باب مدينة العلم
(الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه)
قال
الإمام علىّ بن أبى طالب كرم الله وجهه: الحق تعالى ليس من شئ ولا فـي شئ
ولا فوق شئ ولا تحت شئ إذ لو كان من شئ لكان مخلوقا، ولو كان فوق شئ لكان
محمولا، ولو كان فـي شئ لكان محصورا، ولو كان تحت شئ لكان مقهورا.
قيل
له: يا بن عم رسول اللة� أين كان ربنا وهل له مكان ؟ فتغير وجهه وسكت
ساعة ثم قال: قولكم أين الله ؟ سؤال عن مكان وكان الله ولا مكان ثم خلق
الزمان والمكان، وهو الآن كما كان دون مكان ولا زمان�
وتلا الآية:{يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدى لكم
تسؤكم.�وسئل
أيضا :أين الله؟ قال: أين توجب المكان ولا مكان.
..........................................................
وُلد توأمان مقترنا الوركين فـي زمن سيدنا عمر بن الخطاب.
اختلف الناس فيهما فقالوا: إذا مات أحدهما هل يقطع جلد الميت لسلامة الحى
؟ أم الميت أولى بالاحترام فيقطع شئ من جلد الحى ليدفن الميت بجميع بدنه
؟ فقال عمر: سلوا علياً فسألوه، فقال: سلوا أمهما هل ينام أحدهما ويبقى
الآخر صاحياً ؟ فقالت الأم: لا بل إذا نام أحدهما ينام الآخر معه
فقال على: حينئذ لا تقع هذه النازلة ولا يموت أحدهما إلا حين موت الآخر�
فقيل له: من أى دليل استنبط هذه المعضلة� فقال: من قول الله تعالى:(الله
يتوفـي الأنفس حين موتها والتي لم تمت فـي منامها فيمسك التي قضى
عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى).
|