مكانة لم يكن غيري بها ثملا
رحيقها كله تعطاه أزهاري
|
رقية - الدانمارك |
قابلت بعض المصريين
المقيمين في كوبنهاجن عام 1993 أصبحنا أصدقاء بعدها،كنا نتناول
الحديث عن الإسلام والتصوف، وفي بعض الأوقات استمع إلى الإنشاد وبعد
مرور بعض الوقت اعتنقت الإسلام وأصبحت مريدة وتزوجت من مصري وكان خير
معين لي في أداء الصلوات وقراءة الأوراد ومن الصعب ممارسة شعائر
دينية ترتبط بلغة غير التي يتحدث بها الفرد ولكن بحمد الله تخطيت هذه
العقبة، مر على هذا نحو عشر سنوات بحلول هذا الصيف وهذه هي السنة
الخامسة التي احضر فيها إلى السودان وفى جميع هذه الزيارات اذهب إلى
معظم المقامات في مصر مثل مقام سيدنا الحسين رضى الله عنه والسيدة
زينب وسيدي أحمد البدوي رضى الله عنهم جميعا،عند أول زيارة لى أتيت
فيها إلى هنا أحسست كمن يعود إلى وطنه أو إلى المكان الذي ينتمي إليه
إنه إحساس بالأخوة الحقيقية الصادقة،أما عن هذا المبني الجديد فإنه
جميل، وإنجاز رائع. كنت من قبل كثيرة العصبية وكانت حياتي كلها
مشكلات وأعاني من مشكلة الكحول،ولكن تبدل كل ذلك عقب اعتناقي للإسلام
لقد تحولت حياتي إلى سلام وأمان بدلا عن الخوف والقلق، كنت حقيقة
أعاني نفسيا وجسديا ولكن تغير ذلك بعد قراءة الأوراد، كنت اشعر
بالخوف من كل شي من الخروج ومن الناس ومن المواصلات ومن كل مكان.
أن الفرق كبير بين سماع الموسيقى والاستماع للحضرة، إنها موسيقى غير
طبيعية،لقد سمعت أول حضرة في الدنمارك ولم أدرِ ما هذا، ولكني انجذبت
إليها أحببت أن اعمل مثل هذا وعندما سألني المرشد هل أود أن اصبح
مسلمة؟ أجبته بشرط أن افعل مثل هذا، عندها أجابني أننا سننظر في هذا
الأمر ثم ردَّ علي بالموافقة على شرط أن أكون مع النساء في مكان غير
مكان الرجال وان يكون ذلك كل أسبوع، كنت منجذبة جدا لهذا وبسبب هذا
الانجذاب دخلت في الإسلام والطريقة،كلما آتي إلى هنا أتعلم شي جديد
وعندما أرى الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان رضي الله عنهم أحس كأنني
اقف أمام أبى أتحدث معه أخاطبه فى كل صغيرة وكبيرة.
في الدنمارك نذهب الى
الزاوية بانتظام نقيم الحضرة كل خميس وفى يوم الاثنين نجتمع لقراءة
القصائد وبعض الدروس فى الشريعة والتصوف والأوراد ولكن بعد أن استقر
الأمر فكرنا أن نقيم زاوية خاصة بنا وبالفعل بدأنا في جمع ألاموال
وسيكون لنا مبنى خاص ننوي أن نستعمله في شهر مايو أو يوليو
القادم،أشعر بالسعادة عندما أزور مولانا ولكنني اشعر بالحزن أيضاً إذ
يخيل إليَّ أنه ما زال بعيدا عني، أحس بسعادة بالغة عندما اقترب من
هذا المقام فهو وطني الحقيقي،ينتابنى حزن لأنني سأفارق هذا المكان
ثانية وأعود إلى الدنمارك فالحياة هناك تختلف كثيرا عن الحياة هنا
فالناس يتصفون بالبرود، ودائما ما تكونين في وحدة فالكل يغلق أبوا به
عليه ولا يتحدث أحد مع الآخر، اشعر بسعادة عند قراءة الأوراد فقد
أصبحت هي خمرتي،واشعر أن روحي تحتاج إليها كثيرا، يسألني بعض
المسلمين عن هذا الذي اقرأه وبالطبع يسألني الآخرون ولكني لا أواجه
أي مشكلة في ذلك وأعطيت الأوراد إلى ابنتي.
|
نادية محمود سليمان - وكيلة المعهد التجاري
الفني بأسوا ن |
كان لشقيقي الأصغر الدور الأعظم في إرشاد الأسرة إلى الطريقة وكثيرا ما
كان يسعى من أجل العلم ومن شدة ما رأينا فيه من الفتح الرباني كنا
نستمتع بما يقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء ونسترشد به
بالرغم من صغر سنه،أول زيارة للسودان كانت قبل عامين بالرغم من سماعي
عن المؤتمر النسوي العالمي الذي يعقد كل عام ولكن ما شاهدته كان
رائعاً بدليل أن الأخوات يتوجهن إليَّ بالسؤال عن قدومي إلى السودان
وأخبرهن بأنها أول مرة ولا يصدقن حديثي بل يؤكِّدنَ على رؤيتهن لي من
قبل وهذا شئ إنما يدل على صفاء قلوبهن بالرغم من اختلاف الأجناس
أتعلم منهن الحُبَّ والإيثار وكل عام ارجع من السودان وأجد نفسي قد
تعلمت صفات جميلة أحاول أن اتخلَّق بها.
وأتخلَّص في نفسي من صفات ذميمه وأتغلَّب على عيوبي،وإذا خُيِّرت أن
أعيش هنا لا أمانع وأن القرب بيني وبينكن أكبر عن قربي مع عائلتي
وخصوصا في الطريقة لأن بها الارتياح النفسي وتقوي إيمان الفرد، وقد
حدث أن شقيقي الذي تحدثت عنه سابقا أصر على حضورنا جميعاً إلى
السودان في العام السابق قائلاَ: إنها زيارة غير عادية وبها خير كثير
وألحَّ عليَّ أخي الأكبر من أجل الحضور وكذلك طلب من زوجته أمراً
غريبا لم يحدث من قبل وهو أن تضع له بدلة بدلا عن الجلباب وقال لها
إنني سوف أتزوَّج وطلب منها المسامحة أوصى جاره على أبنائه وطلب من
والدته السماح يوم سفره وقبل السفر قام بزيارة إلى كل المقامات التي
بمصر مشيا على الأقدام وعند عودته سأله أحد أصدقائه قائلا: ماذا
تمنيت عند سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي رضى الله عنه؟ فاخبره: بان
أموت عند سيدي الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني لأنني أُحبُّه لأنه
أكرمني وذلك عندما فُصلت من العمل ذهبت أخبره فوجدته في الدرس وكان
قد اقترب وقت سفري من أسوان إلى القاهرة ولكن الشيخ قطع الدرس وخرج،
أخبرته بما حدث أني أعول أسرة كبيرة ولا أعلم إلى أين اتجه وأين أجد
العمل وقد تأثر الشيخ وأخذ يدعوا ويهمهم، وبعد أيام أتاه نبأ إرجاعه
إلى العمل في موقعه بأسوان وبعد استلامه للعمل قالوا له أن هذا
القرار الأخير خطأ ولكننا لا نستطيع الرجوع فيه وقد فصلنا الكثيرين
ولم نرجعهم مرة ثانية وهذه الواقعة كان لها الأثر الأكبر في دخول عدد
من الأخوان الي الطريقة في أسوان،الحديث عن الحضرة عالي وعند سماع
القصائد كل مرة ينتابني إحساس غير الذي حدث في السابق لأن المعاني
تتجدد، كمن يقرأ القرآن كلُّ لحظة يشعر بقصور الفهم وأنه لم يكن
بالصورة المثلى أرجو لعامة المسلمين أن ترى العز الذي نحن فيه وكثيرا
ما أقول الحمد لله على نعمة الإسلام والطريقة وكفى بهما نعمة.
|
زهرة حركات - كندا |
عرفت الطريقة من زوجي جعفر دياب في عام 1994، وهذه أول زيارة إلى
السودان في هذا العام وكان شعوري عند زيارة المقام فوق الوصف يحس
الفرد بأنه يعيش مع روحه ويتسمَّى بأشياء مفقودة مثل التآخي والمحبة
والعلاقات الودية بين الأخوان وهذه الأشياء لا تعيشها حتى في دول
إسلامية مثل المغرب لأنِّي مغربية الأصل ولم أكن أعيش هذه اللحظات
وقد لاحظت تغير عدة أشياء في الفرد بمجرد دخوله في الطريقة مثل
الأنانية ومحبة النفس بشدة وهذه جميعها تزول ويصبح الفرد بعدها
اجتماعي تعطي الأخ وتتوددين له وتحبينه في الله. ونجد الاخوان من كل
البلدان يعيشون في حب وسلام لدرجة أني كنت قبل الطريقة لا أفكر ولا
أخشى من شيء ولكن سألت نفسي كيف كنت أعيش تلك الحياة؟ والآن أفكر في
الآخرة ولابد من العمل وقد منحتني الطريقة الأمان بمعنى أنها أصبحت
حصني وزال خوفي، حتى الصلاة قبل الطريقة كانت مثل الواجب ولكن تغيرت
الآن وأحاول إتقانها واكثر من النوافل وأقرأ الأوراد، وكل عمل أؤديه
بمحبة ولأني تعودت على الأوراد أصبحت كل شي في حياتي، وقد منحتني
كثيراً من الأمان بمعنى أنها أصبحت حصني وأشعر بطمأنينة كاملة، والذي
نراه جميعا في أنفسنا بأن هناك نداءً من الداخل يمنع الفرد من ارتكاب
المعاصي وأن هناك دائما جهاد وحرب مع النفس وهذه أجمل خصلة أدخلت في
نفسي السعادة، وفي لحظة استماعي للقصائد أبكى بشدة أحس بان هناك
أشياء تمس القلب.والطريقة تقدم لنا الكثير في كل لحظة من حياتنا وقد
لاحظت مثلا عندما توفى أخي بحادث عربة قبل أيام من حضوري ذهبت إلى
المغرب لمدة عشرة أيام للعزاء، وجئت إلى هنا وأنا أعاني من الصدمة
وكان بمثابة الأخ والصديق والأب وكل شي، وعندما وصلت إلى الخرطوم كنت
مجهدة نفسيا لدرجة أني أرى صورة أخي أمامي ولم اكن أتصور باني سوف
أنسى وأرتاح أبدا ولكن الحمد لله بفضل الشيخ وفواتحه وما أعطاني من
أوراد أدخلت الطمأنينة على قلبي والآن أنا سعيدة هذه تجربة ذاتية لم
أكن أتصور بأني سوف أخرج من هذه الصدمة.
|
نعمة الله محمود حسنين |
في يوم الاحتفال بعيد ميلاد بنت خالتي الذى أقيم فى منزلها فرحنا جميعا
بالحدث كباراً وصغاراً، وبعد لحظة جلست لوحدي وتحدثت لنفسي قائلة
(نحن نفرح مع بعضنا بمختلف الأشكال وأنت يارب من الذي يفرح بك ويقيم
الاحتفالات من أجلك) وفي اليوم التالي من هذا الحدث رأيت إحدى
الطالبات في مدرسة القصر العيني الذي كنت اعمل به معلمة وتدعى ميرفت
أمين ممسكة بالمسبحة وسألتها ماذا تفعلين بها؟ وأخبرتني بأنها تقرأ
بها الأوراد وطلبت منها أن افعل مثلها، أخبرتني بالعنوان وذهبت إلى
هناك أخذت الأوراد من المرشد رمضان وطلب مني أن أحضر يوم الخميس
للاستماع إلى الحضرة وبالفعل شاهدت الناس تذكر وهم يردون اسم الله
أحسست في تلك اللحظة أن الله قد ردَّ على سؤالي وعرفني بأن الصالحين
هم أهل الذكر الذين يفرحون بالله ويقيمون الأفراح بذكرهم هذا وبعد
الحضرة تناولنا الشاي والحلويات أدركت أنه الفرح الأكبر، بدأت في نشر
تعاليم الطريقة في المدرسة وعلمت عدداً كبير منهم وحتى الآن لا زالت
علاقتي بهم قوية،سافرت إلى فرنسا ووقف حاجز اللغة أمام نشاطي ولكني
لم استسلم بل كنت اذهب إلى المسجد أتعامل بالإشارة في تصحيح بعض
الأخطاء أجلسهم بجواري أعطيهم الأوراد لكل من ترغب من الفرنسيات
وغيرهنَّ واردد العبارات وهن من خلفي وبالرغم من المشقة ولكني تعاملت
بصبر شديد أحيانا أجد المساعدة من الأخوات العربيات اللاتي يقمن
بفرنسا في الترجمة وبعد الصلاة نلتقي في الكافتيريا حتى أصبحنا
مجموعة كبيرة،أصبحنا نقيم الحضرة في منزل أحد الأخوان وتطور النشاط
وسكنت بحي برساى وكثيرا ما نجتمع في المسجد لإقامة الحضرة وبعدها
حصلنا على منزل فأصبح زاوية وآخر اشتريناه ليصبح زاوية أخرى،أقمنا
زاويا كبيرة في كوري ليسون تبعد عن باريس حوالي 30 كيلو متر وكان قد
زارها مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه، مؤخرا توسع نشاط الطريقة
بفضل مجهودات الإخوان ونتمنى أن تقوم المزيد من الزوايا لتشمل كل
فرنسا.
أول ما رأيت الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه كان ذلك بمصر قبل أربع
وعشرين عاما نظر إلى لمدة لا تقل عن عشر دقائق ولا أدري سبب تلك
النظرة المحيرة ولكن تجربتي في باريس جعلتني أحس أن تلك النظرة كان
المقصود منها هذا البلد الكريم وعراقة شعبه وحبه وحنينه تجاه الآخرين
وكثيرا ما أجد لديهم الاستعداد الكامل للانخراط في الإسلام والطريقة
دون مشقة باعتبار أن باريس تضم قبائل من تونس والجزائر والمغرب
ومعظمهم متزوجون من فرنسيين وهؤلاء يعتبرون عائلة مسلمة ولكنهم
يحتاجون لمن يفهمهم بعض مبادئ الإسلام وخاصة في يوم الجمعة بعد
الخطبة يدخل كثير منهم للطريقة لذا نحتاج لأحد الإخوان السودانيين
ليصبح مرشداً لفرنسا، وخاصة إذا كان الإرشاد من أبناء الشيخ يكون
أفضل وهي دولة كبيرة وحتى تنتشر الطريقة بصورة واسعة كما حدث في
ألمانيا،قبل الطريقة كنت أقوم بأداء العبادات باعتبارها واجباً
وكثيرا ما انشغل بأمور دنيوية ولكنني الآن استمتع بالعبادة وأكثر من
النوافل ولا أرغب في شي من الدنيا غير الطريقة، نهرب من الدنيا
ونجدها تجري من خلفنا وفي مجاهدة النفس اهتم بتنظيم الوقت واشعر
بسعادة لا توصف عند أداء الأوراد ومقابلة المشايخ والأخوان أتمنى أن
لا اخطي في حق أحد مهما حدث منه، أشفق على هؤلاء الذين بعيدين عن
الطريقة لفقدهم لهذه السعادة واعتبر أبناء الطريقة جميعهم أغنياء حتى
ولو كانوا فقراء كما قال الشيخ محمد عثمان رضي الله عنه (كل من يأتي
فقيراً عندنا يضحي غنيا)،اجتهد في دراسة اللغات حتى أتمكن من التحدث
مع الآخرين مما يسهل أداء عملي الإرشادي وواجبي نحو الطريقة.
|
عائشة- إيطاليا |
بعد انتمائي للطريقة، كل من يقابلني يقول لي لقد تغيرت، ولكني لا أحس
بهذا التغيير وذلك أني أهرول كل الوقت ويقولون انك مختلفة جدا إنك
اكثر حلاوة لا ادري ولكن اعلم أنني قبل أن ادخل هذه الطريقة كنت منها
اذهب إلى ألمانيا لم اكن آتي إلى هنا لبعد المسافة والتكلفة العالية
وكان لدي الكثير لا افعله لأنني امتهن مهنتين لذلك على أن اذهب إلى
إخوان الطريقة شمال إيطاليا. كنت أذهب إلى ألمانيا عدة مرات وكان
الأخوات والأخوان يسألونني منذ كم من السنين وأنا في الطريقة؟
أجيب إنها ستة أشهر فقط ولكنهم يعجبون من إجابتي ويقولون إنها عدة
سنوات أجيب ربما كنت في الطريقة لأنني مرتبطة بهذه الطريقة فكريا
وأنا كامرأة لم اكن حرة وكنت أهتم بملبسي ومظهري وكنت مهتمة بحريتي،
ارتكب الخطايا ولكنني متزوجة ولا اعتقد أن النساء المسلمات مثلي
ولكني صرت أخجل كثيرا. ففي أوربا وأمريكا تبدو النساء عاريات فصرت
أخجل من هذه المظاهر، إن الطريق الصحيح المؤدي إلى مرضاة الله هو
اتباع هذه الطريقة.
بدأتُ أتحدث إلى نساء من مختلف الدول لسنَ من إيطاليا فحسب وانما من
ألمانيا والد نمارك لارشادهن لهذه الطريقة لأن الإسلام معلوم ولا علم
لهن بالطريقة،وعندما نويت الذهاب إلى جدة بقصد أداء فريضة الحج قال
لي إمام روما تذكري أن الصلاة لله فقط وكررها ولكني أجبته ولم لا
نصلي علي النبي؟ ! إن الدين الإسلامي عظيم ولكن الطريقة ليست معروفة
للعالم أجمعه إنها شيْ آخر. إننا قلب الإسلام وأنا متأكدةٌ من
ذلك،إذا كان الإنسان يسعد بأداء الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة فإنهم
أناس طيبون فإن الطريقة للإنسان القلِق علاج للروح ومانحة للضروريات
إنني أفهم كثيراً من المسلمين لا يقبلون بهذه الطريقة ولكني أرى أن
ذلك لا يتم إلا بأداء الأوراد فالشيخ إبراهيم يمنحنا المساعدة
الكافية للوصول سريعا لله.انه لا يدعي الألوهية أكرر إنني دخلت
الطريقة منذ عامين فقط ولكني أفهم نفسيتهم لأن الإسلام هو الدين
العظيم والناس تذكر ذلك ولكن الطريقة مختلفة فبدون الأوراد اشعر أن
هناك شيئاً ينقصني فعندما اذهب للعمل وأعود لبيتي متأخرة أنام دون
أداء الأوراد لا اشعر أنني بخير.
أكرر أنني دخلت الإسلام عبر الطريقة أقول شكرا للطريقة لأنها كانت سبيل
هدايتي، أما عن علاقتنا الاجتماعية فإنَّ كثيراً من الناس عرفوا
الطريقة عن طريقنا ويتصلون بنا هاتفيا وأحيانا لا أستطيع أن أرد على
جميع هذه الاتصالات لأن الوقت لا يسمح بذلك وكذلك أداء الأوراد.
ونحن في الطريقة نتقابل مرتين في الأسبوع لأنَّ روما مدينة كبيرة فإنني
اعتقد أننا نضحي أكثر من المسلمين عامة لأن أكثر الوقت نستخدمه في
تعمير الوقت بقراءة الأوراد.
اعتقد أن الأوراد هى الطريق المباشر للاتصال بالمولى عز وجل كالطفل
يبكي ولا يعرف كيف يعبر عن رغبته يبكي يسأل اهتمام الآخرين. أنا
متأكدة إنني أتغير بأداء الأوراد وهذه هي النتيجة،في ألمانيا سنويا
توجد حولية صغيرة تعتمد على الخدمة ومساعدة الأخوان لبعض لذلك نرتب
مع الأخوان المتصوفين في إيطاليا كل ما نحتاجه وسنويا أقابل الشيخ
إبراهيم إن لم يكن هنا فإنني أقابله في أوربا، الحولية هنا كبيرة
فهنا نقابل كثيراً من الناس لم يأتوا إلا لتحية الشيخ إبراهيم
فقط،بصورة عامة فالمقابلة الشخصية ليست كالاتصال الهاتفي مثلا هذا
الصباح قابلت أخاً من سوريا كان يعيش في إيطاليا لمدة عامين، إنها
فرصة طيبة لمقابلة كل الأخوان.
من الصعب على الإيطاليين أن يتحدثوا عن الطريقة لكن نعقد اجتماعا
بالإيطالية بالطبع وهذا مختلف، كما تعلمين فإن الديانة الكاثوليكية
متشددة حتى ولدايَ لا يفهماني ولا اهتمُّ بما يفعلون.
فالأمر في إيطاليا شبيه بأمريكا؛ ضياع، فالناس تفكر بما تلبس وما تأكل،
ولكنهم لا يدرون ما معنى الحياة الروحية سأعمل الكثير وكنت دوماً
أقول عن الطريقة إنها السبيل للوصول إلى الله.
أنها طريقة مختلفة ولكنها طريقة قوية لا أستطيع أن أعبر كما تفعلون
انتم لأنكم ولدتم مسلمين هناك عدة طرق لشرح ذلك للآخرين، لم اكن في
الطريقة قبل عامين وكثيراً ما كنت أبكي وأتساءل عن السبب في هذه
الحال. لقد أهدتني أمي صليبا لألبسه، إنها ميتة الآن لقد كان التغيير
بالنسبة لي قوياً جداً ونطقت بالشهادة قبل عامين، ولاحظ الناس حولي
التغيير الذي طرأ على وأشاروا إلى ذلك، تساءلت عما حدث فقد بدوت
امرأة أخرى لم أكن أتوقع أن أكون كالعربيات مثلا لا يستعملن الشوكة
والسكين في أكلهن وكثيراً ما قلت إنني لن اكون مثلهن ولكن التغيير قد
حدث بصورة كبيرة وقد قابلت زوجة الشيخ إبراهيم في روما وكنت أبكي
كثيراً وعندما تسألني لماذا؟ أجيب بأنني دخلت في هذه الطريقة متأخرة
لأنني كبيرة في السن وفي الخمسين من عمري فتجيب بأن الشيخ سيساعدني
في الحقيقة لم أكن متزوجة وقد تزوجت من عبد الحق وهو صحفي واكثر
حوارنا عن الطريقة إننا نمثل ثنائياً جيدا، أريد بالطبع أن أنجب
أطفالا،إننا نحتاج في إيطاليا لمن ينشد القصائد ويقرأ الأوراد
اسمي عائشة وقد عرفت معناه وقد دلني عليه الشيخ والاسم خفيف،سهل ويقول
لي زوجي إنه الاسم المناسب فهو يعرف هذه الأشياء اكثر أنه أسلم منذ
ثمانية عشر عاماً وقد بدأت القراءة وكثيراً ما أخطيء فيأمرني
بالقراءة ولكن هناك مشكلة في الحصول على الكتب.
وبدأت كتابة الشعر الصوفي واكتب عن الحب.
|
سكينة
بوقي دينا |
راعية بدار المسنين من أصل جزائري أعيش في فرنسا منذ صغري وقبل أن اذهب
إلى الجزائر كنت متدينة وكثيرا ما أصلي في المسجد ولكن عندما ذهبت
إلى الجزائر ورأيت المتطرفين في الدين ومدى تشددهم كرهت حديثهم عن
الإسلام وبدأت أتمرُّد على الدين ولكن بعودتي مرة أخرى لفرنسا عانيت
من الغربة القاسية ولم أستطع مقاومتها إلا بالدين وبعدها ذهبت
للمدينة لكى أتعلم القرآن وجزءاً من الشريعة والقراءات بطريقة جيدة،
مكثت بها عدة سنوات، لم أتعلم إلا القليل وعند عودتي إلى فرنسا
التقيت بالأخت زينب وهى فرنسية في مسجد وأعطتني الطريقة أرشدتني
لكثير من الصواب وصححتُ لي بعض المفاهيم الخاطئة وبحمد الله أصبحت
الطريقة كل شيء في حياتي واحضر سنويا إلى السودان، ذهبت لألمانيا
والتقيت بالشيخ حسين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني وتعلمت منه
كثيرأ من الأخلاق لأنَّ حياة الصالحين دقيقة ومرتَّبة ومنظمة ولديهم
المقدرة على معاملة كل فرد على حسب سايكلوجيته وأكثر ما يعجبني دقتهم
في تنظيم الحياة ونشاطهم المستمر في نشر الطريقة وفي كل مرحلة تربوية
يعطون الفرد جرعة وهذا يحتاج لمزيد من الوقت، فمثلا رآني أحد الشائخ
استعمل الأسبرين من القرص بطريقة عشوائية فأمرني بأخذه بانتظام عند
الاستخدام ومنذ تلك اللحظة أدركت دقة تعاملهم مع الناس والأشياء.
مع الشيخ تعلمت القرآن وجزءاً من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وبالتربية والأوراد فهمت المعنى الحقيقي للقرآن وما وجدته في فترة
قليلة في الطريقة اكثر من تلك السنين التي قضيتها في المدينة، لذلك
لابد من التأسي بالمشائخ إنهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى
المريد أن يمزج هذه المحبة بالعمل حتى تأتي بالنفع على الطريقة لأنها
تعتمد على العمل وضرورة البحث عن العلم امتثالا لقوله صلى الله عليه
وسلم (اطلبوا العلم ولو في الصين) وقد مُنحنا هذه الفرصة من المشائخ
لذا لابد من استغلالها وعدم ضياعها وبالرغم من صعوبة انتشار الطريقة
في فرنسا نعمل بكل جد من أجل الانتشار لأن العرب أنفسهم لا يفقهون
التصوف وبعضهم متطرفون في فهم الدين والشريعة وحتى في لبسهم وتعاملهم
مع الآخرين بها نوع من القسوة ولا يحترمون المرأة عندهم وتفرض عليها
كثير من القيود حتى تفعل المرأة كل شي وهى مكرهة عليه فكيف بحال قوم
كارهين لأنفسهم ويحبون أن يتبعهم غيرهم؟ فنجد أنه ليس لديهم ثقافة
دينية ويأخذون الآخرين إلى الإسلام بإستراتيجية معينة خالية من محبة
الآخرين للإسلام عكس التصوف الذي يعتمد على محبة الناس له، وإذا تشدد
الفرد يمكن أن يصل درجة يقوم بأداء الفرائض والعبادات كثوابت من غير
حب فإذا كان هذا حالهم فكيف يطالبون الآخرين بالدخول إلي الإسلام
وحبه؟ وبمجرد النظر إليهم يحس الفرد بأن وجوههم فيها نوع من الشدة
والقسوة والتزمت وخالية من الخير لقد آثرني أدب الطريق وتلك المساواة
في التعامل بين المرأة والرجل وما بها من نوع من الاحترام ولا يضع
المشائخ في معا ملتهم اختلافاً بين الأعراق إلا بالتقوى كما جاء في
القرآن الكريم وفي وجوه المشائخ اشعر بأنها تأخذ من جمال النبي صلى
الله عليه وسلم ومن القرآن الكريم تأخذ منه نوره صلى الله عليه وسلم
وتعيش معي هذه الفكرة لدرجة إنني التقيت بملكة الأردن في باريس
وحولها الحاشية وبالرغم من هذه العظمة إلا إنني لم اشعر بعظمتها
مقارنة بتلك العظمة والهيبة التي أراها عندما أرى المشائخ كلهم لهذا
لا أرى فرقاً بينهم جميعاً لأنهم أولياء الله وما يدل على ذلك عندما
استمع لصوت الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني أجده نفس
صوت والده.
وقد بدأت الطريقة تنتشر من خلال سلوك مريديها وإذا فهم كل مريد دوره
يمكن أن يعطي الأوراد وقد أعطيت كثيراً من الناس الأوراد الذين
أصادفهم فى المترو وكنت أخبئ المسبحة ولكنى شعرت أن الطريقة لابد أن
تنتشر، اليوم في فرنسا يمر بصعوبة بالغة ولكن بمجرد الاستماع إلى
الحضرة ينتهي كل التعب والهم وأثناء الحضرة أكون في غاية النشوة
لدرجة لادري هل أنا في فرنسا إن في السودان؟
أخيرا شكري وتقديري لأسرة رايات العز وربنا يوفقكم لما فيه خير هذه
الأمة
هدى عبد الماجد |