العد د الثاني  (آذار)
 

مقتطفات من خطاب مولانا الشيخ ابراهيم في حولية سنة1999

جَــــلَّ وَصــفُ غِرَاسـُـهــا

ورشــــــة الشـــــباب

شعاع من بني النور


مقتطفات من خطاب مولانا الشيخ ابراهيم في حولية سنة 1999م

وقد اشتهرت الطريقة في السودان في عهد العارف بالله حُجة عصره وزمانه القطب الفرد الجامع الكبير مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه المكنى بفخر الدين.. المالكي المذهب المولود في سنة 1902م، والذي انتقل إلى جوار ربه في الحادي والعشرين من جمادى الثانية سنة 1403هـ الموافق الرابع من أبريل 1983م. وهو الذي أرسى دعائم الطريقة وبَذَر حِنطة انتشارها في كافة أنحاء العالم... تبحر في علوم الدين وأرجع علوم التصوف إلى الكتاب والسنة الشريفة.. وقام بتأليف كتاب (تبرئة الذمة في نصح الأمة) وكتاب (انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان) وسُجِّلت له مئات من أشرطة الدروس والتي تمت طباعتها مؤخراً في شكل كتب واسطوانات مدمجة، كل هذه العلوم والكتب وفرت السند الشرعي والدليل القاطع والبرهان العلمي والعملي للتصوف... كانت حلقات دروسه مرجعاً لكبار العلماء من العالم الإسلامي وعلى رأسهم شيوخ الأزهر وأساتذة الجامعات والعلماء في أوروبا وأمريكا واستراليا وغيرها، فكان بحق منبراً للإسلام الصوفي الصحيح وحجة قاطعة تستند على الكتب والسنة الشريفة.


جَــــلَّ وَصــفُ غِرَاسـُـهــا

السيارة تنهب الطريق إلى بلد الحديدوالنار فى صيف أغسطس القائظ حيث أصر مولانا الشيخ إبراهيم الشيخ رضى الله عنه على زيارة الزوايا فى شمال البلاد السودانية التى أشك فى تقديرها جغرافيا بأنها مليون ميل مربع فهذا التقدير أقل بكثير مما نعانيه فى رحلاتنا مع الشيخ الذى لايعرف الراحة إلا فى لقاء أبناءه ومريديه ومشاركتهم ليس فى أفراحهم وأتراحهم فحسب بل يشاركهم حتى فى معاناتهم فى السفر وسوء الطقس ، ومرت السيارة بمدينة شندى وانعطفنا نحو الزاوية لأخذ قسط من الراحة وخرج الأحباب براياتهم وطبولهم ونسينا معاناة الطريق مع شراب الوصل الذى استقينا من قصائده حتى رويت أرواحنا وجاء دور شراب الأجساد ليبتل ريقنا الذى جف وحمل الأخوة شراب بنى اللون فارتشفت رشفة نهمة طويلة ووضعت الكوب وقلت للساقى ياأخى مش تحط شوية سكر فى العرديب فرد قائلا إنه ليس عرديب فقلت اذا فهو حلو مر فضحك وقال :وليس حلو مر فسألته فى استغراب فماذا يكون؟

فقال هذه مياه الفيضان وهذا لون الطمى فضحكنا جميعا وذهبنا للوضوء لنستعد لصلاة الظهر مع الشيخ ، وبعد أن فرغنا من الصلاة نظر الشيخ إلى مسئول الحضرة وقال : أين أبناء (فلان) ونزل علينا السؤال كالصاعقة ففلان هذا كم عادى وحارب الشيخ سنين طوال وتوفى الرجل وناهيك عما فعله الشيخ من العزاء بإرسال مندوبين عنه لأنه كان خارج السودان وأمرهم بكل أنواع المشاركة المعنوية والمادية وظل على اتصال ليتأكد أن من كلف بهذه المهمة سوف يقوم بها على خير وجه ، كل هذا من خلق الشيخ وفى عرفه جائز لأنه لاشماتة فى الموت وأن السماح من شيم الكرام والعفو عند المقدرة وكل ذلك ولكن من يرى معى الآن وجه الشيخ وهو غاضب من مسئول الحضرة لأنه لم يهتم بأبناء ذلك الرجل وعليه الذهاب إليهم وإحضارهم إلى الزاوية البرهانية لينشأوا نشأة سليمة تبعدهم عن الإنحراف الأخلاقى أو الانخراط فى جماعات متطرفة يظن أن الشيخ يتحدث عن أبناء أحد أحبابه أوعائلته أومن يهمه أمرهم بالدرجة الأولى.

وكنت دائما أقرأ قول الرسول الكريم عن مكارم الأخلاق (تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطى من حرمك) وأقول لنفسى من يستطيع فى كل البشر أن يفعل ذلك وإذا أنا أراه أمامى غاضبا من أجل أن يصل من قطعه بل وحاربه وأراد أن يأخذ منه حقه كشيخ للطريقة ويغضب الشيخ ليصل أبناء هذا الرجل بل ويحذر الناس أن يعاملوهم معاملة سيئة لماضى قد دفنه الشيخ قبل أن يدفن الرجل، أهكذا يكون الخلق الكريم والله ما رأيت هذا من قبل إلا فى سيدى فخر الدين رضى الله عنه أو قرأناه فى الحكايات التى كانت فى الصدر الأول من الصحابة وأهل البيت الكرام.

   فى جناحيه رحمتى ولديه           عوض الوالدين يلقى اللطيم

   فى يمينيه قوتى ومراسى           بلسانيــه عالم وعليــم

   ورياح اللقاح لو ذات يوم          عدمت حبه فريح عقيـــم

ياسيدى هأنذا أنحنى إجلالا وتوقيرا لمثالا يضرب كل يوم بل فى كل تصرف يصدر إن فهمناه كان خيرا لنا وإن لم نفهمه نسأل السماح وسعة الصدر التى خبرناها على مدى السنين الطوال أطال الله بقائك وأعاننا على فهم معانيك.

فتى الواد


ورشــــــة الشـــــباب

الخرطوم - صديق أبو هريرة

تحت رعاية مولانا الشيخ إبراهيم محمد عثمان عبده البرهاني تشهد ورشة الانشاد الدولية بالخرطوم نشاطاً مكثفاً هذه الأيام استعداداً للاحتفالات السنوية للطريقة إحتفاءً بسيدي الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني والتي سينعقد خلالها مؤتمر الانشاد الدولي الثاني في يومي الأول والثاني من شهر ابريل 2002 بمشاركة عدد من دول العالم، كما تشارك في الورشة كافة ورش الانشاد على مستوى جمهورية السودان بنماذج من الروايات الجديدة بالاضافة إلى مساهمات بعض الدول العربية والأوروبية كما تشتمل على مسابقات في حفظ القصائد.


شعاع من بني النور

لم يذكروا إلا بطيب فعالهم

أهل العلو هم أهل القرب وهم السعداء الذين لطفت حياتهم بلطف أرواحهم فصاروا من أهل اليمين ومستقرهم الجنة.  خرجوا لنا بمتعة الحديث كلامهم قليل وعبارات تدل على الإدراك الكامل بكل شئ خفاء وتواضع وحب منتهاء ليس له مثيل أو بالأصح منقطع النظير إذا جلست قبالتهم لا تدرك ما تقوله أو تفعله من شدة الوقار والهيبة ينتابك الشعور بالحياء في كل لحظة تنظر إليهم وأيضا الخوف والفرحة في آن واحد.

أنهم علماء التصوف والذين أنكرهم البعض وهم يرون في ذلك بأعينهم الجحودة مالايرونه بالبصيرة. حديث صرف لا ينضب أو ينتهي عن مجالس العلماء أهل الذكر أهل الله هؤلاء الصفوة المختارة لايمكن الحديث عنهم بسهولة لأنه قد لاتجد ماتقوله حقا وخوفا في أن ينتابك التقصير فيما تقوله.

هنا يتعين علينا الوقوف والتأمل بهؤلاء الصفوة والإهتمام بأقوالهم وأفعالهم وكل ما يشيرون أليه والإقتداء بهم فإن لنا شخصيتنا الإسلامية التي يجب أن نحميها من الذوبان في أي كيان آخر وأن تصمد هذه الشخصية أمام أعاصير التيارات القادمة والتحولات المنتظرة والقفزات المتجددة وبمقتضى تشكيل هذه الشخصية الإسلامية يتطلب معرفة حقيقة ما نأخذ وماندع إلى جانب الموازنة بين إيجابيات الأخذ وسلبيات الترك حتى لا نتخلف دينيا وروحيا وفي الوقت نفسه نحافظ على إحالتنا من الضياع.

ومن ناحية أخرى نجد أن المسلمون يعيشون في واقعهم الحالي فترة زمنية حرجة ، فحياتهم تفيض بالآلام وتمر بالأحزان وتختزن الكثير من صور المآسي والقلق والإحباط وكأنه لايكفيهم مايحيطهم من خطط مدروسة وما يراد بهم من تدهور مقصود.  وفي أبسط الأمور نجدهم يتخبطون في دوامة الجهل والجري وراء ملذات الدنيا دون هداية أو دراية إلى أين وإلى متى ؟ تستمر هذه الحالة وراء أصحاب النفوس الضعيفة والنزعات الشيطانية والأغرب من ذلك نجد طبقات المثقفين والمتعلمين تحيطهم الجهالة بأبسط أمور الدين يلجأون إلى الشعوذة والجدل والإستعانة بالدجالين في كل أمور الحياة.  ويعلمون علم اليقين أن هذه الأفعال لاتفيد بشئ حتما . قال مولانا الشيخ رضي الله عنه :.

  العلم كنز والصدور منازل           وبغيره تبدو الصدور قفارا

وقفة تأمل ندير بها رؤسنا لتستقر عقولنا قبالة شعاع نور يفيض رحمة وهداية لننهل من صفو الحديث العذب دررمن أقوالهم وأفعالهم . فالأولياء خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهم أسعد الخلق لأنهم فازوا بالأكملية ظاهرا وباطنا  وحازوا على الغالي من العلوم الإلهية والمعارف اللّدنية

قال  سيدي فخر الدين  رضي الله عنه :.

         الصالحون إذا تلقوا منـحة           عكفوا عليها سجدا وقيامـا

               قد أنفقوا أعمارهم لم يقتروا          وتفيأوا الحسنى وكان لزاما

غادة سليمان الزين