شعاع من بني النور
لم يذكروا إلا بطيب فعالهم
أهل العلو هم أهل القرب وهم السعداء الذين لطفت حياتهم بلطف أرواحهم
فصاروا من أهل اليمين ومستقرهم الجنة. خرجوا
لنا بمتعة الحديث كلامهم قليل وعبارات تدل على الإدراك الكامل بكل شئ
خفاء وتواضع وحب منتهاء ليس له مثيل أو بالأصح منقطع النظير إذا جلست
قبالتهم لا تدرك ما تقوله أو تفعله من شدة الوقار والهيبة ينتابك الشعور
بالحياء في كل لحظة تنظر إليهم وأيضا الخوف والفرحة في آن واحد.
أنهم علماء التصوف والذين أنكرهم البعض وهم يرون في ذلك بأعينهم الجحودة
مالايرونه بالبصيرة.
حديث صرف لا ينضب أو ينتهي عن مجالس العلماء أهل الذكر أهل الله هؤلاء
الصفوة المختارة لايمكن الحديث عنهم بسهولة لأنه قد لاتجد ماتقوله حقا
وخوفا في أن ينتابك التقصير فيما تقوله.
هنا يتعين علينا الوقوف والتأمل بهؤلاء الصفوة والإهتمام بأقوالهم
وأفعالهم وكل ما يشيرون أليه والإقتداء بهم فإن لنا شخصيتنا الإسلامية
التي يجب أن نحميها من الذوبان في أي كيان آخر وأن تصمد هذه الشخصية أمام
أعاصير التيارات القادمة والتحولات المنتظرة والقفزات المتجددة وبمقتضى
تشكيل هذه الشخصية الإسلامية يتطلب معرفة حقيقة ما نأخذ وماندع إلى جانب
الموازنة بين إيجابيات الأخذ وسلبيات الترك حتى لا نتخلف دينيا وروحيا
وفي الوقت نفسه نحافظ على إحالتنا من الضياع.
ومن
ناحية أخرى نجد أن المسلمون يعيشون في واقعهم الحالي فترة زمنية حرجة ،
فحياتهم تفيض بالآلام وتمر بالأحزان وتختزن الكثير من صور المآسي والقلق
والإحباط وكأنه لايكفيهم مايحيطهم من خطط مدروسة وما يراد بهم من تدهور
مقصود. وفي أبسط الأمور نجدهم يتخبطون في دوامة الجهل والجري وراء ملذات
الدنيا دون هداية أو دراية إلى أين وإلى متى ؟ تستمر هذه الحالة وراء
أصحاب النفوس الضعيفة والنزعات الشيطانية والأغرب من ذلك نجد طبقات
المثقفين والمتعلمين تحيطهم الجهالة بأبسط أمور الدين يلجأون إلى الشعوذة
والجدل والإستعانة بالدجالين في كل أمور الحياة. ويعلمون
علم اليقين أن هذه الأفعال لاتفيد بشئ حتما .
قال مولانا الشيخ رضي الله عنه :.
العلم كنز والصدور منازل وبغيره تبدو الصدور قفارا
وقفة تأمل ندير بها رؤسنا لتستقر عقولنا قبالة شعاع نور يفيض رحمة وهداية
لننهل من صفو الحديث العذب دررمن أقوالهم وأفعالهم
.
فالأولياء خلفاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهم أسعد الخلق لأنهم فازوا بالأكملية
ظاهرا وباطنا وحازوا على الغالي من العلوم الإلهية والمعارف اللّدنية
قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه :.
الصالحون إذا تلقوا منـحة عكفوا
عليها سجدا وقيامـا
قد
أنفقوا أعمارهم لم يقتروا
وتفيأوا الحسنى وكان لزاما
غادة سليمان الزين
|