فـقــه الـلـغــة
إن من أساسيات فهم القرآن فـي أغلب الآيات هو الفهم الصحيح للغة
العربية وهذا الزمان ضاعت فيه مُفردات العربية وأُوِّلت المعاني على
مفهوم العوام فلبس الباطل ثياب الحق وراح يتبختر بين أفهام ناطقي
العربية بغير فقه حتى رأى الناس المعروف منكرا والمنكر معروفا وتُضرب
المثال من قديم الزمان وفـي عصر من تنزَّل القرآن بين ظهرانيهم.
فها هو سيدنا معاوية بن
أبي سفيان يهرع إلى سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ويقول
(لطمتني أمواج القرآن) فكيف يساور سيدنا النبي يونس أن الله لن يقدر
عليه {وذاالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه...} فقال حبر
الأمة: إن اللفظة هنا من التقدير أي التضييق وليس من القدرة أما تنظر
إلى قوله تعالى {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ
رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن} أي ضُيِّق عليه فـي الرزق. وأهل
هذا الزمان اختلط عليهم الأمر ليس فـي المفردات فقط بل فـي الجُمل من
الكلمات وهاهم يخلطون بين أولياء الله ومن اتخذوا أولياء من دون الله
وهلمَّ جرَّا ولذا نفتح هذا الباب لفقه اللغة آملين بلوغ الرضا
بالفهم الصحيح لما أتى إلى أفصح من نطق بالضاد عليه الصلاة والسلام
من ربِّ العباد وآله وصحبه السادة الأمجاد.
ما أطلق أئمة اللًغة فـي
تفسيره لفظة كلّ(فيما نَطَقَ بِهِ القرآنُ منْ ذلكَ وجاءَ تفسيرُهُ
عنْ الأئمةِ)
كلُّ ما عَلاك فأظلَّك فهو سماء
كلُّ أرض مُسْتَوِيَةٍ فهي صَعيد
كلُّ حاجِزِ بَــينَ الشَـيْئينِ فَهو مَوْبِق
كل بِناءَ مُرَبَّع فهوَ كَعْبَة
كلُّ بِنَاءٍ عال فهوَ صَرْحٌ
كلُ شيءٍ دَبَّ على وَجْهِ الأرْضِ فهو دَابَّةٌ
كلُّ ما غَابَ عن العُيونِ وكانَ مُحصَّلا فـي القُلوبِ فهو غَيْب
كلُّ ما يُسْتحيا من كَشْفِهِ منْ أعضاءِ الإِنسانِ فهوَ عَوْرة
كلُّ ما أمْتِيرَ عليهِ منَ الإِبلِ والخيلِ والحميرِ فهو عِير
كلُّ ما يُستعارُ من قَدُومٍ أو شَفْرَةٍ أو قِدْرٍ أو قَصْعَةٍ فهو
مَاعُون
كلُّ حرام قَبيحِ الذِّكرِ يلزَمُ منه الْعارُ كثَمنِ الكلبِ
والخِنزيرِ والخمرِ فهوَ سُحْت
كلُّ شيءٍ منْ مَتَاعِ الدُّنْيا فهو عَرَض
كلُّ أمْرٍ لا يكون مُوَافِقاً للحقِّ فهو فاحِشة
كلُّ شيءٍ تَصيرُ عاقِبتُهُ إلى الهلاكِ فهو تَهْلُكة
كلُّ ما هَيَجتَ بهِ النارَ إذا أوقَدْتَها فهو حَصَب
كلُّ نازِلةٍ شَديدةٍ بالإِنسانِ فهي قارِعَة
كلُّ ما كانَ على ساقٍ من نَباتِ الأرْضِ فهو شَجَرٌ
كلُّ شيءٍ من النَّخلِ سِوَى العَجْوَةِ فهو اللَينُ واحدتُه لِينَة
كلُّ بُسْتانٍ عليه حائطٌ فهو حَديقة والجمع حَدَائق
كلُ ما يَصِيدُ من السِّبَاعِ والطَّيرِ فهو جَارِح، والجمعُ
جَوَارِحُ.
* * * * * * * * * * * *
في ذِكْر ضُرُوبٍ مِنَ الحَيَوان
(عن اللَّيث عنِ الخليلِ
وعنِ أبي سعيدٍ الضرير وابن السَّكِيتِ وابنِ الأعرابيِ)
كلُّ دابَّةٍ في جَوْفـِها رُوح فهي نَسَمَة.
كُلُّ كرِيمَةٍ منَ النساءِ والإبلِ والخَيْل وَغَيْرِها فهي عَقِيلة.
كلُّ دابةٍ اسْتُعْمِلَتْ مِنَ إبل وبقرٍ وحَميرٍ ورَقِيقٍ فهيَ نَخَّة
ولا صدَقَةَ فِيها.
كلُّ امرأةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِها وكلُّ نَاقةٍ طَرُوقَةُ فَحْلِها.
كُلُّ أخْلاطٍ مِنَ الناس فَهم أوْزَاع وأعناق.
كلُّ ما لَه ناب ويَعْدُو على النّاسِ والدَّوابِّ فَيفْتَرِسُها فهو
سَبع.
كلُّ طائرٍ ليسَ منَ الجوارحِ يُصادُ فهو بُغَاث.
كلُّ ما لاَ يَصيدُ من الطيرِ كالخُطّافِ والخُفّاش فهو رُهَام.
كلُّ طائرٍ له طَوْق فهو حَمَامٌ.
كلُّ ما أشْبَهَ رَأسهُ رُؤُوس الحَيَّاتِ والحَرَابِي وسَوَامَّ
أبْرصَ ونحوِها فهو حَنَش.
تحت إشراف قسم اللغة العربية
جامعة الخرطوم |