريد ومراد والمريد هو المحب والمراد المحبوب ونحن هنا في السودان نستخدم كلمة الريد بدلا من كلمة الحب والمتصوفة الأكابر هم الذين يفرغون من سيرهم إلى الله بهمة وعزيمة يرددون اسم المحبوب دون جلب منفعة أودفع مضرة حتى يصل إلى نور الإسم الله ولكن لايصل إلى صاحب الاسم إلا بالريد بين المريد والمراد فتكون الجذبات وهي أعلى أنواع السير إلى الله وهذا الذي استخدمه سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (وتلك إرادتي) أي انه ينجذب إليه المريد كما تنجذب قطعة الحديد إلى المغناطيس بسر قوة المغنطة بين الحبيب والمحبوب، ثم نعود إلى حروف السين التي تعني السر والسر بين الأحبة لاغيرهم والميم توحي بمعنى المعية والعين تضفي معنى الرؤية على السمع فكأنه يرى مايسمع فتتناسق المعاني بين صدر البيت وعجزه تناسقا فريدا ينقلك إلى جو روحانى ترى فيه بيدك وتسمع فيه بأنفك وتتنفس فيه بقلبك وصدق من قال:

إذا ما بدت ليلى فكلِّي أعينٌ        وإن هي نادتني فكلِّي مسامعُ

كل هذاالشراب العذب ويلومني الجاهل على السكر فأين المفر لقلب فاض الحب على جوانحه فنطقت به جوارحه وكما عبر أستاذي د. عبدالله بأبيات لا أدري من قالها:

سَقَوني وقالوا لاتغنِّ ولوسَقَوا        جبالَ شرورى ما سُقيتُ لغنَّتِ

  الوسيلة إبراهيم درار

 

رحيق أزهاري

فــائــدة المتصوف

 إن الهدف الأساسي من التصوف هو إصلاح الكون كما ذكرنا سابقا، والكون لا يصلح إلا بإصلاح المجتمع، والمجتمع لا يصلح إلا بإصلاح الفرد، والصوفية يهدفون لاصلاح الفرد وترقية نفسه بإبعادها عن المحرمات التي نهى عنها الإسلام وذلك بإغراقه في بحور الطاعة وسلوك الطريقة القويم وذلك بأن يترسَّم خطى شيخه الذي يقوده بالإرشاد حتى يجعله إنسانا مكتملا ومتخلِّقا بالأخلاق الإسلامية الحسنة في معاملاته الدينية والدنيوية وذلك لأن نفسه وعقله وجسمه يكون قد تطهَّر من كل الانحرافات الدنيوية، والمريد عندما يتخلَّق بهذه الصفات ويترسَّم خطى شيخه بالطاعة والتسليم في كل ما يأمره به شيخه الذي يقوده إلي طريق الحق عزَّ وجل فإن هذا الإنسان يكون هو النواة الأولى للمجتمع الصالح، وعندما يصلح المجتمع تصلح الحياة ويعيش المجتمع مستنيرا بتعاليم الدين الحنيف وهدى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وهكذا يكون هذا المجتمع في حالة حب وتقوى فهو بالتالي يكون في حفظ الله ورعايته، والصوفية تخلق الشخص المثالي وهذا ينعكس على أسرته والمجتمع الذي يتعايش معه وهذا الشخص يكون دائما في حفظ الله، قال تعالى {من ينصر الله ينصره} ونصر الله هنا يعنى به أن يكون الإنسان متبعاً لتعاليم الدين بالطريقة الصحيحة وأن يكون ملتزماً بتعاليم الشريعة والحقيقة بحيث يراعى الإنسان الله في كل الأعمال مثلا التاجر والعامل والموظف والطالب كلهم يؤدون أعمالهم حسب ما أمر الله به ويتقون في أعمالهم الأوامر والنواهي الدينية ويكون الإنسان دائما رقيبا على نفسه بإبعادها عن الهوى والمزالق التي نهى عنها الإسلام. فالتاجر الصوفي لا يتعامل بالغش ولا بالربا ملتزما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غشنا ليس منا)، والعامل يتقى الله في صنعته ويجودها كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل، والموظف يجب أن يعمل على قضاء حوائج الناس بكل همة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم اللهم (من ولى من أمر أمتي شئ فرفق بهم فارفق اللهم به ومن شق عليهم فاشقق اللهم عليه).

وهكذا نرى أن الصوفية يسهمون في تقويم الإنسان الذي يخرج ويخالط المجتمع ونرى الفائدة واضحة جلية في كل النواحي. ففي الناحية الاجتماعية يخرج التصوف للمجتمع شخصاً خلوقاً وقويماً خالياً من الأحقاد والعقد الداخلية طاهر النفس والروح سهل التعامل معه وقدوة مثالية لمن يريد أن يقتدي به.

 أما من الناحية السياسية فهو يكون ممن لا يلتفت إلى المناصب العليا فقط لإرضاء غرور نفسه أو لإرضاء أطماعه الدنيوية بل يتقى الله في الناس في الأحكام المصدرة في كل القرارات التي تصدر فقط لاصلاح أحوال المسلمين وغيرهم، ويكون الهدف الأساسي هو إعلاء كلمة الله عز وجل وتطبيق هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فعندما يصلح الحكام تصلح ألأمه وينتهي الفساد ويكون لزام على كل فرد السمع والطاعة لإمام أمتهم والذي يكون وعن جداره يستحق لقب إمام المؤمنين.

رانيا الشيخ حمد

 

إظهـار الوجـد فـي الذكـر

عن عبدالله بن عقبه عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه قال: رحم الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يميدون من ذكر الله كما يميد النخيلُ في اليوم العاصف الريح وتنهلُّ دموعهم حتى تبتلَّ ثيابهم. ابن حجر الهيثمي.

 عن أبى أراكة قال رضى الله عنه: صليت خلف الامام علي كرَّم الله وجهه الصبح فلما جلس وعليه كآبة فمكثت حتى طلعت الشمس قدر رمح فصلي ركعتين فلما انفتل عن يمينه قلب يده وقال: والله رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما أراى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون شعثا غبرا قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله فيراوحون بين أقدامهم وجباههم وكانوا إذا ذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبتل.

من معرض الحولية            
اشراف
                  
الشيخ حسين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني